بازگشت

زهده


كان الإمام في طليعة الزاهدين في الدنيا والمعرضين عن نعيمها وزخارفها فقد اتجه الي الله ورغب فيما أعدّه له في دار الخلود من النعيم والكرامة، وقد حدثنا عن مدي زهده ابراهيم بن عبد الحميد فقال: دخلت عليه في بيته الذي كان يصلي فيه، فاذا ليس في البيت شيء سوي خصفة، وسيف معلق، ومصحف [1] ، لقد كان عيشه زهيداً، وبيته بسيطاً فلم يحتو علي شيء حتي من الأمتعة البسيطة التي تضمها بيوت الفقراء الأمر الذي دل علي تجرده من الدنيا، وإعراضه عنها. علي أنه كانت تجبي له الأموال الطائلة، والحقوق الشرعية من العالم الشيعي، بالاضافة الي أنه كان يملك البسرية وغيرها من



[ صفحه 32]



الأراضي الزراعية التي تدر عليه بالاموال الخطيرة، وقد أنفق جميع ذلك بسخاء علي البائسين والمحرومين في سبيل الله وابتغاء مرضاته، وكان(عليه السلام) دوماً يتلو علي أصحابه سيرة أبي ذر الصحابي العظيم الذي ضرب المثل الاعلي لنكران الذات والتجرد عن الدنيا والزهد في ملاذها، فقال (عليه السلام):

«رحم الله أبا ذر. فلقد كان يقول: جزي الله الدنيا عني مذمة بعد رغيفين من الشعير، أتغدي بأحدهما، وأتعشي بالآخر، وبعد شملتي الصوف أئتزر باحدهما وارتدي بالاُخري...» [2] .


پاورقي

[1] بحار الأنوار: 48 / 100، ح1 عن قرب الاسناد.

[2] اصول الكافي: 2 / 134.