بازگشت

توسط لإطلاق سراحه


واستدعي الرشيد وزيره يحيي بن خالد [1] فقال له:

يا أبا علي أما تري مانحن فيه من هذه العجائب؟ ألا تدبّر في أمر هذا الرجل تدبيراً تريحنا من غمّه؟

فأشار عليه بالصواب وأرشده الي الخير فقال له:



[ صفحه 172]



الذي أراه لك يا أمير المؤمنين إن تمنن عليه وتصل رحمه فقد والله أفسد علينا قلوب شيعتنا وكان يحيي يتولاّه وهارون لا يعلم ذلك.

فاستجاب الرشيد لنصحه وقال له:

انطلق إليه وأطلق عنه الحديد وأبلغه عني السلام وقل له: يقول لك ابن عمّك:

إنه قد سبق مني فيك يمين أني لا أخليك حتي تقرّ لي بالإساءة وتسألني العفو عمّا سلف منك وليس عليك في اقرارك عار ولا في مسألتك إيّاي منقصة، وهذا يحيي بن خالد ثقتي و وزيري وصاحب أمري فاسأله بقدر ما أخرج من يميني. وانصرف راشداً.

ولم يخف علي الإمام ذلك لأنه يريد أن يأخذ من الإمام(عليه السلام) اعترافاً بالإساءة ليتخذها وسيلة الي التشهير به ومبرّراً لسجنه له.

فلما مثل يحيي عنده وأخبره بمقالة الرشيد.

فقال له الإمام(عليه السلام): «أولا سيجري عليك أنت واسرتك من زوال النعمة علي يد هارون، وحذّره من بطشه» ثم ردّ ثانياً علي مقالة الرشيد قائلا:

«يا أبا علي، أبلغه عنّي: يقول لك موسي بن جعفر: يأتيك رسولي يوم الجمعة فيخبرك بما تري -أي بموته- وستعلم غداً إذا جاثيتك بين يدي الله من الظالم والمعتدي علي صاحبه والسلام» [2] .


پاورقي

[1] أبو الفضل البرمكي مربّي الرشيد ومؤدّبه ومعلّمه، ولد سنة 120 وتوفي في سنة 190 هـ.

[2] الغيبة للطوسي: 24، و 25 ح 4 و 5 عن ابن خالد البرقي عن ابن عباد المهلّبي عن ابن يحيي البرمكي. وعن الغيبة في بحار الأنوار: 48 / 231 باب 43 ح 37.