بازگشت

تراث الإمام الكاظم


لقد ورث الإمام موسي الكاظم(عليه السلام) مدرسة أبيه الصادق(عليه السلام) وحظيت منه بالتوجيه والرعاية الشاملة لتلامذته وأصحابه بالرغم من قساوة الظروف وتغيّرها خلال ثلاثة عقود ونصف من العمل العلمي الدؤوب وتربية مستمرة للنابهين من صحابته وطلاّب المعرفة من أتباعه وشيعته.

وقد أثرت عن الإمام الكاظم(عليه السلام) عدة مجموعات روائية مثل: مسائل علي بن جعفر، والاشعثيات وتصدّي المعنيون بتراث أهل البيت (عليهم السلام) بجمع التراث المأثور عن أهل البيت(عليهم السلام) وتنظيمه وتبويبه من مختلف المصادر وتسميته بالمسند. وهذا عمل يشكر عليه عامله لأنه يوفر للباحثين الفرصة الكافية للغور في هذا التراث ودراسته دراسة معمّقة بالأرقام.



[ صفحه 184]



وفيما يخصّ الإمام موسي(عليه السلام) نلاحظ آخر ما جمع من كلامه وما يرتبط به من نصوص قد بلغ ثلاث مجلّدات يناهز مجموعها الألف صفحة مبوّبة حسب تبويب الموسوعات الحديثية مع فارق أو أكثر. فالمقدمة تشتمل علي مجموعة من النصوص التي تخص نشأة الإمام وحياته وسيرته. ثم يقسّم تراثه الحديثي الي أبواب العقائد والأخلاق والأحكام والسيرة والتاريخ والرجال.

وفيما يخصّ مسند الإمام الكاظم (عليه السلام) إذا مررنا عليه مروراً عابراً وسريعاً أيضاً كفي ذلك لنقف علي عظمة الدور الفكري والعطاء العلمي الذي قدّمه هذا الإمام العظيم الي الاُمة الإسلامية بشكل عام والي الجماعة الصالحة وطلاّب المعرفة المؤمنين بخط أهل البيت (عليهم السلام) بشكل خاص، لا سيما إذا لاحظنا قساوة الظروف السياسية والاجتماعية التي مرّ بها الإمام موسي(عليه السلام) وأصحابه وشيعته خلال ثلاثة عقود ونصف تقريباً.

لقد ترجم هذا المسند (638) شخصاً من رواة الإمام الكاظم (عليه السلام) وهو رقم كبير جداً بالنسبة للمدة الزمنية التي عرفناها والظروف التي وقفنا عليها. وقد اشتمل الفهرس علي عدد نصوص كل باب من أبواب المعرفة. وتتراوح هذه النصوص بين نصوص مأثورة بواسطة الإمام الكاظم (عليه السلام) عن آبائه عن رسول الله(صلي الله عليه وآله) وهي تكشف عن مدي اهتمامه بسيرة وحديث جدّه(صلي الله عليه وآله) وبين نصوص لا يسندها الي أحد مما يمكن أن نعتبرها من تراثه الخاص كمانلاحظ ذلك في الرسالة الكبيرة التي أثرت عنه حول العقل ولعلها الرسالة الوحيدة الجامعة لما يخصّ العقل من شؤون في الكتاب والسنة وهي لوحدها تراث جامع وأثر خالد يتضمّن المنهج المعرفي القرآني والحديثي لأهل البيت(عليهم السلام) كما سوف نراها بنصّها الكامل في ما سيأتي إن شاء الله تعالي.

والجزء الأول من هذا المسند قد اشتمل علي الأبواب التالية:

العقل والعلم في (10 أبواب)، التوحيد في (14باباً)، تاريخ الأنبياء والأئمة في (14 باباً)، والنبوة والإمامة في (22 باباً) والتعريف بالصحابة في (41 باباً) والتعريف برواة الإمام الكاظم في (638 باباً) وأبواب الإيمان والكفر في (42 باباً) والأخلاق والعِشرة في (152 باباً).



[ صفحه 185]



كما تضمن الجزء الثاني: كتاب القرآن بأبوابه الـ (51 باباً) وكتاب الدعاء في (51 باباً) والاحتجاجات في (8 أبواب) ومعظم كتب الفقه، فكتاب الطهارة في(73 باباً) وكتاب الصلاة في(41 باباً) وكتاب الصوم في (25 باباً) وكتاب الزكاة في (28 باباً) وكتاب المعيشة في (59 باباً) وكتاب السفر في (8 أبواب) وكتاب الحج في (68 باباً) وكتاب الزيارة في (7 أبواب) وكتاب الجهاد في (5 أبواب) وكتاب النكاح في (40 باباً) وكتاب الطلاق في (30 باباً).

وتضمن الجزء الثالث من المسند: كتاب الأولاد في (12 باباً) وكتاب التجمّل والزينة في (43 باباً) وكتاب الرواتب في (12 باباً)

وكتاب الأطعمة في (68 باباً) وكتاب الاشربة في (13 باباً) وكتاب العتق في (12 باباً) وكتاب الايمان والنذور في (9 أبواب) وكتاب الحدود في

(18 باباً) وكتاب الدّيات في (16 باباً) وكتاب الوصية في (15 باباً) وكتاب الارث في (11 باباً) وكتاب الجنائز في (29 باباً) وكتاب الحشر والمعاد والآداب والسنن.

إنّ هذا التنوع في أبواب المعرفة التي اُثرت عنه لدليل آخر علي الجانب الموسوعي في هذا التراث بالإضافة الي وضوح التكامل في المسيرة العلمية التي بدأها أهل البيت (عليهم السلام) وسهروا علي إرساء قواعدها واشادة اُصولها ومعالمها والتخطيط لاثمارها والحرص علي إنجاز دورها التغييري في المجتمع الإسلامي عامة وفي الجماعة الصالحة بشكل خاص.

وإليك بعض النصوص المختارة من هذا التراث العظيم في الأبواب التالية:



[ صفحه 186]