بازگشت

نزول الماء من السماء


و من آياته تعالي انزال الماء من السماء فانه من عجائب صنعه جلت قدرته، فقد خلقه مركبا من الأكسجين و الهيدروجين بنسبة واحد (O) و اثنان (H). و كل عنصر من أجزائه يختلف عن العنصر الآخر و يخالفه و جعله تعالي سببا لحياة الانسان و سببا لرزقه و معيشته فقال سبحانه: (و في السماء رزقكم و ما توعدون) [1] .

فنزول المطر حياة للأرض، لأن فيها قوة الحياة الانسانية و الحيوانية و النباتية، فيحصل بذلك النبات و الأزهار و الرياحين، و تلبس الأرض فستانها القشيب الجميل المضمخ بعطر الزهور، و لا ريب ان الجمال يبعث علي البهجة



[ صفحه 114]



و المسرة لكل من نظر اليها، و هذا هو المراد من حياتها. و في ذلك شواهد علي قدرة الصانع الماهر و ابداعه. ولو أمعن الانسان في النبات و الزرع و ما فيهما من العجائب لآمن بقدرة الله و جمال صنعه و حسن تدبيره. فالزرع بحكمة الهية يخرج بالحد الذي يحتاج اليه الانسان في أوقات معلومة، فما يخرج في موسم الربيع لا يخرج في الخريف و ما يخرج في موسم الصيف لا يدرك في الشتاء زد علي ذلك الأشجار المتنوعة الثمار، فانها متغايرة بألوانها و طعمها و رائحتها و فائدتها الصحية مع أنها تسقي بماء واحد، و تخرج من أرض واحدة، فلو نظر الانسان الي كل ذلك بعين بصيرة لآمن بربه و ما زاغ قلبه و ما خرج عن جادة الايمان. المهم أن يعمل بعقله السليم و يفكر مليا. قال الامام الصادق عليه السلام:

«تفكير ساعة خير من عبادة سنة».


پاورقي

[1] سورة الذاريات، الآية: 20.