بازگشت

معرفة ولادته


قال أبومحمد الحسن بن علي الثاني (عليه السلام): ولد بالأبواء، بين مكة و المدينة، في شهر ذي الحجة سنة مائة و سبعة و عشرين من الهجرة. [1] .

258 / 1- روي أحمد بن محمد، عن المختار بن زياد [2] عن محمد بن سليمان [3] ، عن أبيه، عن أبي بصير، قال: كنت عند أبي عبدالله (عليه السلام) في السنة التي



[ صفحه 304]



ولد فيها موسي بن جعفر بالأبواء، فبينا نحن نأكل معه اذ أتاه الرسول، ان حميدة قد أخذها الطلق: فقام فرحا مسرورا و مضي، فلم يلبث أن عاد الينا حاسرا عن ذراعيه، ضاحكا مستبشرا، فقلنا: أضحك الله سنك، و أقر عينك، ما صنعت حميدة؟

فقال: وهب الله لي غلاما، و هو خير أهل زمانه، و لقد خبرتني امه عنه بما كنت أعلم به منها.

فقلت: جعلت فداك، و ما الذي خبرتك به عنه؟

فقال: ذكرت أنه لما خرج من أحشائها وقع الي الأرض رافعا رأسه الي السماء، قد اتقي الأرض بيده، يشهد أن لا اله الا الله، فقلت لها: ان ذلك أمارة رسول الله و أمارة الأئمة من بعده.

فقلت: جعلت فداك، و ما الأمارة؟ فقال: العلامة.

يا أبابصير، انه لما كان في الليلة التي علق فيها أتاني آت بكأس فيه شربة من الماء، أبيض من اللبن، و أحلي من العسل و أشد [4] ، و أبرد من الثلج، فسقانيه فشربته، و أمرني بالجماع، ففعلت فرحا مسرورا، و كذلك يفعل بكل واحد منا؛ فهو والله صاحبكم.

ان نطفة الامام حين تكون في الرحم أربعين يوما و ليلة نصب لها عمود من نور في بطن امه، ينظر به مد بصره، فاذا تمت له أربعة أشهر أتاه ملك يقال له (الخير) فكتب علي عضده الأيمن (و تمت كلمت ربك صدقا و عدلا) [5] الآية. فاذا وضعته امه اتقي الأرض بيده، رافعا رأسه الي السماء، و يشهد أن لا اله الا الله.

و ينادي مناد من قبل العرش، من الافق الأعلي باسمه و اسم أبيه: يا فلان بن فلان، يقول الجليل: أبشر فانك صفوتي، و خيرتي من خلقي، و موضع سري، و عيبة علمي، لك و لمن تولاك اوجب [6] رحمتي و اسكنه جنتي، واحلله جواري، ثم و عزتي،



[ صفحه 305]



لأصلين من عاداك ناري و أشد عذابي، و ان أوسعت عليه في دنياه.

فاذا انقطع المنادي أجابه الامام: (شهد الله أنه لا اله الا هو و الملائكة و أولواالعلم قائما بالقسط لا اله الا هو العزيز الحكيم) [7] فاذا قالها أعطاه الله علم الأولين و علم الآخرين، و استوجب الزيادة من الجليل ليلة القدر.

فقلت: جعلت فداك، أليس الروح هو جبرئيل؟

فقال: جبرئيل من الملائكة، والروح خلق أعظم منه، و هو مع الامام حيث كان. [8] .

259 / 2- و حدثنا أبوالمفضل محمد بن عبدالله، قال: حدثني أبوالنجم بدر ابن عمار الطبرستاني، قال: حدثنا أبوجعفر محمد بن علي، رفعه الي أبي عبدالله (عليه السلام) قال: ان حميدة أخبرتني بشي ء ظنت أني لا أعرفه، و كنت أعلم به منها.

قلنا له: و ما أخبرتك به؟

قال: ذكرت أنه لما سقط من الأحشاء سقط واضعا يديه علي الأرض، رافعا رأسه الي السماء، فأخبرتها أن ذلك أمارة رسول الله (صلي الله عليه و آله) و الوصي اذا خرج من بطن امه، أن تقع يداه علي الأرض، و رأسه الي السماء و يقول: (شهد الله أنه لا اله الا هو) الآية، أعطاه الله العلم الأول، و العلم الآخر، واستحق زيادة الروح في ليلة القدر، و هو أعظم خلقا من جبرئيل. [9] .

رجع الحديث

فأقام مع أبيه تسع عشرة سنة، و عاش بعد أبيه أيام امامته خمسا و ثلاثين سنة، فيها بقية ملك المنصور، ثم ملك ابنه محمد المهدي عشر سنين و شهر و أيام، ثم ملك



[ صفحه 306]



ابن المهدي موسي المعروف بالهادي سنة و خمس و عشرون يوما، ثم ملك هارون المعروف بالرشيد ثلاث و عشرون سنة و شهران و تسعة و عشرون يوما. [10] .

و بعد ما مضي خمس عشرة سنة من ملك الرشيد، استشهد ولي الله في رجب سنة مائة و أربعة و ثمانين من الهجرة [11] و صار الي كرامة الله (عزوجل) و قد كمل عمره أربعا و خمسين سنة [12] و يروي: سبعا و خمسين سنة [13] .

وكان سبب وفاته أن يحيي بن خالد سمه في رطب و ريحان، أرسل بهما اليه مسمومين بأمر الرشيد، و لما سم وجه الرشيد اليه بشهود حتي يشهدون عليه بخروجه عن أملاكه، فلما دخلوا قال: يا فلان بن [14] فلان، سقيت السم في يومي هذا، وفي غد يصفار بدني و يحمار، و بعد غد يسود و أموت. فانصرف الشهود من عنده، فكان كما قال (عليه السلام) [15] .

و تولي أمره ابنه علي الرضا (عليه السلام)، و دفن ببغداد بمقابر قريش، في بقعة كان قبل وفاته ابتاعها لنفسه. [16] .



[ صفحه 307]



و كانت وفاته في حبس المسيب، و هوالمسجد الذي بباب الكوفة الذي فيه السدرة. [17] .


پاورقي

[1] المتفق عليه في أغلب المصادر أنه ولد (عليه السلام) في السابع من صفر سنة 128 ه و قيل: سنة 129 انظر: تاريخ الأئمة: 11، الارشاد: 288، تاريخ بغداد 27:13، تاج المواليد: 122، اعلام الوري: 294، تاريخ مواليد الأئمة و وفياتهم: 188، مناقب ابن شهرآشوب 323:4، صفة الصفوة 187:2، وفيات الأعيان 310:5، كشف الغمة 250:2، المستجاد من كتاب الارشاد: 472، سير أعلام النبلاء 270:6، الفصول المهمة: 232، نورالأبصار: 301.

[2] في النسخ: بن مأرب، و لم نعثر عليه بهذا الضبط، و ما أثبتناه من البصائر و الكافي، وانظر معجم رجال الحديث 102:18 والهامش الآتي.

[3] في «ع، م»: بن مسلم، و في «ط»: بن سليم، و ما أثبتناه من نسخة مخطوطة نفيسة من البصائر و الكافي، روي عن أبيه و روي عنه المختار بن زياد، انظر معجم رجال الحديث 129:16.

[4] في «ع، م»: والشهد.

[5] الأنعام 115:6.

[6] في «ط»: أوجبت.

[7] آل عمران 18:3.

[8] المحاسن: 32/314، بصائر الدرجات: 460 / 4، الكافي 1/316:1، عيون المعجزات: 95، مدينة المعاجز: 425 / 1.

[9] مدينة المعاجز: 426.

[10] اعلام الوري: 294، مناقب ابن شهرآشوب 323:4.

[11] الذي عليه أغلب المصادر أنه استشهد (عليه السلام) في سنة 183 ه، انظر الكافي 405:1، روضة الواعظين: 221، تاج المواليد: 123، مناقب ابن شهرآشوب 323:4، كشف الغمة 237:2، الفصول المهمة: 241.

[12] تاريخ الأئمة: 11، الكافي 405:1، روضة الواعظين: 221، مناقب ابن شهرآشوب 324:4، كشف الغمة 237:2.

[13] هذه الرواية هي الموافقة لما أثبته المصنف من تاريخ ولادته و وفاته (عليه السلام) (184 -127 ه) أما في غيره من المصادر فالمروي (55 سنة)، انظر الارشاد: 288، روضة الواعظين: 221، اعلام الوري: 294، كشف الغمة 237:2، الفصول المهمة: 241.

[14] في «ط»: يا.

[15] مدينة المعاجز: 457 / 86.

[16] اعلام الوري: 311، تاج المواليد: 123، مناقب ابن شهرآشوب 328:4، كشف الغمة 234:2، مدينة المعاجز: 457.

[17] في الهداية الكبري: 264 و كانت وفاته (عليه السلام) في زمن هارون الرشيد في دار السندي بن شاهك - والي الشرطة ببغداد - في الكوفة.