بازگشت

البناء العملي والانتماء الفكري


ركّز الإمام الكاظم(عليه السلام) في تربيته للجماعة الصالحة علي ضرورة الانتماء الفكري والمعرفي لمدرسة أهل البيت (عليهم السلام)، وتحرك الإمام(عليه السلام) بهذا الاتّجاه مستغلا للنهضة الفكرية التي حقّقها الإمام الصادق(عليه السلام) من قبل فقام باكمال عمل أبيه في بناء الكادر المتخصص فامتدّت قواعده من هذا النوع حتي ذكر له (319) صحابياً [1] كل منهم تلقي العلم والمعرفة من الإمام الكاظم(عليه السلام) وقد خضعت هذه الجماعة بانتمائها الفكري الي برمجة متقنة يمكنها مواجهة التحديات الثقافية والفقهية والابداع في ميدانها الخاص.

وفيما يلي نشير الي جانب من نشاط الإمام(عليه السلام) بهذا الاتّجاه:

قام الإمام موسي الكاظم(عليه السلام) بإعداد نخبة من الفقهاء ورواة الحديث تقدّر كما ذكرنا بـ (319) شخصاً لكن قد تميّز من بين أصحابه ستة بالصدق والأمانة وأجمع الرواة علي تصديقهم فيما يروونه عن الأئمة (عليهم السلام) علي أنه اشتهر بين المحدثين ثمانية عشر فقيهاً ومحدّثاً من أصحاب الأئمة الثلاثة: (الباقر والصادق والكاظم) وهم المعروفون بأصحاب الاجماع، ستة من أصحاب «أبي جعفر» وستة من أصحاب «أبي عبدالله» وستة من أصحاب «أبي الحسن موسي(عليهم السلام)»، وهم: «يونس بن عبد الرحمن»، و«صفوان بن يحيي بياع السابري»، و«محمد بن أبي عمير»، و«عبدالله بن المغيرة»، و«الحسن ابن محبوب السرّاد»، و«أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي» [2] هذا في المجال الفقهي أما الميادين الفكرية الاُخري مثل الكلام والقرآن، واللغة وماشاكل ذلك فلها أيضاً نخبة متخصصة فيها.



[ صفحه 111]




پاورقي

[1] الإمام موسي الكاظم لباقر شريف القرشي: 2 / 223.

[2] انظر اختيار معرفة الرجال: 556 ح 1050.