بازگشت

في المجال العملي


كان الإمام(عليه السلام) يحاسب شيعته واتباعه المتعاطفين مع الحكّام والولاة ولا يسمح لهم بالانخراط في دائرة الظالمين واعوان الظالمين إلاّ في موارد خاصة كان هو الذي يأمر بها ويشرف علي سيرها وتصرّفاتها.

قال زياد بن أبي سلمة دخلت علي أبي الحسن موسي(عليه السلام) فقال لي: يا زياد، انك لتعمل عمل السلطان؟

قال: قلت أجل: قال لي: ولم؟!

قلت: أنا رجل لي مروّة وعليّ عيال وليس وراء ظهري شيء.

فقال لي: يا زياد لان أسقط من علي حالق (المكان الشاهق) فأقطّع قطعة قطعة، أحب اليّ من أن أتولّي لاحد منهم عملا أو أطأ بساط رجل منهم، إلاّ، لماذا؟

قلت: لا أدري جعلت فداك.

قال: إلاّ لتفريج كربة عن مؤمن، أو فكّ أسره، أو قضاء دينه.



[ صفحه 89]



يا زياد! إنّ أهون ما يصنع الله بمن تولّي لهم عملا أن يضرب عليه سرادقاً من نار الي أن يفرغ من حساب الخلائق.

يا زياد! فان وليت شيئاً من أعمالهم، فأحسن الي اخوانك، فواحدة بواحدة والله من وراء ذلك.

يا زياد! أيّما رجل منكم تولي لاحد منهم عملا، ثم ساوي بينكم وبينهم، فقولوا له: أنت منتحل كذاب.

يازياد! اذا ذكرت مقدرتك علي الناس فاذكر مقدرة الله عليك غداً ونفاذ ما أتيت اليهم عنهم، وبقاء ما أتيت اليهم عليك» [1] .

ويأتي إخبار الإمام الكاظم(عليه السلام) باُمور مستقبليّة ـ مثل إخباره بموت المنصور قبل تحقّقه وهو في أوج قدرته ـ دليلاً عمليّاً وحسيّاً آخر علي مبدأ إمامته، فضلاً عن ما يفرزه هذا الإخبار بالمستقبل من آمال بانفراج الأزمة التي كانت تتمثّل في عتوّ المنصور وجبروته.


پاورقي

[1] الكافي: 5 / 109 ـ 110 وعنه في بحار الأنوار: 48 / 172.