بازگشت

كلمة الدار


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله الذي يهلك ملوكا و يستخلف آخرين، والصلاة والسلام علي قائد الدعاة الميامين، و خاتم الأنبياء والمرسلين، المصطفي محمد، و علي شهداء الشريعة و خلفاء الرسول الأعظم، أهل بيته الطاهرين، و علي صحبه المتقين. منذ أن أغوي الشيطان أبانا آدم، فأخرجه من الجنة، ثم ارتكب قابيل قتل هابيل، بدأ الصراع الدموي الحاد - و لن ينتهي - بين الرذيلة و الفضيلة، بين الباطل و الحق، بين الجور و العدل، بين الطغيان و الاستضعاف، بين الفساد و الصلاح، بين الشر و الخير، بين الضلال و الهدي... و بكلمة واحدة بين الجاهلية و الاسلام.

و كلما شهر الطاغوت سيف الظلم، لم يستطع أن يتحداه



[ صفحه 6]



سوي لسان صدق لا ينطق عن الهوي، ودم حر تحصن بالتقوي، و داعية حق اعتصم بالقاهر الأعلي..

و لقد كانت خاتمة كل صراع، أن انتصرت كلمة الله، و كانت هي العليا، و تحققت ارادته، و مكثت في الأرض.. و اندحرت كلمة الطاغوت، و كانت هي السفلي، و انهارت سطوته، و ذهبت جفاء..

ان «بني العباس» ورثوا عن «بني امية» الملك الداعر، و السلطان الجائر، و زادوا عليهم بطشا و تنكيلا، و تشريدا و تقتيلا في آل الرسول الأطهار، و أئمة المسلمين الأبرار الذين وقفوا لهم بالمرصاد، و شروا أنفسهم ابتغاء مرضاة الله، فأرخصوا دماءهم الغالية و أرواحهم الزاكية في سبيل مقاومة الانحراف و الضلال و الدفاع عن الدين، و نصرة المسلمين، فكان الخلود للثوار أبد الدهر.. و الخزي و العار لأعداء الاسلام.

و امامنا الثائر الكاظم «موسي بن جعفر» عليه السلام، سليل النبوة، و حفيد العترة المعصومين، وقف كالجبل الأشم، و جاهد جهاد الصناديد المغاوير في مقاومة سياسة البذخ و الفجور و الارهاب.. و ظل يذب عن الشريعة تضليل الجائرين، و يذود عن الامة بطش الجبارين، حتي سقي السم، و هو مكبل بالحديد في سجنه، و القي جثمانه الطاهر علي جسر بغداد..

و «دارالتوحيد» تتشرف اذ تقدم لقرائها الأعزاء شذرات من



[ صفحه 7]



حياة هذا الامام الخالد، داعين الله تعالي أن يوفقنا لمواصلة الجهاد، و تطهير البلاد من عبث و فساد الحاكمين، حتي يظهر الله دينه علي الدين كله و لو كره المشركون.

دارالتوحيد



[ صفحه 8]