بازگشت

في وفاة أبي الحسن موسي بن جعفر


قبض موسي بن جعفر عليهماالسلام مسموما ببغداد، في حبس السندي بن شاهك في الخامس و العشرين من رجب سنة ثلاث و ثمانين و مائة [1] .

في تذكرة السبط: حمله الرشيد معه الي بغداد فحبسه بها سنة سبع و سبعين



[ صفحه 199]



و مائة، فأقام في حبسه الي سنة ثمان و ثمانين و مائة، فتوفي في رجب بها [2] .

روي عن عمر بن واقد، قال: أرسل الي السندي بن شاهك في بعض الليل و أنا ببغداد يستحضرني، فخشيت أن يكون ذلك لسوء يريده بي، [قال] [3] : فأوصيت عيالي بما احتجت اليه، و قلت: (انا لله و انا اليه راجعون) [4] ، ثم ركبت اليه، فلما رآني مقبلا قال: يا أبا حفص لعلنا أرعبناك و أفزعناك؟! قلت: نعم، قال: فليس هنا [5] الا خير، قلت: فرسول تبعثه الي منزلي يخبرهم خبري [6] ، قال [7] : نعم، ثم قال: يا أباحفص أتدري لم أرسلت اليك؟ فقلت: لا، قال: أتعرف موسي بن جعفر؟ فقلت [8] : اي و الله اني لأعرفه و بيني و بينه صداقة منذ دهر، فقال: من ها هنا ببغداد تعرفه ممن يقبل قوله؟ فسميت له أقواما و وقع في نفسي انه عليه السلام قدمات.

قال: فبعث و جاء بهم كما جاء بي، فقال: هل تعرفون قوما يعرفون موسي ابن جعفر عليهماالسلام؟ فسموا له قوما فجاء بهم، فأصحبنا و نحن في الدار نيف و خمسون رجلا ممن يعرف موسي بن جعفر عليهماالسلام و قد صحبه، قال: ثم قام فدخل وصلينا، فخرج كاتبه و معه طومار فكتب [9] أسماءنا و منازلنا و أعمالنا و حلانا، ثم دخل الي السندي.

قال: فخرج السندي فضرب يده الي، فقال لي: قم يا أبا حفص، فنهضت و نهض أصحابنا و دخلنا، فقال لي: يا أباحفص أكشف الثوب عن وجه موسي ابن جعفر عليهماالسلام فكشفته فرأيته ميتا، فبكيت و استرجعت، ثم قال للقوم: انظروا اليه فدنا واحد بعد واحد فنظروا اليه، ثم قال: تشهدون كلكم أن هذا موسي بن جعفر ابن محمد عليهم السلام [قال: قلنا: نعم، نشهد أنه موسي بن جعفر بن محمد عليهم السلام] [10] ، ثم



[ صفحه 200]



قال: يا غلام اطرح علي عورته منديلا واكشفه، فقال [11] : ففعل، فقال [12] : أترون به أثرا تنكرونه؟ فقلنا: لا، ما نري به شيئا و لا نراه الا ميتا، قال: فلا تبرحوا حتي تغسلوه و اكفنه [13] و أدفنه، قال: فلم نبرح حتي غسل و كفن و حمل [الي المصلي] [14] فصلي عليه السندي بن شاهك [15] .

أقول: و في الخبر المروي عن المسيب، قال: فوالله لقد رأيتهم بعيني و هم يظنون أنهم يغسلونه فلا تصل أيديهم اليه، و يظنون أنهم يحنطونه و يكفنونه و أراهم لا يصنعون به شيئا، و رأيت شخصا أشبه الأشخاص به [16] يتولي غسله و تحنيطه و تكفينه، و هو يظهر المعاونة لهم و هم لا يعرفونه فلما فرغ عليه السلام من أمره، قال لي ذلك الشخص: يا مسيب مهما شككت فيه فلا تشكن في، فاني امامك و مولاك و حجة الله عليك بعد أبي، يا مسيب مثلي مثل يوسف الصديق عليه السلام، و مثلهم مثل اخوته حين دخلوا عليه فعرفهم، و هم له منكرون [17] .

قال الراوي: فحمل عليه السلام علي نعش و نودي عليه هذا امام الرافضة فاعرفوه [18] ، ثم اتي به الي السوق فوضع هناك، ثم نودي عليه هذا موسي ابن جعفر عليهماالسلام؟ قد مات حتف أنفه، الا فانظروا اليه، فحف به الناس وجعلوا ينظرون اليه، لا أثر به من جراحة و لا خنق و كان في رجله أثر الحناء [19] ، ثم أمروا العلماء و الفقهاء أن يكتبوا شهادتهم في ذلك فكتبوا جميعا الا أحمد بن حنبل فكلما زجروه لم يكتب شيئا [20] .



[ صفحه 201]



أقول: و لعل ذلك لما استفاد منه عليه السلام في حياته و شاهد من دلائله و آياته.

روي صاحب الدر النظيم عنه، قال: دخلت في بعض الأيام علي الامام موسي بن جعفر عليهماالسلام، حتي أقرأ عليه، اذا ثعبان قد وضع فمه علي اذن موسي بن جعفر عليهماالسلام كالمحدث له، فلما فرغ حدثه موسي بن جعفر عليهماالسلام حديثا لم أفهمه، ثم انساب الثعبان، فقال عليه السلام: يا أحمد هذا رسول من الجن، قد اختلفوا في مسألة جاءني يسألني، فأخبرته بها. بالله عليك يا أحمد: لاتخبر بهذا أحدا الا بعد موتي، فما أخبرت أحدا حتي مات عليه السلام [21] .

و روي: أن السوق الذي وضع فيه النعش الشريف سمي سوق الرياحين، و بني علي الموضع بناء و جعل عليه باب لئلا يطأه الناس باقدامهم بل يتبركون به و بزيارته، و قد حكي عن المولي أولياء الله صاحب تاريخ مازندران، انه قال: في كتابه: اني مررت به مرات عديدة و قبلت الموضع الشريف منه [22] .

قال الشيخ المفيد: و اخرج فوضع علي الجسر ببغداد، و نودي هذا موسي ابن جعفر عليهماالسلام قد مات، فانظروا اليه فجعل الناس يتفرسون في وجهه و هو ميت، انتهي [23] .

و في كتاب التتمة في تاريخ الأئمة عليهم السلام للسيد تاج الدين العاملي، و نقله الشيخ الحر العاملي نور الله مضجعه في اثبات الهداة، أيضا، قال في تاريخ أحوال موسي بن جعفر عليهماالسلام: و لما مات أمر السندي بوضعه علي الجسر، و أظهر للناس أنه مات بقضاء الله تعالي، فكان الناس ينظرون اليه و ليس به جرح.

و روي أن بعض المخلصين من الامامية جاء - حينئذ - و الناس مجتمعون، و هم يقولون: مات بغير قتل، فقال لهم: أنا أستخبر منه، فقالوا: انه ميت فكيف يخبرك، فدنا منه، و قال: يا ابن رسول الله، أنت صادق و أبوك صادق، فأخبرنا مضيت موتا



[ صفحه 202]



أو قتلا. فنطق عليه السلام، و قال: قتلا، قتلا، قتلا، ثم غسل و كفن و كان المتولي لذلك، ذلك الرجل وصي اليه و دفن بالزوراء في مقابر قريش من باب التين.

قال الراوي: فلما اتي به عليه السلام مجلس الشرطة أقام أربعة نفر فنادوا ألا من أراد أن يري موسي بن جعفر عليهماالسلام فليخرج.

و خرج سليمان بن [أبي] [24] جعفر من قصره الي الشط، فسمع الصياح و الضوضاء، فقال لولده و غلمانه: ما هذا؟ قالوا: السندي بن شاهك ينادي علي موسي بن جعفر عليهماالسلام علي نعش، فقال لولده و غلمانه: يوشك أن يفعل هذا به في الجانب الغربي، فاذا عبر به فانزلوا مع غلمانكم فخذوه من أيديهم، فان ما نعوكم فاضربوهم و خرقوا ما عليهم من السواد.

[قال]: فلما عبروا به نزلوا اليهم فأخذوه من أيديهم و ضربوهم و خرقوا عليهم سوادهم، و وضعوه في مفرق أربعة طرق، و أقام المنادون ينادون: ألا من أراد أن يري الطيب بن الطيب موسي بن جعفر عليهماالسلام فليخرج، وحضر الخلق و غسل وحنط [25] بحنوط فاخر، و كفنه بكفن فيه حبرة استعملت له بالفين و خمسمائة دينار عليها القرآن كله، و احتفي و مشي في جنازته متسلبا، مشقوق الجيب، حاسر الرأس الي مقابر قريش، (في باب التين، و كانت هذه المقبرة لبني هاشم و الاشراف من الناس قديما) [26] فدفنه عليه السلام هناك، و كتب بخبره - أي سليمان - الي الرشيد،ع فكتب [الرشيد] [27] الي سليمان بن أبي جعفر: وصلت رحمك يا عم [28] و احسن الله جزاءك، و الله ما فعل السندي بن شاهك لعنه الله ما فعله عن أمرنا [29] .



[ صفحه 203]




پاورقي

[1] روضة الواعظين: ج 1 ص 221، و اعلام الوري: ص 286، و مصباح المتهجد: ص 812.

[2] تذكرة الخواص: ص 350.

[3] ما بين المعقوفتين ساقط من الخطية و المطبوعة، و أثبتناه من المصدر.

[4] البقرة: 156.

[5] في المصدر: «هناك».

[6] في المصدر: «بخبري».

[7] في المصدر: «فقال».

[8] في المصدر: «قلت».

[9] في المصدر: «و كتب».

[10] ما بين المعقوفتين ساقط من الخطية و المطبوعة، و أثبتناه من المصدر.

[11] في المصدر: «قال».

[12] في المصدر: «قال».

[13] في المصدر: «و تكفنوه».

[14] ما بين المعقوفتين ساقط من الخطية و المطبوعة، و أثبتناه من المصدر.

[15] عيون أخبار الرضا: ج 1 الباب الثامن ص 97 ح 3، و كمال الدين ج 1 ص 37، و عنهما البحار: ج 48 ص 225 ح 27.

[16] في المصدر: «ذلك الشخص» بدل «شخصا أشبه الاشخاص به».

[17] عيون أخبار الرضا: ج 1 الباب الثامن ص 104 قطعة من ح 6.

[18] كمال الدين: ص 38.

[19] كمال الدين: ص 39.

[20] منتهي الآمال: ج 2 ص 345.

[21] الدر النظيم: الباب التاسع، فصل في ذكر معجزاته عليه السلام «مخطوطة».

[22] الذريعة في تصانيف الشيعة: ج 3 ص 285.

[23] الارشاد: ص 302.

[24] ما بين المعقوفتين ساقط من الخطية و المطبوعة، و أثبتناه من المصدر.

[25] في بعض المصادر: «و غسله وحنطه» بدل «و غسل وحنط».

[26] ما بين القوسين لم ترد في المصدر.

[27] ما بين المعقوفتين ساقط من الخطية و المطبوعة، و أثبتناه من المصدر.

[28] في الخطية: «وصلتك رحم يا عم» و ما أثبتناه هو الصحيح.

[29] عيون أخبار الرضا: ج 1 الباب الثامن ص 99 ح 5، و كمال الدين: ج 1 ص 38، و عنهما البحار: ج 48 ص 227 ح 29.