بازگشت

اغتيال الإمام موسي الكاظم


لقد عاني الإمام الكاظم(عليه السلام) أقسي ألوان الخطوب والتنكيل، فتكبيل بالقيود، وتضييق شديد في التعامل معه ومنعه من الاتصال بالناس، وأذي مرهق، وبعد ما صبّ الرشيد عليه جميع أنواع الأذي أقدم علي قتله بشكل لم يسبق له نظير محاولا التخلص من مسؤولية قتله وذهب أكثر المؤرخين والمترجمين للإمام الي أن الرشيد أوعز الي السندي بن شاهك الأثيم بقتل الإمام(عليه السلام) فاستجابت نفسه الخبيثة لذلك وأقدم علي تنفيذ أفضع جريمة في الإسلام فاغتال حفيد النبي العظيم(صلي الله عليه وآله).

فعمد السندي الي رطب فوضع فيه سماً فاتكاً وقدّمه للإمام فأكل منه عشر رطبات فقال له السندي «زد علي ذلك» فرمقه الإمام بطرفه وقال له: «حسبك قد بلغت ما تحتاج اليه».

ولمّا تناول الإمام تلك الرطبات المسمومة تسمّم بدنه وأخذ يعاني آلاماً شديدة واوجاعاً قاسية، قد حفت به الشرطة القساة ولازمه السندي بن شاهك



[ صفحه 174]



الخبيث فكان يسمعه في كل مرة أخشن الكلام وأغلظه ومنع عنه جميع الاسعافات ليعجل له النهاية المحتومة.

وفي الاثناء استدعي السندي بعض الشخصيات والوجوه المعروفة في قاعة السجن، وكانوا ثمانين شخصاً كما حدّث بذلك بعض شيوخ العامة ـ حيث يقول: أحضرنا السندي فلما حضرنا انبري إلينا فقال:

انظروا الي هذا الرجل هل حدث به حدث؟ فإنّ الناس يزعمون أنّه قد فُعل به مكروه، ويكثرون من ذلك، وهذا منزله وفراشه موسّع عليه غير مضيّق، ولم يرد به أمير المؤمنين ـ يعني هارون ـ سوءاً وإنما ينتظره أن يقدم فيناظره، وها هو ذا موسّع عليه في جميع اُموره فاسألوه.

يقول الراوي: ولم يكن لنا همّ سوي مشاهدة الإمام(عليه السلام) ومقابلته فلما دنونا منه لم نر مثله قطّ في فضله ونسكه فانبري إلينا وقال لنا:

«أما ما ذكر من التوسعة، وما أشبه ذلك، فهو علي ما ذكر،غير أني أُخبركم أيها النفر أني قد سقيت السمّ في تسع تمرات، واني اصفر غداً وبعد غد أموت».

ولمّا سمع السندي ذلك انهارت قواه واضطرب مثل السعفة التي تلعب بها الرياح العاصفة [1] فقد أفسد عليه ما رامه من الحصول علي البراءة من المسؤولية في قتله.


پاورقي

[1] روضة الواعظين: 1 / 260.