بازگشت

تأكيد الانتماء السياسي لخط أهل البيت


إنّ خطّ أهل البيت(عليهم السلام) ومنهجهم هو خط الرفض للظلم والظالمين، ولقد تشدد(عليه السلام) علي محبيه وشيعته وحرّم عليهم الانفتاح أو التعاون مع السلطات العباسية الظالمة، وأخذ يعمّق في نفوسهم النزاهة والدقة في رفض الظلم، ليمتلكوا وعياً سياسياً يحصّنهم من الانجراف مع التيار الحاكم أو الاستجابة لمخططات الاحتواء بشكل وآخر.

إنّ موقفه(عليه السلام) مع صفوان الجمّال يكشف دقّة المنهج التربوي عند الإمام مع شيعته في هذه المرحلة وتصعيد الإمام(عليه السلام) لمستوي المواجهة مع الجهاز الحاكم من جهة وحرصه علي تفتيت دعائم الحكم القائم حيث أخذ الرشيد يحصي علي أهل البيت(عليهم السلام) وشيعتهم أنفاسهم ويخطط لابادتهم.

دخل صفوان بن مهران الأسدي علي الإمام موسي الكاظم(عليه السلام) فقال له:



[ صفحه 143]



«يا صفوان، كل شيء منك حسن جميل ما خلا شيئا واحداً». قال: جعلت فداك، أي شيء هو؟

قال(عليه السلام): اكراؤك جمالك من هذا الرجل،يعني هارون الرشيد!

قال: والله ماأكريته أشراًولا بطراً، ولا للصيد، ولا للهو، ولكن لهذا الطريق -يعني طريق مكة- ولا أتولاّه بنفسي ولكن أبعث معه غلماني.

قال(عليه السلام): يا صفوان أيقع كراك عليهم؟ قال: نعم جعلت فداك.

قال(عليه السلام): أتحب بقاءهم حتي يخرج كراك؟ قال: نعم.

قال(عليه السلام): من أحب بقاءهم فهو منهم، ومن كان منهم فهو وارد للنار.

وقام صفوان في الوقت فباع جماله وأعرض عن مهنته فبلغ ذلك هارون فأرسل خلفه، فلما مثل عنده قال له ـ وهو يتميّز من الغيظ ـ: يا صفوان! بلغني أنك بعت جمالك، قال: نعم قال: ولم؟ قال: أنا شيخ كبير، وإنّ الغلمان لا يفون بالأعمال.

قال: هيهات هيهات!! اني لاعلم من أشار عليك بهذا، أشار عليك موسي بن جعفر.

قال: مالي ولموسي بن جعفر. قال: دع عنك هذا، فوالله لولا حسن صحبتك لقتلتك» [1] .


پاورقي

[1] رجال النجاشي: 198 برقم 525، وكان من موالي بني أسد بالكوفة. والخبر من أختيار معرفة الرجال: 440 ح 828.