بازگشت

ارشاده وتوجيهه


إنّ إرشاد الناس الي الحق وهدايتهم الي الصواب من أهم الأمور الاصلاحية التي كان الإمام يعني بها، فقد قام بدور مهم في انقاذ جماعة ممن أغرّتهم الدنيا وجرفتهم بتيّاراتها. وببركة ارشاده ووعظه لهم تركوا ما هم فيه من الغيّ والضلال وصاروا من عيون المؤمنين. وقد ذكر المؤرخون بوادر كثيرة له في هذا المجال فقد رووا قصته مع بشر الحافي، إذ كان في بداية أمره ـ فيما يقول الرواة ـ يتعاطي الشراب ويقضي لياليه وأيامه في المجون والدعارة فتاب ببركة إرشاد الإمام(عليه السلام) وتوجيهه كما سوف نشير الي قصّته مع الإمام (عليه السلام) فيما سيأتي [1] .



[ صفحه 36]



وممن أرشدهم الإمام(عليه السلام) الي طريق الحق: الحسن بن عبدالله، فقد كان شخصية مرموقة عند الملوك زاهداً في الدنيا، يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر لا تأخذه في الله لومة لائم، فاجتمع بالامام فقال(عليه السلام) له:

يا أبا علي، ما أحب اليّ ما أنت عليه، وأسرني به، إلا أنه ليست لك معرفة فاطلب المعرفة.

قال: وما المعرفة؟

فقال له: تفقّه واطلب الحديث.

فذهب الرجل فكتب الحديث عن مالك وعن فقهاء أهل المدينة، وعرضه علي الإمام فلم يرض (عليه السلام)، وأرشده الي فقه أهل البيت وأخذ الأحكام منهم، والاعتراف لهم بالامامة فانصاع الرجل لذلك واهتدي [2] .

لقد كان (عليه السلام) يدعو الناس الي فعل الخير ويدلّهم علي العمل الصالح ويحذرهم لقاء الله واليوم الآخر، فقد سمع رجلا يتمنّي الموت فانبري(عليه السلام) له قائلا: «هل بينك وبين الله قرابة يحابيك لها؟

فقال: لا.

فقال له(عليه السلام): فأنت إذن تتمنّي هلاك الأبد» [3] .


پاورقي

[1] راجع تمام القصة في الفصل الثّاني من الباب الثّالث: 80.

[2] المناقب لابن شهرآشوب: 4 / 312.

[3] الاتحاف بحب الأشراف: 55.