بازگشت

قضاء حوائج المؤمنين


إنّ قضاء حوائج المؤمنين بخطّ أهل البيت والذين يعيشون في ظل دولة ظالمة تطاردهم وتريد القضاء علي وجودهم يشكّل هدفاً مهمّاً يصب في رافد بقاء واستمرار وجود هذه الجماعة الصالحة.

وقد طلب علي بن يقطين من الإمام الكاظم(عليه السلام) التخلي عن منصبه أكثر من مرة، وقد نهاه الإمام (عليه السلام) قائلا له:

«يا علي إنّ لله تعالي أولياء مع أولياء الظلمة ليدفع بهم عن أوليائه وأنت منهم يا علي» [1] .

وقال له في مرة اُخري: «لا تفعل فإن لنا بك اُنساً ولإخوانك بك عزّاً وعسي الله أن يجبر بك كسيراً أو يكسر بك نائرة المخالفين عن أوليائه. يا علي كفارة أعمالكم الاحسان الي اخوانكم.. اضمن لي واحدة أضمن لك ثلاثاً، اضمن لي أن لا تلقي أحداً من أوليائنا إلاّ قضيت حاجته واكرمته أضمن لك أن لا يظلك سقف سجن أبداً ولا ينالك حد السيف أبداً ولا يدخل الفقر بيتك أبداً...» [2] .

وعن علي بن طاهر الصوري: قال: ولّي علينا بعض كتاب يحيي بن خالد وكان عليَّ بقايا يطالبني بها وخفت من الزامي ايّاها خروجاً عن نعمتي، وقيل لي: انه ينتحل هذا المذهب، فخفت أن أمضي اليه فلا يكون كذلك، فأقع فيما لا أُحبّ.

فاجتمع رأيي علي أني هربت الي الله تعالي، وحججت ولقيت مولاي الصابر ـ يعني موسي بن جعفر(عليه السلام) ـ فشكوت حالي اليه فاصحبني



[ صفحه 107]



مكتوباً نسخته:

«بسم الله الرحمن الرحيم اعلم أنّ لله تحت عرشه ظلا لا يسكنه إلاّ من أسدي الي أخيه معروفاً، أو نفّس عنه كربة، أو أدخل علي قلبه سروراً، وهذا أخوك، والسلام» [3] .

ومن مصاديق قضاء حوائج الاخوان المؤمنين: جباية الاموال جهراً وإرجاعها إليهم سراً.

عن علي بن يقطين قال: قلت لأبي الحسن (عليه السلام) ما تقول في أعمال هؤلاء؟

قال: «ان كنت لابدّ فاتق الله في أموال الشيعة».

قال الراوي: فأخبرني علي انه كان يجبيها من الشيعة علانية ويردّها عليهم في السرّ [4] .


پاورقي

[1] اختيار معرفة الرجال: 433 ح 817.

[2] خبر الضمان في اختيار معرفة الرجال: 433 ح 818 وعنه في حياة الإمام موسي بن جعفر: 2 / 286 ـ 287.

[3] راجع تمام الخبر ومصادره في: 36 ـ 38 من هذا الكتاب.

[4] الكافي: 5 / 110، ح3، وعنه في البحار: 48 / 158، ح 31، وفي اختيار معرفة الرجال: 435 ح 820 عن كاتبه اُمية وغيره.