بازگشت

باب احوال عشائره و أصحابه واهل زمانه و ما جري بينه و بينهما و ما جري من الظلم عل


باب احوال عشائره و أصحابه واهل زمانه و ما جري بينه و بينهما و ما جري من الظلم علي عشائره
1 ب: محمد بن الحسين، عن جعفر بن بشير، عن إبراهيم بن المفضل بن قيس، قال: سمعت أبا الحسن الاول عليه السلام و هو يحلف أن لا يكلم محمد بن عبد الله الارقط [1] أبدا، فقلت في نفسي: هذا يأمر بالبر و الصلة و يحلف أن لا يكلم ابن عمه أبدا، قال: فقال: هذا من بري به، هو لا يصبر أن يذكرني و يعينني فإذا علم الناس ألا اكلمه لم يقبلوا منه و أمسك عن ذكري فكان خيرا له [2] .

2 شيء: عن صفوان قال: سألني أبو الحسن عليه السلام و محمد بن خلف جالس فقال لي: مات يحيي بن القاسم الحذاء؟ فقلت له: نعم، و مات زرعة فقال: كان جعفر عليه السلام يقول: فمستقر و مستودع، فالمستقر قوم يعطون الايمان و مستقر في قلوبهم و المستودع قوم يعطون الايمان ثم يسلبونه [3] .

3 شيء: عن أحمد بن محمد قال: وقف علي أبو الحسن الثاني عليه السلام في بني زريق فقال لي و هو رافع صوته: يا أحمد، قلت: لبيك قال: إنه لما قبض رسول الله صلي الله عليه و آله جهد الناس علي إطفاء نور الله فأبي الله إلا أن يتم نوره بأمير المؤمنين عليه السلام فلما مات أبو الحسن عليه السلام جهد ابن أبي حمزة و أصحابه علي إطفاء نور الله فأبي الله



[ صفحه 160]



إلا أن يتم نوره، الخبر [4] .

4 ب: الحسن بن ظريف، عن أبيه ظريف بن ناصح قال: كنت مع الحسين ابن زيد [5] و معه ابنه علي [6] إذ مر بنا أبو الحسن موسي بن جعفر صلي الله عليه فسلم عليه، ثم جاز، فقلت: جعلت فداك يعرف موسي قائم آل محمد؟ قال: فقال لي: إن يكن أحد يعرفه فهو ثم قال: و كيف لا يعرفه و عنده خط علي بن أبي طالب عليه السلام و إملاء رسول الله صلي الله عليه و آله.

فقال علي ابنه: يا أبة كيف لم يكن ذاك عند أبي زيد بن علي؟ فقال: يا بني إن علي بن الحسين و محمد بن علي سيد الناس و إمامهم فلزم يا بني أبوك زيد أخاه فتأدب بأدبه و تفقه بفقهه، قال: فقلت: فانه يا أبة إن حدث بموسي حدث يوصي إلي أحد من إخوته؟ قال: لا و الله ما يوصي إلا إلي ابنه، أما تري أي بني هؤلاء الخلفاء لا يجعلون الخلافة إلا في أولادهم!؟ [7] .

5 ير: أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن عمر بن يزيد قال: كنت عند أبي الحسن عليه السلام فذكر محمد فقال: إني جعلت علي أن لا يظلني و إياه سقف بيت، فقلت في نفسي: هذا يأمر بالبر و الصلة و يقول هذا لعمه قال: فنظر إلي فقال: هذا من البر و الصلة إنه متي يأتيني و يدخل علي، فيقول و يصدقه الناس و إذا لم يدخل علي، لم يقبل قوله إذا قال [8] .

6 كا: بعض أصحابنا، عن محمد بن حسان، عن محمد بن رنجويه، عن عبد الله ابن الحكم الارمني، عن عبد الله بن جعفر بن إبراهيم الجعفري، عن عبد الله بن المفضل مولي عبد الله بن جعفر بن أبي طالب قال: قال: لما خرج الحسين بن علي



[ صفحه 161]



المقتول بفخ، و احتوي علي المدينة دعا موسي بن جعفر عليهما السلام إلي البيعة فأتاه فقال له: يا ابن عم لا تكلفني ما كلف ابن عمك عمك أبا عبد الله عليه السلام فيخرج مني ما لا أريد كما خرج من أبي عبد الله عليه السلام ما لم يكن يريد، فقال له الحسين: إنما عرضت عليك أمرا فان أردته دخلت فيه، و إن كرهته لم أحملك عليه و الله المستعان، ثم ودعه.

فقال له أبو الحسن موسي بن جعفر عليه السلام حين ودعه: يا ابن عم إنك مقتول فأجد الضراب، فإن القوم فساق، يظهرون إيمانا، و يسرون شركا، و إنا لله و إنا إليه راجعون أحتسبكم عند الله من عصبة، ثم خرج الحسين، و كان من أمره ما كان، قتلوا كلهم كما قال عليه السلام [9] .

بيان: الفخ بفتح الفآء و تشديد الخاء بئر بينه و بين مكة فرسخ تقريبا، و الحسين هو الحسين بن علي بن الحسن بن الحسن بن الحسن بن علي عليهما السلام و امه زينب بنت بنت عبد الله بن الحسن، و خرج في أيام موسي الهادي بن محمد المهدي ابن أبي جعفر المنصور، و خرج معه جماعة كثيرة من العلويين.

و كان خروجه بالمدينة في ذي القعدة سنة تسع و ستين و مائة، بعد موت المهدي بمكة، و خلافة الهادي ابنه.

و روي أبو الفرج الاصبهاني [10] بأسانيده عن عبد الله بن إبراهيم الجعفري و غيره أنهم قالوا: كان سبب خروج الحسين أن الهادي ولي المدينة إسحاق بن عيسي بن علي فاستخلف عليها رجلا من ولد عمر بن الخطاب يعرف بعبد العزيز فحمل علي الطالبيين، و أساء إليهم، و طالبهم بالعرض كل يوم في المقصورة، و وافي أوائل الحاج، و قدم من الشيعة نحو من سبعين رجلا و لقوا حسينا و غيره فبلغ ذلك العمري، و أغلظ أمر العرض، و ألجأهم إلي الخروج، فجمع الحسين يحيي [11] .



[ صفحه 162]



و سليمان [12] و إدريس [13] بني عبد الله بن الحسن، و عبد الله بن الحسن الافطس [14] .



[ صفحه 163]



و إبراهيم بن إسماعيل طباطبا [15] و عمر بن الحسن بن علي بن الحسن المثلث، و عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم بن الحسن المثني، و عبد الله بن جعفر الصادق عليه السلام و وجهوا إلي فتيان من فتيانهم و مواليهم، فاجتمعوا ستة و عشرين رجلا من ولد علي عليه السلام و عشرة من الحاج، و جماعة من الموالي.

فلما أذن المؤذن الصبح دخلوا المسجد و نادوا: أجد أجد، و صعد الافطس المنارة، و جبر المؤذن علي قول حي علي خير العمل، فلما سمعه العمري أحس بالشر و دهش، و مضي هاربا علي وجهه يسعي و يضرط، حتي نجا، وصلي الحسين بالناس الصبح، و لم يتخلف عنه أحد من الطالبيين، إلا الحسن بن جعفر بن الحسن ابن الحسن و موسي بن جعفر عليه السلام.

فخطب بعد الصلاة و قال بعد الحمد و الثناء: أنا ابن رسول الله، علي منبر رسول الله، و في حرم رسول الله، أدعوكم إلي سنة رسول الله صلي الله عليه و آله أيها الناس أ تطلبون



[ صفحه 164]



آثار رسول الله في الحجر و العود تمسحون بذلك، و تضيعون بضعة منه! قالوا: فأقبل حماد البربري و كان مسلحة للسلطان بالمدينة في السلاح، و معه أصحابه حتي وافوا باب المسجد، فقصده يحيي بن عبد الله و في يده السيف، فأراد حماد أن ينزل فبدره يحيي فضربه علي جبينه و عليه البيضة و المغفر و القلنسوة فقطع ذلك كله و أطار قحف رأسه، و سقط عن دابته، و حمل علي أصحابه فتفرقوا و انهزموا.

و حج في تلك السنة مبارك التركي فبدأ بالمدينة، فبلغه خبر الحسين فبعث إليه من الليل إني و الله ما احب أن تبتلي بي و لا ابتلي بك، فابعث الليلة إلي نفرا من أصحابك و لو عشرة يبيتون عسكري حتي أنهزم، و أعتل بالبيات ففعل ذلك الحسين و وجه عشرة من أصحابه فجعجعوا بمبارك و صبحوا في نواحي عسكره، فهرب، و ذهب إلي مكة.

و حج في تلك السنة العباس بن محمد، و سليمان بن أبي جعفر، و موسي بن عيسي فصار مبارك معهم و اعتل عليهم بالبيات، و خرج الحسين قاصدا إلي مكة و معه من تبعه من أهله و مواليه و أصحابه، و هم زهاء ثلاثمائة، و استخلف رجلا علي المدينة، فلما صاروا بفخ تلقتهم الجيوش، فعرض العباس علي الحسين الامان و العفو و الصلة، فأبي ذلك أشد الابآء، و كانت قادة الجيوش العباس، و موسي و جعفر، و محمد ابنا سليمان، و مبارك التركي، و الحسن الحاجب، و حسين بن يقطين فالتقوا يوم التروية وقت صلاة الصبح.

فكان أول من بدأهم موسي فحملوا عليه، فاستطرد لهم شيئا حتي أنحدوا في الوادي، و حمل عليهم محمد بن سليمان من خلفهم فطحنهم طحنة واحدة، حتي قتل أكثر أصحاب الحسين، و جعلت المسودة تصيح بالحسين: يا حسين لك الامان فيقول: لا أمان أريد، و يحمل عليهم حتي قتل، و قتل معه سليمان بن عبد الله ابن الحسن، و عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم بن الحسن، و أصابت الحسن بن محمد نشابة في عينه فتركها و جعل يقاتل أشد القتال حتي أمنوه ثم قتلوه، و جاء



[ صفحه 165]



الجند بالرؤوس إلي موسي و العباس، و عندهما جماعة من ولد الحسن و الحسين فلم يسألا أحدا منهم إلا موسي بن جعفر عليه السلام فقالا: هذا رأس حسين؟ قال: نعم إنا لله و إنا إليه راجعون مضي و الله مسلما صالحا صواما آمرا بالمعروف، ناهيا عن المنكر، ما كان في أهل بيته مثله، فلم يجيبوه بشيء ء، و حملت الاسري إلي الهادي، فأمر بقتلهم، و مات في ذلك اليوم.

و روي عن جماعة أن محمد بن سليمان لما حضرته الوفاة جعلوا يلقنونه الشهادة و هو يقول:



ألا ليت أمي لم تلدني و لم أكن

لقيت حسينا يوم فخ و لا الحسن



فجعل يرددها حتي مات، و روي في عمدة الطالب [16] و معجم البلدان [17] عن أبي نصر البخاري [18] عن أبي جعفر الجواد عليه السلام أنه قال: لم يكن لنا بعد الطف مصرع أعظم من فخ.

قوله: و احتوي علي المدينة أي غلب عليها، و أحاط بها، ما كلف ابن عمك أي محمد بن عبد الله و سمي أبا عبد الله عمه مجازا فأجد الضراب من الا جادة أي أحسن، و يمكن أن يقرأ بتشديد الدال أي اجتهد، و الضراب القتال، فان القوم أي بني العباس و أتباعهم فساق: أي خارجون من الدين، و يسرون شركا لانهم لو كانوا موحدين لما عارضوا إماما نصبه الله و رسوله، أحتسبكم عند الله أي أطلب أجر مصيبتكم من الله، و أصبر عليها طلبا للاجر، أو أظنكم عند الله في الدرجات العالية، و العصبة بالتحريك قرابة الاب، و يمكن أن يقرأ بضم العين و سكون الصاد كما في قوله تعالي " و نحن عصبة " [19] و هي الجماعة يتعصب بعضها لبعض.

7 كا: بالاسناد المتقدم، عن عبد الله بن إبراهيم الجعفري قال: كتب



[ صفحه 166]



يحيي بن عبد الله بن الحسن إلي موسي بن جعفر عليه السلام أما بعد فاني أوصي نفسي بتقوي الله، و بها أوصيك، فانها وصية الله في الاولين، و وصيته في الآخرين خبرني من ورد علي من أعوان الله علي دينه و نشر طاعته، بما كان من تحننك مع خذلانك و قد شاورت في الدعوة للرضا من آل محمد صلي الله عليه و آله، و قد احتجبتها و احتجبها أبوك من قبلك، و قديما ادعيتم ما ليس لكم، و بسطتم آمالكم إلي ما لم يعطكم الله فاستهويتم و أظللتم، و أنا محذرك ما حذرك الله من نفسه.

فكتب إليه أبو الحسن موسي بن جعفر عليه السلام " من موسي بن أبي عبد الله جعفر و علي مشتركين في التذلل لله و طاعته إلي يحيي بن عبد الله بن الحسن أما بعد فاني احذرك الله و نفسي، و أعلمك أليم عذابه، و شديد عقابه، و تكامل نقماته، و اوصيك و نفسي بتقوي الله، فانها زين الكلام، و تثبيت النعم، أتاني كتابك، تذكر فيه أني مدع و أبي من قبل، و ما سمعت ذلك مني، و ستكتب شهادتهم و يسألون، و لم يدع حرص الدنيا و مطالبها لاهلها مطلبا لآخرتهم، حتي يفسد عليهم مطلب آخرتهم في دنياهم.

و ذكرت أني ثبطت الناس عنك لرغبتي فيما في يديك، و ما منعني من مدخلك الذي أنت فيه لو كنت راغبا ضعف عن سنة، و لا قلة بصيرة بحجة، و لكن الله تبارك و تعالي خق الناس أمشاجا، و غرائب، و غرائز، فأخبرني عن حرفين أسألك عنهما مالعترف في بدنك؟ و ما الصهلج في الانسان؟ ثم أكتب إلي بخبر ذلك.

و أنا متقدم إليك احذرك معصية الخليفة، و أحثك علي بره و طاعته، و أن تطلب لنفسك أمانا قبل أن تأخذك الاطفار، و يلزمك الخناق من كل مكان تتروح إلي نفس من كل مكان و لا تجده، حتي يمن الله عليك بمنه و فضله، ورقة الخليفة أبقاه الله، فيؤمنك و يرحمك، و يحفظ فيك أرحام رسول الله صلي الله عليه و آله و السلام علي من اتبع الهدي " إنا قد أوحي إلينا أن العذاب علي من كذب و تولي " [20] .



[ صفحه 167]



قال الجعفري: فبلغني أن كتاب موسي بن جعفر وقع في يدي هارون فلما قرأه قال: الناس يحملوني علي موسي بن جعفر و هو بري مما يرمي به [21] .

إيضاح: وصية النفس بالتقوي، توطين النفس عليها قبل أمر الغير بها، فانها وصية الله إشارة إلي قوله تعالي: " و لقد وصينا الذين اوتوا الكتاب من قبلكم و إياكم أن اتقوا الله " [22] من تحننك أي بلغني إظهار محبتك لي، و ترحمك علي مع عدم نصرتك لي، و قيل أي محبتك للامامة مع أنك مخذول، و لا يخفي ما فيه، للرضا أي لمن هو مرضي من آل محمد يجتمعون عليه و يرتضونه، لا لنفسي، و يحتمل أن يريد نفسه، أو المعني للعمل بما يرضي به آل محمد.

و قد احتجبتها لعل فيه حذفا و ايصالا أي احتجبت بها، و الضمير للمشورة كناية عما هو مقتضاها من الاجابة إلي البيعة، أو للبيعة بقرينة المقام، أو للدعوة أي إجابتها، أو المعني شاورت الناس في الدعوي فاحتجبت عن مشاورتي، و لم تحضرها فتفرق الناس لذلك عني، و احتجبها أبوك أي عند دعوة محمد بن عبد الله، و قديما ظرف لقوله ادعيتم.

قوله: فاستهويتم أي ذهبتم بأهواء الناس و عقولهم، ما حذرك الله إشارة إلي قوله تعالي " و يحذركم الله نفسه " [23] .

قوله من موسي بن عبد الله: في نعض النسخ عبدي الله و هو الاظهر بأن يكون عليه السلام ذكر في الكتاب انتسابه إلي الولد الاكبر أيضا علي بن أبي طالب عليه السلام فقوله: مشتركين: علي صيغة الجمع و في بعض النسخ أبي عبد الله و المراد ما ذكرنا أيضا، و كذا علي نسخة عبد الله أيضا بأن يكون الوصف بالعبودية مخصوصا بجعفر عليه السلام.



[ صفحه 168]



و قيل: كأنه أشرك أخاه علي بن جعفر معه في المكاتبة ليصرف بذلك عنه ما يصرف عن نفسه، و قيل: أشرك ابنه الرضا عليه السلام و قوله: مشتركين علي صيغة التثنية و تثبيت النعم أي سبب له أني مدع: ظاهره إنكار دعوي الامامة تقية و باطنه إنكار ادعاء ما ليس بحق كما زعمه مع أنه عليه السلام لم يصرح بالنفي بل قال: ما سمعت ذلك مني و يسألونك أي شهادتهم الزور، و مطالبتها: بالرفع عطفا علي الحرص أو بالجر عطفا علي الدنيا، في دنياهم: في للظرفية أو بمعني مع، و الحاصل أن حرص الدنيا صار سببا لئلا يخلص لهم شيء للآخرة، فإذا أرادوا عملا من أعمال الآخرة خلطوه بالاغراض الدنيوية و الاعمال الباطلة كالأَمر بالمعروف الذي أردته، خلطته بإنكار حق أهل الحق، و معارضتهم، و الافتراء عليهم، فيحتمل أن تكون في سببية ايضا، و قيل يعني أن حرصك علي الدنيا و مطالبها صار سببا لفساد آخرتك في دنياك، و التثبيط التعويق، فيما في يديك: أي ادعاء الامامة، ضعف عن سنة: أي عجز عن معرفتها بل صار علمي سببا لعدم إظهار الحق قبل أوانه.

قوله: و لكن الله تبارك و تعالي خلق الناس، أي جعل للانسان أجزاء و أعضاء مختلفة، فأخبرني عن هذين العضوين، أو المعني أن الله خلقهم ذوي غرائب و شئون متفاوتة، وأي غريبة أغرب من دعواك الامامة مع جهلك، و سكوتي مع علمي و يقال تقدم إليه في كذا إذا أمره و أوصاه به و المراد بالخليفة خليفة الجور ظاهرا تقية، و خليفة الحق يعني نفسه عليه السلام واقعا، مع أنه يجب طاعة خلفاء الجور عند التقية، و إنما كتب عليه السلام ذلك لعلمه بأنه سيقع في يد الملعون، دفعا لضرره عن نفسه و عشيرته و شيعته، قبل أن تأخذك الاظفار: كناية عن الاسر تشبيها بطائر اصطاده بعض الجوارح.

و يلزمك الخناق بالفتح مصدر خنقه إذا عصر حلقه، أو بالكسر و هو الحبل الذي يخنق به، أو بالضم و هو الداء الذي يمنع نفوذ النفس إلي الرية و القلب فتروح: من باب التفعل بحذف إحدي التائين أي تطلب الروح بالفتح و هو النسيم إلي النفس أي للتنفس، من كل مكان، متعلق بتروح، فلا تجده أي



[ صفحه 169]



الروح أو النفس ورقة الخليفة عطف علي منه، يحملوني أي يغرونني.

أقول: و روي أبو الفرج الاصفهاني في كتاب مقاتل الطالبيين بأسانيده عن عنيزة القصباني قال: رأيت موسي بن جعفر عليه السلام بعد عتمة و قد جآء إلي الحسين صاحب فخ، فانكب عليه شبه الركوع و قال: احب أن تجعلني في سعة وحل من تخلفي عنك، فأطرق الحسين طويلا لا يجيبه ثم رفع رأسه إليه فقال: أنت في سعة.

و بأسانيد اخري قال: قال الحسين لموسي بن جعفر عليه السلام في الخروج فقال له: إنك مقتول، فأجد الضراب، فان القوم فساق، يظهرون إيمانا، و يضمرون نفاقا و شكا، فإنا لله و إنا إليه راجعون و عند الله عز و جل أحتسبكم من عصبة [24] .

و باسناده عن سليمان بن عباد قال: لما أن لقي الحسين المسودة أقعد رجلا علي جمل معه سيف يلوح به، و الحسين يملي عليه حرفا حرفا يقول: ناد! فنادي: يا معشر الناس، يا معشر المسودة، هذا الحسين ابن رسول الله، و ابن عمه، يدعوكم إلي كتاب الله و سنة رسول الله صلي الله عليه و آله [25] .

و باسناده إلي أرطاة قال: لما كانت بيعة الحسين بن علي صاحب فخ قال: أبايعكم علي كتاب الله و سنة رسول الله صلي الله عليه و آله و علي أن يطاع الله و لا يعصي وأدعوكم إلي الرضا من آل محمد، و علي أن يعمل فيكم بكتاب الله و سنة نبيه صلي الله عليه و آله و العدل في الرعية، و القسم بالسوية، و علي أن تقيموا معنا، و تجاهدوا عدونا، فان نحن وفينا لكم وفيتم لنا، و إن نحن لم نف لكم فلا بيعة لنا عليكم [26] .

و باسناده عن أبي صالح الفزاري قال: سمع علي مياه غطفان كلها، ليلة قتل الحسين صاحب فخ هاتفا يهتف يقول:



[ صفحه 170]





ألا يا لقوم للسواد المصبح

و مقتل أولاد النبي ببلدح



لبيك حسينا كل كهل و أمرد

من الجن إن لم يبك من الانس نوح



و إني لجني و إن معرسي

لبالبرقة السوداء من دون زحزح



فسمعها الناس لا يدرون ما الخبر حتي أتاهم قتل الحسين [27] .

و باسناده عن محمد بن إسحاق، عن أبي جعفر محمد بن علي عليه السلام قال: مر النبي صلي الله عليه و آله بفخ، فنزل فصلي ركعة، فلما صلي الثانية بكي و هو في الصلاة، فلما رأي الناس النبي صلي الله عليه و آله يبكي بكوا، فلما انصرف قال: ما يبكيكم؟ قالوا: لما رأيناك تبكي بكينا يا رسول الله، قال: نزل علي جبرئيل لما صليت الركعة الاولي فقال لي: يا محمد إن رجلا من ولدك يقتل في هذا المكان، و أجر الشهيد معه أجر شهيدين [28] .

و باسناده عن النضر بن قرواش قال: أكريت جعفر بن محمد عليه السلام من المدينة فلما رحلنا من بطن مر [29] قال لي: يا نصر إذا انتهيت إلي فخ فأعلمني، قلت: أو لست تعرفه! قال: بلي، و لكن أخشي أن تغلبني عيني، فلما انتهينا إلي فخ دنوت من المحمل فإذا هو نائم فتنحنحت فلم ينتبه، فحركت المحمل فجلس فقلت: قد بلغت فقال: حل محملي ثم قال: صل القطار فوصلته، ثم تنحيت به عن الجادة فأنخت بعيره فقال: ناولني الاداوة و الركوة، فتوضأ وصلي، ثم ركب فقلت له: جعلت فداك رأيتك قد صنعت شيئا أ فهو من مناسك الحج؟ قال: لا، و لكن يقتل ههنا رجل من أهل بيتي في عصابة تسبق أرواحهم أجسادهم إلي الجنة [30] .



[ صفحه 171]



8 كا: علي بن إبراهيم رفعه عن محمد بن مسلم قال: دخل أبو حنيفة علي أبي عبد الله عليه السلام فقال له: رأيت ابنك موسي يصلي و الناس يمرون بين يديه، فلا ينهاهم، و فيه ما فيه، فقال أبو عبد الله عليه السلام: ادعوا لي موسي، فدعي فقال له: يا بني إن أبا حنيفة يذكر أنك كنت تصلي و الناس يمرون بين يديك فلم تنههم فقال: نعم يا أبت، إن الذي كنت أصلي له كان أقرب إلي منهم، يقول الله عز وجل " و نحن أقرب إليه من حبل الوريد " [31] قال: فضمه أبو عبد الله عليه السلام إلي نفسه ثم قال: بأبي أنت و أمي يا مودع الاسرار [32] .

9 كا: عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن جعفر بن المثني الخطيب عن محمد بن الفضيل و بشير بن إسماعيل قال: قال لي محمد: ألا أسرك يا ابن المثني؟ قال: قلت: بلي، و قمت إليه قال: دخل هذا الفاسق آنفا فجلس قبالة أبي الحسن الكاظم، ثم أقبل عليه فقال له: يا أبا الحسن ما تقول في المحرم أ يستظل علي المحمل؟ فقال له: لا قال: فيستظل في الخباء؟ فقال له: نعم، فأعاد عليه القول شبه المستهزئ يضحك فقال: يا أبا الحسن فما فرق بين هذا و هذا فقال: يابا يوسف إن الدين ليس بقياس كقياسك، أنتم تلعبون بالدين، إنا صنعنا كما صنع رسول الله صلي الله عليه و آله، و قلنا كما قال رسول الله صلي الله عليه و آله، كان رسول الله يركب راحلته فلا يستظل عليها و تؤذيه الشمس، فيستر جسده بعضه ببعض، و ربما ستر وجهه بيده و إذا نزل استظل بالخباء، و في البيت و في الجدار [33] .

10 كا: علي بن إبراهيم، عن أبيه قال: رأيت عبد الله بن جندب بالموقف فلم أر موقفا كان أحسن من موقفه.

ما زال مادا يديه إلي السماء و دموعه تسيل علي خده حتي تبلغ الارض، فلما انصرف الناس قلت له: يا أبا محمد ما رأيت



[ صفحه 172]



موقفا قط أحسن من موقفك قال: و الله ما دعوت إلا لاخواني، و ذلك أن أبا الحسن موسي بن جعفر عليه السلام أخبرني أنه من دعا لاخيه بظهر الغيب نودي من العرش: ها! و لك مائة ألف ضعف مثله، فكرهت أن أدع مائة ألف ضعف مضمونة لواحد لا أدري يستجاب أم لا [34] .

11 كا: أحمد بن محمد العاصمي، عن علي بن الحسين السلمي، عن علي ابن أسباط، عن إبراهيم بن أبي البلاد، أو عبد الله بن جندب قال: كنت في الموقف فلما أفضت لقيت إبراهيم بن شعيب فسلمت عليه، و كان مصابا بإحدي عينيه، و إذا عينه الصحيحة حمراء كأنها علقة دم فقلت له: قد اصبت بإحدي عينيك، و أنا و الله مشفق علي الاخري، فلو قصرت من البكاء قليلا فقال: لا و الله يا أبا محمد ما دعوت لنفسي اليوم بدعوة، فقلت: لمن دعوت؟ قال: دعوت لاخواني لاني سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: من دعا لاخيه بظهر الغيب، و كل الله به ملكا يقول: و لك مثلاه، فأردت أن أكون إنما أدعو لاخواني، و يكون الملك يدعو لي، لاني في شك من دعائي لنفسي، و لست في شك من دعاء الملك [35] .

12 ختص: أبو العباس أحمد بن محمد بن القاسم الكوفي، عن علي بن محمد ابن يعقوب الكوفي، عن علي بن فضال، عن ابن أسباط مثله [36] .

13 كا: الحسين بن الحسن الهاشمي، عن صالح بن أبي حماد، عن محمد بن خالد، عن زياد بن أبي سلمة قال: دخلت علي أبي الحسن موسي عليه السلام فقال لي: يا زياد إنك لتعمل عمل السلطان؟ قال: قلت: أجل، قال لي: و لم؟ قلت: أنا رجل لي مروة، و علي عيال، و ليس وراء ظهري شيء فقال لي: يا زياد لان أسقط من حالق [37] فأنقطع قطعة قطعة، أحب إلي من أن أتولي لاحد منهم عملا



[ صفحه 173]



أو أطأ بساط رجل منهم، إلا، لماذا؟ قلت: لا أدري جعلت فداك قال: إلا لتفريج كربة عن مؤمن، أو فك أسرة، أو قضأ دينه، يا زياد إن أهون ما يصنع الله بمن تولي لهم عملا أن يضرب عليه سرادق من نار إلي أن يفرغ الله من حساب الخلائق.

يا زياد فان وليت شيئا من أعمالهم فأحسن إلي إخوانك، فواحدة بواحدة و الله من وراء ذلك، يا زياد أيما رجل منكم تولي لاحد منهم عملا ثم ساوي بينكم و بينهم فقولوا له: أنت منتحل كذاب، يا زياد إذا ذكرت مقدرتك علي الناس فاذكر مقدرة الله عليك غدا، و نفاد ما أتيت إليهم عنهم، و بقاء ما أتيت إليهم عليك [38] .

بيان: و الله من وراء ذلك، أي عفوه و غفرانه، أو حسابنه و حقه تعالي لما خالفت أمره.

14 كا: العدة عن سهل، عن يحيي بن المبارك، عن إبراهيم بن صالح، عن رجل من الجعفريين قال: كان بالمدينة عندنا رجل يكني أبا القمقام و كان محارفا فأتي أبا الحسن عليه السلام فشكي إليه حرفته، و أخبره أنه لا يتوجه في حاجة له فتقضي له، فقال له أبو الحسن عليه السلام: قل في آخر دعائك من صلاة الفجر: سبحان الله العظيم و بحمده، أستغفر الله و أتوب إليه، و أسأله من فضله، عشر مرات قال: أبو القمقام: فلزمت ذلك فو الله ما لبثت إلا قليلا حتي ورد علي قوم من البادية فأخبروني أن رجلا من قومي مات، و لم يعرف له وارث غيري، فانطلقت فقبضت ميراثه، و أنا مستغن [39] .

15 الفصول المهمة: شاعره السيد الحميري، بوابه محمد بن الفضل [40] .



[ صفحه 174]



16 من كتاب قضأ حقوق المؤمنين لابي علي بن طاهر الصوري باسناده عن رجل من أهل الري قال: ولي علينا بعض كتاب يحيي بن خالد، و كان علي بقايا يطالبني بها، و خفت من إلزامي إياها خروجا عن نعمتي، و قيل لي: إنه منتحل هذا المذهب، فخفت أن أمضي إليه فلا يكون كذلك فأقع فيما لا احب، فاجتمع رأي علي أني هربت إلي الله تعالي و حججت و لقيت مولاي الصابر يعني موسي بن جعفر عليه السلام فشكوت حالي إليه فأصحبني مكتوبا نسخته: بسم الله الرحمن الرحيم أعلم أن الله تحت عرشه ظلالا يسكنه إلا من أسدي إلي أخيه معروفا أو نفس عنه كربة، أو أدخل علي قلبه سرورا، و هذا أخوك و السلام.

قال: فعدت من الحج إلي بلدي، و مضيت إلي الرجل ليلا، و استأذنت عليه و قلت: رسول الصابر عليه السلام فخرج إلي حافيا ماشيا، ففتح لي بابه، و قبلني و ضمني إليه، و جعل يقبل بين عيني، و يكرر ذلك كلما سألني عن رؤيته عليه السلام و كلما أخبرته بسلامته، و صلاح أحواله، استبشر، و شكر الله، ثم أدخلني داره و صدرني في مجلسه و جلس بين يدي، فأخرجت إليه كتابه عليه السلام فقبله قائما و قرأه ثم استدعي بماله و ثيابه، فقاسمني دينارا دينارا، و درهما درهما، وثوبا ثوبا، و أعطاني قيمة ما لم يمكن قسمته، و في كل شيء من ذلك يقول: يا أخي هل سررتك؟ فأقول: إي و الله، و زدت علي السرور، ثم استدعي العمل فأسقط ما كان باسمي و أعطاني براءة مما يتوجه علي منه، و ودعته، و انصرفت عنه.

فقلت: لا أقدر علي مكافاة هذا الرجل إلا بأن أحج في قابل و أدعو له و ألقي الصابر عليه السلام و اعرفه فعله، ففعلت و لقيت مولاي الصابر عليه السلام و جعلت أحدثه و وجهه يتهلل فرحا، فقلت: يا مولاي هل سرك ذلك؟ فقال: إي و الله لقد سرني و سر أمير المؤمنين، و الله لقد سر جدي رسول الله صلي الله عليه و آله، و لقد سر الله تعالي.

17 ختص: ابن الوليد قال: حمل إلي محمد بن موسي ابن المتوكل رقعة من أبي الحسن الاسدي قال: حدثني سهل بن زياد الآدمي لما أن صنف عبد الله بن



[ صفحه 175]



المغيرة كتابه وعد أصحابه أن يقرأ عليهم في زاوية من زوايا مسجد الكوفة، و كان له أخ مخالف، فلما أن حضروا لاستماع الكتاب جآء الاخ و قعد، قال: فقال لهم: انصرفوا اليوم فقال الاخ: أين ينصرفون فاني أيضا جئت لما جآؤا؟ قال فقال له: لما جاؤا؟ قال: يا أخي اريت فيما يري النائم أن الملائكة تنزل من السماء فقلت: لماذا ينزلون هؤلاء؟ فقال قائل: ينزلون يستمعون الكتاب الذي يخرجه عبد الله بن المغيرة فأنا أيضا جئت لهذا، و أنا تائب إلي الله، قال: فسر عبد الله بن المغيرة بذلك [41] .

18 إعلام الدين للديلمي: روي عن أبي حنيفة أنه قال: أتيت الصادق عليه السلام لاسأله عن مسائل فقيل لي: إنه نآئم، فجلست أنتظر انتباهه فرأيت غلاما خماسيا أو سداسيا [42] جميل المنظر ذا هيبة و حسن سمت فسألت عنه فقالوا: هذا موسي بن جعفر فسلمت عليه و قلت له: يا ابن رسول الله ما تقول في أفعال العباد ممن هي؟ فجلس ثم تربع و جعل كمه الايمن علي الايسر و قال: يا نعمان قد سألت فاسمع، و إذا سمعت فعه، و إذا وعيت فاعمل، إن أفعال العباد لا تعدو من ثلاث خصال: إما من الله علي انفراده، أو من الله و العبد شركة، أو من العبد بانفراده فان كانت من الله علي انفراده فما باله سبحانه يعذب عبده علي ما لم يفعله مع عدله و رحمته و حكمته، و إن كانت من الله و العبد شركة فما بال الشريك القوي يعذب شريكه علي ما قد شركه فيه و أعانه عليه، قال: استحال الوجهان يا نعمان؟ فقال: نعم، فقال له: فلم يبق إلا أن يكون من العبد علي انفراده ثم أنشأ يقول:



لم تخل أفعالنا التي نذم بها

إحدي ثلاث خصال حين نبديها



إما تفرد بارينا بصنعتها

فيسقط اللوم عنا حين نأتيها





[ صفحه 176]





أو كان يشركنا فيها فيلحقه

ما كان يلحقنا من لائم فيها



أو لم يكن لالهي في جنايتها

ذنب فما الذنب إلا ذنب جانيها [43] .



19 الدرة الباهرة من الاصداف الطاهرة: قال: قال نفيع الانصاري لموسي بن جعفر عليه السلام و كان مع عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز فمنعه من كلامه فأبي: من أنت؟ فقال: إن كنت تريد النسب فأنا ابن محمد حبيب الله، ابن إسماعيل ذبيح الله، ابن إبراهيم خليل الله، و إن كنت تريد البلد فهو الذي فرض الله علي المسلمين و عليك إن كنت منهم الحج إليه، و إن كنت تريد المناظرة في الرتبة فما رضي مشركوا قومي مسلم قومك أكفاء لهم حين قالوا: يا محمد أخرج إلينا أكفاءنا من قريش، فانصرف مخزيا.

و قال: لقي عليه السلام الرشيد حين قدومه إلي المدينة علي بغلته فاعترض عليه في ذلك، فقال: تطأطأت عن خيلاء الخيل، و ارتفعت عن ذلة العير، و خير الامور أوسطها.

20 ن: أحمد بن محمد بن الحسين البزاز، عن أبي طاهر الشاماتي، عن بشر ابن محمد بن بشر، عن أحمد بن سهل بن ماهان، عن عبيد الله البزاز النيسابوري و كان مسنا قال: كان بيني و بين حميد بن قحطبة الطائي الطوسي معاملة، فرحلت إليه في بعض الايام، فبلغه خبر قدومي فاستحضرني للوقت و علي ثياب السفر لم، و ذلك في شهر رمضان وقت صلاة الظهر.

فلما دخلت إليه رأيته في بيت يجري فيه الماء فسلمت عليه و جلست فاتي بطست و إبريق فغسل يديه، ثم أمرني فغسلت يدي و أحضرت المائدة و ذهب عني أني صائم وأني في شهر رمضان، ثم ذكرت فأمسكت يدي، فقال لي حميد: مالك لا تأكل؟ فقلت: أيها الامير هذا شهر رمضان، و لست بمريض و لا بي علة توجب



[ صفحه 177]



الافطار، و لعل الامير له عذر في ذلك أو علة توجب الافطار، فقال: ما بي علة توجب الافطار و إني لصحيح البدن، ثم دمعت عيناه و بكي.

فقلت له بعد ما فرغ من طعامه: ما يبكيك أيها الامير؟ فقال: أنفذ إلي هارون الرشيد وقت كونه بطوس في بعض الليل أن أجب، فلما دخلت عليه رأيت بين يديه شمعة تتقد و سيفا أخضر مسلولا و بين يديه خادم واقف فلما قمت بين يديه رفع رأسه إلي فقال: كيف طاعتك لامير المؤمنين؟ فقلت: بالنفس و المال، فأطرق ثم أذن لي في الانصراف.

فلم ألبث في منزلي حتي عاد الرسول إلي و قال: أجب أمير المؤمنين، فقلت في نفسي: إنا لله أخاف أن يكون قد عزم علي قتلي و إنه لما رآني استحيا مني فعدت إلي بين يديه فرفع رأسه إلي فقال: كيف طاعتك لامير المؤمنين؟ فقلت: بالنفس و المال و الاهل و الولد، فتبسم ضاحكا، ثم أذن لي في الانصراف.

فلما دخلت منزلي لم ألبث أن عاد الرسول إلي فقال: أجب أمير المؤمنين فحضرت بين يديه و هو علي حاله، فرفع رأسه إلي فقال: كيف طاعتك لامير المؤمنين فقلت: بالنفس و المال و الاهل و الولد و الدين فضحك، ثم قال لي: خذ هذا السيف و امتثل ما يأمرك به هذا الخادم.

قال: فتناول الخادم السيف و ناولنيه و جاء بي إلي بيت بابه مغلق ففتحه فإذا فيه بئر في وسطه، و ثلاثة بيوت أبوابها مغلقة ففتح باب بيت منها فإذا فيه عشرون نفسا عليهم الشعور و الذوائب شيوخ و كهول و شبان مقيدون، فقال لي: إن أمير المؤمنين يأمرك بقتل هؤلاء، و كانوا كلهم علوية من ولد علي و فاطمة عليهما السلام فجعل يخرج إلي واحدا بعد واحد فأضرب عنقه حتي أتيت علي آخرهم، ثم رمي بأجسادهم و رؤوسهم في تلك البئر.

ثم فتح باب بيت آخر فإذا فيه أيضا عشرون نفسا من العلوية من ولد علي و فاطمة عليهما السلام مقيدون فقال لي: إن أمير المؤمنين يأمرك بقتل هؤلاء، فجعل يخرج إلي واحدا بعد واحد فأضرب عنقه و يرمي به في تلك البئر، حتي أتيت علي آخرهم



[ صفحه 178]



ثم فتح باب البيت الثالث فإذا فيه مثلهم عشرون نفسا من ولد علي و فاطمة مقيدون عليهم الشعور و الذوائب فقال لي: إن أمير المؤمنين يأمرك أن تقتل هؤلاء أيضا فجعل يخرج إلي واحدا بعد واحد فأضرب عنقه فيرمي به في تلك البئر، حتي أتيت علي تسعة عشر نفسا منهم، و بقي شيخ منهم عليه شعر فقال لي: تبا لك يا مشوم أي عذر لك يوم القيامة إذا قدمت علي جدنا رسول الله صلي الله عليه و آله، و قد قتلت من أولاده ستين نفسا، قد ولدهم علي و فاطمة عليهما السلام، فارتعشت يدي و ارتعدت فرائصي فنظر إلي الخادم مغضبا و زبرني، فأتيت علي ذلك الشيخ أيضا فقتلته و رمي به في تلك البئر، فإذا كان فعلي هذا وقت قتلت ستين نفسا من ولد رسول الله صلي الله عليه و آله فما ينفعني صومي و صلاتي و أنا لا أشك أني مخلد في النار [44] .

21 ختص: من أصحابه عليه السلام علي بن يقطين [45] علي بن سويد السائي [46] .



[ صفحه 179]



و ساية قرية من سواد المدينة محمد بن سنان [47] محمد بن أبي عمير [48] الازدي [49] .

22 ختص: قال أبو حنيفة يوما لموسي بن جعفر عليه السلام: أخبرني أي شيء كان أحب إلي أبيك العود أم الطنبور؟ قال: لا بل العود، فسئل عن ذلك فقال: يحب عود البخور و يبغض الطنبور [50] .



[ صفحه 180]



23 ختص: حماد بن عيسي الجهني البصري، كان أصله كوفيا و مسكنه البصرة، و عاش نيفا و تسعين سنة، روي عن أبي عبد الله عليه السلام و مات بوادي قبا بالمدينة، و هو واد يسيل من الشجرة إلي المدينة، و مات سنة تسع و مائتين، حدثنا جعفر بن الحسين المؤمن، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن اليقطيني، عن حماد ابن عيسي قال: دخلت علي أبي الحسن الاول عليه السلام فقلت له: جعلت فداك ادع الله لي أن يرزقني دارا و زوجة و ولدا و خادما و الحج في كل سنة فقال: أللهم صل علي محمد و آل محمد و ارزقه دارا و زوجة و ولدا و خادما و الحج خمسين سنة.

قال حماد: فلما اشترط خمسين سنة علمت أني لا أحج أكثر من خمسين سنة قال حماد: و حججت ثمان و أربعين حجة و هذه داري قد رزقتها، و هذه زوجتي وراء الستر تسمع كلامي، و هذا ابني، و هذه خادمتي قد رزقت كل ذلك، فحج بعد هذا الكلام حجتين تمام الخمسين، ثم خرج بعد الخمسين حاجا فزامل أبا العباس النوفلي القصير، فلما صار في موضع الاحرام دخل يغتسل في الوادي فحمله فغرقه الماء رحمه الله و أباه قبل أن يحج زيادة علي خمسين، عاش إلي وقت الرضا عليه السلام و توفي سنة تسع و مائتين، و كان من جهينة [51] .

24 عمدة الطالب: يحيي صاحب الديلم ابن عبد الله المحض بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام قد هرب إلي بلاد الديلم و ظهر هناك و اجتمع عليه الناس و بايعه أهل تلك الاعمال و عظم أمره و خاف الرشيد لذلك و أهمه و انزعجه منه غاية الانزعاج، فكتب إلي الفضل بن يحيي البرمكي: أن يحيي بن عبد الله قذاة في عيني فأعطه ما شآء و اكفني أمره، فسار إليه الفضل في جيش كثيف و أرسل إليه بالرفق و التحذير و الترغيب و الترهيب فرغب يحيي في الامان فكتب له الفضل أمانا مؤكدا و أخذ يحيي وجآء به إلي الرشيد، و يقال: إنه صار إلي الديلم مستجيرا فباعه صاحب الديلم من الفضل بن يحيي بمائة ألف درهم، و مضي



[ صفحه 181]



يحيي إلي المدينة فأقام بها إلي أن سعي به عبد الله بن الزبير إلي الرشيد [52] .

25 كتاب المقتضب لا بن عياش، عن صالح بن الحسين النوفلي، عن ذي النون المصري قال: خرجت في بعض سياحتي حتي كنت ببطن السماوة فأفضي لي المسير إلي تدمر [53] فرأيت بقربها أبنية عادية قديمة، فساورتها فإذا هي من حجارة منقورة فيها بيوت و غرف من حجارة و أبوابها كذلك، بغير ملاحط، و أرضها كذلك حجارة صلدة، فبينا أجول فيها إذ بصرت بكتابة غريبة علي حائط منها فقرأته فإذا هو:



أنا ابن مني و المشعرين و زمزم

و مكة و البيت العتيق المعظم



وجدي النبي المصطفي و أبي الذي

ولايته فرض علي كل مسلم



و أمي البتول المستضاء بنورها

إذا ما عددنا عديلة مريم



و سبطا رسول الله عمي و والدي

و أولاده الاطهار تسعة أنجم



متي تعتلق منهم بحبل ولاية

تفز يوم يجزي الفائزون و تنعم



أئمة هذا الخلق بعد نبيهم

فان كنت لم تعلم بذلك فاعلم



أنا العلوي الفاطمي الذي ارتمي

به الخوف و الايام بالمرء ترتمي



فضاقت بي الارض الفضاء برحبها

و لم أستطع نيل السماء بسلم



فألممت بالدار التي أنا كاتب

عليها بشعري فأقرأ إن شئت و المم



و سلم لامر الله في كل حالة

فليس أخو الاسلام من لم يسلم



قال ذو النون: فعلمت أنه علوي قد هرب، و ذلك في خلافة هارون و وقع إلي ما هناك فسألت من ثم من سكان هذه الدار و كانوا من بقايا القبط الاول هل تعرفون من كتب هذا الكتاب؟ قالوا: لا و الله ما عرفناه إلا يوما واحدا فانه نزل بنا فأنزلناه، فلما كان صبيحة ليلته غدا، فكتب هذا الكتاب و مضي، قلت: أي رجل كان؟ قالوا: رجل عليه أطمار رثة تعلوه هيبة و جلالة و بين عينيه نور شديد



[ صفحه 182]



لم يزل ليلته قائما و راكعا و ساجدا إلي أن انبلج له الفجر فكتب و انصرف [54] .

أقول: لا يبعد كونه الكاظم عليه السلام ذهب و كتب لاتمام الحجة عليهم.

26 مقاتل الطالبيين [55] بأسانيده، عن جماعة أنهم قالوا: إن يحيي بن عبد الله بن الحسن لما قتل أصحاب فخ كان في قبلهم فاستتر مدة يجول في البلدان و يطلب موضعا يلجأ إليه، و علم الفضل بن يحيي بمكانه في بعض النواحي فأمره بالانتقال عنه، و قصد الديلم و كتب له منشورا لا يعرض له أحد، فمضي متنكرا حتي ورد الديلم، و بلغ الرشيد خبره و هو في بعض الطريق فولي الفضل بن يحيي نواحي المشرق و أمره بالخروج إلي يحيي، فلما علم الفضل بمكان يحيي كتب إليه: إني أريد أن أحدث بك عهدا، و أخشي أن تبتلي بي و ابتلي بك، فكاتب صاحب الديلم فاني قد كاتبته لك لتدخل إلي بلاده فتمتنع به.

ففعل ذلك يحيي، و كان صحبه جماعة من أهل الكوفة، و فيهم الحسن بن صالح بن حي، كان يذهب مذهب الزيدية البترية في تفضيل أبي بكر، و عمر و عثمان في ست سنين من إمارته، و تكفيره في باقي عمره، و يشرب النبيذ، و يمسح علي الخفين، فكان يخالف يحيي في أمره، و يفسد أصحابه، فحصل بينهما بذلك تنافر، و ولي الرشيد الفضل جميع كور المشرق و خراسان، و أمره بقصد يحيي و الجد به، و بذل الامان و الصلة له إن قبل ذلك.

فمضي الفضل فيمن ندب معه، و راسل يحيي فأجابه إلي قبوله، لما رأي من تفرق أصحابه و سوء رأيهم فيه، و كثرة خلافهم عليه إلا أنه لم يرض الشرائط التي شرطت له، و لا الشهود الذين شهدوا له، و بعث الكتاب إلي الفضل فبعث به إلي الرشيد، فكتب له علي ما أراد و شهد له من التمس.



[ صفحه 183]



فلما ورد كتاب الرشيد علي الفضل و قد كتب الامان علي ما رسم يحيي، و أشهد الشهود الذين التمسهم، و جعل الامان علي نسختين احداهما مع يحيي و الاخري معه، شخص يحيي مع الفضل حتي وافي بغداد، و دخلها معاد له في عمارية علي بغل، فلما قدم يحيي أجازه الرشيد بجوائز سنية، يقال إن مبلغها مائتا ألف دينار، و غير ذلك من الخلع و الحملان، فأقام علي ذلك مدة و في نفسه الحيلة علي يحيي، و التتبع له، و طلب العلل عليه و علي أصحابه.

ثم إن نفرا من أهل الحجاز تحالفوا علي السعاية بيحيي، و هم: عبد الله بن مصعب الزبيري، و أبو البختري وهب بن وهب، و رجل من بني زهرة، و رجل من بني مخزوم، فوافوا الرشيد لذلك، و احتالوا إلي ان أمكنهم ذكره له، و أشخصه الرشيد إليه و حبسه عند مسرور الكبير في سرداب، فكان في أكثر الايام يدعوه و يناظره إلي أن مات في حبسه، و اختلف كيف كانت وفاته؟ فقيل؟ إنه دعاه يوما و جمع بينه و بين ابن مصعب ليناظره فيما رفع إليه فجبهه ابن مصعب بحضرة الرشيد و قال: إن هذا دعاني إلي بيعته.

فقال يحيي: يا أمير المؤمنين أتصدق هذا علي و تستنصحه؟ و هو ابن عبد الله ابن الزبير الذي أدخل أباك و ولده الشعب، و أضرم عليهم النار حتي تخلصهم أبو عبد الله الجدلي صاحب علي عليه السلام، و هو الذي بقي أربعين يوما لا يصلي علي النبي صلي الله عليه و آله في خطبته حتي التاث عليه الناس فقال: إن له أهل بيت سوء إذا ذكرته اشرأبت نفوسهم إليه، و فرحوا بذلك، فلا احب أن اقر أعينهم بذلك و هو الذي فعل بعبد الله بن العباس مالاخفاء به عليك، و طال الكلام بينهما حتي قال يحيي: و مع ذلك هو الخارج مع أخي علي أبيك و قال في ذلك أبياتا منها:



قوموا ببيعتكم ننهض بطاعتنا

إن الخلافة فيكم يا بني حسن [56] .



[ صفحه 184]



قال: فتغير وجه الرشيد عند سماع الابيات، فابتدأ ابن مصعب يحلف بالله الذي لا إله إلا هو، و بأيمان البيعة أن هذا الشعر ليس له.

فقال يحيي: و الله يا أمير المؤمنين ما قاله غيره، و ما حلفت بالله كاذبا و لا صادقا قبل هذا و إن الله إذا مجده العبد في يمينه استحيا أن يعاقبه، فدعني أحلفه بيمين ما حلف بها أحد قط كاذبا إلا عوجل قال: حلفه قال: قل: برئت من حول الله و قوته، و اعتصمت بحولي و قوتي، و تقلدت الحول و القوة من دون الله استكبارا علي الله و استغناءا عنه، و استعلاء ا عليه إن كنت قلت هذا الشعر.

فامتنع عبد الله منه فغضب الرشيد و قال للفضل بن الربيع: هنا شيء ماله لا يحلف إن كان صادقا؟ فرفس الفضل عبد الله برجله و صاح به احلف ويحك، و كان له فيه هوي فحلف باليمين و وجهه متغير و هو يرعد، فضرب يحيي بين كتفيه ثم قال: يا ابن مصعب قطعت و الله عمرك، و الله لا تفلح بعدها، فما برح من موضعه حتي أصابه الجذام فتقطع و مات في اليوم الثالث، فحضر الفضل جنازته و مشي معها و مشي الناس معه، فلما وضعوه في لحده، و جعلوا اللبن فوقه، انخسف القبر به و خرجت منه غبرة عظيمة.



[ صفحه 185]



فصاح الفضل: التراب التراب، فجعل يطرح و هو يهوي، فدعا بأحمال شوك و طرحها فهوت، فأمر حينئذ بالقبر، فسقف بخشب و أصلحه، و انصرف منكسرا.

فكان الرشيد بعد ذلك يقول للفضل: رأيت يا عباسي ما أسرع ما اديل يحيي من ابن مصعب.

ثم جمع له الرشيد الفقهاء و فيهم محمد بن الحسن [57] صاحب أبي يوسف، و الحسن بن زياد اللؤلؤي [58] و أبو البختري [59] فجمعوا في مجلس فخرج إليهم مسرور الكبير بالامان فبدأ بمحمد بن الحسن فنظر فيه فقال: هذا أمان مؤكد لا حيلة فيه، فصاح عليه مسرور: هاته، فدفعه إلي الحسن بن زياد فقال بصوت ضعيف: هو أمان، فاستلبه أبو البختري و قال: هذا باطل منتقض، قد شق العصا، و سفك الدم، فاقتله و دمه في عنقي.

فدخل مسرور إلي الرشيد و أخبره فقال: اذهب و قل له: خرفه إن كان باطلا بيدك، فجاء مسرور فقال له ذلك فقال: شقه أبا هاشم، قال له مسرور: بل شقه أنت إن كان منتقضا فأخذ سكينا و جعل يشقه و يده ترتعد حتي صيره سيورا فأدخله مسرور علي الرشيد فوثب فأخذه من يده و هو فرح، و وهب لابي البختري ألف ألف و ستمأة ألف، و ولاه قضأ القضاة، و صرف الآخرين، و منع محمد بن الحسن



[ صفحه 186]



من الفتيا مدة طويلة، و أجمع علي إنفاذ ما أراد في يحيي.

فروي عن رجل كان مع يحيي في المطبق قال: كنت منه قريبا فكان في أضيق البيوت و أظلمها، فبينا نحن ذات ليلة كذلك إذ سمعنا صوت الاقفال، و قد مضي من الليل هجعة، فإذا هارون قد أقبل علي برذون له فوقف ثم قال: أين هذا؟ يعني يحيي قالوا: في هذا البيت قال: علي به فادني إليه فجعل هارون يكلمه بشيء لم أفهمه فقال: خذوه، فاخذ فضربه مائة عصا، و يحيي يناشده الله و الرحم و القرابة من رسول الله صلي الله عليه و آله و يقول: بقرابتي منك فيقول: ما بيني و بينك قرابة.

ثم حمل فرد إلي موضعه فقال: كم أجريتم عليه؟ قالوا: أربعة أرغفة و ثمانية أرطال ماء قال: اجعلوه علي النصف، ثم خرج و مكث ليالي ثم سمعنا وقعا فإذا نحن به حتي دخل، فوقف موقفه فقال: علي به فاخرج ففعل به مثل فعله ذلك، و ضربه مائة عصا اخري، و يحيي يناشده فقال: كم أجريتم عليه؟ قالوا: رغيفين و أربعة أرطال ماء قال: اجعلوه علي النصف، ثم خرج و عاود الثالثة، و قد مرض يحيي و ثقل.

فلما دخل قال: علي به قالوا: هو عليل مدنف لمابه، قال: كم أجريتم عليه؟ قالوا: رغيفا و رطلين ماء قال: اجعلوه علي النصف ثم خرج، فلم يلبث يحيي أن مات فاخرج إلي الناس فدفن.

و عن إبراهيم بن رياح أنه بني عليه أسطوانة بالرافقة [60] و هو حي.

و عن علي بن محمد بن سليمان أنه دس إليه في الليل من خنقه حتي تلف قال: و بلغني أنه سقاه سما.



[ صفحه 187]



و عن محمد بن أبي الحسناء أنه أجاع السباع ثم ألقاه إليها فأكلته.

و عن عبد الله بن عمر العمري قال: دعينا لمناظرة يحيي بن عبد الله بحضرة الرشيد فجعل يقول له: يا يحيي اتق الله و عرفني أصحابك السبعين لئلا ينتقض أمانك؟، و أقبل علينا فقال: إن هذا لم يسم أصحابه، فكلما أردت أخذ إنسان يبلغني عنه شيء أكرهه، ذكر أنه ممن أمنت.

فقال يحيي: يا أمير المؤمنين أنا رجل من السبعين فما الذي نفعني من الامان أ فتريد أن أدفع إليك قوما تقتلهم معي لا لا يحل في هذا قال: ثم خرجنا ذلك اليوم و دعانا له يوما آخر فرأيته أصفر اللوم متغيرا فجعل الرشيد يكلمه فلا يجيبه فقال: ألا ترون إليه لا يجيبني!؟ فأخرج إلينا لسانه قد صار أسود مثل الحممة [61] يرينا أنه لا يقدر علي الكلام فاستشاط الرشيد و قال: إنه يريكم أني سقيته السم و و الله لو رأيت عليه القتل لضربت عنقه صبرا، ثم خرجنا من عنده، فما صرنا في وسط الدار حتي سقط علي وجهه لآخر ما به.

و عن إدريس بن محمد بن يحيي كان يقول: قتل جدي بالجوع و العطش في الحبس.

و عن الزبير بن بكار عن عمه أن يحيي لما أخذ من الرشيد المأتي الالف الدينار قضي بها دين الحسين صاحب فخ، و كان الحسين خلف مأتي ألف دينار دينا و قال: خرج مع يحيي عامر بن كثير السراج [62] و سهل بن عامر البجلي، و



[ صفحه 188]



يحيي (بن عبد الله بن يحيي) [63] بن مساور، و كان من أصحابه علي بن هاشم بن البريد، و عبد الله بن علقمة، و مخول بن إبراهيم النهدي، فحبسهم جميعا هارون في المطبق فمكثوا فيه اثنتي عشرة سنة.

أقول: أوردت أحوال كثير من عشائره و أصحابه في باب معجزاته، و باب مكارم أخلاقه، و باب مناظراته، و ما جري بينه و بين خلفاء زمانه، و باب شهادته عليه السلام و باب إبطال مذهب الواقفة.



[ صفحه 189]




پاورقي

[1] محمد بن عبد الله الارقط: سبقت ترجمته في ج 46 ص 156 فراجع.

[2] قرب الاسناد ص 168 و الموجود فيه إلي قوله " و اتق الله " و الظاهر زيادة جملة " أو كما قال " فلاحظ.

[3] تفسير العياشي ج 1 ص 372.

[4] نفس المصدر ج 1 ص 372 و فيه تمام الخبر.

[5] الحسين بن زيد سبقت ترجمته في ج 46 ص 157.

[6] سبقت ترجمته في ج 46 ص 159.

[7] قرب الاسناد ص 178.

[8] بصائر الدرجات ج 5 باب 10 ص 64.

[9] الكافي ج 1 ص 366.

[10] مقاتل الطالبيين ص 443 بتفاوت.

[11] يحيي صاحب الديلم سيأتي بعض أخباره في الاصل و قد استوفي ترجمته أبو الفرج في مقاتله من ص 463 إلي ص 486 و فيها خبر مقتله.

[12] امه عاتكة بنت عبد الملك بن الحرث الشاعر بن خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة المخزومي و هي التي كلمت أبا جعفر المنصور لما حج و قالت يا أمير المؤمنين أيتامك بنو عبد الله بن الحسن فقراء لا شيء لهم فرد عليهم ما قبض من أموالهم فأمر بردها عليهم و كان سليمان فيمن خرج مع الحسين بن علي صاحب فخ فأسر و ضربت عنقه بمكة صبرا.

لاحظ أخباره في تأريخ الطبري ج 10 ص 28 و مروج الذهب ج 2 ص 183 و مقاتل الطالبيين ص 396 و 433.

[13] إدريس بن عبد الله: امه عاتكة بنت عبد الملك بن الحرث الشاعر المخزومي حضر وقعة فخ و أفلت منها و معه مولي له يقال له راشد فخرج به في جملة حاج افريقية و مصر حتي أقدمه مصر، و منها خرج إلي فأس و طنجة و مولاه راشد معه فاستدعا هم إدريس إلي الدين فملكوه عليهم، فبلغ الرشيد ذلك فغمه حتي امتنع من النوم، فدعا سليمان بن جرير الرقي متكلم الزيدية و أعطاه سما فورد سليمان علي إدريس متوسما بالمذهب فسر به، ثم جعل سليمان يطلب غرته حتي وجد خلوة من مولاه راشد فسقاه السم و هرب، و كانت بيعة إدريس في 4 شهر رمضان سنة 172 و استمر بالامر خمس سنين و ستة أشهر ثم مات سنة 177 مستهل ربيع الثاني لاحظ تفصيل أخباره في مقاتل الطالبيين ص 487 و ما بعدها و تاريخ الطبري ج 10 ص 29 و تاريخ ابن خلدون ج 4 ص 12 و جذوة الاقتباس لا بن القاضي ص 7 و البدء و التاريخ ج 6 ص 100 و تاريخ أبي الفداء ج 2 ص 12 و عمدة الطالب ص 157 و معجم إعلام المنتقلة " مخطوط " و قد كتب في مناقبه و أخباره كتب منها الدر النفيس في مناقب إدريس.

[14] عبد الله بن الحسن الافطس: هو أبو محمد امه ام سعيد بنت سعيد بن محمد بن جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف، خرج مع الحسين بن علي صاحب فخ متقلدا سيفين يقاتل بهما، و وصفه بعض من شهده بقوله: ما كان بفخ أشد عناءا من عبد الله ابن الحسن بن علي بن علي، و اليه أوصي الحسين صاحب فخ، و أخذه الرشيد بعد ذلك فحبسه في بغداد مدة فضاق صدره فكتب إلي الرشيد رقعة فيها كل كلام قبيح، و شتم شنيع فلما قرأها قال: ضاق صدر هذا الفتي فهو يتعرض المقتل، ثم دفعه إلي جعفر بن يحيي البرمكي و أمره بالتوسعة عليه، فلما كان يوم غد و هو يوم نيروز قدمه جعفر فضرب عنقه و غسل رأسه و جعله في منديل و أهداه إلي الرشيد مع هدايا، فلما قدمت اليه و نظر إلي الرأس أفظعه و قال لجعفر: ويحك لم فعلت هذا؟ فقال: ما علمت أبلغ في سرورك من حمل رأس عدوك الخ قال: ويحك فقتلك إياه بغير أمري أعظم من فعله، ثم أمر بغسله و دفنه، و لما كان أمر البرامكة قال الرشيد لمسرور: إذا أردت قتله يعني جعفرا فقل هذا بعبد الله بن الحسن ابن عمي الذي قتلته بغير أمري، قال العمري: و قبره ببغداد بسوق الطعام عليه مشهد.

لاحظ أخباره في مقاتل الطالبيين ص 492 و مروج الذهب ج 2 ص 234 و عمدة الطالب.

ص 348 و سر السلسلة ص 79 و مشجر العميدي ص 143 و معجم إعلام منتقلة الطالبية للمعلق.

[15] لقب إبراهيم بطباطبا لان أباه أراد أن يقطع له ثوبا و هو طفل فخيره بين قميص و قباء فقال: طباطبا يعني قباقبا، و قيل: بل السواد لقبوه بذلك و هو بلغة النبطية سيد السادات كما عن ناصر الحق، امه ام ولد، حمله المنصور مع الذين حملهم من ولد الحسن إلي بغداد، و خرج مع الحسين بن علي صاحب فخ و شهد الواقعة و لم يستشهد، و قد و هم بعض أحفاده في كتابه " هدية آل عبا " ص 23 حيث نقل عن أبي الفرج أنه ممن استشهد في فخ و الموجود في المقاتل أنه ممن شهد فخا لا ممن استشهد فيها، و كم لهذا المؤلف من أوهام في كتابه ذلك.

لاحظ أخبار إبراهيم في عمدة الطالب ص 172 و سر السلسلة ص 16 و أصول الكافي ج 1 ص 361 طبع ايران سنة 1375 ه و مقاتل الطالبيين و معجم إعلام المنتقلة.

[16] عمدة الطالب ص 172 طبعة النجف الاولي.

[17] معجم البلدان ج 6 ص 341 و لم ينسب الكلمة إلي أحد بعينه.

[18] سر السلسلة العلوية ص 14 طبع النجف الاشرف.

[19] سورة يوسف الاية: 8.

[20] سورة طه الاية: 48.

[21] الكافي ج 1 ص 366 و فيه من موسي بن عبد الله بن جعفر و هو الذي يأتي في الايضاح و ما أثبتناه هو الموجود في مطبوعة الكمباني و عليه فلا حاجة إلي التمحل في التأويل كما في الايضاح فلاحظ.

[22] سورة النساء الاية: 131.

[23] سورة آل عمران الاية: 28.

[24] مقاتل الطالبيين ص 447.

[25] نفس المصدر ص 449.

[26] المصدر السابق ص 449 أيضا.

[27] المصدر السابق ص 459.

[28] المصدر السابق ص 436.

[29] بطن مر: بفتح الميم و تشديد الراء: من نواحي مكة، عنده يجتمع وادي النخلتين فيصيران واديا واحدا و البطن: الموضع الغامض من الوادي.

[30] مقاتل الطالبيين ص 437.

[31] سورة ق الاية: 16.

[32] الكافي ج 3 ص 297.

[33] الكافي ج 4 ص 350.

[34] الكافي ج 2 ص 508 بأدني تفاوت و في ج 4 ص 465.

[35] المصدر ج 4 ص 465.

[36] الاختصاص ص 84.

[37] الحالق: من الجبال: المنيف المرتفع لا نبات فيه كأنه حلق و المراد به هنا هو المكان المشرف العالي.

[38] الكافي ج 5 ص 109 و فيه " جالق " مكان حالق و فسر بالجبل المرتفع و الظاهر زيادة النقطة فيه فليلاحظ.

[39] الكافي ج 5 ص 315.

[40] الفصول المهمة ص 218.

[41] الاختصاص ص 85.

[42] الخماسي: ذو الخمسة يقال: جارية خماسية أي بنت خمسة سنوات، و السداسي هنا من كان له ست سنوات.

[43] سبق ان أشرنا إلي الابيات نقلا عن أمالي الشريف المرتضي ج 1 ص 151 و ذلك في هامش الحديث 8 من الباب الخامس من أبواب تأريخ الامام موسي بن جعفر عليه السلام ص 104.

[44] عيون أخبار الرضا عليه السلام ج 1 ص 108.

[45] علي بن يقطين بن موسي البغدادي مسكنا و الكوفي أصلا مولي بني أسد يكني أبا الحسن من وجوه هذه الطائفة جليل القدر، و قد ضمن له الامام الكاظم عليه السلام الجنة و أن لا تمسه النار، و في الكشي أحاديث دلت علي عظم شأنه و جلالة قدره، و أنه كان يحمل إلي الامام الكاظم عليه السلام أموالا طائلة فربما حمل مائة ألف إلي ثلاثمائة ألف، و كان علي يبعث في كل سنة من يحج عنه حتي أحصي له في بعض السنين مائة و خمسين أو ثلاثمائة ملبي و كان يعطي بعضهم عشرة آلاف و بعضهم عشرين ألف مثل الكاهلي و عبد الرحمن بن الحجاج و غيرهما و يعطي أدناهم ألف درهم.

له كتب رواها عنه ابنه الحسين و أحمد بن هلال مات سنة 182 في أيام حياة أبي الحسن الكاظم ببغداد، و أبو الحسن في سجن هارون و قد بقي فيه أربع سنين.

" باقتضاب عن شرح مشيخة الفقية ص 47 لسماحة سيدي الوالد دام ظله ".

[46] علي بن سويد السائي: روي عن الامام الكاظم و الامام الرضا عليهما السلام، و له مكاتبات إلي أبي الحسن الاول يوم كان محبوسا، و يظهر من جواب الامام عليه السلام اليه علو مقامه، و عظم شأنه، و جلالة قدره، له كتاب رواه عنه أحمد بن زيد الخزاعي " عن شرح مشيخة الفقية ص 89 ".

[47] محمد بن سنان: هو محمد بن الحسن بن سنان نسب إلي جده سنان لان أباه الحسن توفي و هو صغير فكفله جده فنسب اليه، يكني بأبي جعفر، و عيرف بالزاهري نسبة إلي زاهر مولي عمرو بن الحمق الخزاعي من أصحاب أبي الحسن الكاظم و أبي الحسن الرضا عليهما السلام له كتب رواها عنه الحسن بن شمون، و محمد بن الحسين، و أحمد ابن محمد، و محمد بن علي الصيرفي و غيرهم، و روي عنه جمع من الاجلة مثل صفوان و العباس بن معروف و عبد الرحمن بن الحجاج و أضرابهم.

" عن شرح مشيخه الفقية ص 15 لسيدي الوالد دام ظله ".

[48] محمد بن أبي عمير الازدي، و اسم أبي عمير زياد بن عيسي، يكني محمد بأبي أحمد كان بغداديا أصلا و مقاما، و كان من أوثق الناس عند الخاصة و العامة، و أنسكهم نسكا، و أورعهم و أعيدهم، و حكي عن الجاحظ انه قال: كان أوحد أهل زمانه في الاشياء كلها، و قال أيضا: و كان وجها من وجوه الرافضة، حبس أيام الرشيد ليلي القضاء، و قيل بل ليدل علي الشيعة و أصحاب موسي بن جعفر عليه السلام، و ضرب علي ذلك، و كاد يقر لعظيم الالم، فسمع محمد بن يونس بن عبد الرحمن يقول له: اتق الله يا محمد بن ابي عمير فصبر ففرج الله عنه، و روي الكشي انه ضرب مائة و عشرين خشبة أيام هارون، و تولي شربه السندي بن شاهك، و كان ذلك علي التشيع، و حبس فلم يفرج عنه، حتي ادي من ماله واحدا و عشرين ألف درهم، و روي ان المأمون حبسه حتي والاه قضأ بعض البلاد، و روي الشيخ المفيد في الاختصاص أنه حبس سبع عشرة سنة، و في مدة حبسه دفنت اخته كتبه فبقيت مدة أربع سنين، فهلكت الكتب، و قيل انه تركها في غرفة فسال عليها المطر، لذلك حدث من حفظه، و مما كان سلف له في أيدي الناس، أدرك أيام الكاظم عليه السلام و لم يحدث عنه، و أيام الرضا و الجوا " ع " و حدث عنهما، و مات سنة 217.

" باقتضاب عن شرح مشيخة الفقية ص 56 ".

[49] الاختصاص ص 8 مقتصرا علي ذكر علي بن يقطين و علي بن سويد السائي و الظاهر سقوط اسم محمد بن سنان و محمد بن أبي عمير الازدي من المطبوعة فليلاحظ.

[50] نفس المصدر ص 90.

[51] المصدر السابق ص 205.

[52] عمدة الطالب ص 139 طبعة النجف الاولي.

[53] تدمر: مدينة في الشمال الشرقي من دمشق، بواحة في بادية الشام.

[54] مقتضب الاثر ص 55 طبع المطبعة العلوية في النجف الاشرف سنة 1346 ه.

[55] مقاتل الطالبيين، و الحديث منثور في عدة صفحات يتخلله أحاديث متفرقة لاحظ ص 465 إلي ص 485.

[56] و الابيات المشار إليها هي:



ان الحمامة يوم الشعب من دثن

هاجت فؤاد محب دائم الحزن



انا لنأمل أن و الفور الفتنا

بعد التدابر و البغضاء و الاحن



حتي يثاب علي الاحسان محسننا

و يأمن الخائف المأخوذ بالدمن



و تنقضي دولة أحكام قادتها

فينا كاحكام قوم عابدي الوثن



فطالما قد بروا بالجور أعظمنا

بري الصناع قداح النبع بالسفن



قوموا ببيعتكم ننهض بطاعتنا

ان الخلافة فيكم يا بني الحسن



لا عز ركنا نزار عند سطوتها

ان أسلمتك و لا ركنا ذوي يمن



ألست أكرمهم عودا إذا انتسبوا

يوما و أطهرهم ثوبا من الدرن



و أعظم الناس عند الناس منزلة

و أبعد الناس من عيب و من وهن



و قد أخرج الابيات ابن عبد ربه في العقد الفريد ج 5 ص 87 طبع لجنة التأليف و الترجمة و النشر و نسبها إلي سديف مولي بني هاشم، و ذكرها ابن أبي الحديد في شرح النهج ج 4 ص 352 طبع مصر سنة 1329 نقلا عن الاصبهاني.

[57] محمد بن الحسن كان الرشيد ولاه القضاء، و خرج معه في سفره إلي خراسان فمات بالري سنة 189 ه لاحظ ترجمته في تأريخ بغداد ج 2 ص 172 و وفيات الاعيان ج 1 ص 453.

[58] ولي القضاء في سنة 194 بعد وفاة القاضي حفص بن غياث، و توفي سنة 204 ترجمه الخطيب البغدادي في تأريخه ج 7 ص 314.

[59] هو وهب بن وهب القرشي المدني روي عن الصادق عليه السلام و كان كذابا و له أحاديث مع الرشيد في الكذب قال سعد: تزوج أبو عبد الله عليه السلام بأمه، و كان قاضيا عاميا الا أن له أحاديث عن جعفر بن محمد " ع " كلها لا يوثق بها.

و عن الفضل بن شاذان: كان أبو البختري من أكذب البرية، ترجمه النجاشي و الشيخ و العلامة من أصحابنا في كتبهم فلاحظ، ولاه الرشيد القضاء بعسكر المهدي ثم عزله فولاه مدينة الرسول صلي الله عليه و آله بعد بكار بن عبد الله مات سنة 200 ببغداد ترجمه الخطيب في تأريخه ج 13 ص 481.

[60] الرافقة: بلد متصل البناء بالرقة و هما علي ضفة الفراب و بينهما مقدار ثلاثمائة ذراع.

.قال ياقوت هكذا كانت أولا، فأما ألان فان الرقة خربت و غلب اسمها علي الرافقة و صار اسم المدينة الرقة و هي من اعمال الجزيرة.

.قال أحمد بن يحيي: لم يكن للرافقة أثر قديم انما بناها المنصور في سنة 155 علي بناء مدينة بغداد، و رتب بها حندأ من أهل خراسان الخ.

[61] الحممة: الفحم و الرماد و كل ما احترق بالنار جمع حمم.

[62] عامر بن كثير السراج ذكره البرقي في رجاله ص 8 من أصحاب الحسين السبط عليه السلام و كان من دعاته و قد تبعه غيره في ذلك و ذكره النجاشي و العلامة و انه زيدي كوفي و توقف العلامة في روايته، أقول لقد وهم البرقي في عده من أصحاب الحسين السبط " ع " و الصواب انه من أصحاب الحسين صاحب فخ و ربما يؤيد ذلك قوله: و كان من دعاته، و قد صرح بصحابته للحسين صاحب فخ أبو الفرج في مقاتله ص 484 فلاحظ.

[63] ما بين القوسين زيادة من المصدر.