بازگشت

اسباب الثورة


والأسباب التي أدّت الي الثورة عديدة، نذكر منها سببين:

الأوّل: الاضطهاد والإذلال الذي مارسه الخلفاء العبّاسيون ضد العلويين واستبداد موسي الهادي علي وجه الخصوص.

الثاني: الولاة الذين عيّنهم موسي الهادي علي المدينة مثل تعيينه اسحاق ابن عيسي بن علي الذي استخلف عليها رجلا من ولد عمر بن الخطاب يعرف بعبد العزيز.

وقد بالغ هذا الأثيم في اذلال العلويين وظلمهم فالزمهم بالمثول عنده كل يوم، وفرض عليهم الرقابة الشخصية فجعل كل واحد منهم يكفل صاحبه



[ صفحه 114]



بالحضور، وقبضت شرطته علي كل من الحسن بن محمد بن عبدالله بن الحسن، ومسلم بن جندب وعمر بن سلام، وادّعت الشرطة انها وجدتهم علي شراب فأمر بضربهم، وجعل في أعناقهم حبالا، وأمر أن يطاف بهم في الشوارع ليفضحهم [1] .

وفي سنة (169 هـ) عزم الحسين بن علي ـ صاحب فخ ـ علي الخروج وفاتح الإمام موسي الكاظم(عليه السلام) بالأمر وطلب منه المبايعة فقال له الإمام(عليه السلام): «يا ابن عم لا تكلّفني ماكلّف ابن عمك، عمك أبا عبدالله فيخرج مني ما لا أريد، كما خرج من أبي عبدالله ما لم يكن يريد». فقال له الحسين: إنّما عرضت عليك أمراً فان أردته دخلت فيه. وان كرهته لم أحملك عليه والله المستعان، ثم ودّعه.

فجمع الحسين أصحابه مثل يحيي، وسليمان، وادريس بن عبدالله بن الحسن، وعبد الله بن الحسن الافطس وغيرهم.

فلما أذّن المؤذن الصبح دخلوا المسجد ونادوا أحد أحد، وصعد الافطس المنارة، وأجبر المؤذّن علي قول: حيّ علي خير العمل وصلي الحسين بالناس الصبح.

فخطب بعد الصلاة وبايعه الناس، وبعد أن استولي علي المدينة توجّه نحو مكة وبعد أن وصل الي (فخ) فعسكر فيه وكان معه (300) مقاتل ولحقته الجيوش العبّاسية وبعد صراع رهيب استشهد الحسين وأصحابه وأرسلت رؤوس الأبرار الي الطاغية موسي الهادي، ومعهم الأسري وقد قيّدوا بالحبال والسلاسل ووضعوا في أيديهم وأرجلهم الحديد، وأمر الطاغية بقتلهم فقتلوا صبراً وصلبوا علي باب الحبس [2] .



[ صفحه 115]




پاورقي

[1] بحار الأنوار: 48 / 161 عن الاصفهاني في مقاتل الطالبيين.

[2] تاريخ الطبري: 10 / 29 وبحار الأنوار: 48 / 161 ـ 165 عن مقاتل الطالبيين.