بازگشت

فيما يتعلق بأحوال أولاده


ولد له سبع و ثلاثون، و قيل: تسع و ثلاثون ولدا ذكرا و أنثي: علي بن موسي الرضا عليه السلام و إبراهيم، و العباس، و القاسم، لامهات أولاد، و إسماعيل و له مزار في تويسر كان من بلاد إيران، و جعفر، و هارن، و الحسن، لام ولد و أحمد و محمد، و حمزة، لام ولد، و عبد الله و إسحاق و عبيد الله، و زيد، و الحسن، و الفضل و قبره في بهبهان معروف يزار، و يعرف بشاة فضل، و الحسين، و سليمان، لامهات أولاد، و فاطمة الكبري، و فاطمة الصغري، و رقية، و حكيمة، وام أبيها، و رقية الصغري، و كلثوم، وام جعفر، و لبابة، و زينب، و خديجة، و علية، و آمنة، و حسنة، و بريهة، و عائشة، وام سلمة، و ميمونة، لامهات شتي.

أما إبراهيم فقد قال المفيد رحمه الله في الارشاد و الطبرسي في إعلام الوري: كان إبراهيم بن موسي شجاعا كريما و تقلد الا مرة علي اليمن في أيام المأمون من قبل محمد بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام الذي بايعه أبو السرايا بالكوفة، و مضي إليها ففتحها، و أقام بها مدة إلي أن كان من أمر أبي السرايا ما كان، و أخذه له الامان من المأمون، و صرحا بن لكل من ولد أبي الحسن موسي عليه السلام فضل و منقبة مشهورة.

و في وجيزة المجلسي: إبراهيم بن موسي بن جعفر ممدوح، و في الكافي في باب أن الامام متي يعلم أن الامر قد صار إليه بسنده عن علي بن أسباط قال: قلت للرضا عليه السلام: إن رجلا عني أخاك إبراهيم فذكر له أن أباك في الحياة و أنت



[ صفحه 304]



تعلم من ذلك ما (لا) يعلم؟ فقال: سبحان الله يموت رسول الله صلي الله عليه و آله و لا يموت موسي؟ قد و الله مضي كما مضي رسول الله صلي الله عليه و آله، و لكن الله تبارك و تعالي لم يزل منذ قبض نبيه صلي الله عليه و آله هلم جرا يمن بهذا الدين علي أولاد الاعاجم، و يصرفه عن قرابة نبيه، هلم جرا، فيعطي هؤلاء و يمنع هؤلاء.

لقد قضيت عنه في هلال ذي الحجة ألف دينار بعد أن أشفي علي طلاق نسائه و عتق مماليكه، و لكن قد سمعت ما لقي يوسف من إخوته.

قال جدي الصالح في شرح أصول الكافي: قوله " عني " بمعني قصد و أراد و في بعض النسخ عزا أخاك، قيل ذلك الرجل أخوهما العباس، قوله " فذكر له " فاعل ذكر راجع إلي الرجل، و ضمير له إلي إبراهيم، قوله " و أنت تعلم " أي ذكر أيضا أنك تعلم ما لا يعلم من مكانه، و لفظة لا موجودة في بعض النسخ، و معناه واضح.

قوله " علي أولاد الاعاجم " كسلمان و غيره، و فيه مدح عظيم للعجم، و تفضيلهم علي العرب، و كتب أبو عامر بن حرشنة كتابا في تفضيل العجم علي العرب و كذلك إسحاق ابن سلمة و كيف ينكر فضلهم و في الاخبار ما يدل علي أنهم من أعوان القائم عجل الله تعالي فرجه الشريف و أنهم أهل تأييد الدين.

قال النبي صلي الله عليه و آله: أسعد الناس بهذا الدين فارس رواه الشيخ أبو محمد جعفر ابن أحمد بن علي القمي نزيل الري في كتاب جامع الاحاديث، مع أنهم في تأييد الدين و قبول العلم، أحسن و أكثر من العرب، يدل علي ذلك قوله تعالي: " و لو نزلناه علي بعض الاعجمين فقرأه عليهم ما كانوا به مؤمنين " [1] قال علي بن إبراهيم: قال الصادق عليه السلام: لو نزل القرآن علي العجم ما آمنت به العرب.

و قد نزل علي العرب، فآمنت به العجم، فهي فضيلة للعجم.

و قال عند تفسير قوله تعالي " و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا إن أكرمكم



[ صفحه 305]



عند الله أتقيكم " [2] الشعوب من العجم، و القبائل من العرب، و الاسباط من بني إسرائيل، قال: و روي ذلك عن الصادق عليه السلام.

و قال رسول الله صلي الله عليه و آله يوم فتح مكة: يا أيها الناس إن الله قد أذهب عنكم بالاسلام نخوة الجاهلية و تفاخرها بآبائها إن العربية ليست بآب والد، و إنما هو لسان ناطق فمن تكلم به فهو عربي ألا إنكم من آدم، و آدم من التراب.

و هذا صريح في أن التكلم بلغة العرب وحده لا فخر فيه بل المناط هو التقوي.

و في الفتوحات المكية في الباب السادس و الستين و ثلاثمأة أن و زراه المهدي عليه السلام من الاعاجم، ما فيهم عربي لكن لا يتكلمون إلا بالعربية لهم حافظ، ليس من جنسهم انتهي.

بل المستفاد من خطبة أمير المؤمنين فيما يتعلق بإخباره عن القائم عليه السلام حيث يقول فيها: " و كأني أسمع صهيل خيلهم و طمطمة رجالهم " أنهم يتكلمون بالفارسية قال في البحار: الطمطمة اللغة العجمية، و رجل طمطمي في لسانه عجمة أشار عليه السلام بذلك إلي أن عسكرهم من العجم انتهي و لا ينافي ما ذكره صاحب الفتوحات إذ لعل التكلم بالعربي لوزرائه خاصة دون بقية الجيش.

و في حياة الحيوان عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله: رأيت غنما سودا دخلت فيها غنم كثير بيض، قالوا فما أولته يا رسول الله؟ قال قال: العجم يشركونكم في دينكم و أنسابكم، قالوا: العجم يا رسول الله؟ قال: لو كان الايمان متعلقا بالثريا لناله رجال من العجم و سبب المن و الاعطاء و الصرف و المنع في رواية الكافي هو استعمال الاستعداد الفطري و قبوله، و إبطاله و الاعراض عنه، فلا يلزم الجبر.

قوله " لقد قضيت عنه " قال الفاضل الامين الاسترابادي: أي قضيت عن الذي عزا إبراهيم - و كأنه عباس أخوهما - ألف دينار بعد أن أشرف و عزم علي طلاق نسائه و عتق مماليكه، و علي أن يشرد من الغرماء، و كان قصده من الطلاق و العتق أن



[ صفحه 306]



لا يأخذ الغرماء مماليكه و يختموا بيوت نسائه و قيل: عزمه علي ذلك لفقره و عجزه من النفقة، قوله: " قد سمعت ما لقي يوسف " يعني أنهم يقولون ذلك افتراء و ينكرون حقي حسدا انتهي.

و في بصائر الدرجات أنه [3] ألح إلي أبي الحسن عليه السلام في السوأل فحك بسوطه الارض فتناول سبيكة ذهب فقال: استغن بها و اكتم ما رأيت، و بالجملة قال جدي بحر العلوم رحمه الله ما ذكره المفيد رحمه الله و غيره من الحكم بحسن حال أولاد الكاظم عموما محل نظر، و كذا في خصوص إبراهيم كما هو ظاهر الرواية المتقدمة.

و كيف كان فإبراهيم هذا هو جد السيد المرتضي و الرضي رحمهما الله فانهما ابنا أبي أحمد النقيب، و هو الحسين بن موسي بن محمد بن موسي بن إبراهيم ابن موسي بن جعفر عليه السلام.

و ظاهر المفيد في الارشاد و الطبرسي في إعلام الوري، و ابن شهر آشوب في المناقب، و الاربلي في كشف الغمة أن المسمي بإبراهيم من أولاد أبي الحسن عليه السلام رجل واحد و لكن عبارة صاحب العمدة تعطي أن إبراهيم من ولده اثنان: إبراهيم الاكبر و إبراهيم الاصغر، و أنه يلقب بالمرتضي، و العقب منه، و امه ام ولد نوبية اسمها نجية، و الظاهر التعدد، فان علماء النسب أعلم من غيرهم بهذا الشأن و الظاهر أن المسؤل عن أبيه و المخبر بحياته هو إبراهيم الاكبر، و أن الذي هو جد المرتضي و الرضي هو الاصغر كما صرح به جدي بحر العلوم، و قد ذكرنا أنه مدفون في الحائر الحسيني خلف ظهر الحسين عليه السلام.

و كيف كان ففي شيراز بقعة تنسب إلي إبراهيم بن موسي واقعة في محلة لب آب بناها محمد زكي خان النوري من وزراء شيراز سنة 1240 و لكن لم أعثر علي مستند قوي يدل علي صحة النسبة، بل يبعدها ما سمعت من إرشاد المفيد من



[ صفحه 307]



أنه كان واليا باليمن، بل ذكر صاحب أنساب الطالبيين أن إبراهيم الاكبر ابن الامام موسي عليه السلام خرج باليمن، و دعا الناس إلي بيعة محمد بن إبراهيم طباطبا، ثم دعي الناس إلي بيعة نفسه، و حج في سنة 202 و كان المأمون يومئذ في خراسان، فوجه إليه حمدويه بن علي و حاربه فانهزم إبراهيم، و توجه إلي العراق، و آمنه المأمون، و توفي في بغداد.

و علي فرض صحة ما ذكرناه فالمتيقن أنه أحد المدفونين في صحن الكاظم عليه السلام لان هذا الموضع كان فيه مقابر قريش من قديم الزمان، فدفن إلي جنب أبيه.

و أما أحمد بن موسي ففي الارشاد: كان كريما جليلا ورعا و كان أبو الحسن موسي يحبه و يقدمه و وهب له ضيعته المعروفة باليسيرة، و يقال: إنه رضي الله عنه أعتق ألف مملوك قال: أخبرني أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيي قال: حدثنا جدي سمعت إسماعيل بن موسي عليه السلام يقول: خرج أبي بولده إلي بعض أمواله بالمدينة فكنا في ذلك المكان فكان مع أحمد بن موسي عشرون من خدام أبي و حشمه، إن قام أحمد قاموا، و إن جلس جلسوا معه، و أبي بعد ذلك يرعاه و يبصره ما يغفل عنه، فما انقلبنا حتي تشيخ أحمد بن موسي بيننا انتهي.

و كانت امه من الخواتين المحترمات، تدعي بام أحمد، و كان الامام موسي شديد التلطف بها، و لما توجه من المدينة إلي بغداد، أودعها ودايع الامامة و قال لها: كل من جاءك و طالب منك هذه الامامة في أي وقت من الاوقات فاعلمي بأني قد استشهدت و أنه هو الخليفة من بعدي و الامام المفترض الطاعة عليك و علي سائر الناس، و أمر ابنه الرضا عليه السلام بحفظ الدار.

و لما سمه المأمون في بغداد جاء إلي الرضا عليه السلام و طالبها بالامانة، فقالت له ام أحمد: لقد استشهد والدك؟ فقال: بلي، و الآن فرغت من دفنه، فأعطني الامانة التي سلمها إليك أبي حين خروجه إلي بغداد، و أنا خليفته و الامام بالحق



[ صفحه 308]



علي تمام الجن و الانس، فشقت أم أحمد جيبها، وردت عليه الامانة و بايعته بالامامة.

فلما شاع خبر وفاة الامام موسي بن جعفر عليه السلام في المدينة اجتمع أهلها علي باب ام أحمد، و سار أحمد معهم إلي المسجد و لما كان عليه من الجلالة، و وفور العبادة و نشر الشرايع، و ظهور الكرامات ظنوا به أنه الخليفة و الامام بعد أبيه فبايعوه بالامامة، فأخذ منهم البيعة ثم صعد المنبر و أنشأ خطبة في نهاية البلاغة، و كمال الفصاحة، ثم قال: أيها الناس كما أنكم جميعا في بيعتي فاني في بيعة أخي علي بن موسي الرضا و اعلموا أنه الامام و الخليفة من بعد أبي، و هو ولي الله و الفرض علي و عليكم من الله و رسوله طاعته، بكل ما يأمرنا.

فكل من كان حاضرا خضع لكلامه، و خرجوا من المسجد، يقدمهم أحمد ابن موسي عليه السلام و حضروا باب دار الرضا عليه السلام فجددوا معه البيعة، فدعا له الرضا عليه السلام و كان في خدمة أخيه مدة من الزمان إلي أن أرسل المأمون إلي الرضا عليه السلام و أشخصه إلي خراسان و عقد له خلافة العهد.

و هو المدفون بشيراز المعروف بسيد السادات، و يعرف عند أهل شيراز بشاة جراغ، و في عهد المأمون قصد شيراز مع جماعة و كان م ن قصده الوصول إلي أخيه الرضا عليه السلام فلما سمع به قتلغ خان عامل المأمون علي شيراز توجه إليه خارج البلد في مكان يقال له: خان زينان، علي مسافة ثمانية فراسخ من شيراز، فتلاقي الفريقان و وقع الحرب بينهما، فنادي رجل من أصحاب قتلغ إن كان تريدون ثمة الوصول إلي الرضا فقد مات، فحين ما سمع أصحاب أحمد بن موسي ذلك تفرقوا عنه و لم يبق معه إلا بعض عشيرته و إخوته، فلما لم يتيسر له الرجوع توجه نحو شيراز فاتبعه المخالفون و قتلوه حيث مرقده هناك.

و كتب بعض في ترجمته أنه لما دخل شيراز اختفي في زاوية، و اشتغل بعبادة ربه، حتي توفي لاجله، و لم يطلع علي مرقده أحد إلي زمان الامير مقرب الدين مسعود بن بدر الدين الذي كان من الوزراء المقربين لا تابك أبي -



[ صفحه 309]



بكر بن سعد بن زنكي فانه لما عزم علي تعمير في محل قبره حيث هو الآن، ظهر له قبر و جسد صحيح متغير و في أصبعه خاتم منقوش فيه " العزة لله.

أحمد بن موسي " فشرحوا الحال إلي أبي بكر فبني عليه قبة، و بعد مدة من السنين أذنت بالانهدام، فجددت تعميرها الملكة تاشي خواتون ام السلطان الشيخ أبي إسحاق ابن السلطان محمود، و بنت عليه قبة عالية، و إلي جنب ذلك مدرسة، و جعلت قبرها في جواره، و تاريخه يقرب من سنة 750 هجرية.

و في سنة 1243 جعل السلطان فتح علي شاه القاجاري عليه مشبكا من الفضة الخالصة، و يوجد علي قبره نصف قرآن بقطع البياض بالخط الكوفي الجيد علي ورق من رق الغزال، و نصفه الآخر بذلك الخط في مكتبة الرضا عليه السلام و في آخره: كتبه علي بن أبو طالب [4] فلذلك كان الاعتقاد بأنه خطه عليه السلام.

و أورد بعض أن مخترع علم النحو لا يكتب المجرور مرفوعا و الذي ببالي أن واحد من النحاة و أهل العربية صرح بأن الاب و الا بن إذا صارا علمين يعامل معهما معاملة الاعلام الشخصية في أحكامها، و صرح بذلك صاحب التصريح و قال أبو البقاء في آخر كتابه الكليات: و مما جري مجري المثل الذي لا يغير علي ابن أبي طالب حتي ترك في حالي النصب و الجر علي لفظه في حالة الرفع لانه اشتهر في ذلك و كذلك معاوية بن أبي سفيان و أبو امية انتهي.

و ظني القوي أن القرآن بخط علي عليه السلام لا يوجد إلا عند الحجة عليه السلام و أن (كاتب) القرآن المدعي كونه بخطه عليه السلام هو علي بن أبي طالب المغربي، و كان معروفا بحسن الخط الكوفي، و نظيرها هذا القرآن بذلك الرقم بعينه يوجد في مصر مقام رأس الحسين عليه السلام كما ذكرنا أنه كان يوجد نظيره أيضا في المرقد العلوي المرتضوي، و أنه احترق فيما احترق هذا و ربما ينقل عن بعض أن مشهد السيد أحمد المذكور في بلخ، و الله العالم.



[ صفحه 310]



و في بيرم من أعمال شيراز، مشهد ينسب إلي آخ السيد أحمد يعرف عندهم بشاة علي أكبر، و لعله هو الذي عده صاحب العمدة من أولاد موسي بن جعفر عليه السلام و سماه عليا.

و أما القاسم بن موسي عليه السلام كان يحبه أبوه حبا شديدا، و أدخله في وصاياه و في باب الاشارة و النص علي الرضا من الكافي في حديث أبي عمارة يزيد بن سليط الطويل قال أبو إبراهيم: أخبرك يا أبا عمارة إني خرجت من منزلي فأوصيت إلي إبني فلان يعني عليا الرضا عليه السلام و أشركت معه بني في الظاهر، و أوصيته في الباطن فأفردته وحده، و لو كان الامر إلي لجعلته في القاسم ابني لحبي إياه و رأفتي عليه، و لكن ذلك إلي الله عز و جل يجعله حيث يشاء.

و لقد جاءني بخبره رسول الله صلي الله عليه و آله وجدي علي عليه السلام.

ثم أرانيه، و أراني من يكون معه، و كذلك لا يوصي إلي أحد منا حتي يأتي بخبره رسول الله صلي الله عليه و آله وجدي علي عليه السلام.

و رأيت مع رسول الله خاتما، و سيفا، و عصا، و كتابا، و عمامة، فقلت: ما هذا يا رسول الله؟ فقال لي: أما العمامة فسلطان الله عز و جل، و أما السيف فعز الله تبارك و تعالي، و أما الكتاب فنور الله تبارك و تعالي، و أما العصا فقوة الله عز و جل و أما الخاتم فجامع هذه الامور، ثم قال لي: و الامر قد خرج منك إلي غيرك فقلت: يا رسول الله أرنيه أيهم هو؟ فقال رسول الله: ما رأيت من الائمة أحدا أجزع علي فراق هذا الامر منك، و لو كانت الامامة بالمحبة لكان إسماعيل أحب إلي أبيك منك، و لكن من الله.

و في الكافي أيضا بسنده إلي سليمان الجعفري قال: رأيت أبا الحسن عليه السلام يقول لابنه القاسم: قم يا بني فاقرأ عند رأس أخيك و الصافات صفا حتي تستتمها فقرأ فلما بلغ " أهم أشد خلقا أم من خلقنا " قضي الفتي فلما سجي و خرجوا أقبل عليه يعقوب بن جعفر فقال له: كنا نعهد الميت إذا نزل به الموت يقرأ عنده

يس و القرآن الحكيم فصرت تأمرنا بالصافات؟ فقال يا بني لم تقرأ عند مكروب من موت قط إلا عجل الله راحته، و نص السيد الجليل علي بن طاوس علي استحباب زيارة القاسم و قرنه بالعباس ابن أمير المؤمنين و علي بن الحسين عليه السلام المقتول بالطف و ذكر لهم و لمن يجري مجراهم زيارة يزارون بها، من أرادها وقف عليها في كتابه مصباح الزائرين.

و قال في البحار: و القاسم بن الكاظم الذي ذكره السيد رحمة الله عليه قبره قريب من الغري و ما هو معروف في الالسنة من أن الرضا قال فيه: من لم يقدر علي زيارتي فليزر أخي القاسم، كذب لا أصل في أصل من الاصول، و شأنه أجل من أن يرغب الناس في زيارته بمثل هذه الاكاذيب.

و أما محمد بن موسي عليه السلام ففي الارشاد أنه من أهل الفضل و الصلاح، ثم ذكر ما يدل علي مدحه و حسن عبادته، و في رجال الشيخ أبي علي نقلا عن حمد الله المستوفي في نزهة القلوب أنه مدفون كأخيه شاه جراغ في شيراز، و صرح بذلك أيضا السيد الجزائري في الانوار، قال: و هما مدفونان في شيراز و الشيعة تتبرك بقبورهما و تكثر زيارتهما، و قد زرناهما كثيرا انتهي.

يقال: إنه في أيام الخلفاء العباسية دخل شيراز، و اختفي بمكان، و من اجرة كتابة القرآن أعتق ألف نسمة، و اختلف المؤرخون في أنه الاكبر أو السيد أحمد؟ و كيف كان فمرقده في شيراز معروف بعد أن كان مخفيا إلي زمان أتابك ابن سعد بن زنكي، فبني له قبة في محلة باغ قتلغ.

و قد جدد بناؤه مرات عديدة، منها في زمان السلطان نادر خان و في سنة 1296 رمته النواب أويس ميرزا ابن النواب الاعظم العالم الفاضل الشاهزاده فرهاد ميرزا القاجاري.



[ صفحه 312]



و أما الحسين بن موسي و يلقب بالسيد علاء الدين فقبره أيضا في شيراز معروف ذكره شيخ الاسلام شهاب الدين أبو الخير حمزة بن حسن بن مودود حفيد الخواجة عز الدين مودود بن محمد بن معين الدين محمود المشهور بزركوش الشيرازي المنسوب من طرف الام إلي أبي المعالي مظفر الدين محمد بن روزبهان و توفي في حدود سنة 800 ذكره المؤرخ الفارسي في تأريخه المعروف بشيرازنامه.

و ملخص ما ذكره أن قتلغ خان كان واليا علي شيراز، و كان له حديفة في مكان حيث هو مرقد السيد المذكور، و كان بواب تلك الحديثة رجلا من أهل الدين و المروة، و كان يري في ليالي الجمعة نورا يسطع من مرتفع في تلك الحديقة، فأبدي حقيقة الحال إلي الامير قتلغ، و بعد مشاهدته لما كان يشاهده البواب و زيادة تجسسه و كشفه عن ذلك المكان، ظهر له قبر، و فيه جسد عظيم في كمال العظمة و الجلال، و الطراوة و الجمال، بيده مصحف، و بالاخري سيف مصلت فبالعاملات و القرائن علموا أنه قبر حسين بن موسي فبني له قبة و رواقا.

الظاهر أن قتلغ خان هذا الذي حارب أخاه السيد أحمد، و يمكن أن تكون الحديقة باسمه، و الوالي الذي أمر ببناء مشهد غيره، فان قتلغ خان لقب جماعة كأبي بكر بن سعد الزنكي واحد أتابكية آذربايجان بل هم من الدول الاسلامية كرسي ملكها كرمان، عدد ملوكها ثمانية، نشأت سنة 619، و انقضت سنة 703 إذ من المعلوم أن ظهور مرقده كان بعد وفاته بسنين.

و كتب بعضهم أن السيد علاء الدين حسين كان ذاهبا إلي تلك الحديقة فعرفوه أنه من بني هاشم، فقتلوه في تلك الحديقة، و بعد مضي مدة و زوال آثار الحديقة بحيث لم يبق منها إلا ربوة مرتفعة عرفوا قبره بالعلامات المذكورة و كان ذلك في دور الدولة الصفوية، و جاء رجل من المدينة يقال له ميرزا علي و سكن شيراز، و كان مثريا فبني عليه قبة عالية، و أوقف عليه أملاكا و بساتين.

و لما توفي دفن بجنب البقعة، و تولية الاوقاف كانت بيد ولده ميرزا نظام الملك أحد وزراء تلك الدولة، و من بعده إلي أحفاده، و السلطان خليل الذي كان



[ صفحه 313]



حاكما في شيراز من قبل الشاة إسماعيل بن حيدر الصفوي رمت البقعة المذكورة و زاد علي عمارتها السابقة في سنة 810.

و أما حمزة بن موسي، فهو المدفون في الري في القرية المعروفة بشاة زاده عبد العظيم، و له قبة و صحن و خدام، و كان الشاهزادة عبد العظيم علي جلالة شأنه و عظم قدره، يزوره أيام إقامته في الري و كان يخفي ذلك علي عامة الناس، و قد أسر إلي بعض خواصه أنه قبر رجل من أبناء موسي بن جعفر عليه السلام.

و ممن فاز بقرب جواره بعد الممات هو الشيخ الجليل السعيد قدوة المفسرين جمال الدين أبو الفتوح حسين بن علي الخزاعي الرازي صاحب التفسير المعروف بروض الجنان في عشرين مجلدا فارسي إلا أنه عجيب، و مكتوب علي قبره اسمه و نسبه بخط قديم، فما في مجالس المؤمنين من أن قبره في إصفهان بعيد جدا.

و في تبريز مزار عظيم ينسب إلي حمزة، و كذلك في قم في وسط البلدة، و له ضريح، و ذكر صاحب تأريخ قم أنه قبر حمزة بن الامام موسي عليه السلام و الصحيح ما ذكرنا، و لعل المزار المذكور لبعض أحفاد موسي بن جعفر عليه السلام.

و أما المرقدان في صحن الكاظمين عليهما السلام فيقال إنهما من أولاد الكاظم عليه السلام و لا يعلم حالهما في المدح و القدح، و لم أر من تعرض لهذين المرقدين، نعم ذكر العلامة سيد مهدي القزويني في مزار كتابه فلك النجاة، أن لاولاد الائمة قبرين مشهورين في مشهد الامام موسي عليه السلام من أولاده، لكن لم يكونا من المعروفين، و قال: إن أحدهم اسمه العباس بن الامام موسي عليه السلام الذي ورد في حقه القدح انتهي.

قلت: و المكتوب في لوح زيارة المرقدين أن أحدهما إبراهيم و قد تقدم أنه أحد المدفونين في الصحن الكاظمي و الآخر إسماعيل و لعل الذي يعرف بإسماعيل هو العباس بن موسي و قد عرفت ذمه من أخيه الرضا عليه السلام بما لا مزيد عليه، و



[ صفحه 314]



يؤيده ما هو شايع علي الالسنة من أن جدي بحر العلوم طاب ثراه لما خرج من الحرم الكاظمي أعرض عن زيارة المشهد المزبور، فقيل له في ذلك، فلم يلتفت.

و أما إسماعيل بن موسي الذي هو صاحب الجعفريات فقبره في مصر، و كان ساكنا به، و ولده هناك، و له كتب يرويها عن أبيه، عن آبائه منها، كتاب الطهارة كتاب الصلاة، كتاب الزكاة، كتاب الصوم، كتاب الحج كتاب الجنائز، كتاب الطلاق، كتاب الحدود، كتاب الدعاء، كتاب السنن و الآداب، كتاب الرؤيا.

كذا في رجال النجاشي و في تعليقات الرجال أن كثرة تصانيفه، و ملاحظة عنواناتها، و ترتيباتها و نظمها تشير إلي المدح، مضافا إلي ما في صفوان بن يحيي أن أبا جعفر أعني الجواد عليه السلام بعث إليه بحنوط و أمر إسماعيل بن موسي بالصلاة عليه قال: و الظاهر أنه هذا و فيه إشعار بنباهته انتهي.

و في مجمع الرجال لمولانا عناية الله أنه هو جزما و قال: يدل علي زيادة جلالته جدا.

و في رجال ابن شهر آشوب إسماعيل بن موسي بن جعفر الصادق عليه السلام سكن مصر و ولده بها ثم عد كتبه المذكورة، و لا يخفي ظهور كون الرجل من الفقهاء عندهم، و في القرية المعروفة بقيروزكوه مزار ينسب إلي إسماعيل بن الامام موسي عليه السلام أيضا.

و أما إسحاق فمن نسله الشريف أبو عبد الله المعروف بنعمة، و هو محمد بن الحسن ابن إسحاق بن الحسن بن الحسين بن إسحاق بن موسي بن جعفر عليه السلام الذي كتب الصدوق له من لا يحضره الفقية، كما صرح به في أول الكتاب المزبور.



[ صفحه 315]



و يوجد في أطراف الحلة مزار عظيم و له بقعة وسيعة، و قبة رفيعة، تنسب إلي حمزة ابن الامام موسي عليه السلام تزوره الناس و تنقل له الكرامات، و لا أصل لهذه الشهرة، بل هو قبر حمزة بن قاسم بن علي بن حمزة بن حسن بن عبيد الله ابن العباس بن أمير المؤمنين المكني بأبي يعلي ثقة جليل القدر ذكره النجاشي في الفهرست و قال: إنه من أصحابنا كثير الحديث، له كتاب من روي عن جعفر بن محمد عليه السلام من الرجال، و هو كتاب حسن، و كتاب التوحيد، و كتاب الزيارات و المناسك، كتاب الرد علي محمد بن جعفر الاسدي.

و أما زيد فقد خرج بالبصرة فدعا إلي نفسه، و أحرق دورا، وأعبث ثم ظفر به و حمل إلي المأمون، قال زيد: لما دخلت علي المأمون نظر إلي ثم قال: اذهبوا به إلي أخيه أبي الحسن علي بن موسي فتركني بين يديه ساعة واقفا ثم قال: يا زيد سوءا لك! سفكت الدماء، و أخفت السبيل، و أخذت المال من حله، غرك حديث حمقي أهل الكوفة أن النبي صلي الله عليه و آله قال: إن فاطمة أحصنت فرجها فحرمها و ذريتها علي النار؟ إن هذا لمن خرج من بطنها الحسن و الحسين عليهم السلام فقط، و الله ما نالوا ذلك إلا بطاعة الله و لان أردت أن تنال بمعصية الله ما نالوا بطاعته إنك إذا لاكرم عند الله منهم.

و في العيون أنه عاش زيد بن موسي عليه السلام إلي آخر خلافة المتوكل، و مات بسر من رأي، و كيف كان فهذا زيد هو المعروف بزيد النار، و قد ضعفه أهل الرجال و منهم المجلسي في و جيزته، و في العمدة أنه حاربه الحسن بن سهل فظفر به و أرسله إلي المأمون فادخل عليه بمرو مقيدا فأرسله المأمون إلي أخيه علي الرضا عليه السلام و وهب له جرمه، فحلف علي أن لا يكلمه أبدا و أمر بإطلاقه ثم إن المأمون سقاه السم فمات هذا.



[ صفحه 316]



و قال ابن شهر آشوب في المعالم: حكيمة بنت أبي الحسن موسي بن جعفر عليه السلام قالت: لما حضرت ولادة الخيزران ام أبي جعفر عليه السلام دعاني الرضا عليه السلام فقال: يا حكيمة احضري ولادتها و ادخلي و إياها و القابلة بيتا، و وضع لنا مصباحا و أغلق الباب علينا.

فلما أخذها الطلق طفي ء المصباح، و بين يديها طشت، فاغتممت بطفي المصباح، فبينا نحن كذلك إذ بدر أبو جعفر عليه السلام في الطشت و إذا عليه شيء رقيق كهيئة الثوب، يسطع نوره، حتي أضاء البيت، فأبصرناه فأخذته فوضعته في حجري و نزعت عنه ذلك الغشاء فجاء الرضا عليه السلام ففتح الباب، و قد فرغنا من أمره، فأخذه فوضعه في المهد، و قال: يا حكيمة الزمي مهده.

قالت: فلما كان في اليوم الثالث رفع بصره إلي السماء ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمدا رسول الله، فقمت ذعرة فأتيت أبا الحسن عليه السلام فقلت له: قد سمعت عجبا من هذا الصبي فقال: ما ذاك؟ فأخبرته الخبر فقال: يا حكيمة ما ترون من عجائبه أكثر انتهي و حكيمة بالكاف كما صرح به جدي بحر العلوم قال رحمه الله: و أما حليمة باللام فمن تصحيف العوام.

قلت: و في جبال طريق بهبهان مزار ينسب إليها يزوره المترددون من الشيعة و أما فاطمة فقد روي الصدوق في ثواب الاعمال و العيون أيضا باسنده قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن فاطمة بنت موسي بن جعفر عليه السلام فقال: من زارها فله الجنة، و في كامل الزيارة مثله و فيه أيضا باسنده عن ابن الرضا أعني الجواد عليه السلام قال: من زار عمتيي بقم فله الجنة، و في مزار البحار: رأيت في بعض كتب الزيارات حدث علي بن إبراهيم، عن أبي، عن سعد، عن علي ابن موسي الرضا عليه السلام قال: قال: يا سعد عندكم لنا قبر؟ قلت: جعلت



[ صفحه 317]



فداك قبر فاطمة بنت موسي؟ قال: نعم، من زارها عارفا بحقها فله الجنة.

و عن تأريخ قم للحسن بن محمد القمي عن الصادق عليه السلام إن لله حرما و هو مكة، و لرسوله حرما و هو المدينة، و لامير المؤمنين حرما و هو الكوفة و لنا حرما و هو قم، و ستدفن فيه إمرأة من ولدي تسمي فاطمة من زارها وجبت له الجنة.

قال عليه السلام ذلك و لم تحمل بموسي عليه السلام امه.

و بسند آخر أن زيارتها تعدل الجنة، قلت: و هي المعروفة اليوم بمعصومة و لها مزار عظيم، و يذكر في بعض كتب التاريخ أن القبة الحالية التي علي قبرها من بناء سنة 529 بأمر المرحومة شاه بيكم بنت عماد بيك و أما تذهيب القبة مع بعض الجواهر الموضوعة علي القبر، فهي من آثار السلطان فتح علي شاه القاجاري.

و أما فاطمة الصغري و قبرها في باد كوبه خارج البلد، يبعد عنه بفرسخ، من جهة جنوب البلد، واقع في وسط مسجد بناؤه قديم، هكذا ذكره صاحب مرآت البلدان، و في رشت مزار ينسب إلي فاطمة الطاهرة اخت الرضا عليه السلام و لعلها من ذكرنا فقد ذكر سبط ابن الجوزي في تذكرة خواص الامة في ضمن بغداد بنات موسي بن جعفر عليه السلام أربع فواطم كبري، و وسطي، و صغري، و اخري و الله أعلم.



[ صفحه 318]




پاورقي

[1] الشعراء: 198.

[2] الحجرات: 13.

[3] يعني إبراهيم بن موسي عليه السلام رواه الصفار في البصائر ص 374 من الطبعة الحديثة.

[4] و لعله من سوء القراءة فان الواو إذا كان آخرا يشبه في الخط الكوفي بالنون.