بازگشت

الإيمان والكفر والشك


1 ـ عن حماد بن عمرو النصيبي، قال: سأل رجل العالم(عليه السلام) فقال: أيها العالم أخبرني أي الاعمال أفضل عند الله؟ قال: «مالا يقبل عمل إلاّ به، فقال: وما ذلك؟ قال: الإيمان بالله، الذي هو أعلي الأعمال درجة وأسناها حظاً وأشرفها منزلة، قلت: أخبرني عن الإيمان أقولٌ وعمل أَمْ قولٌ بلا عمل؟ قال: الإيمان عمل كله، والقول بعض ذلك العمل بفرض من الله بيّنة في كتابه، واضح نوره، ثابتة حجته، يشهد به الكتاب ويدعو إليه، قلت: صف لي ذلك حتي أفهمه.

فقال: إنّ الايمان حالات ودرجات وطبقات ومنازل فمنه التام المنتهي تمامه ومنه الناقص المنتهي نقصانه ومنه الزائد الراجح زيادته، قلت: وإن الإيمان ليتم ويزيد وينقص؟ قال: نعم، قلت: وكيف ذلك؟ قال: إنّ الله تبارك وتعالي فرض الإيمان علي جوارح بني آدم وقسّمه عليها وفرّقه عليها فليس من جوارحهم جارحة إلاّ وهي موكّلة من الإيمان بغير ما وكّلت به أختها.



[ صفحه 224]



فمنها قلبه الذي به يعقل ويفقه ويفهم وهو أمير بدنه الذي لا تورد الجوارح ولا تصدر الاّ عن رأيه وأمره، ومنها يداه اللتان يبطش بهما ورجلاه اللتان يمشي بهما وفرجه الذي الباه من قبله ولسانه الذي ينطق به الكتاب ويشهد به عليها; وعيناه اللتان يبصر بهما; وأذناه اللتان يسمع بهما وفرض علي القلب غير ما فرض علي اللسان وفرض علي اللسان غير ما فرض علي العينين وفرض علي العينين غير ما فرض علي السمع.

وفرض علي السمع غير ما فرض علي اليدين وفرض علي اليدين غير ما فرض علي الرجلين وفرض علي الرجلين غير ما فرض علي الفرج وفرض علي الفرج غير ما فرض علي الوجه، فأمّا ما فرض علي القلب من الإيمان فالاقرار والمعرفة والتصديق والتسليم والعقد والرضا بأن لا اله إلاّ الله وحده لا شريك له، أحداً، صمداً، لم يتخذ صاحبةً ولا ولداً وأن محمداً(صلي الله عليه وآله) عبده ورسوله [1] .

2 ـ عن موسي بن جعفر، عن آبائه(عليهم السلام)، قال: قال رسول الله(صلي الله عليه وآله): «ما من شيء أحب الي الله تعالي من الإيمان به، والعمل الصالح، وترك ما أمر به أن يتركه» [2] .

3 ـ عن الفضيل، قال: قلت لأبي الحسن(عليه السلام): أي شيء أفضل ما يتقرب به العباد الي الله فيما افترض عليهم؟ فقال: «أفضل ما يتقرب به العباد الي الله طاعة الله وطاعة رسوله، وحب الله وحب رسوله(صلي الله عليه وآله) وأولي الأمر، وكان أبو جعفر(عليه السلام) يقول: حبّنا إيمان وبغضنا كفر» [3] .

4 ـ إبراهيم بن أبي بكر قال: سمعت أبا الحسن موسي (عليه السلام) يقول: «إنّ



[ صفحه 225]



علياً(عليه السلام) بابٌ من أبواب الهدي، فمن دخل من باب علي كان مؤمناً ومن خرج منه كان كافراً ومن لم يدخل فيه ولم يخرج منه كان في الطبقة الذين لله فيهم المشيئة» [4] .

5 ـ عن بكر بن موسي الواسطي، قال: سألت أبا الحسن موسي(عليه السلام) عن الكفر والشرك أيهما أقدم؟ فقال: «ما عهدي بك تخاصم الناس، قلت: أمرني هشام بن الحكم أن أسألك عن ذلك فقال لي: الكفر أقدم وهو الجحود قال لابليس: (أبي واستكبر وكان من الكافرين)» [5] .

6 ـ عن الحسين بن الحكم، قال: «كتبت الي العبد الصالح(عليه السلام) أخبره أني شاك وقد قال إبراهيم(عليه السلام): (رب أرني كيف تحيي الموتي) واني أحب أن تريني شيئاً، فكتب(عليه السلام): إن إبراهيم كان مؤمناً وأحب أن يزداد إيماناً وأنت شاك والشاك لا خير فيه، وكتب: انما الشك ما لم يأت اليقين فإذا جاء اليقين لم يجز الشك، وكتب: انّ الله عزّ وجلّ يقول:(وما وجدنا لاِكثرهم من عهد وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين)، قال: نزلت في الشاك» [6] .

7 ـ عن محمد بن سنان، عن أبي خديجة، قال: دخلت علي أبي الحسن(عليه السلام) فقال لي: «إنّ الله تبارك وتعالي أيّد المؤمن بروح منه تحضره في كل وقت يُحسن فيه ويتقي، وتغيب عنه في كل وقت يذنب فيه ويعتدي. فهي معه تهتز سروراً عند احسانه وتسيخ في الثري عند اساءته، فتعاهدوا عباد الله نعمه باصلاحكم أنفسكم تزدادوا يقيناً وتربحوا نفيساً ثميناً، رحم الله امرئً همّ بخير فعمله أو همّ بشر فارتدع عنه، ثمّ قال: نحن نؤيّد الروح بالطاعة لله والعمل له» [7] .



[ صفحه 226]




پاورقي

[1] اُصول الكافي: 2 / 38.

[2] بحار الأنوار: 71 / 208.

[3] المحاسن: 150.

[4] اُصول الكافي: 2 / 388.

[5] تفسير العياشي: 1 / 34.

[6] اُصول الكافي: 2 / 399.

[7] اُصول الكافي: 2 / 268.