بازگشت

باب عبادته، و سيره و مكارم أخلاقه و وفور علمه


1 ب: محمد بن عيسي، عن إبراهيم بن عبد الحميد قال: دخلت علي أبي الحسن الاول عليه السلام في بيته الذي كان يصلي فيه، فإذا ليس في البيت شيء إلا خصفة [1] وسيف معلق، و مصحف [2] .

2 ب: علي بن جعفر قال: خرجنا مع أخي موسي بن جعفر عليه السلام في أربع عمر يمشي فيها إلي مكة بعياله و أهله، واحدة منهن مشي فيها ستة و عشرين يوما، و اخري خمسة و عشرين يوما، و اخري أربعة و عشرين يوما و اخري أحدا و عشرين يوما [3] .

3 ب: محمد بن عيسي، عن ابن فضال، عن علي بن فضال، عن علي بن أبي حمزة قال: كنت عند أبي الحسن عليه السلام إذ دخل عليه ثلاثون مملوكا من الحبش



[ صفحه 101]



و قد اشتروهم له، فكلم غلاما منهم، و كان من الحبش جميل، فكلمه بكلام ساعة حتي أتي علي جميع ما يريد، و أعطاه درهما فقال: أعط أصحابك هؤلاء كل غلام منهم كل هلال ثلاثين درهما، ثم خرجوا فقلت: جعلت فداك لقد رأيتك تكلم هذا الغلام بالحبشية، فماذا أمرته؟ قال: أمرته أن يستوصي بأصحابه خيرا و يعطيهم في كل هلال ثلاثين درهما، و ذلك أني لما نظرت إليه علمت أنه غلام عاقل من أبناء ملكهم فأوصيته بجميع ما أحتاج إليه، فقبل وصيتي، و مع هذا غلام صدق.

ثم قال: لعلك عجبت من كلامي إياه بالحبشية؟ لاتعجب فما خفي عليك من أمر الامام أعجب و أكثر، و ما هذا من الامام في علمه إلا كطير أخذ بمنقاره من البحر قطرة من ماء أفتري الذي أخذ بمنقاره نقص من البحر شيئا؟ قال: فإن الامام بمنزلة البحر لا ينفد ما عنده، و عجائبه أكثر من ذلك، و الطير حين أخذ من البحر قطرة بمنقاره لم ينقص من البحر شيئا، كذلك العالم لا ينقصه علمه شيئا، و لا تنفد عجائبه [4] .

4 يج/: ابن أبي حمزة مثله [5] .

5 عم [6] شا: كان أبو الحسن موسي عليه السلام أعبد أهل زمانه، و أفقههم و أسخاهم كفا، و أكرمهم نفسا، و روي أنه كان يصلي نوافل الليل، و يصلها بصلاة الصبح، ثم يعقب حتي تطلع الشمس، و يخر لله ساجدا فلا يرفع رأسه من السجود و التحميد حتي يقرب زوال الشمس، و كان يدعو كثيرا فيقول: أللهم إني أسألك الراحة عند الموت، و العفو عند الحساب، و يكرر ذلك، و كان من دعائه عليه السلام: عظم الذنب من عبدك فليحسن العفو من عندك، و كان يبكي من خشية الله حتي تخضل لحيته بالدموع، و كان أوصل الناس لاهله و رحمه، و كان يفتقد فقراء المدينة



[ صفحه 102]



في الليل، فيحمل إليهم الزبيل فيه العين و الورق و الادقة و التمور، فيوصل إليهم ذلك، و لا يعلمون من أي جهة هو [7] .

6 شا: الحسن بن محمد بن يحيي، عن جده يحيي بن الحسن بن جعفر عن إسماعيل بن يعقوب، عن محمد بن عبد الله البكري قال: قدمت المدينة أطلب بها دينا فأعياني فقلت لو ذهبت إلي أبي الحسن عليه السلام فشكوت إليه، فأتيته بنقمي في ضيعته، فرج إلي و معه غلام و معه منسف فيه قديد مجزع، ليس معه غيره، فأكل فأكلت معه، ثم سألني عن حاجتي فذكرت له قصتي فدخل و لم يقم إلا يسيرا حتي خرج إلي فقال لغلامه: اذهب ثم مد يده إلي فناولني صرة فيها ثلاثمائة دينار ثم قام فولي فقمت فركبت دابتي و انصرفت [8] .

بيان: المنسف كمنبر ما ينفض به الحب، شيء طويل منصوب الصدر أعلاه مرتفع، و المجزع المقطع.

7 عم [9] شا: الحسن بن محمد، عن جده، عن واحد من أصحابه و مشايخه أن رجلا من ولد عمر بن الخطاب كان بالمدينة يؤذي أبا الحسن موسي عليه السلام و يسبه إذا رآه، و يشتم عليا فقال له بعض حاشيته يوما: دعنا نقتل هذا الفاجر، فنهاهم عن ذلك أشد النهي، و زجرهم، و سأل عن العمري فذكر أنه يزرع بناحية من نواحي المدينة، فركب إليه، فوجده في مزرعة له، فدخل المزرعة بحماره فصاح به العمري: لا توطئ زرعنا، فتوطأه عليه السلام بحماره، حتي وصل إليه، و نزل و جلس عنده، و باسطه و ضاحكه، و قال له: كم غرمت علي زرعك هذا؟ قال: مائة دينار، قال: فكم ترجو أن تصيب؟ قال: لست أعلم الغيب قال له: إنما قلت كم ترجو أن يجيئك فيه؟ قال: أرجو أن يجئ مائتا دينار.



[ صفحه 103]



قال: فأخرج له أبو الحسن عليه السلام صرة فيها ثلاثمائة دينار، و قال هذا زرعك علي حاله، و الله يرزقك فيه ما ترجو قال: فقام العمري فقبل رأسه و سأله أن يصفح عن فارطه فتبسم إليه أبو الحسن و انصرف، قال: و راح إلي المسجد فوجد العمري جالسا فلما نظر إليه قال: الله أعلم حيث يجعل رسالاته قال: فوثب أصحابه إليه فقالوا له: ما قضيتك؟ قد كنت تقول هذا قال: فقال لهم: قد سمعتم ما قلت الآن، و جعل يدعو لابي الحسن عليه السلام فخاصموه و خاصمهم، فلما رجع أبو الحسن إلي داره قال لجلسائه الذين سألوه في قتل العمري: أيما كان خيرا ما أردتم؟ أم ما أردت؟ إنني أصلحت أمره بالمقدار الذي عرفتم، و كفيت به شره، و ذكر جماعة من أهل العلم أن أبا الحسن عليه السلام كان يصل بالمأتي دينار إلي الثلاثمائة و كان صرار موسي مثلا [10] .

و ذكر ابن عمارة و غيره من الرواة أنه لما خرج الرشيد إلي الحج و قرب من المدينة استقبله الوجوه من أهلها يقدمهم موسي بن جعفر عليه السلام علي بغلة، فقال له الربيع: ما هذه الدابة التي تلقيت عليها أمير المؤمنين؟ و أنت إن تطلب عليها لم تلحق و إن طلبت عليها لم تفت فقال: إنها تطأطأت عن خيلاء الخيل، و ارتفعت عن ذلة العير، و خير الامور أوساطها.

قالوا: و لما دخل هارون الرشيد المدينة توجه لزيارة النبي صلي الله عليه و آله و معه الناس فتقدم الرشيد إلي قبر رسول الله صلي الله عليه و آله و قال: السلام عليك يا رسول الله السلام عليك يا ابن عم، مفتخرا بذلك علي غيره فتقدم أبو الحسن عليه السلام فقال: السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا أبتاه، فتغير وجه الرشيد، و تبين الغيظ فيه [11] .

و قد روي الناس عن أبي الحسن عليه السلام فأكثروا، و كان أفقه أهل زمانه حسب ما قدمناه، و أحفظهم لكتاب الله، و أحسنهم صوتا بالقرآن، و كان إذا قرأه يحزن



[ صفحه 104]



و يبكي السامعون بتلاوته، و كان الناس بالمدينة يسمونه زين المجتهدين، و سمي بالكاظم لما كظمه من الغيظ، و صبر عليه من فعل الظالمين، حتي مضي قتيلا في حبسهم و وثاقهم صلي الله عليه [12] .

أقول: روي أبو الفرج في مقاتل الطالبيين [13] عن أحمد بن محمد بن سعيد عن يحيي بن الحسن، قال: كان موسي بن جعفر عليه السلام إذا بلغه عن الرجل ما يكره بعث إليه بصرة دنانير، و كانت صراره ما بين الثلاثمائة إلي المائتين دينار فكانت صرار موسي مثلا.

أقول: ثم روي عن أحمد [14] عن يحيي قصة العمري نحوا مما مر و روي باسناد آخر ما أجاب به الرشيد كما مر في رواية المفيد [15] .

8 قب: هشام بن الحكم قال موسي بن جعفر لابرهة النصراني: كيف علمك بكتابك؟ قال: أنا عالم به و بتأويله قال: فابتدأ موسي عليه السلام يقرأ الانجيل فقال أبرهة: و المسيح لقد كان يقرأها هكذا، و ما قرأ هكذا إلا المسيح، و أنا كنت أطلبه منذ خمسين سنة، فأسلم علي يديه.

حج المهدي فلما صار في فتق العبادي [16] ضج الناس من العطش فأمر أن تحفر بئر، فلما بلغوا قريبا من القرار هبت عليهم ريح من البئر، فوقعت الدلاء



[ صفحه 105]



و منعت من العمل، فخرجت الفعلة خوفا علي أنفسهم فأعطي علي بن يقطين لرجلين عطاء كثيرا ليحفرا فنزلا فأبطآ، ثم خرجا مرعوبين قد ذهبت ألوانهما، فسألهما عن الخبر فقالا: إنا رأينا آثارا و أثاثا، و رأينا رجالا و نساء فكلما أومأنا إلي شيء منهم صار هباءا، فصار المهدي يسأل عن ذلك و لا يعلمون، فقال موسي بن جعفر عليهما السلام: هؤلاء أصحاب الاحقاف، غضب الله عليهم فساخت بهم ديارهم و أموالهم [17] .

دخل موسي بن جعفر عليه السلام بعض قري الشام متنكرا هاربا فوقع في غار و فيه رابه يعظ في كل سنة يوما فلما رآه الراهب دخله منه هيبة فقال: يا هذا أنت غريب؟ قال: نعم قال: منا؟ أو علينا؟ قال: لست منكم قال: أنت من الامة المرحومة؟ قال: نعم قال: أ فمن علمائهم أنت أم من جهالهم؟ قال: لست من جهالهم فقال: كيف طوبي أصلها في دار عيسي و عندكم في دار محمد و أغصانها في كل دار؟.

فقال عليه السلام: الشمس قد وصل ضوؤها إلي كل مكان و كل موضع، و هي في السماء قال: و في الجنة لا ينفد طعامها و إن أكلوا منه و لا ينقص منه شيء؟ قال: السراج في الدنيا يقتبس منه و لا ينقص منه شيء، قال: و في الجنة ظل ممدود؟ فقال: الوقت الذي قبل طلوع الشمس كلها ظل ممدود قوله " ألم تر إلي ربك كيف مد الظل " [18] قال: ما يؤكل و يشرب في الجنة لا يكون بولا و لا غائطا؟ قال: الجنين في بطن امه قال: أهل الجنة لهم خدم يأتونهم بما أرادوا بلا أمر؟ فقال: إذا احتاج الانسان إلي شيء عرفت أعضاؤه ذلك، و يفعلون بمراده من أمر قال: مفاتيح الجنة من ذهب؟ أو فضة؟ قال: مفتاح الجنة لسان العبد لا إله إلا الله قال: صدقت، و أسلم و الجماعة معه [19] .



[ صفحه 106]



و قال أبو حنيفة: رأيت موسي بن جعفر و هو صغير السن في دهليز أبيه فقلت: أين يحدث الغريب منكم إذا أراد ذلك؟ فنظر إلي ثم قال: يتواري خلف الجدار و يتوقي أعين الجار، و يتجنب شطوط الانهار، و مساقط الثمار، و أفنية الدور، و الطرق النافذة، و المساجد، و لا يستقبل القبلة، و لا يستدبرها، و يرفع و يضع بعد ذلك حيث شاء.

قال: فلما سمعت هذا القول منه، نبل في عيني، و عظم في قلبي، فقلت له: جعلت فداك ممن المعصية؟ فنظر إلي ثم قال: اجلس حتي أخبرك فجلست فقال: إن المعصية لابد أن تكون من العبد أو من ربه أو منهما جميعا، فان كانت من الله تعالي فهو أعدل و أنصف من أن يظلم عبده و يأخذه بما لم يفعله، و إن كانت منهما فهو شريكه، و القوي أولي بإنصاف عبده الضعيف، و إن كانت من العبد وحده فعليه وقع الامر، و إليه توجه النهي، و له حق الثواب و العقاب، و وجبت الجنة و النار فقلت: " ذرية بعضها من بعض " الآية [20] .



و روي عنه الخطيب في تأريخ بغداد [21] و السمعاني في الرسالة القوامية و أبو صالح أحمد المؤذن في الاربعين، و أبو عبد الله بن بطة في الابانة، و الثعلبي في الكشف و البيان، و كان أحمد بن حنبل مع انحرافه عن أهل البيت عليهم السلام لما روي عنه قال: حدثني موسي بن جعفر قال: حدثني أبي جعفر بن محمد و هكذا إلي



[ صفحه 107]



النبي صلي الله عليه و آله ثم قال أحمد: و هذا إسناد لو قرئ علي المجنون أفاق.

و لقيه أبو نؤاس فقال:



إذا أبصرتك العين من ريبة

و عارض فيك الشك أثبتك القلب



و لو أن ركبا أمموك لقادهم

نسيمك حتي يستدل بك الركب



جعلتك حسبي في أموري كلها

و ما خاب من أضحي و أنت له حسب



9 قب: صفوان الجمال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن صاحب هذا الامر فقال: صاحب هذا الامر لا يلهو و لا يلعب، فأقبل موسي بن جعفر و هو صغير و معه عناق [22] مكية و هو يقول لها: اسجدي لربك، فأخذه أبو عبد الله عليه السلام فضمه إليه و قال: بأبي و أمي من لا يلهو و لا يلعب.

اليوناني كانت لموسي بن جعفر بضع عشرة سنة كل يوم سجدة بعد ابيضاض الشمس إلي وقت الزوال، و كان عليه السلام أحسن الناس صوتا بالقرآن فكان إذا قرأ يحزن، و بكي السامعون لتلاوته، و كان يبكي من خشية الله حتي تخضل لحيته بالدموع.

أحمد بن عبد الله، عن أبيه قال: دخلت علي الفضل بن الربيع و هو جالس علي سطح فقال لي: أشرف علي هذا البيت و انظر ما تري؟ فقلت: ثوبا مطروحا فقال: أنظر حسنا فتأملت فقلت: رجل ساجد، فقال لي تعرفه؟ هو موسي بن جعفر، أتفقده الليل و النهار فلم أجده في وقت من الاوقات إلا علي هذه الحالة إنه يصلي الفجر فيعقب إلي أن تطلع الشمس، ثم يسجد سجدة، فلا يزال ساجدا حتي تزول الشمس و قد و كل من يترصد أوقات الصلاة، فإذا أخبره وثب يصلي من تجديد وضوء، و هو دأبه، فإذا صلي العتمة أفطر، ثم يجدد الوضوء ثم يسجد فلا يزال يصلي في جوف الليل حتي يطلع الفجر، و قال بعض عيونه: كنت أسمعه كثيرا يقول في دعائه " أللهم إنك تعلم أنني كنت أسألك أن تفرغني



[ صفحه 108]



لعبادتك، أللهم و قد فعلت فلك الحمد ".

و كان عليه السلام يقول في سجوده " قبح الذنب من عبدك فليحسن العفو و التجاوز من عندك "؟ و من دعائه عليه السلام " أللهم إني أسألك الراحة عند الموت و العفو عند الحساب ".

و كان عليه السلام يتفقد فقراء أهل المدينة فيحمل إليهم في الليل العين و الورق و غير ذلك، فيوصله إليهم و هم لا يعلمون من أي جهة هو، و كان عليه السلام يصل بالمائة دينار إلي الثلاثمائة دينار، فكانت صرار موسي مثلا، و شكا محمد البكري إليه فمد يده إليه فرجع إلي صرة فيها ثلاثمائة دينار.

و حكي أن المنصور تقدم إلي موسي بن جعفر عليه السلام بالجلوس للتهنية في يوم النيروز و قبض ما يحمل إليه فقال عليه السلام: إني قد فتشت الاخبار عن جدي رسول الله صلي الله عليه و آله فلم أجد لهذا العيد خبرا و إنه سنة للفرس و محاها الاسلام، و معاذ الله أن نحيي ما محاه الاسلام.

فقال المنصور: إنما نفعل هذا سياسة للجند، فسألتك بالله العظيم إلا جلست فجلس و دخلت عليه الملوك و الامراء و الاجناد يهنؤونه، و يحملون إليه الهدايا و التحف، و علي رأسه خادم المنصور يحصي ما يحمل، فدخل في آخر الناس رجل شيخ كبير السن فقال له: يا ابن بنت رسول الله إنني رجل صعلوك لا مال لي أتحفك و لكن أتحفك بثلاثة أبيات قالها جدي في جدك الحسين بن علي عليه السلام: عجبت لمصقول علاك فرنده يوم الهياج و قد علاك غبار و لا سهم نفذتك دون حرائر يدعون جدك و الدموع غزار ألا تغضغضت السهام و عاقها عن جسمك الاجلال و الاكبار قال: قبلت هديتك، اجلس بارك الله فيك، و رفع رأسه إلي الخادم و قال: أمض إلي أمير المؤمنين و عرفه بهذا المال، و ما يصنع به، فمضي الخادم و عاد و هو يقول: كلها هبة مني له، يفعل به ما أراد فقال موسي للشيخ: اقبض جميع هذا



[ صفحه 109]



المال فهو هبة مني لك [23] .

بيان: فرند السيف بكسر الفآء و الراء جوهره و و شيه، و التغضغض الانتقاص.

10 قب: موسي بن جعفر عليهما السلام قال: دخلت ذات يوم من المكتب و معي لوحي قال: فأجلسني أبي بين يديه و قال: يا بني أكتب: تنح عن القبيح و لا ترده ثم قال: أجزه، فقلت: و من أوليته حسنا فزده.

ثم قال: ستلقي من عدوك كل كيد.

فقلت: إذا كاد العدو فلا تكده قال: فقال: ذرية بعضها من بعض [24] .

بيان: قال الجوهري [25] الاجازة أن تتم مصراع غيرك.

11 كش: وجدت بخط محمد بن الحسن بن بندار، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن سالم قال: لما حمل سيدي موسي بن جعفر عليه السلام إلي هارون جاء إليه هشام بن إبراهيم العباسي فقال له: يا سيدي قد كتب لي صك إلي الفضل بن يونس تسأله أن يروح أمري قال: فركب إليه أبو الحسن عليه السلام فدخل عليه حاجبه فقال: يا سيدي أبو الحسن موسي بالباب فقال: فان كنت صادقا فأنت حر و لك كذا و كذا فخرج الفضل بن يونس حافيا يعدو حتي خرج إليه.

فوقع علي قدميه يقبلهما ثم سأله أن يدخل فدخل فقال له: اقض حاجة هشام بن إبراهيم، فقضاها ثم قال: يا سيدي قد حضر الغداء فتكرمني أن تتغدي عندي فقال: هات فجاء بالمائدة و عليها البوارد، فأجال عليه السلام يده في البارد ثم قال: البارد تجال اليد فيه، فلما رفع البارد وجآء بالحار فقال أبو الحسن عليه السلام الحار حمي [26] .

بيان: الحار حمي أي تمنع حرارته عن إجالة اليد فيه، أو كناية عن استحباب ترك إدخال اليد فيه قبل أن يبرد.



[ صفحه 110]



12 كا: محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن بعض أصحابنا قال: أو لم أبو الحسن موسي عليه السلام علي بعض ولده فأطعم أهل المدينة ثلاثة أيام الفالوذجات في الجفان في المساجد و الازقة، فعابه بذلك بعض أهل المدينة فبلغه ذلك، فقال عليه السلام ما آتي الله عز و جل نبيا من أنبيآئه شيئا إلا و قد آتي محمدا صلي الله عليه و آله مثله و زاده ما لم يؤتهم، قال لسليمان عليه السلام: " هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب " [27] و قال لمحمد صلي الله عليه و آله " و ما آتيكم الرسول فخذوه و ما نهيكم عنه فانتهوا " [28] .

13 كا: عدة، عن سهل، عن علي بن حسان، عن موسي بن بكر قال: كان أبو الحسن الاول عليه السلام كثيرا ما يأكل السكر عند النوم [29] .

14 كا: العدة، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن يونس بن يعقوب قال: حدثني من أثق به أنه رأي علي جواري أبي الحسن موسي عليه السلام الوشي [30] .

15 كا: علي بن محمد بن بندار، و محمد بن الحسن جميعا، عن إبراهيم بن إسحاق الاحمر، عن الحسين بن موسي قال: كان أبي موسي بن جعفر عليه السلام إذا أراد دخول الحمام أمر أن يوقد عليه ثلاثا، فكان لا يمكنه دخوله حتي يدخله السودان، فيلقون له اللبود، فإذا دخله فمرة قاعد و مرة قائم، فخرج يوما من الحمام فاستقبله رجل من آل الزبير يقال له كنيد و بيده أثر حناء فقال: ما هذا الاثر بيدك؟ فقال: أثر حناء فقال: ويلك ياكنيد حدثني أبي و كان أعلم أهل زمانه عن أبيه، عن جده قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله: من دخل الحمام فاطلي ثم أتبعه



[ صفحه 111]



بالحنا من قرنه إلي قدمه كان أمانا له من الجنون، و الجذام، و البرص، و الاكلة إلي مثله من النورة [31] .

16 كا: علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن الحسين بن الحسن بن عاصم عن أبيه قال: دخلت علي أبي إبراهيم عليه السلام و في يده مشط عاج يتمشط به فقلت له: جعلت فداك إن عندنا بالعراق من يزعم أنه لا يحل التمشط بالعاج قال: و لم؟ فقد كان لابي منها مشط أو مشطان؟ فقال: تمشطوا بالعاج فان العاج يذهب بالوبآء [32] .

17 كا: علي بن إبراهيم، عن صالح بن السندي، عن جعفر بن بشير، عن موسي بن بكر قال: رأيت أبا الحسن عليه السلام يتمشط بمشط عاج و اشتريته له [33] .

18 كا: علي، عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن المنقري، عن حفص قال: ما رأيت أحدا أشد خوفا علي نفسه من موسي بن جعفر عليه السلام و لا أرجي للناس منه و كانت قراءته حزنا فإذا قرأ فكأنه يخاطب إنسانا [34] .

19 كا: علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن مرازم قال: دخلت مع أبي الحسن عليه السلام الحمام، فلما خرج إلي المسلخ [35] دعا بمجمرة فتجمر به، ثم قال: جمروا مرازما قال: قلت: من أراد يأخذ نصيبه يأخذ؟ قال: نعم [36] .

20 كا: محمد بن يحيي، عن محمد بن أحمد، عن علي بن الريان، عن أحمد ابن أبي خلف مولي أبي الحسن عليه السلام و كان اشتراه و أباه و امه وأخاه فأعتقهم، و استكتب أحمد، و جعله قهرمانه، قال أحمد: كن نساء أبي الحسن عليه السلام إذا تبخرن



[ صفحه 112]



أخذن نواة من نوي الصيحاني، ممسوحة من التمر، منقاة التمر و القشارة، فألقينها علي النار قبل البخور، فإذا دخنت النواة أدني دخان، رمين النواة و تبخرن من بعد و كن يقلن هو أعبق و أطيب للبخور، و كن يأمرن بذلك [37] .

21 كا: علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن علي بن عطية أنه رأي كتبا لابي الحسن عليه السلام متربة [38] .

22 كا: علي، عن أبيه، و العدة، عن البرقي جميعا، عن محمد بن خالد، عن خلف بن حماد، و رواه أحمد أيضا عن محمد بن أسلم، عن خلف بن حماد الكوفي قال: تزوج بعض أصحابنا جارية معصرا لم تطمث فلما افتضها سأل الدم فمكث سائلا لا ينقطع نحوا من عشرة أيام قال: فأروها القوابل، و من ظنوا أنه يبصر ذلك من النساء، فاختلفن فقال بعض: هذا من دم الحيض و قال بعض: هو من دم العذرة [39] .

فسألوه عن ذلك فقهاءهم مثل أبي حنيفة و غيره من فقهائهم فقالوا: هذا شيء قد أشكل و الصلاة فريضة واجبة، فلتتوضأ و لتصل، و ليمسك عنها زوجها، حتي تري البياض، فان كان دم الحيض لم تضرها الصلاة، و إن كان دم العذرة كانت قد أدت الفريضة، ففعلت الجارية ذلك.

و حججت في تلك السنة، فلما صرنا بمني بعثت إلي أبي الحسن موسي بن جعفر عليهما السلام فقلت: جعلت فداك إن لنا مسألة قد ضقنا بها ذرعا فان رأيت أن تأذن لي فآتيك فأسألك عنها فبعث إلي: إذا هدأت الرجل، و انقطع الطريق، فأقبل إن شاء الله قال خلف: فرعيت الليل حتي إذا رأيت الناس قد قل اختلافهم بمني توجهت إلي مضربه [40] .



[ صفحه 113]



فلما كنت قريبا إذا أنا بأسود قاعد علي الطريق فقال: من الرجل؟ فقلت: رجل من الحاج فقال: ما اسمك؟ قلت: خلف بن حماد فقال: إدخل بغير إذن فقد أمرني أن أقعد ههنا، فإذا أتيت أذنت لك، فدخلت فسلمت فرد علي السلام و هو جالس علي فراشه وحده، ما في الفسطاط غيره، فلما صرت بين يديه سألني و سألته عن حاله.

فقلت له: إن رجلا من مواليك تزوج جارية معصرا لم تطمث، فلما افتضها فافترعها سأل الدم، فمكث سائلا لا ينقطع نحوا من عشرة أيام، و إن القوابل اختلفن في ذلك فقال بعضهم: دم الحيض و قال بعضهن: دم العذرة، فما ينبغي لها أن تصنع؟ قال: فلتتق الله، فان كان من دم الحيض فلتمسك عن الصلاة حتي تري الطهر، و ليمسك عنها بعلها، و إن كان من العذرة فلتتق الله و لتتوض و لتصل و يأتيها بعلها إن أحب ذلك، فقلت له: و كيف لهم أن يعلموا مما هي؟ حتي يفعلوا ما ينبغي؟ قال: فالتفت يمينا و شمالا في الفسطاط مخافة أن يسمع كلامه أحد قال: ثم نهد إلي فقال: يا خلف سر الله، فلا تذيعوه، و لا تعلموا هذا الخلق أصول دين الله، بل ارضوا لهم ما رضي الله لهم من ضلال قال: ثم عقد بيده اليسري تسعين ثم قال: تستدخل القطنة ثم تدعها مليا ثم تخرجها إخراجا رفيقا فان كان الدم مطوقا في القطنة فهو من العذرة، و إن كان مستنقعا في القطنة فهو من الحيض.

قال خلف: فاستخفني الفرح، فبكيت فلما سكن بكائي فقال: ما أبكاك؟ قلت: جعلت فداك من كان يحسن هذا غيرك قال: فرفع يده إلي السماء و قال: و الله إني ما أخبرك إلا عن رسول الله صلي الله عليه و آله عن جبرئيل عن الله عز و جل [41] .

بيان: المعصر الجارية أول ما أدركت و حاضت، أو هي التي قاربت الحيض قوله عليه السلام وهدأت الرجل أي بعد ما يسكن الناس عن المشي و الاختلاف، قوله: ثم نهد إلي أي نهض، قوله: ثم عقد بيده اليسري تسعين أي موضع رأس ظفر



[ صفحه 114]



مسبحة يسراه علي المفصل الاسفل من إبهامها أي هكذا تدخل إبهامها لادخال القطنة و لعل المراد أنه عليه السلام عقد عقدا لو كان باليمني لكان تسعين، و إلا فكلما في اليمني موضع للعشرات، ففي اليسري موضع للمآت، و يحتمل أن يكون الراوي و هم في التعبير، أو يكون إشارة إلي اصطلاح آخر سوي ما هو المشهور.

23 كا: علي بن إبراهيم رفعه قال: خرج أبو حنيفة من عند أبي عبد الله و أبو الحسن موسي عليهما السلام قائم و هو غلام، فقال له أبو حنيفة: يا غلام أين يضع الغريب ببلدكم؟ فقال: اجتنب أفنية المساجد، و شطوط الانهار، و مساقط الثمار و منازل النزال، و لا تستقبل القبلة بغائط، و لا بول، و ارفع ثوبك، وضع حيث شئت [42] .

24 كا: الحسين بن محمد، عن المعلي، عن ابن أسباط، عن عدة من أصحابنا أن أبا الحسن الاول عليه السلام كان إذا اهتم ترك النافلة [43] .

25 كا: علي، عن أبيه، عن الحسن بن إبراهيم، عن يونس، عن هشام ابن الحكم في حديث برية أنه لما جاء معه إلي أبي عبد الله فلقي أبا الحسن موسي بن جعفر عليهما السلام فحكي له هشام الحكاية فلما فرغ قال أبو الحسن لبريه: يا بريه كيف علمك بكتابك؟ قال: أنابه عالم ثم قال: كيف ثقتك بتأويله؟ قال: ماأوثقني بعلمي فيه! قال: فابتدأ أبو الحسن يقرأ الانجيل، فقال برية: إياك كنت أطلب منذ خمسين سنة أو مثلك قال: فقال: فآمن برية و حسن إيمانه، و آمنت المرأة التي كانت معه.

فدخل هشام و بريه و المرأة علي أبي عبد الله عليه السلام فحكي له هشام الكلام الذي جري بين أبي الحسن موسي عليه السلام و بين برية فقال أبو عبد الله عليه السلام: " ذرية بعضها من بعض و الله سميع عليم " [44] .



[ صفحه 115]



فقال برية: أني لكم التوراة و الانجيل و كتب الانبياء؟ قال: هي عندنا وراثة من عندهم، نقرأها كما قرؤوها و نقولها كما قالوا، إن الله لا يجعل حجة في أرضه يسأل عن شيء فيقول لا أدري [45] .

26 كا: العدة، عن البرقي، عن سعدان، عن معتب قال: كان أبو الحسن موسي عليه السلام في حائط له يصرم [46] فنظرت إلي غلام له قد أخذ كارة من تمر فرمي بها وراء الحائط، فأتيته فأخذته و ذهبت به إليه فقلت له: جعلت فداك إني وجدت هذا و هذه الكارة فقال الغلام: فلان! قال: لبيك قال: أتجوع؟ قال: لا يا سيدي قال: فتعري؟ قال: لا يا سيدي قال: فلاي شيء أخذت هذه؟ قال: اشتهيت ذلك قال: اذهب فهي لك و قال: خلوا عنه [47] .

27 كا: العدة، عن سهل، عن الجاموراني، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه قال: رأيت أبا الحسن عليه السلام يعمل في أرض له قد استنقعت قدماه في العرق فقلت: جعلت فداك أين الرجال؟ فقال: يا علي قد عمل باليد من هو خير مني في أرضه و من أبي فقلت: و من هو؟ فقال: رسول الله صلي الله عليه و آله، و أمير المؤمنين عليه السلام، و آبائي كلهم كانوا قد عملوا بأيديهم، و هو من عمل النبيين و المرسلين و الاوصيآء و الصالحين [48] .

28 كا: العدة، عن البرقي، عن أبيه، عن علي بن الحكم رفعه إلي أبي بصير قال: دخلت علي أبي الحسن موسي عليه السلام في السنة التي قبض فيها أبو عبد الله عليه السلام فقلت: جعلت فداك مالك ذبحت كبشا و نحر فلان بدنة؟ فقال: يا أبا محمد إن نوحا عليه السلام كان في السفينة، و كان فيها ما شآء الله، و كانت السفينة مأمورة فطاف بالبيت و هو طواف النساء، و خلي سبيلها نوح عليه السلام فأوحي الله عز و جل



[ صفحه 116]



إلي الجبال إني واضع سفينة نوح عبدي علي جبل منكن، فتطاولت و شمخت و تواضع الجودي و هو جبل عندكم، فضربت السفينة بجؤجؤها [49] الجبل قال: فقال نوح عند ذلك: يا مأوي اتقن، و هو بالسريانية رب أصلح، قال: فظننت أن أبا الحسن عليه السلام عرض بنفسه [50] .

29 كا: علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن علي بن عطية، عن هشام ابن أحمر قال: كنت أسير مع أبي الحسن عليه السلام في بعض أطراف المدينة إذ ثني رجله عن دابته فخر ساجدا فأطال و أطال، ثم رفع رأسه و ركب دابته فقلت: جعلت فداك قد أطلت السجود؟! فقال: إنني ذكرت نعمة أنعم الله بها علي فأحببت أن أشكر ربي [51] .

30 كا، علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حفص بن البختري و غيره عن عيسي شلقان قال: كنت قاعدا فمر أبو الحسن موسي عليه السلام و معه بهيمة قال: فقلت: يا غلام ما تري مايصنع أبوك؟ يأمرنا بالشيء ثم ينهانا عنه: أمرنا أن نتولي أبا الخطاب ثم أمرنا أن نلعنه و نتبرأ منه؟ فقال أبو الحسن عليه السلام و هو غلام: إن الله خلق خلقا للايمان لا زوال له، و خلق خلقا للكفر لا زوال له، و خلق خلقا بين ذلك أعارهم الله الايمان يسمون المعارين إذا شاء سلبهم، و كان أبو الخطاب ممن اعير الايمان، قال: فدخلت علي أبي عبد الله عليه السلام فأخبرته ما قلت لابي الحسن عليه السلام و ما قال لي، فقال أبو عبد الله عليه السلام: إنه نبعة نبوة [52] .

31 كا: علي بن محمد، عن إسحاق بن محمد النخعي، عن محمد بن جمهور عن فضالة، عن موسي بن بكر قال: ما أحصي ما سمعت أبا الحسن موسي صلوات الله عليه ينشد:



[ صفحه 117]



فان يك يا أميم علي دين فعمر ان بن موسي يستدين [53] 32 كا: العدة، عن سهل، و أحمد بن محمد جميعا، عن ابن محبوب، عن يونس بن يعقوب، عن عبد الحميد بن سعيد قال: بعث أبو الحسن عليه السلام غلاما يشتري له بيضا فأخذ الغلام بيضة أو بيضتين فقامر بها فلما أتي به أكله فقال له مولي له: إن فيه من القمار قال: فدعا بطشت فتقيا فقاءه [54] .

33 كا: علي بن محمد بن بندار، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن محسن بن أحمد عن يونس بن يعقوب، عن معتب قال: كان أبو الحسن عليه السلام يأمرنا إذا أدركت الثمرة أن نخرجها فنبيعها، و نشتري مع المسلمين يوما بيوم [55] .

34 ني: أحمد بن سليمان بن هوذة، عن النهاوندي، عن عبد الله بن حماد عن معاوية بن وهب قال: دخلت علي أبي عبد الله عليه السلام فرأيت أبا الحسن موسي عليه السلام و له يومئذ ثلاث سنين و معه عناق من هذه المكية و هو آخذ بخطامها و هو يقول لها: اسجدي فلا تفعل ذلك ثلاث مرات فقال غلام له صغير: يا سيدي قل لها: تموت فقال موسي عليه السلام: ويحك أنا احيي و أميت؟! الله يحيي و يميت [56] .

35 مكا: عن كتاب البصائر، عن محمد بن جعفر العاصمي، عن أبيه، عن جده قال: حججت و معي جماعة من أصحابنا فأتيت المدينة، فقصدنا مكانا ننزله فاستقبلنا أبو الحسن موسي عليه السلام علي حمار أخضر يتبعه طعام، و نزلنا بين النخل وجآء و نزل و اتي بالطست و الماء و الاشنان، فبدأ بغسل يديه، و ادير الطست عن يمينه حتي بلغ آخرنا، ثم اعيد إلي من علي يساره حتي أتي إلي آخرنا، ثم قدم الطعام، فبدأ بالملح، ثم قال: كلوا بسم الله الرحمن الرحيم، ثم ثني بالخل ثم اتي بكتف مشوي فقال: كلوا بسم الله الرحمن الرحيم فان هذا طعام كان



[ صفحه 118]



يعجب رسول الله صلي الله عليه و آله.

ثم اتي بالخل و الزيت فقال: كلوا بسم الله الرحمن الرحيم فان هذا طعام كان يعجب فاطمة عليها السلام، ثم اتي بسكباج [57] فقال: كلوا بسم الله الرحمن الرحيم فهذا طعام كان يعجب أمير المؤمنين عليه السلام.

ثم اتي بلحم مقلو فيه باذنجان فقال: كلوا بسم الله الرحمن الرحيم فان هذا الطعام كان يعجب الحسن بن علي عليه السلام.

ثم اتي بلبن حامض قد ثرد فيه فقال: كلوا بسم الله الرحمن الرحيم فان هذا طعام كان يعجب الحسين بن علي عليه السلام ثم اتي بجبن مبزر [58] فقال: كلوا بسم الله الرحمن الرحيم فان هذا طعام كان يعجب محمد بن علي عليهما السلام ثم أتي بتور [59] فيه بيض كالعجة [60] فقال: كلوا بسم الله الرحمن الرحيم فان هذا طعام كان يعجب أبي جعفرا عليه السلام ثم اتي بحلواء فقال: كلوا بسم الله الرحمن الرحيم فان هذا طعام كان يعجبني، و رفعت المائدة فذهب أحدنا ليلقط ما كان تحتها فقال عليه السلام: إنما ذلك في المنازل تحت السقوف، فأما في مثل هذا الموضع فهو لعافية الطير و البهائم.

ثم اتي بالخلال [61] فقال: من حق الخلال أن تدير لسانك في فمك، فما أجابك ابتلعته و ما امتنع ثم بالخلال تخرجه فتلفظه، و اتي بالطست و الماء فابتدئ بأول من علي يساره حتي انتهي إليه فغسل ثم غسل من علي يمينه حتي أتي علي آخرهم ثم قال: يا عاصم كيف أنتم في التواصل و التبار؟ فقال: علي أفضل ما كان عليه أحد فقال: أ يأتي أحدكم عند الضيقة منزل أخيه فلا يجده، فيأمر بإخراج كيسه فيخرج



[ صفحه 119]



فيفض ختمه فيأخذ من ذلك حاجته، فلا ينكر عليه؟! قال: لا، قال: لستم علي ما احب من التواصل و الضيقة و الفقر [62] .

36 ين: إبراهيم بن أبي البلاد قال: قال لي أبو الحسن عليه السلام: إني أستغفر الله في كل يوم خمسة آلاف مرة [63] .

37 ب: محمد بن الحسين، عن أحمد بن الحسن الميثمي، عن الحسين بن أبي العرندس قال: رأيت أبا الحسن عليه السلام بمني و عليه نقبة و رداء و هو متكئ علي جواليق [64] سود متكئ علي يمينه، فأتاه غلام أسود بصحفة [65] فيها رطب فجعل يتناول بيساره فيأكل و هو متكئ علي يمينه، فحدثت بهذا الحديث رجلا من أصحابنا قال: فقال لي: أنت رأيته يأكل بيساره؟ قال: قلت: نعم قال: أما و الله لحدثني سليمان بن خالد أنه سمع أبا عبد الله عليه السلام يقول: صاحب هذا الامر كلتا يديه يمين [66] .

بيان: النقبة بالضم ثوب كالازار تجعل له حجزة مطيفة من نيفق كذا ذكره الفيروزآبادي [67] و الحجزة هي التي تجعل فيها التكة و نيفق السراويل الموضع المتسع منها.

38 ب: أحمد بن محمد، عن الحسين بن موسي بن جعفر، عن امه قالت: كنت أغمز قدم أبي الحسن عليه السلام و هو نائم مستقبلا في السطح فقام مبادرا يجر إزاره



[ صفحه 120]



مسرعا، فتبعته فإذا غلامان له يكلمان جاريتين له، و بينهما حائط لا يصلان إليهما فتسمع عليهما ثم التفت إلي فقال: متي جئت ههنا؟ فقلت: حيث قمت من نومك مسرعا فزعت فتبعتك قال: لم تسمعي الكلام؟ قلت: بلي فلما أصبح بعث الغلامين إلي بلد، و بعث بالجاريتين إلي بلد آخر، فباعهم [68] .

39 يج/: روي أن المهدي أمر بحفر بئر بقرب قبر العبادي، لعطش الحاج هناك فحفرا أكثر من مائة قامة فبينما هم يحفرون إذ خرقوا خرقا فإذا تحته هواء لا يدري قعره، و هو مظلم، و للريح فيه دوي، فأدخلوا رجلين فلما خرجا تغيرت ألوانهما فقالا: رأينا هواءا و رأينا بيوتا قائمة، و رجالا، و نسآءا، وابلا، و بقرأ و غنما، كلما مسسنا شيئا منها رأيناه هباءا، فسألنا الفقهاء عن ذلك فلم يدر أحد ما هو، فقدم أبو الحسن موسي علي المهدي فسأله عنه فقال: أولئك أصحاب الاحقاف هم بقية من قوم عاد، ساخت بهم منازلهم و ذكر علي مثل قول الرجلين [69] .



[ صفحه 121]




پاورقي

[1] الخصفة: محركة: الجلة تعمل من الخوص للتمر، و الثوب الغليظ جدا: جمع خصف و خصاف.

[2] قرب الاسناد ص 174.

[3] قرب الاسناد ص 165.

[4] نفس المصدر ص 194.

[5] الخرائج و الجرائح ص 201.

[6] إعلام الوري ص 296.

[7] الارشاد ص 316 و الزبيل و الزنبيل: القفة، الوعاء، الجراب.

[8] نفس المصدر ص 317 و نقمي بالتحريك و القصر: موضع من أعراض المدينة كان لال أبي طالب.

[9] إعلام الوري ص 296.

[10] الارشاد ص 317 و الفارط هنا هو ما بدر منه من كلام علي روية و كان فيه سوء أدب.

[11] إعلام الوري ص 296 و الارشاد ص 318 بتفاوت يسير.

[12] الارشاد ص 318 و اعلام الوري ص 296.

[13] مقاتل الطالبيين ص 499 و أخرج ذلك الخطيب البغدادي في تأريخ بغداد ج 13 ص 27.

[14] نفس المصدر ص 499 و أخرج الحديث مع العمري الخطيب في تأريخه ج 13 ص 28.

[15] الارشاد للمفيد ص 318 و مقاتل الطالبيين ص 500 و أخرج القصة الحصري في زهر الاداب ج 1 ص 132.

[16] فتق العبادي سيأتي بعد هذا نقلا عن الخرائج ص 235 انه قبر العبادي فلاحظ.

[17] المناقب ج 3 ص 426.

[18] سورة الفرقان، الاية: 45.

[19] المناقب ج 3 ص 427.

[20] نفس المصدر ج 3 ص 429 و اخرج الحديث السيد الشريف المرتضي في أمالية ج 1 ص 151 و قد ذكر في آخره انه قد نظم المعني شعرا فقيل:



لم تخل أفعالنا اللاتي نذم لها

احدي ثلاث خلال حين نأتيها



اما تفرد بارينا بصنعتها

فيسقط اللوم عنا حين ننشيها



أو كان يشركنا فيها فيلحقه

ما سوف بلحقنا من لائم فيها



أو لم يكن لا لهي في جنايتها

ذنب فما الذنب الا ذنب جانيها



سيعلمون إذا الميزان شال بهم

أهم جنوها أم الرحمن جانيها.

[21] تأريخ بغداد ج 13 ص 3227.

[22] العناق: كسحاب، الانثي من أولاد المعز، جمع أعنق و عنوق.

[23] المناقب ج 3 ص 432.

[24] نفس المصدر ج 3 ص 434.

[25] الصحاح ج 2 ص 867 طبع دار الكتاب العربي.

[26] رجال الكشي ص 311.

[27] سورة ص الاية: 39.

[28] الكافي ج 6 ص 281 و الاية في سورة الحشر برقم: 7.

[29] نفس المصدر ج 6 ص 332.

[30] المصدر السابق ج 6 ص 453 و الوشي: هو نقش الثوب، و يكون من كل لون و المراد به هنا الثياب الموشاة.

[31] الكافي ج 6 ص 509 و الاكلة فيه هي الحكة.

[32] نفس المصدر ج 6 ص 488.

[33] المصدر السابق ج 6 ص 489.

[34] المصدر السابق ج 2 ص 606 ذيل حديث.

[35] المسلخ: في الحمام محل يعد لنزع الثياب فيه مأخوذ من سلخ بمعني نزع.

[36] الكافي ج 6 ص 518.

[37] نفس المصدر ج 6 ص 518.

[38] المصدر السابق ج 2 ص 673.

[39] العذرة: بالضم، البكارة.

[40] المضرب: بكسر الميم، الخيمة العظيمة، جمع مضارب.

[41] الكافي ج 3 ص 92.

[42] الكافي ج 3 ص 16.

[43] الكافي ج 3 ص 454.

[44] سورة آل عمران الاية: 34.

[45] الكافي ج 1 ص 227 و في هامش المصدر بريهه.

[46] الصرم: هو القطع البائن، و صرم فلان النخل و الشجر جزه.

[47] الكافي ج 1 ص 108.

[48] نفس المصدر ج 5 ص 75.

[49] الجؤجؤ: من الطائر و السفينة، الصدر، جمع جآجئ.

[50] الكافي ج 2 ص 124.

[51] نفس المصدر ج 2 ص 98.

[52] المصدر السابق ج 2 ص 418.

[53] المصدر السابق ج 5 ص 94.

[54] الكافي ج 5 ص 123.

[55] نفس المصدر ج 5 ص 166.

[56] غيبة النعماني ص 179.

[57] السكباج: بكسر السين، طعام معروف، يصنع من خل و زعفران و لحم.

[58] جبن مبزر: أي مطيب بالابازير، و هي التوابل التي تجعل في الطعام.

[59] التور: بفتح التاء، إناء صغير.

[60] العجة: بضم العين، طعام من بيض و دقيق و سمن أو زيت.

[61] الخلال: و الخلالة، بكسر الخاء، ما تخلل به الاسنان.

[62] مكارم الاخلاق ص 165 بتفاوت.

[63] كتاب الزهد للحسين بن سعيد الاهوازي باب التوبة و الاستغفار " مخطوط بمكتبتي الخاصة ".

[64] الجواليق: جمع جوالق و جوالق، و هو العدل من صوف أو شعر، و الكلمة معربة.

[65] الصحفة: بفتح الصاد، قصعة كبيرة منبسطة تشبع الخمسة، جمع صحاف.

[66] قرب الاسناد ص 173.

[67] القاموس ج 1 ص 133.

[68] قرب الاسناد ص 190.

[69] الخرائج و الجرائح ص 253.