بازگشت

باب وصاياه و صدقاته


1 ن: ابن إدريس، عن محمد بن أبي الصهبان، عن عبد الله بن محمد الحجال إن إبراهيم بن عبد الله الجعفري حدثه عن عدة من أهل بيته أن أبا إبراهيم موسي ابن جعفر عليه السلام أشهد علي وصيته إسحاق بن جعفر بن محمد [1] و إبراهيم بن محمد الجعفري [2] و جعفر بن صالح [3] و معاوية [4] الجعفريين، و يحيي بن الحسين بن



[ صفحه 277]



زيد [5] و سعد بن عمران الانصاري [6] و محمد بن الحارث الانصاري [7] و يزيد بن سليط الانصاري [8] و محمد بن جعفر الاسلمي [9] بعد أن أشهدهم أنه يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، و أن محمدا عبده و رسوله و أن الساعة آتية لا ريب فيها، و أن الله يبعث من في القبور، و أن البعث بعد الموت حق، و أن السحاب و القصاص حق و أن الوقوف بين يدي الله عز و جل حق، و أن ما جاء به محمد صلي الله عليه و آله حق حق حق و أن ما نزل به الروح الامين حق، علي ذلك أحيا و عليه أموت، و عليه ابعث إنشاء الله.

اشهدهم أن هذه وصيتي بخطي و قد نسخت وصية جدي أمير المؤمنين عليه السلام و وصايا الحسن و الحسين و علي بن الحسين و وصية محمد بن علي و وصية جعفر بن محمد عليهم السلام قبل ذلك حرفا بحرف، و أوصيت بها إلي علي ابني و بني بعده إن شاء و آنس منهم رشدا و أحب إقرارهم فذلك له، و إن كرههم و أحب أن يخرجهم فذلك له، و لا أمر لهم معه، و أوصيت إليه بصدقاتي و أموالي و صبياني الذين خلفت



[ صفحه 278]



و ولدي، و إلي إبراهيم [10] و العباس [11] و إسماعيل [12] و أحمد [13] .



[ صفحه 279]



وام أحمد [14] و إلي علي أمر نسائي دونهم، و ثلث صدقة أبي و أهل بيتي يضعه حيث يري، و يجعل منه ما يجعل ذو المال في ماله إن أحب أن يجيز ما ذكرت في عيالي فذاك إليه، و إن كره فذاك إليه، و إن أحب أن يبيع أو يهب أو ينحل أو يتصدق علي ما وصيته فذاك إليه و هو أنا في وصيتي في مالي و في أهلي و ولدي.

و إن رأي أن يقر إخوته الذين سميتهم في صدر كتابي هذا أقرهم و إن كره فله أن يخرجهم مردود عليه، و إن أراد رجل منهم أن يزوج اخته فليس له أن يزوجها إلا بإذنه و أمره، وأي سلطان كشفه عن شيء أو حال بينه و بين شيء مما ذكرت في كتابي فقد بري من الله تعالي و من رسوله، و الله و رسوله منه بريئان و عليه لعنة الله و لعنة اللاعنين، و الملائكة المقربين، و النبيين و المرسلين أجمعين و جماعة المؤمنين.

و ليس لاحد من السلاطين أن يكشفه عن شيء لي عنده من بضاعة و لا لاحد من ولدي.

ولي عنده مال، و هو مصدق فيما ذكر من مبلغه إن أقل و أكثر فهو الصادق و إنما أردت بإدخال الذين أدخلت معه من ولدي التنويه بأسمائهم، و أولادي الاصاغر و أمهات أولادي من أقام منهن في منزلها و في حجابها فلها ما كان



[ صفحه 280]



يجري عليها في حياتي إن أراد ذلك، و من خرج منهن إلي زوج فليس لها أن ترجع حزانتي إلا أن يري علي ذلك، و لا يزوج بناتي أحد من إخوتهن و من أمهاتهن و لا سلطان و لا عمل لهن إلا برأيه و مشورته، فان فعلوا ذلك فقد خالفوا الله تعالي و رسوله صلي الله عليه و آله و حادوه في ملكه، و هو أعرف بمناكح قومه إن أراد أن يزوج زوج، و إن أراد أن يترك ترك، قد أوصيتهن بمثل ما ذكرت في صدر كتابي، و اشهد الله عليهن.

و ليس لاحد أن يكشف وصيتي و لا ينشرها و هي علي ما ذكرت و سميت فمن أساء فعليه و من أحسن فلنفسه، و ما ربك بظلام للعبيد، و ليس لاحد من سلطان و لا غيره أن يفض كتابي الذي ختمت عليه أسفل، فمن فعل ذلك فعليه لعنة الله و غضبه و الملائكة بعد ذلك ظهير و جماعة المسلمين و المؤمنين، و ختم موسي بن جعفر و الشهود.

قال عبد الله بن محمد الجعفري: قال العباس بن موسي عليه السلام لا بن عمران القاضي الطلحي: إن أسفل هذا الكتاب كنز لنا و جوهر يريد أن يحتجزه دوننا، و لم يدع أبونا شيئا إلا جعله له، و تركنا عالة، فوثب عليه إبراهيم بن محمد الجعفري فأسمعه و وثب إليه إسحاق بن جعفر ففعل به مثل ذلك.

فقال العباس للقاضي: أصلحك الله فض الخاتم و اقرأ ما تحته فقال: لا أفضه لا يلعنني أبوك، فقال العباس: أنا أفضه قال: ذلك إليك، ففض العباس الخاتم فإذا فيه إخراجهم من الوصية و إقرار علي وحده و إدخاله إياهم في ولاية علي إن أحبوا أو كرهوا أو صاروا كالايتام في حجره، و أخرجهم من حد الصدقة و ذكرها، ثم التفت علي بن موسي عليه السلام إلي العباس فقال: يا أخي إني لاعلم أنه إنما حملكم علي هذا الغرام و الديون التي عليكم، فانطلق يا سعد فتعين لي ما عليهن و اقضه عنهم و اقبض ذكر حقوقهم و خذ لهم البراءة، فلا و الله لا أدع مواساتكم و بركم ما أصبحت و أمشي علي ظهر الارض، فقولوا ما شئتم.

فقال العباس: ما تعطينا إلا من فضول أموالنا و ما لنا عندك أكثر، فقال:



[ صفحه 281]



قولوا ما شئتم فالعرض عرضكم، أللهم أصلحهم و أصلح بهم و اخسأ عنا و عنهم الشيطان و أعنهم علي طاعتك، و الله علي ما نقول وكيل، قال العباس: ما أعرفني بلسانك و ليس لمسحاتك عندي طين، ثم إن القوم افترقوا [15] .

2 ن: أبي، عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن أبي الصهبان، عن صفوان بن يحيي، عن عبد الرحمن بن الحجاج قال: بعث إلي أبو الحسن عليه السلام بوصية أمير المؤمننين عليه السلام و بعث إلي بصدقة أبيه مع أبي إسماعيل مصادف، و ذكر صدقة جعفر بن محمد عليه السلام و صدقة نفسه " بسم الله الرحمان الرحيم، هذا ما تصدق به موسي ابن جعفر، تصدق بأرضه مكان كذا و كذا، و حدود الارض كذا و كذا، كلها و نخلها و أرضها و مائها و أرجائها و حقوقها و شربها من الماء و كل حق هو لها في مرع أو مظهر، أو عنصر، أو مرفق، أو ساحة، أو مسيل، أو عامر، أو غامر، تصدق بجميع حقه من ذلك علي ولده من صلبه الرجال و النساء يقسم، وإليها ما أخرج الله عز و جل من غلتها بعد الذي يكفيها في عمارتها و مرافقها، و بعد ثلاثين عذقا يقسم في مساكين أهل القرية بين ولد موسي بن جعفر للذكر مثل حظ الانثيين.

فان تزوجت إمرأة من ولد موسي بن جعفر فلا حق لها في هذه الصدقة حتي ترجع إليها بغير زوج، فان رجعت كانت لها مثل حظ التي لم تتزوج من بنات موسي و من توفي من ولد موسي و له ولد، فولده علي سهم أبيهم للذكر مثل حظ الانثيين علي مثل ما شرط موسي بين ولده من صلبه، و من توفي من ولد موسي و لم يترك ولدا رد حقه علي أهله الصدقة.

و ليس لولد بناتي في صدقتي هذه حق إلا أن يكون أباؤهم من ولدي و ليس لاحد في صدقتي حق مع ولدي و ولد ولدي و أعقابهم ما بقي منهم أحد، فان انقرضوا و لم يبق منهم أحد فصدقتي علي ولد أبي من أمي ما بقي منهم أحد ما شرطت بين ولدي و عقبي، فان انقرض ولد أبي من أمي و أولادهم فصدقتي علي ولد أبي



[ صفحه 282]



و أعقابهم ما بقي منهم أحد، فان لم يبق منهم أحد فصقتي علي الاولي فالأَولي حتي يرث الله الذي ورثها و هو خير الوارثين.

تصدق موسي بن جعفر بصدقته هذه و هو صحيح صدقة حبيسا بتا بتلا لا مثنوية فيها و لا رد أبدا، ابتغاء وجه الله تعالي و الدار الآخرة، و لا يحل لمؤمن يؤمن بالله و اليوم الآخر أن يبيعها أو يبتاعها أو يهبها أو ينحلها أو يغير شيئا مما وضعتها عليه حتي يرث الله الارض و من عليها.

و جعل صدقته هذه إلي علي و إبراهيم فان انقرض أحدهما دخل القاسم مع الباقي مكانه، فان انقرض أحدهما دخل إسماعيل مع الباقي منهما، فان انقرض أحدهما دخل العباس مع الباقي منهما، فان انقرض أحدهما فالأَكبر من ولدي يقوم مقامه، فان لم يبق من ولدي إلا واحد فهو الذي يقوم به، قال: و قال أبو الحسن عليه السلام: إن أباه قدم إسماعيل في صدقته علي العباس و هو أصغر منه [16] .

بيان: المرفع إما المكان المرتفع أو من قولهم رفعوا الزرع أي حملوه بعد الحصاد إلي البيدر، و المظهر المصعد، و العنصر الاصل و في بعض النسخ مكانه أو غيض و هو بالكسر الشجر الكثير الملتف و أصول الشجر، و مرافق الدار مصاب الماء و نحوها، و الغامر الخراب قوله: لا مثنوية فيها، أي لا استثنآء.

3 ن: الهمداني، عن علي، عن أبيه، عن بكر بن صالح، قال: قلت لابراهيم بن أبي الحسن موسي بن جعفر عليه السلام: ما قولك في أبيك قال: هو حي قلت: فما قولك في أخيك أبي الحسن عليه السلام؟ قال: ثقة صدوق، قلت: فانه يقول: إن أباك قد مضي قال: هو أعلم بما يقول فأعدت عليه فأعاد علي، قلت: فأوصي أبوك؟ قال: نعم، قلت: إلي من أوصي؟ قال: إلي خمسة منا و جعل عليا عليه السلام المقدم علينا [17] .



[ صفحه 283]




پاورقي

[1] إسحاق بن جعفر كان من أهل الفضل و الصلاح و الورع و الاجتهاد، روي عنه الناس الحديث و الاثار، و كان ابن كاسب اذ أحدث عنه يقول: حدثني الثقة الرضي إسحاق ابن جعفر، و كان إسحاق يقول بامامة أخيه موسي " ع " و روي عن أبيه النص بالامامة علي أخيه موسي، و هو المعروف بالمؤتمن.

[2] إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب: ذكره الشيخ في رجاله من أصحاب الصادق " ع " و قال: أسند عنه و هو والد عبد الله الثقة الصدوق وجد سليمان بن جعفر الجعفري المشهور، و قد روي عن الصادق " ع " و الكاظم " ع " و هو أحد شهود الوصية كما في المتن و ذكره بعضهم انه أبي الكرام كما في التقريب و عليه فيكون هو الذي ذكره النجاشي في رجاله و أنه روي عن الرضا عليه السلام و ليس ببعيد ذلك، و عليه فيكون نسبه إبراهيم بن محمد بن عبد الله أبي الكرام بن محمد بن علي الزينبي بن عبد الله بن جعفر ابن أبي طالب.

[3] جعفر بن صالح الجعفري: هو جعفر بن صالح بن معاوية بن عبد الله بن جعفر ابن أبي طالب عليه السلام.

[4] معاوية الجعفري يحتمل ان يكون هو معاوية بن علي بن معاوية بن عبد الله بن جعفر، أو هو معاوية بن عبد الله بن معاوية المذكور آنفا.

[5] يحيي بن الحسين بن زيد: قد سبق أن ترجمناه في هامش ص 159 ج 46 من بحار الانوار فراجع.

[6] سعد بن عمران الانصاري: ذكره الشيخ في رجاله من أصحاب الكاظم " ع " و أنه واقفي، و في الخلاصة انه ابي عمران نقلا عن رجال الشيخ كما في ص 352 من مطبوعه و في رجال ابن داود ص 457 نقل عن رجال الشيخ أنه ابن عمران.

[7] محمد بن الحارث الانصاري ذكره الميرزا محمد في رجاله منهج المقال و أنه من أصحاب الكاظم عليه السلام و زاد الاردبيلي علي نقله ذلك عنه انه من شهود الوصية كما في المتن.

[8] يزيد بن سليط الانصاري عده المفيد في الارشاد ص 325 من خاصة أبي الحسن موسي و ثقاته و من أهل الورع و العلم و الفقه من شيعته و ذكره الكشي في رجاله ص 282 و قال: حديثه طويل.

[9] محمد بن جعفر الاسلمي ذكره الاردبيلي في جامع الرواة ج 2 ص 85 و زاد في نسبه بن سعد و قال هو كاتب وصية أبي إبراهيم " ع " و أشار إلي ما في المتن.

[10] إبراهيم بن موسي بن جعفر في أولاد الامام موسي اختلاف بين النسابين في عددهم كما انهم اختلفوا في خصوص إبراهيم فبعضهم علي التعدد أكبر و أصغر و بعضهم علي عدمه و انه المرتضي، و كذا اختلف القائلون بالتعدد في ان أيهما هو المرتضي و الذي لا شك فيه عندهم هو ان المرتضي هو الذي تقلد امرة اليمن أيام أبي السرايا و مهما يكن فإبراهيم المرتضي تقلد امرة اليمن من قبل محمد بن محمد بن زيد أيام أبي السرايا و مضي إليها ففتحها و أقام بها مدة إلي أن انقلب أمر ابي السرايا فأخذ لابراهيم الامام من المأمون، و بقي ببغداد حتي مات مسموما في أوائل سنة 210 و أنشد حين لحده ابن السمان الفقية:



مات الامام المرتضي مسموما

و طوي الزمان فضائلا و علوما



قد مات في الزوراء مظلوما كما

أضحي أبوه بكربلا مظلوما



فالشمس تندب موته مصغرة

و البدر يلطم وجهه مغموما



" باقتضاب عن معجم إعلام المنتقلة ".

[11] العباس بن موسي بن جعفر امه ام ولد، لم يذكر بخير عند من ترجمه لمنازعته مع الامام الرضا " ع " و مع ذلك لا مانع من كونه مشمولا لعموم قول الشيخ المفيد في الارشاد ان لكل واحد من أولاد الكاظم عليه السلام فضلا و منقبة، فقوله هذا لا يستلزم ان يكونوا كلهم في غاية الورع و التقوي، فما أكثر الفضائل و المناقب.

و قد ذكره شيخ الشرف العبيد لي في تهذيب الانساب و أبو نصر البخاري في سر السلسلة و ابن عنبة في العمدة و العميدي في مشجره و غيرهم.

[12] اسماعيل بن موسي امه ام ولد، كان من أجلاء العلماء و الرواة سكن مصر و ولد بها و هو صاحب كتب حسنة يجمعها كتاب الجعفريات أو الاشعثيات نسبة إلي راويها محمد بن محمد بن الاشعث الكوفي و هو يرويه عن موسي بن اسماعيل بن موسي بن جعفر عن أبيه اسماعيل، عن أبيه موسي بن جعفر عليهما السلام، و مما يدل علي حسن اسماعيل انه الذي أمره الامام الجواد عليه السلام بالصلاة علي صفوان بن يحيي البجلي المتوفي سنة 210 كما في شرح مشيخة ت هذيب الاحكام ص 70 لسيدي الوالد دام ظله، و إسماعيل هذا من إعلام المنتقلة و قد ذكره الشريف العبيد لي في تهذيب الانسان و البخاري في سر السلسلة و ابن عنبة في العمدة و العميدي في مشجره و غيرهم.

[13] أحمد بن موسي بن جعفر أمه ام ولد و هي التي كانت موضع ثقة الامام موسي فأودعها ودائع الامامة كما سيأتي في ترجمتها، كان كريما جليلا مقدما عند أبيه، واحد أوصيائه في الوصية الظاهرة، و كان قد وهبه ضيعته المعروفة باليسيرة " باليسيرية " و قيل انه أعتق ألف مملوك، و قد ذكره منتجب الدين في فهرسته و قال ثقة ورع فاضل محدث، و قد حكي عن كتاب لب الانسان ان احمد هذا كتب بيده المباركة ألف مصحف، و اعتق ألف مملوك، و لفضله و ورعه قال فريق بإمامته، و قد ذكر الشيخ منتجب الدين في فهرسته له كتاب 1 كتاب أنساب آل الرسول و اولاد البتول 2 كتاب في الحلال و الحرام 3 كتاب الاديان و الملل، و هو من إعلام منتقلة الطالبيين، و ممن ذكرته كتب الانساب.

[14] أم أحمد كانت من النساء المحترمات و كان الامام موسي شديد التلطف بها و لما توجه من المدينة إلي بغداد أودعها ودائع الامامة و قال لها: كل من جاءك و طلب منك هذه الامانة في أي وقت من الاوقات فاعلمي بأني قد استشهدت و أنه هو الخليفة من بعدي و الامام المفترض طاعته عليك و علي سائر الناس.

و قد روت الحديث عنه عليه السلام لاحظ ترجمتها في تحفة العالم ج 2 ص 27.

[15] عيون اخبار الرضا " ع " ج 1 ص 33.

[16] عيون أخبار الرضا " ع " ج 1 ص 37.

[17] نفس المصدر ج 1 ص 39 و فيه نسخة " و هو أعلم و ما يقول ".