بازگشت

النقطة الاولي


إنّ وصية الإمام الصادق(عليه السلام) التي عهد بها أمام الناس لخمسة أشخاص، هم أبو جعفر المنصور، محمد بن سليمان، وعبدالله، وموسي، وحميدة، مع كتابة المنصور لعامله في المدينة بأن يقتل وصيّ الإمام الصادق(عليه السلام) ان كان



[ صفحه 64]



معيناً، يتضح ـ من هذه الوصية مع أوامر المنصور بقتل الوصيّ ـ نوع الطريقة التي كان يتحرك بها المنصور تجاه الإمام موسي(عليه السلام) ثم يتضح أيضاً حجم النشاط وحجم الاهتمام الذي كان يعطيه المنصور للإمام(عليه السلام) لمراقبة حركته.

ولكن الإمام الصادق(عليه السلام) كان يستشف من وراء الغيب ما تحمله الأيّام المقبلة من أخطار لابنه موسي(عليه السلام) ومن هنا فقد خاطب شيعته بلغة خاصة ضمّنها الحقيقة التي اراد ايصالها اليهم وان كان ذلك يسلتزم الالتباس عند بعض، والتحيّر في معرفة ولي الأمر من بعده لفترة تقصر أو تطول ; لأن حفظ الوصي وولي عهده والإمام المفترض الطاعة في تلك الظروف العصيبة كان أمراً ضرورياً بلا ريب لأن استمرار الخط لا يمكن ضمانه إلاّ بحفظ الإمام المعصوم بما يتناسب مع طبيعة تلك الظروف.

ولكن الواعين والنابهين من صحابة الإمام الصادق(عليه السلام) لم تلتبس عليهم حقيقة وصية الإمام(عليه السلام) التي تضمّنت الوصية للإمام الكاظم(عليه السلام).

قال داود بن كثير الرقي: وفد من خراسان وافد يكنّي أبا جعفر، اجتمع إليه جماعة من أهل خراسان، فسألوه أن يحمل لهم أموالا ومتاعاً ومسائلهم في الفتاوي والمشاورة، فورد الكوفة ونزل وزار قبر أمير المؤمنين(عليه السلام)، ورأي في ناحية المسجد رجلا حوله جماعة.

فلما فرغ من زيارته قصدهم فوجدهم شيعة فقهاء يسمعون من الشيخ، فقالوا: هو أبو حمزة الثمالي.

قال: فبينما نحن جلوس اذ أقبل اعرابي، فقال: جئت من المدينة، وقد مات جعفر بن محمد(عليه السلام) فشهق أبو حمزة ثم ضرب بيده الارض، ثم سأل الاعرابي:

هل سمعت له بوصية؟



[ صفحه 65]



قال: أوصي الي ابنه عبدالله والي ابنه موسي، والي المنصور.

فقال: الحمد لله الذي لم يُضلّنا، دلّ علي الصغير وبيّن علي الكبير، وستر الأمر العظيم. ووثب الي قبر أمير المؤمنين(عليه السلام) فصلي وصلّينا.

ثم أقبلت عليه وقلت له: فسّر لي ما قلته؟

قال: بيّن أن الكبير ذو عاهة ودلّ علي الصغير أن أدخل يده مع الكبير، وستر الأمر العظيم بالمنصور حتي إذا سأل المنصور: من وصيّه؟ قيل أنت.

قال الخراساني: فلم أفهم جواب ما قاله [1] .

فذهب بعد ذلك الي المدينة ليطّلع بنفسه علي الوصي من بعدالإمام جعفر بن محمد(عليه السلام).


پاورقي

[1] عوالم العلوم، الإمام الكاظم: 175.