بازگشت

تسخير السحاب


كل ما في الكون سخره سبحانه و تعالي لخدمة الانسان، و مصالحه و سعادته، و من آياته تسخير السحاب، فقد سخره في أوقات مخصوصة لاحياء العباد و البلاد، و استمرار وجوده يؤدي الي فساد جميع المركبات التي تتوقف علي الجفاف، لأنه يستر أشعة الشمس؛ و انقطاعه يؤدي الي القحط فيهلك الانسان و الحيوان فكان تقديره بالأوقات الخاصة، و الفصول المعينة، بحكمة الهية لأجل الصالح العام، لعامة المخلوقات. و هذه بلا ريب من رحمته الواسعة التي وسعت كل شي ء.

و السحاب كما هو معلوم يتكون من تكاثف البخار في الهواء، و يختلف ارتفاعه علي حسب نوع السحب، فمنها ما يكون علي سطح الأرض كالضباب، و منها ما يكون ارتفاعه بعيدا الي أكثر من 12 كيلومترا، و عندما تكون سرعة الرياح الصاعدة أكثر من ثلاثين كيلومترا في الساعة لا يمكن نزول قطرات المطر المتكون، و ذلك لمقاومة الرياح لها.

و كلما تناثرت النقط تشحن بالكهرباء الموجبة، و تنفصل عنها الكهرباء السالبة التي تحملها الرياح.. و بعد مدة تصير مشحونة شحنا وافرا بالكهرباء، و عندما تقترب الشحنتان بعضها من بعض بواسطة الرياح.. يتم التفريغ الكهربائي، وذلك بمرور شرارة بينهما، و يستغرق و ميض البرق لحظة قصيرة و يكون شكله خطا منكسرا، و يسمع بعده الرعد و هو عبارة عن الموجات الصوتية التي يحدثها الهواء، و تخيم السحابة، و يتنزل منها المطر الذي يغيث الأرض فتأخذ منها حاجتها المطلوبة.



[ صفحه 117]



فتأمل كيف ولدت الرياح الكهرباء بنوعيه الموجب و السالب في السحب، و سببت نزول المطر منها [1] . كل ذلك بتقدير دقيق من الله العزيز العليم الرحيم...

هذا بعض ما ورد في الآية الكريمة من الشواهد و الأدلة الواضحة علي وجود الله تقدس اسمه و تعالي ذكره. فهو المصدر الوحيد لوجود هذه العوالم. و قد استدل الامام عليه السلام بهذه الآيات لدعم حقيقة الايمان.


پاورقي

[1] الله و العلم الحديث ص 175 - 174.