بازگشت

الامام الكاظم علامة عصره و علامة كل عصر: فضل العلم و العلماء


1 - روي عن ابراهيم بن عبدالحميد، عن أبي الحسن موسي الكاظم عليه السلام قال: «دخل رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم المسجد فاذا جماعة قد أطافوا برجل فقال: «ما هذا؟ فقيل: علامة. فقال: و ما العلامة في رأيكم؟ فقالوا له: أعلم الناس بأنساب العرب و وقائعها، و أيام الجاهلية، و الأشعار العربية.

فقال صلي الله عليه و اله و سلم: ذاك علم لا يضر من جلهه، و لا ينفع من علمه؛ ثم قال النبي صلي الله عليه و اله و سلم: انما العلم ثلاثة:

2 - آية محكمة، أو فريضة عادلة، أو سنة قائمة، و ما خلاهن فهو فضل. [1] .

- روي المجلسي عن الراوندي باسناده عن موسي بن جعفر عن آبائه عليهم السلام عن النبي صلي الله عليه و اله و سلم قال: لا خير في العيش الا لمستمع واع، أو عالم ناطق» [2] .

- و بهذا الاسناد قال:

3 - «قال رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم: أربع يلزم من كل ذي حجي و عقل من أمتي، قيل: يا رسول الله ما هي؟ قال:

1 - استماع العلم. 2 - و حفظه. 3 - و نشره عند أهله. 4 - و العمل به.



[ صفحه 136]



- و الآن ماذا عن أنواع العلم عند الناس.

قال الاربلي: قان ابن حمدون في تذكرته: قال موسي بن جعفر عليه السلام: «وجدت علم الناس في أربع:

أولها: أن تعرف ربك و مفادها وجوب معرفة الله تعالي التي هي اللطف.

و ثانيها: أن تعرف ما صنع بك من النعم التي يتعين عليك لأجلها الشكر و العبادة.

و ثالثها: أن تعرف ما أراد منك: فيما أوجبه عليك و ندبك الي فعله لتفعله علي الحد الذي أراده منك فتستحق بذلك الثواب.

و رابعها: ان تعرف ما يخرجك من دينك، و هي أن تعرف الشي ء الذي يخرجك عن طاعة الله فتتجنبه» [3] .

- و عن موسي بن جعفر عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم: سائلوا العلماء، و خالطوا الحكماء، و جالسوا الفقراء».

فسؤال العلماء توضيح و تصحيح، و مخالطة الحكماء غذاء للعقل و توسع في المعرفة، و مجالسة الفقراء مؤانسة لهم و مشاركة في الانسانية.

1 - ففي الحديث الأول يوضح عليه السلام العلم الذي لا يضر من جهله، و لا ينفع من علمه: فعلم الأنساب، و علم وقائع العرب، و الأشعار العربية، كل هذه ليس فيها ما يبعث علي غذاء الفكر، أو يزيد في حياة المسلمين الحضارية، أو يخلق تقدما و تطورا يساعدهم علي النهوض في ركاب الحضارة الانسانية. فهذه المعارف قلل النبي صلي الله عليه و اله و سلم من أهميتها و دعا الي الاهتمام بسائر العلوم الأخري لأنها لا تضر من جهلها و لا تنفع من علمها.

2 - ثم بين عليه السلام العلم الأصيل الذي عليهم تعلمه فانهم يجدونه في:

آية محكمة، أو فريضة عادلة أو سنة قائمة. و هذا يعني التفقه في الدين و معرفة الأحكام الشرعية، فقال لهم:



[ صفحه 137]



«تفقهوا في دين الله، فان الفقه مفتاح البصيرة، و تمام العبادة، و السبب الي المنازل الرفيعة، و الرتب الجليلة، في الدين و الدنيا. و فضل الفقيه علي العابد كفضل الشمس علي الكواكب، و من لم يتفقه في دينه لم يرض الله له عملا..».

3 - ثم وضح عليه السلام طرق التعلم و كيفية الافادة منه فحصرها في أربع:

أولا: استماع العلم: فعلي المتعلم أن يصغي جيدا لما يسمعه من العالم لأن فن الاستماع هام كفن التعليم، و من لم يسمع جيدا لا يستوعب جيدا.

ثانيا: الحفظ: و هو أمر ضروري لأن الذاكرة خزانة المعارف و العلوم فمن لا يحفظ لا يستطيع الافادة مما تعلمه.

ثالثا: نشلر العلم. و من واجب العالم أن ينشر علمه و لا يبقيه محصورا في صدره ذلك حتي يفيد به الآخرين. لأن العالم الذي يخزن علمه و يبخل به علي سواه كالغني البخيل يخزن ماله فلا يفيد نفسه و لا يفيد غيره. لكن علي العالم أيضا أن يعرف أين ينشر علومه. عليه أن يضع الشي ء في مواضعه، فلا ينشره الا عند أهله. ذلك ان الماء يسقي به الزارع الأرض الخصبة و ليس الأرض الرملية.

رابعا: اقتران العلم بالعمل.

اقتران العلم بالعمل هو الغاية المرجوة. قال الدكتور زكي نجيب محمود في كتاب تجديد الفكر العربي: «من علامات هذا العصر المميزة انه عصر العلم المقترن بالعمل و الموصول أحدهما بالآخر. فاذا وجدت علما مزعوما لا يجي ء بمثابة الخطة الدقيقة لعمل يؤدي فقل انه ليس من العلم في شي ء الا باسم زائف».

لكن هذا الجديد المزعوم أعلنه أهل البيت عليهم السلام منذ أكثر من 1300 سنة.


پاورقي

[1] الكافي ج 1 ص 32.

[2] بحارالأنوار، ج 1 ص 168.

[3] كشف الغمة ج 2 ص 255.