بازگشت

الامام و أبوجعفر المنصور


و في عهد أبي جعفر المنصور عاني العلويون أشد المعاناة، و لحقهم الظلم و القتل و الارهاب. و لوضوح الموقف لدي الامام، و علمه بفشل المقاومة المسلحة اجتنب الاعلان عن موقفه و أخفي معارضته لأبي جعفر المنصور حتي مرت سنون المنصور ثقيلة كئيبة علي الامام، و الطالبيين بصورة خاصة، و علي المعارضة و عموم طبقات الامة بصورة عامة، و كان أبوجعفر المنصور قد صادر أموال العلويين و أدخلهم السجون و المحابس، و طاردهم تحت كل حجر و مدر، فسفك دماءهم، و بالغ في تعذيبهم، و تفنن في أساليب القتل... فكان يبني عليهم الاسطوانات و هم أحياء، و يمنع عنهم الطعام و الشراب، فيقتلهم جوعا



[ صفحه 72]



في أعماق سجونه المظلمة الرهيبة، أو يثقلهم بالضرب و الحديد حتي ينهكهم فيموتوا. و قد دامت فترة تولي الامام الكاظم الامامة في عهد المنصور حوالي عشر سنوات. و لم يذكر المؤرخون أن أباجعفر المنصور قد تعرض للامام بالسجن، الا أنه كان تحت الرقابة و متابعة العيون و أجهزة التجسس، حتي مات المنصور في الثالث من ذي الحجة سنة 158 ه فآلت الخلافة من بعده لولي عهده و ولده محمد المهدي.