بازگشت

النقطة الخامسة


ومن الاساليب التي استخدمتها السلطات العبّاسية عامة والمنصور بشكل خاص، سياسة اتّخاذ (وعّاظ السلاطين) بعد أن غيّب الإمام



[ صفحه 71]



موسي الكاظم(عليه السلام) عن المسرح السياسي والفكري، وظاهرة وعّاظ السلاطين هي بديل يرعاه الخليفة ويدعمه بما أوتي من قوة ليغطّي له الفراغ من جانب وتؤيد له سياسته من جانب آخر اذ يوحي للاُمة بأنه مع الخط الإسلامي السائر علي نهج السنة النبويّة، ووجد من (مالك بن أنس) وأمثاله ممن تناغم معه في الاختيار العقائدي الذي لا يصطدم مع سياسته، ووجد من تجاوب مع رغبته وكال له ولاسرته المديح والثناء، الأمر الذي دفع بالمنصور أن يفرض (الموطأ) علي الناس بالسيف ثم جعل لمالك السلطة في الحجاز علي الولاة وجميع موظّفي الدولة فازدحم الناس علي بابه وهابته الولاة والحكّام وحينما وفد الشافعي عليه فشفّع بالوالي لكي يسهّل له أمر الدخول عليه فقال له الوالي: اني أمشي من المدينة الي مكة حافياً راجلا أهون عليّ من أن أمشي الي باب مالك. ولست أري الذل حتي أقف علي باب داره [1] .


پاورقي

[1] الأئمة الأربعة لمصطفي الشكعة: 2 / 100، حياة مالك بن أنس، الفصل الخامس، باب 6 مهابة مالك، سيرة الأئمة الاثني عشر، هاشم معروف الحسني: 2 / 326، حياة الإمام موسي بن جعفر الكاظم(عليهما السلام).