بازگشت

انطباعات عن شخصية الإمام موسي الكاظم


أجمع المسلمون - علي اختلاف نحلهم ومذاهبهم - علي أفضلية أئمّة أهل البيت عليهم الصلاة والسلام، وأعلميّتهم، وسموّ مقامهم، ورفعة منزلتهم، وقدسيّة ذواتهم وقرب مكانتهم من الرسول الأعظم(صلي الله عليه وآله) حتّي تنافسوا في الكتابة عنهم، وذكر أحاديث الرسول الأعظم(صلي الله عليه وآله) فيهم، وبيان سيرهم، وأخلاقهم، وذكر ما ورد من حكمهم وتعاليمهم.

ولا غرو في ذلك بعد أن قرنهم الرسول الأعظم(صلي الله عليه وآله) بالقرآن الكريم ـ كما ورد في حديث الثقلين- ووصفهم النبي(صلي الله عليه وآله) بسفينة نوح التي من ركبها نجا، ومن تخلّف عنها غرق وهوي، ومثّلهم بباب حطّة الذي من دخله كان آمناً. الي كثير من أحاديثه(صلي الله عليه وآله) في بيان فضلهم، والتنويه بعظمة مقامهم.

ونقدّم في هذا الفصل بعض الانطباعات ممّن عاصر الإمام الكاظم(عليه السلام) عنه وممّن تلا عصره.

1 ـ قال عنه الإمام الصادق(عليه السلام): «فيه علم الحكم، والفهم والسخاء والمعرفة فيما يحتاج الناس إليه فيما اختلفوا فيه من أمر دينهم، وفيه حسن الخلق، وحسن الجوار، وهو باب من أبواب الله عزّ وجلّ» [1] .



[ صفحه 22]



2 ـ قال هارون الرشيد لإبنه المأمون وقد سأله عنه: هذا إمام الناس، وحجّة الله علي خلقه، وخليفته علي عباده [2] .

وقال له أيضاً: يا بنيّ هذا وارث علم النبيين، هذا موسي بن جعفر، إن أردت العلم الصحيح فعند هذا [3] .

3 ـ قال المأمون العباسي في وصفه: قد أنهكته العبادة، كأنه شنّ بال، قد كلم السجود وجهه وأنفه [4] .

4 ـ كتب عيسي بن جعفر للرشيد: لقد طال أمر موسي بن جعفر ومقامه في حبسي، وقد اختبرت حاله ووضعت عليه العيون طول هذه المدّة، فما وجدته يفترعن العبادة، ووضعت من يسمع منه مايقوله في دعائه فما دعا عليك ولا عليّ، ولا ذكرنا بسوء، وما يدعو لنفسه إلاّ بالمغفرة والرحمة، فإن أنت انفذت اليّ من يتسلّمه مني وإلاّ خليت سبيله، فإني متحرّج من حبسه [5] .

5 ـ قال أبو علي الخلال ـ شيخ الحنابلة ـ: ما همّني أمر فقصدت قبر موسي بن جعفر فتوسّلت به، إلاّ وسهّل الله تعالي لي ما أحبّ [6] .

6 ـ قال أبو حاتم: ثقة صدوق، إمام من ائمّة المسلمين [7] .

7 - قال الخطيب البغدادي: كان سخيّاً كريماً، وكان يبلغه عن الرجل أنّه يؤذيه، فيبعث إليه بصُرّة فيها ألف دينار، وكان يصرّ الصرر: ثلاثمائة دينار، وأربعمائة دينار، ومائتي دينار ثم يقسّمها بالمدينة، وكان مثل صرر



[ صفحه 23]



موسي بن جعفر إذا جاءت الإنسان الصرة فقد استغني [8] .

8 ـ قال ابن الصبّاغ المالكي: وأمّا مناقبه وكراماته الظاهرة، وفضائله وصفاته الباهرة، تشهد له بأنّه افترع قبّة الشرف وعلاها، وسما الي أوج المزايا فبلغ علاها، وذلّلت له كواهل السيادة وامتطاها، وحكم في غنائم المجد فاختار صفاياها فأصطفاها... [9] .

9 ـ قال سبط ابن الجوزي: موسي بن جعفر بن محمد ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب(عليهم السلام)، ويلقّب بالكاظم والمأمون والطيّب والسيّد، وكنيته أبو الحسن، ويدعي بالعبد الصالح لعبادته، واجتهاده وقيامه بالليل [10] .

10 ـ قال كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي: هو الإمام الكبير القدر، العظيم الشأن، الكبير المجتهد الجادّ في الاجتهاد، المشهور بالعبادة، المواظب علي الطاعات، المشهور بالكرامات، يبيت الليل ساجدا وقائما، ويقطع النهار متصدّقاً وصائماً، ولفرط حلمه وتجاوزه عن المعتدين عليه دعي (كاظماً). كان يجازي المسيء باحسانه إليه، ويقابل الجاني بعفوه عنه، ولكثرة عبادته كان يسمّي بـ (العبد الصالح) ويعرف في العراق بــ (باب الحوائج الي الله) لنجح مطالب المتوسّلين الي الله تعالي به. كراماته تحار منها العقول، وتقضي بان له عند الله قدم صدق لا تزال ولا تزول [11] .

11 ـ قال أحمد بن يوسف الدمشقي القرماني: هوالإمام الكبير القدر،



[ صفحه 24]



الأوحد، الحجّة، الساهر ليله قائما، القاطع نهاره صائما،المسمّي لفرط حلمه وتجاوزه عن المعتدين (كاظماً) وهو المعروف عند أهل العراق بـ (باب الحوائج) لأنه ما خاب المتوسّل به في قضاء حاجة قط... له كرامات ظاهرة، ومناقب باهرة، افترع قمة الشرف وعلاها، وسما الي اوج المزايا فبلغ علاها [12] .

12 ـ قال محمد بن أحمد الذهبي: كان موسي من أجود الحكماء، ومن عبادالله الاتقياء، وله مشهد معروف ببغداد، مات سنة ثلاث وثمانين وله خمس وخمسون سنة [13] .

13 ـ قال ابن الساعي: الإمام الكاظم: فهو صاحب الشأن العظيم، والفخر الجسيم، كثير التهجّد، الجادّ في الاجتهاد، المشهود له بالكرامات، المشهور بالعبادات، المواظب علي الطاعات، يبيت الليل ساجدا وقائما، ويقطع النهار متصدّقاً وصائماً [14] .

14 - قال عبدالمؤمن الشبلنجي: كان موسي الكاظم رضي الله عنه أعبد أهل زمانه، وأعلمهم، واسخاهم كفّاً، وأكرمهم نفساً، وكان يتفقّد فقراء المدينة فيحمل إليهم الدراهم والدنانير الي بيوتهم ليلاً، وكذلك النفقات، ولا يعلمون من أيّ جهة وصلهم ذلك، ولم يعلموا بذلك إلاّ بعد موته. وكان كثيراً ما يدعو: «اللّهم إني أسألك الراحة عند الموت، والعفو عند الحساب» [15] .

15 - قال عبد الوهاب الشعراني: احد الأئمة الاثني عشر، وهو ابن جعفر



[ صفحه 25]



ابن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين، كان يكنّي بـ (العبد الصالح) لكثرة عبادته واجتهاده وقيامه الليل، وكان إذا بلغه عن احد يؤذيه يبعث إليه بمال [16] .

16 ـ قال عبد الله الشبراوي الشافعي: كان من العظماء الاسخياء، وكان والده جعفر يحبّه حبّاً شديداً، قيل له: ما بلغ من حبّك لموسي؟

قال: وددت أن ليس لي ولد غيره، لئلاّ يشرك في حبّي أحد.

ثم تحدث عن الإمام(عليه السلام) ونقل بعض كلامه [17] .

17 ـ قال محمد خواجه البخاري: ومن أئمة أهل البيت: أبو الحسن موسي الكاظم بن جعفر الصادق رضي الله عنهما، كان رضي الله عنه صالحاً، عابداً، جواداً، حليماً، كبير القدر، كثير العلم، كان يدعي بـ (العبد الصالح) وفي كل يوم يسجد لله سجدة طويلة بعد ارتفاع الشمس الي الزوال.

وبعث الي رجل يؤذيه صرّة فيها ألف دينار.

طلبه المهدي بن المنصور من المدينة الي بغداد فحبسه، فرأي المهدي في النوم علياً كرّم الله وجهه يقول: يا مهدي «فهل عسيتم أن تولّيتم أن تفسدوا في الارض وتقطعوا أرحامكم» فأطلقه.. [18] .

18 ـ قال محمد أمين السويدي: هوالإمام الكبير القدر، الكثير الخير،كان يقوم ليله، ويصوم نهاره، وسمّي (كاظماً) لفرط تجاوزه عن المعتدين... له كرامات ظاهرة، ومناقب لا يسع مثل هذا الموضع ذكرها [19] .



[ صفحه 26]



19 ـ قال محمود بن وهيب القراغولي البغدادي الحنفي: هو موسي بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين، وكنيته أبو الحسن، والقابه أربعة: الكاظم، والصابر، والصالح، والامين، الأول هو الاشهر، وصفته معتدل القامة أسمر، وهو الوارث لأبيه رضي الله عنهما علماً ومعرفة وكمالا وفضلا سمي بـ (الكاظم) لكظمه الغيظ، وكثرة تجاوزه وحلمه. وكان معروفاً عند أهل العراق بـ (باب قضاء الحوائج عند الله) وكان أعبد أهل زمانه، وأعلمهم، واسخاهم [20] .

20 - قال محمد أمين غالب الطويل: وكان العلويون يقتدون بالرجل العظيم، الإمام موسي الكاظم، والمشهور بالتقوي، وكثرة العبادة، حتي سماه المسلمون (العبد الصالح) وكان يلقب أيضاً بــ (الرجل الصالح) تشبيها له بصاحب موسي بن عمران، المذكور في القرآن، وكان الإمام الكاظم كريماً وسخياً [21] .



[ صفحه 27]




پاورقي

[1] بحار الأنوار: 48 / 12 عن عيون أخبار الرضا(عليه السلام).

[2] أئمتنا: 2 / 65 عن أعيان الشيعة.

[3] أمالي الشيخ الصدوق: 307 والمناقب: 4 / 310.

[4] الأنوار البهية: 193 عن عيون أخبار الرضا(عليه السلام): 1 / 88 ح 11 ب 7.

[5] المناقب لابن شهرآشوب: 4 / 352.

[6] تاريخ بغداد: 1 / 120.

[7] تهذيب التهذيب: 10 / 240.

[8] تاريخ بغداد: 13 / 27 ومقاتل الطالبيين: 499.

[9] الفصول المهمة: 217 وكشف الغمة: 3 / 46.

[10] تذكرة الخواص: 312.

[11] مطالب السؤول: 83.

[12] اخبار الدول: 112.

[13] ميزان الاعتدال: 3 / 209.

[14] مختصر تاريخ الخلفاء: 39.

[15] نور الأبصار: 218.

[16] الكامل في التاريخ: 6 / 164، وتذكرة الخواص: 348.

[17] الأتحاف بحب الأشراف: 54.

[18] ينابيع المودة: 459.

[19] سبائك الذهب: 73.

[20] جوهرة الكلام: 139.

[21] تاريخ العلويين: 158.