بازگشت

ذكر معجزاته


261 / 4- حدثنا أبوالمفضل محمد بن عبدالله، قال: حدثنا جعفر [بن محمد] بن مالك الفزاري، قال: حدثني محمد بن اسماعيل الحسيني [1] ، عن أبي محمد الحسن بن علي الثاني (عليه السلام) قال: ان موسي (عليه السلام) قبل وفاته بثلاثة أيام دعا المسيب و قال له: اني ظاعن عنك في هذه الليلة الي مدينة جدي رسول الله (صلي الله عليه و آله) لأعهد الي من بها عهدا أن يعمل به بعدي.

قال المسيب: قلت: مولاي، كيف تأمرني و الحرس و الأبواب! كيف أفتح لك الأبواب و الحرس معي علي الأبواب و عليها أقفالها؟!

فقال: يا مسيب، ضعفت نفسك [2] في الله وفينا؟!

قلت: يا سيدي، بين لي.

فقال: يا مسيب، اذا مضي من هذه الليلة المقبلة ثلثها، فقف فانظر.

قال المسيب: فحرمت علي نفسي الانضجاع في تلك الليلة، فلم أزل راكعا و ساجدا و ناظرا ما وعدنيه، فلما مضي من الليل ثلثه غشيني [3] النعاس و أنا جالس، فاذا



[ صفحه 314]



أنا بسيدي موسي يحركني برجله، ففزعت و قمت قائما، فاذا بتلك الجدران المشيدة، والأبنية المعلاة، و ما حولنا من القصور والأبنية، قد صارت كلها أرضا [4] ، فظننت بمولاي أنه أخرجني من المحبس الذي كان فيه، قلت: مولاي، خذ بيدي من ظالمك و ظالمي.

فقال: يا مسيب، تخاف القتل؟

قلت: مولاي، معك لا.

فقال: يا مسيب فاهدأ علي حالتك، فانني راجع اليك بعد ساعة واحدة، فاذا وليت عنك فسيعود المحبس الي شأنه.

قلت: يا مولاي، فالحديد الذي عليك، كيف تصنع به؟

فقال: ويحك يا مسيب! بنا والله، ألان الله الحديد لنبيه داود، كيف يصعب علينا الحديد؟!

قال المسيب: ثم خطا، فمر بين يدي خطوة و لم أدر كيف غاب عن بصري، ثم ارتفع البنيان و عادت القصور علي ما كانت عليه، واشتد اهتمام نفسي، و علمت ان وعده [5] الحق، فلم أزل قائما علي قدمي، فلم ينقض الا ساعة كما حده لي، حتي رأيت الجدران و الأبنية قد خرت الي الأرض سجدا، و اذا أنا بسيدي (عليه السلام) و قد عاد الي حبسه، و عاد الحديد الي رجليه، فخررت ساجدا لوجهي بين يديه، فقال لي: ارفع رأسك يا مسيب، و أعلم أن سيدك راحل عنك الي الله في ثالث هذا اليوم الماضي.

فقلت: مولاي، فأين سيدي علي؟

فقال: شاهد [6] غير غائب يا مسيب، و حاضر غير بعيد، يسمع و يري.

قلت: يا سيدي، فاليه قصدت؟

قال: قصدت والله يا مسيب، كل منتخب [7] لله علي وجه الأرض شرقا و غربا،



[ صفحه 315]



حتي الجن في البراري و البحار، حتي الملائكة في مقاماتهم و صفوفهم، قال: فبكيت.

قال: لا تبك يا مسيب، انا نور لا نطفأ، ان غبت عنك، فهذا علي ابني يقوم مقامي بعدي، هو أنا. فقلت: الحمدلله.

قال: ثم ان سيدي في ليلة اليوم الثالث دعاني فقال لي: يا مسيب، ان سيدك يصبح من ليلة يومه علي ما عرفتك من الرحيل الي الله (تعالي)، فاذا أنا دعوت بشربة ماء فشربتها فرأيتني قد انتفخت بطني، يا مسيب، واصفر لوني، واحمر، واخضر، و تلون ألوانا، فخبر الظالم بوفاتي، و اياك بهذا الحديث [8] أن تظهر عليه أحدا من عندي الا بعد وفاتي.

قال المسيب: فلم أزل أترقب وعده، حتي دعا بشربة الماء فشربها، ثم دعاني فقال: ان هذا الرجس، السندي بن شاهك، سيقول انه يتولي أمري و دفني، و هيهات هيهات أن يكون ذلك أبدا! فاذا حملت نعشي الي المقبرة المعروفة بمقابر قريش، فالحدوني بها، و لا تعلوا علي قبري علوا واحدا، و لا تأخذوا من تربتي لتتبركوا بها، فان كل تربة لنا محرمة الا تربة جدي الحسين بن علي (عليه السلام)، فان الله جعلها شفاء لشيعتنا و أوليائنا.

قال: فرأيته تختلف ألوانه، و تنتفخ بطنه؛ ثم قال: رأيت شخصا أشبه الأشخاص به، جالسا الي جانبه في مثل هيئته، و كان عهدي بسيدي الرضا (عليه السلام) في ذلك الوقت غلاما، فأقبلت اريد سؤاله، فصاح بي سيدي موسي (عليه السلام) قد نهيتك يا مسيب؛ فتوليت عنهم، و لم أزل صابرا حتي قضي، وعاد ذلك الشخص.

ثم أوصلت الخبر الي الرشيد، فوافي الرشيد و ابن شاهك، فوالله، لقد رأيتهم بعيني و هم يظنون أنهم يغسلونه و يحنطونه و يكفنونه، وكل ذلك أراهم لا يصنعون به شيئا، و لا تصل أيديهم الي شي ء منه، و لا اليه، و هو مغسول، مكفن، محنط، ثم حمل و دفن في مقابر قريش، و لم يعل علي قبره الي الساعة. [9] .



[ صفحه 316]



و بقي في الحديث مالم يحسن ذكره مما فعله الرشيد به، كذا وجدت الحكاية.

262 / 5- و روي أن الرشيد فكر في قتل موسي (عليه السلام) فدعا برطب فأكل منه، ثم أخذ صينية، فوضع فيها عشرين رطبة، و أخذ سلكا فتركه في السم، و أدخله في الخياط و أخذ رطبة من ذلك الرطب، و أقبل يردد السلك المسموم بذلك الخيط، من رأس الرطبة الي آخرها، حتي علم أن السم قد تمكن فيها، واستكثر منه، ثم ردها في الرطب، و قال لخادم له: احمل هذه الصينية الي موسي، و قل له: ان أميرالمؤمنين أكل من هذا الرطب، و تنغص لك، و هو يقسم عليك بحقه الا ما أكلته عن آخره، فاني اخترتها لك بيدي، و لا تتركه حتي لا يبقي منه شيئا، و لا يطعم [10] منه أحدا.

فأتاه بها الخادم، و أبلغه الرسالة، فقال له: ائتني بخلالة [11] فناوله خلالة، و أقام بازائه و هو يأكل الرطب؛ و كان للرشيد كلبة أعز عليه من كل ما كان في مملكته، فجرت نفسها و خرجت بسلاسل ذهب و فضة كانت في عنقها، حتي حاذت موسي بن جعفر (عليه السلام)، فبادر بالخلالة الي الرطبة المسمومة فغرزها، و رمي بها الي الكلبة، فأكلتها، فلم تلبث الكلبة أن ضربت بنفسها [12] الأرض، وعوت حتي تقطعت قطعا قطعا، واستوفي (عليه السلام)، باقي الرطب، و حمل الغلام الصينية الي الرشيد، فقال له: أكل الرطب عن آخره؟ قال: نعم يا أميرالمؤمنين؟

قال: فكيف رأيته؟

قال: ما أنكرت منه شيئا يا أميرالمؤمنين.

قال: ثم ورد خبر الكلبة، و أنها قد تهرأت و ماتت، فقلق الرشيد لذلك قلقا شديدا، واستعظمه، و مر علي الكلبة، فوجدها متهرأة بالسم، فدعا الخادم، و دعا بالسيف والنطع، قال: لتصدقني عن خبر الرطب و الا قتلتك.

فقال: يا أميرالمؤمنين، اني حملت الرطب اليه، و أبلغته رسالتك، و قمت بازائه،



[ صفحه 317]



فطلب خلالة، فدفعت اليه خلالة، فأقبل يغرز الرطبة بعد الرطبة يأكلها، حتي مرت به الكلبة، فغرز رطبة من ذلك الرطب، و رمي بها الي الكلبة، فأكلتها، و أكل باقي الرطب، فكان ما تري.

فقال الرشيد: ما ربحنا من موسي الا أنا أطعمناه جيد الرطب، و ضيعنا سمنا، و قتلنا كلبتنا. [13] .

263 / 6- و حدثني أبوالمفضل محمد بن عبدالله، قال: حدثنا محمد بن علي ابن الزبير البلخي ببلخ، قال: حدثنا حسام بن حاتم الأصم، قال: حدثني أبي، قال: قال لي شقيق - يعني ابن ابراهيم [14] البلخي -: خرجت حاجا الي بيت الله الحرام في سنة تسع و أربعين و مائة، فنزلنا القادسية، قال شقيق: فنظرت الي الناس في زيهم بالقباب و العماريات [15] و الخيم و المضارب، و كل انسان منهم قد تزيا علي قدره، فقلت: اللهم انهم قد خرجوا اليك فلا تردهم خائبين.

فبينما أنا قائم، و زمام راحلتي بيدي، و أنا أطلب موضعا أنزل فيه منفردا عن الناس، اذ نظرت الي فتي حدث السن، حسن الوجه، شديد السمرة، عليه سيماء العبادة و شواهدها، و بين عينيه سجادة [16] كأنها كوكب دري، و عليه من فوق ثوبه شملة من صوف، و في رجله نعل عربي، و هو منفرد في عزلة من الناس، فقلت في نفسي: هذا الفتي من هؤلاء الصوفية المتوكلة. يريد أن يكون كلا علي الناس في هذا الطريق، والله لأمضين اليه، و لأوبخنه.

قال: فدنوت منه، فلما رآني مقبلا نحوه قال لي: يا شقيق (اجتنبوا كثيرا من الظن ان بعض الظن اثم و لا تجسسوا) [17] و قرأ الآية، ثم تركني و مضي، فقلت في



[ صفحه 318]



نفسي: قد تكلم هذا الفتي علي سري، و نطق بما في نفسي، و سماني باسمي، و ما فعل هذا الا و هو ولي الله، ألحقه و أسأله أن يجعلني في حل، فأسرعت وراءه، فلم ألحقه، و غاب عن عيني، فلم أره.

وارتحلنا حتي نزلنا واقصة [18] ، فنزلت ناحية من الحاج، ونظرت فاذا صاحبي قائم يصلي علي كثيب رمل، و هو راكع و ساجد، و أعضاؤه تضطرب، و دموعه تجري من خشية الله (عزوجل) فقلت: هذا صاحبي، لأمضين اليه، ثم لأسألنه أن يجعلني في حل، فأقبلت نحوه، فلما نظر الي مقبلا قال لي: يا شقيق (و اني لغفار لمن تاب و ءامن و عمل صالحا ثم اهتدي) [19] ثم غاب عن عيني فلم أره، فقلت: هذا رجل من الأبدال [20] و قد تكلم علي سري مرتين، ولو لم يكن عندالله فاضلا ما تكلم علي سري.

و رحل الحاج و أنا معهم، حتي نزلنا بزبالة [21] فاذا أنا بالفتي قائم علي البئر، و بيده ركوة يستقي بها ماء، فانقطعت الركوة في البئر، فقلت: صاحبي والله؛ فرأيته قد رمق السماء بطرفه، و هو يقول:



أنت ربي اذا ظمأت الي الماء

وقوتي اذا أردت الطعاما



الهي و سيدي ما لي سواها، فلا تعدمنيها.

قال شقيق: فوالله، لقد رأيت البئر و قد فاض ماؤها حتي جري علي وجه الأرض، فمد يده، فتناول الركوة، فملأها ماء، ثم توضأ، فأسبغ الوضوء، و صلي ركعات، ثم مال اي كثيب رمل أبيض، فجعل يقبض بيده من الرمل و يطرحه في الركوة، ثم يحركها و يشرب، فقلت في نفسي: أتراه قد حول الرمل سويقا؟!

فدنوت منه فقلت له: أطعمني رحمك الله، من فضل ما أنعم الله به عليك.



[ صفحه 319]



فنظر و قال لي: يا شقيق، لم تزل نعمة الله علينا أهل البيت سابغة، و أياديه لدينا جميلة، فأحسن ظنك بربك، فانه لا يضيع من أحسن به ظنا.

فأخذت الركوة من يده و شربت، فاذا سويق و سكر، فوالله ما شربت شيئا قط ألذ منه، و لا أطيب رائحة، فشبعت و رويت، و أقمت أياما لا أشتهي طعاما و لا شرابا، فدفعت اليه الركوة.

ثم غاب عن عيني، فلم أره حتي دخلت مكة و قضيت حجي، فاذا أنا بالفتي في هدأة من الليل، و قد زهرت النجوم، و هو الي جانب قبة الشراب [22] راكعا ساجدا، لا يريد مع الله سواه، فجعلت أرعاه وأنظر اليه، و هو يصلي بخشوع و أنين و بكاء، و يرتل القرآن ترتيلا، فكلما مرت آية فيها وعد و وعيد رددها علي نفسه، و دموعه تجري علي خده، حتي اذا دنا الفجر جلس في مصلاه يسبح ربه و يقدسه، ثم قام فصلي الغداة، وطاف بالبيت اسبوعا [23] و خرج من باب المسجد، فخرجت، فرأيت له حاشية و موال، و اذا عليه لباس خلاف الذي شاهدت، و اذا الناس من حوله يسألونه عن مسائلهم، و يسلمون عليه، فقلت لبعض الناس، أحسبه من مواليه: من هذا الفتي؟

فقال لي: هذا أبوابراهيم، عالم آل محمد.

قلت: و من أبوابراهيم؟

قال: موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام).

فقلت: لقد عجبت أن توجد هذه الشواهد الا في هذه الذرية. [24] .

264 / 7- و حدثني القاضي أبوالفرج المعافي، قال: حدثنا أحمد بن اسماعيل الكاتب، قال: كان بحضرة باب الرشيد رجل من الأنصار يقال له (نفيع) و كان عريضا، و كان آدم بن عبدالعزيز شاعرا ظريفا، فاتفقا يوما بباب الرشيد، و حضر موسي



[ صفحه 320]



ابن جعفر علي حمار له، فلما قرب قام الحاجب اليه، فأدخله من الباب، فقال نفيع لآدم: من هذا؟

فقال: أو ما تعرفه؟ قال: لا.

قال: هذا شيخ آل أبي طالب اليوم، هذا فلان بن فلان. فقال: تبا لهؤلاء القوم يكرمون هذا الاكرام من يقصد ليزيلهم عن سريرهم، أما انه ان خرج لأسوأنه.

قال فقال له آدم: لا تفعل، ان هؤلاء قوم قد أعطاهم الله (عزوجل) حظا في ألسنتهم، و قلما ناوأهم انسان، أو تعرض لهم، الا و وسموه بسمة سوء. فقال له: ستري.

و خرج موسي فوثب اليه نفيع فأخذ بلجام حماره، و قال له: من أنت؟

فقال بوقار: ان كنت تريد النسب فأنا ابن محمد حبيب الله بن اسماعيل ذبيح الله بن ابراهيم خليل الله.

و ان كنت تريد البيت فهو البيت الذي أوجب الله (جل ذكره) علي المسلمين كافة، و عليك ان كنت منهم، أن يحجوا اليه.

و ان كنت تريد المنافرة، فوالله ما رضي مشركو قومي بمسلمي قومك [25] أكفاء حتي قالوا: يا محمد أخرج الينا أكفاءنا من قريش.

قال: فاسترخت أصابعه من اللجام و تركه. [26] .

265 / 8- قال: قال أبوجعفر: حدثنا أبومحمد سفيان، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا الأعمش، قال: لحقت موسي بن جعفر الكاظم الغيظ (عليه السلام) و هو في حبس الرشيد فرأيته يخرج من حبسه و يغيب ثم يدخل من حيث لا يري. [27] .

266 / 9- قال أبوجعفر: حدثنا أبومحمد سفيان، قال: حدثنا وكيع، عن الأعمش، قال: رأيت كاظم الغيظ (عليه السلام) عند الرشيد و قد خضع له، فقال له عيسي ابن أبان: يا أميرالمؤمنين، لم تخضع له؟



[ صفحه 321]



قال: رأيت من ورائي أفعي تضرب بنابها و تقول: أجبه بالطاعة و الا بلعتك. ففزعت منها فأجبته. [28] .

267 / 10- قال أبوجعفر: حدثنا عبدالله بن محمد البلوي، قال: حدثنا غالب ابن مرة و محمد بن غالب، قالا: كنا في حبس الرشيد، فأدخل موسي بن جعفر (عليه السلام)، فأنبع الله له عينا و أنبت له شجرة، فكان منهما يأكل و يشرب و نهنيه، و كان اذا دخل بعض أصحاب الرشيد غابت حتي لا تري. [29] .

268 / 11- قال أبوجعفر: حدثنا أبومحمد سفيان، عن وكيع، قال: قال الأعمش: رأيت موسي بن جعفر (عليه السلام) وقد أتي شجرة مقطوعة موضوعة فمسها بيده فأورقت، ثم اجتني منها ثمرا و أطعمني. [30] .

269 / 12- قال أبوجعفر: حدثنا هشام بن منصور، عن رشيق مولي الرشيد، قال: وجه بي الرشيد في قتل موسي بن جعفر (عليه السلام) فأتيته لأقتله، فهز عصا كانت في يده فاذا هي أفعي، و أخذت هارون الحمي، و وقعت الأفعي في عنقه حتي وجه الي باطلاقه فأطلقت عنه. [31] .

270 / 13- قال أبوجعفر: حدثنا علقمة بن شريك بن أسلم، عن موسي بن هامان [32] قال: رأيت موسي بن جعفر (عليه السلام) في حبس الرشيد و تنزل عليه مائدة من السماء، و يطعم أهل السجن كلهم ثم يصعد بها من غير أن ينقص منها شي ء. [33] .

271 / 14- قال أبوجعفر: حدثنا أبومحمد عبدالله بن محمد البلوي، قال: حدثنا عمارة بن زيد، قال: قال ابراهيم بن سعد: ادخل الي موسي بن جعفر (عليه السلام)



[ صفحه 322]



بسباع لتأكله، فجعلت تلوذ به و تبصبص له، و تدعو له بالامامة، و تعوذ به من شر الرشيد، فلما بلغ ذلك الرشيد أطلق عنه، و قال: أخاف ان يفتنني و يفتن الناس و من معي. [34] .

272 / 15- قال أبوجعفر: حدثنا سفيان، قال: حدثنا وكيع، عن ابراهيم بن الأسود، قال: رأيت موسي بن جعفر (عليه السلام) صعد الي السماء و نزل و معه حربة من نور فقال: أتخوفونني بهذا؟!- يعني الرشيد - لو شئت لطعنته بهذه الحربة. فأبلغ ذلك الرشيد فأغمي ثلاثا و أطلقه. [35] .

273 / 16- أخبرني أبوالحسين محمد بن هارون، قال: حدثنا أبي (رضي الله عنه)، قال: حدثنا أبوعلي أحمد بن محمد العطار، قال: أخبرنا أبوعبدالله محمد بن عمران ابن الحجاج، قال: حدثنا ابراهيم بن الحسن بن راشد، عن علي بن يقطين، قال:

كنت واقفا بين يدي الرشيد اذ جاءته هدايا من ملك الروم، كانت فيها دراعة [36] ديباج مذهبة سوداء، لم أر شيئا أحسن منها، فنظر الي و أنا احد اليها النظر، فقال: يا علي، أعجبتك؟

قلت: اي والله يا أميرالمؤمنين، قال: خذها. فأخذتها وانصرفت بها الي منزلي، و شددتها في منديل، و وجهتها الي المدينة، فمكثت ستة أشهر - أو سبعة أشهر - ثم انصرفت يوما من عند هارون، و قد تغديت بين يديه، فقام الي خادمي الذي يأخذ ثيابي بمنديل علي يديه، و كتاب مختوم، و طينه رطب، فقال: جاء بهذه الساعة رجل، فقال: ادفع هذا الي مولاك ساعة يدخل. ففضضت الكتاب، فاذا فيه: «يا علي، هذا وقت حاجتك الي الدراعة».

فكشفت طرف المنديل عنها، و دخل علي خادم هارون فقال: أجب أميرالمؤمنين. فقلت: أي شي ء حدث؟ قال: لا أدري، فمضيت و دخلت عليه، و عنده عمر



[ صفحه 323]



ابن بزيع واقفا بين يديه، فقال: يا علي، ما فعلت الدراعة التي وهبتها لك؟

قلت: ما كساني أميرالمؤمنين أكثر من ذلك، فعن أي دراعة تسألني يا أميرالمؤمنين؟

قال: الدراعة الديباج السوداء المذهبة.

قلت: ما عسي أن يصنع مثلي بمثلها؟! اذا انصرفت من دار أميرالمؤمنين دعوت بها فلبستها، وصليت بها ركعتين - أو أربع ركعات - و لقد دخل علي الرسول و دعوت بها لأفعل ذلك.

فنظر الي عمر بن بزيع و قال: أرسل من يجيئني بها. فأرسلت خادمي، فجاءني بها، فلما رآها قال: يا عمر، ما ينبغي لنا أن نقبل قول أحد علي علي بعد هذا. وأمر لي بخمسين ألف درهم، فحملتها مع الدراعة، و بعثت بها و بالمال من يومي ذلك. [37] .

274 / 17- و روي الحسين بن محمد بن عامر، عن المعلي بن محمد، عن الوشاء، عن محمد بن علي، عن خالد الجوان، قال: دخلت علي أبي الحسن (عليه السلام) و هو في عرصة داره، و هو يومئذ بالرميلة، فلما نظرت اليه قلت في نفسي: بأبي و امي سيدي، مظلوم مغصوب مضطهد؛ ثم دنوت منه فقبلت بين عينيه، ثم جلست بين يديه، فالتفت الي ثم قال: يا خالد، نحن أعلم بهذا الأمر، فلا يضيقن هذا في نفسك.

قلت: جعلت فداك، والله، ما أردت بهذا شيئا.

فقال: نحن أعلم بهذا الأمر من غيرنا، و ان لهولاء القوم مدة و غاية، لابد من الانتهاء اليها.

قلت: لا أعود، و لا أضمر في نفسي شيئا. [38] .

275 / 18- أخبرني أبوالحسن علي بن هبة الله، قال: حدثنا أبوجعفر محمد ابن علي بن الحسين بن موسي، عن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن يعقوب بن يزيد،



[ صفحه 324]



عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم، قال: دخلت علي عبدالله بن جعفر بن محمد بعد موت أبي عبدالله (عليه السلام) و كان ادعي الامامة، فسألته عن شي ء من الزكاة، فقلت له: كم في المائة؟

فقال: خمسة دراهم.

قلت: و كم في نصف المائة؟

قال: درهمين و نصف.

فقلت: ما قال بهذا أحد من الامة. فخرجت من عنده الي قبر رسول الله (صلي الله عليه و اله) مستغيثا برسول الله، فقلت: يا رسول الله، الي من؟ الي القدرية؟ الي الحرورية؟ [39] الي المرجئة؟ الي الزيدية؟ فاني لكذلك اذا أتاني رسول أبي الحسن (عليه السلام)، غلام صغير دون الخماسي، فقال: أجب مولاك موسي بن جعفر.

فأتيته فلما بصر بي من صحن الدار ابتدأني فقال: يا هشام! قلت: لبيك. قال: لا الي القدرية، و لا الي الحرورية، و لا الي المرجئة، و لا الي الزيدية، ولكن الينا. فقلت: أنت صاحبي؛ فسألته فأجابني عن كل ما أردت. [40] .

276 / 19- و باسناده الي محمد بن أبي عمير، عن سليم مولي علي بن يقطين، قال: أردت أن أكتب اليه أسأله: هل يتنور الرجل و هو جنب؟

فكتب الي (عليه السلام) قبل أن أكتب اليه مبتدئا «النورة تزيد الجنب نظافة ولكن لا يجامع الرجل مختضبا، و لا تجامع المرأة مختضبة» [41] .

277 / 20- و روي عبدالله بن ابراهيم، عن ابراهيم بن محمد، قال: حدثنا



[ صفحه 325]



علي بن المعلي، قال: حدثنا ابن أبي حمزة، عن سيف بن عميرة، عن اسحاق بن عمار، قال: سمعت العبد الصالح (عليه السلام) يقول و نعي الي رجل نفسه، فقلت في نفسي: والله، انه ليعلم متي يموت الرجل من شيعته! فقال شبه المغضب: يا اسحاق، قد كان رشيد الهجري يعلم علم المنايا و البلايا، و الامام أولي بعلم ذلك. [42] .

278 / 21- و باسناده عن سيف بن عميرة، عن اسحاق بن عمار [43] قال: سمعت العبد الصالح (عليه السلام) ينعي الي رجل نفسه؛ قلت في نفسي؛ انه ليعلم متي يموت الرجل من شيعته! فالتفت الي شبه المغضب، فقال: يا اسحاق، كان رشيد الهجري من المستضعفين، و كان يعلم علم المنايا و البلايا، و الحجة أولي بعلم ذلك.

ثم قال: يا اسحاق، اصنع ما أنت صانع، عمرك قد فني، و أنت تموت الي سنتين، و أخوك أهل بيت لا يلبثون الا يسيرا حتي تفترق كلمتهم، و يخون بعضهم بعضا.

قال اسحاق: فقلت: اني استغفرالله مما عرض في صدري.

قال سيف: فلم يلبث اسحاق بن عمار الا يسيرا حتي مات، و ما ذهبت الأيام حتي أفلس ولد عمار، و قاموا بأموال الناس. [44] .

279 / 22- أخبرني أبوالحسين محمد بن هارون، عن أبيه، قال: حدثنا أبوالقاسم جعفر بن محمد العلوي، قال: حدثنا عبيدالله بن أحمد بن نهيك أبوالعباس النخعي، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن الحكم، عن عمر بن يزيد، قال: سمعت أباالحسن (عليه السلام) يقول: لا يشهد أبوجعفر [45] بالناس موسما بعد السنة.



[ صفحه 326]



و كان حج في تلك السنة، فذهب عمر فخبر [46] أنه يموت في تلك السنة، و كانت تسع عشرة.

و كان يروي أنه لا يملك عشرين سنة. [47] .

280 / 23- و باسناده عن محمد بن أبي عمير، عن عثمان بن عيسي، عن ابراهيم بن عبدالحميد، قال: أرسل الي أبوالحسن (عليه السلام) أن «تحول عن منزلك» فشق ذلك علي، فقلت: نعم. و لم أتحول فأرسل الي «تحول» فطلبت منزلا فلم أجد، و كان منزلي موافقا لي، فأرسل الي الثالثة [48] أن «تحول عن منزلك».

قال عثمان: فقلت: لا والله، لا أدخل عليك هذا المنزل أبدا. قال: فلما كان بعد يومين عند العشاء اذا أنا بابراهيم قد جاء، فقال: ما تدري ما لقيت اليوم؟ فقلت: و ما ذاك؟

قال: ذهبت استقي ماء من البئر، فخرج الدلو ملآن عذرة، و قد عجنا من البئر، فطرحنا العجين، و غسلنا ثيابنا، فلم أخرج منذ اليوم، و قد تحولت الي المنزل الذي اكتريت.

فقلت له: و أنت أيضا تتحول. و قلت له: اذا كان غدا - ان شاء الله - حين ننصرف من الغداة نذهب الي منزلك، فندعو لك بالبركة.

فلما خرجت من المنزل سحرا، فاذا ابراهيم عند القبر، فقال: تدري ما كان الليلة؟ فقلت: لا والله. فقال: سقط منزلي العلو والسفل. [49] .

281 / 24- و حدثني أبوالمفضل محمد بن عبدالله، قال: حدثني أبوالنجم بدر ابن الطبرستاني، قال: حدثني أبوجعفر محمد بن علي الشلمغاني [50] رفعه الي.



[ صفحه 327]



يعقوب السراج، قال: دخلت علي أبي عبدالله (عليه السلام) و هو واقف علي أبي الحسن موسي (عليه السلام) و هو في المهد فجعل يساره طويلا، فلما فرغ قال لي: ادن فسلم علي مولاك. فدنوت فسلمت عليه، ثم قال لي: امض فغير اسم ابنتك. و كنت قد سميتها باسم الحميراء فغيرته. [51] .

282 / 25- و باسناده عن أبي جعفر محمد بن علي، قال: ان أباحنيفة صار الي باب أبي عبدالله (عليه السلام) ليسأله عن مسألة، فلم يأذن له، فجلس ينتظر الاذن، فخرج أبوالحسن (عليه السلام) و سنة خمس سنين، فدعاه و قال له: يا غلام، أين يضع المسافر خلاه في بلدكم هذا؟

فاستند أبوالحسن (عليه السلام) الي الحائط، و قال له: يا شيخ، يتوقي شطوط الأنهار، و مساقط الثمار، و منازل النزال، و أفنية المساجد، و لا يستقبل القبلة، و لا يستدبرها، و يتواري خلف جدار، و يضعه حيث شاء.

فانصرف أبوحنيفة في تلك السنة، و لم يدخل علي أبي عبدالله (عليه السلام) [52] .

283 / 26- و باسناده عن أبي جعفر محمد بن علي، رفعه الي علي بن أبي حمزة، قال: كنت عند أبي الحسن (عليه السلام) اذ أتاه رجل من أهل الري، يقال له (جندب) فسلم عليه و جلس، فسأله أبوالحسن (عليه السلام) فأحسن السؤال، فقال له: ما فعل أخوك؟ فقال: بخير، جعلت فداك، و هو يقرئك السلام.

قال: يا جندب، أعظم الله أجرك في أخيك.

فقال: ورد، والله، علي كتابه لثلاثة [53] عشر يوما بالسلامة. فقال: يا جندب، انه، والله، مات بعد كتابه بيومين، و دفع الي امرأته مالا، و قال: ليكن هذا عندك، فاذا قدم أخي فادفعيه اليه؛ و قد أودعته الأرض، في البيت الذي كان هو فيه، فاذا أنت أتيتها



[ صفحه 328]



فتلطف لها، و أطمعها في نفسك، فانها ستدفعه اليك.

قال علي بن أبي حمزة: فلقيت جندبا بعد ذلك، فسألته عما كان قال أبوالحسن (عليه السلام) فقال: صدق، والله، سيدي، ما زاد و لا نقص. [54] .

284 / 27- و أخبرني علي بن هبة الله الموصلي، قال: حدثني أبوجعفر محمد ابن علي بن الحسين بن موسي القمي، عن أبيه، قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن أبي عبدالله محمد بن خالد البرقي، قال: حدثنا حماد بن عيسي الجهني، قال: دخلت علي أبي الحسن موسي (عليه السلام) فقلت له: جعلت فداك، ادع الله أن يرزقني دارا، و زوجة، و ولدا، و خادما، واحج في كل سنة.

فرفع يده ثم قال: اللهم صل علي محمد و آل محمد، وارزقه دارا، و زوجة و ولدا، و خادما، والحج خمسين سنة.

قال حماد: فحججت ثمان و أربعين سنة، و هذه زوجتي وراء الستر تسمع كلامي، و هذا ابني، و هذا خادمي.

و حج بعد هذا الكلام حجتين، ثم خرج بعد الخمسين فزامل أباالعباس النوفلي، فلما صار في موضع الاحرام دخل يغتسل، فجاء الوادي فحمله، فغرق، فمات، و دفن بسيالة. [55] .

285 / 28- وروي الحسن، قال: أخبرنا أحمد، قال: حدثنا محمد بن علي الصيرفي، عن علي بن محمد، عن الحسن، عن أبيه، عن أبي بصير، قال: سمعت العبد الصالح (عليه السلام) يقول: لما حضر أبي الموت قال: يا بني لا يلي غسلي غيرك، فاني غسلت أبي، و غسل أبي أباه، والحجة يغسل الحجة.



[ صفحه 329]



قال: فكنت انا الذي غمضت أبي، و كفنته و دفنته بيدي.

و قال: يا بني، ان عبدالله أخاك يدعي الامامة بعدي، فدعه، و هو أول من يلحق بي من أهلي. فلما مضي أبوعبدالله (عليه السلام) أرخي أبوالحسن ستره، و دعا عبدالله الي نفسه.

قال أبوبصير: جعلت فداك، ما بالك حججت العام [56] و نحر عبدالله جزورا؟

قال: ان نوحا لما ركب السفينة و حمل فيها من كل زوجين اثنين، حمل كل شي ء، الا ولد الزنا، فانه لم يحمله، و قد كانت السفينة مأمورة، فحج نوح فيها، و قضي مناسكه.

قال أبوبصير: فظننت أنه عرض بنفسه، و قال: أما ان عبدالله لا يعيش أكثر من سنة. فذهب أصحابه حتي انقضت السنة. قال: فهذه فيها يموت. قال: فمات في تلك السنة. [57] .

286 / 29- و عنه، قال: أخبرنا أحمد بن محمد، عن محمد بن علي، عن علي ابن محمد، عن الحسن، عن أبيه علي بن أبي حمزة، قال: كنا بمكة و أصاب الناس تلك السنة صاعقة، و مات من ذلك خلق كثير، فدخلت علي أبي الحسن (عليه السلام) فقال لي مبتدئا: يا علي، ينبغي للغريق و المصعوق أن يتربص به ثلاثا، الا أن يجي ء منه ريح يدل علي موته.

قلت: جعلت فداك، كأنك تخبرني أنه قد دفن ناس كثير ما ماتوا الا في قبورهم؟ قال: نعم. [58] .

287 / 30- وروي الحسن، قال: أخبرنا أحمد بن محمد، [عن محمد بن علي] [59] ، عن علي بن محمد، عن الحسن، [عن أبيه علي بن أبي حمزة] [60] ، عن



[ صفحه 330]



الأخطل الكاهلي، عن عبدالله بن يحيي الكاهلي، قال: حججت فدخلت عليه، فقال لي: اعمل خيرا في سنتك هذه. فقددنا أجلك. فبكيت، فقال: ما يبكيك؟ قلت: جعلت فداك، نعيت الي نفسي.

فقال لي: أبشر، فانك من شيعتنا، و انك الي خير.

قال الأخطل: فما لبث عبدالله بعد ذلك الا يسيرا حتي مات. [61] .

288 / 31- و عنه، قال: أخبرنا أحمد بن محمد، عن محمد بن علي، عن علي ابن محمد، عن الحسن، عن عيسي شلقان، قال: دخلت علي أبي عبدالله (عليه السلام) اريد ان أسأله عن أبي الخطاب، فقال مبتدئا: ما يمنعك أن تلقي ابني، فتسأله عن جميع ما تريد. قال: فذهبت اليه و هو قاعد في الكتاب، و علي شفتيه أثر مداد، فقال لي مبتدئا:

يا عيسي، ان الله (تبارك و تعالي) أخذ ميثاق النبيين علي النبوة، فلن يتحولوا الي غيرها عنها أبدا، و أخذ ميثاق الوصيين علي الوصية، فلن يتحولوا عنها أبدا، و أعار قوما الايمان زمانا، ثم سلبهم اياه، و ان أباالخطاب ممن اعير الايمان ثم سلبه الله اياه.

قال: فضممته الي صدري و قبلت بين عينيه، فقلت: بأبي أنت و امي (ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم) [62] .

ثم رجعت الي أبي عبدالله (عليه السلام) فقال لي: ما صنعت يا عيسي؟ قلت له: بأبي أنت و امي، أتيته فأخبرني، مبتدئا من غير أن أسأله عن شي ء، بجميع ما أردت.

قال: يا عيسي، ان ابني الذي رأيته، لو سألته عما بين دفتي المصحف لأجابك فيه بعلم.

قال عيسي: ثم أخرجه ذلك اليوم من الكتاب، فعلمت عند ذلك أنه صاحب هذا الأمر. [63] .

289 / 32- و روي الحسن، قال: أخبرنا أحمد بن محمد، عن محمد بن علي،



[ صفحه 331]



عن علي، عن الحسن بن علي، عن علي بن أبي حمزة، قال: أرسلني أبوالحسن (عليه السلام) الي رجل من أهل الوازارين، قلت: ليس يعرف الوازارين.

قال: الوازارين الذي يشتري غدد اللحم. قلت: قد عرفته.

قال: أتعرف فيه زقاقا يباع فيه الجواري؟ قلت: نعم.

قال: فان علي باب الزقاق شيخ يقعد علي ظهر الطريق، بين يديه طبق فيه نبع [64] يبيعه بنفسه للصبيان بفلس فلس، فائته و أقرئه مني السلام، وأعطه هذه الثمانية عشر درهما، و قل له: يقول لك أبوالحسن: انتفع بهذه الدراهم، فانها تكفيك حتي تموت.

قال: فأتيت الموضع، فطلبت الرجل فلم أجده في موضعه، فسألت عنه، فقالوا: هذه الساعة يجي ء، فلم ألبث أن جاء فقلت: فلان يقرئك السلام، و هذه الدنانير خذها، فانها تكفيك حتي تموت. فبكي الشيخ، فقلت له: ما يبكيك؟ قال: و لم لا أبكي و قد نعيت الي نفسي؟!

فقلت: ما عندالله خير لك مما أنت فيه.

قال: من أنت؟ قلت: أنا علي بن أبي حمزة.

قال: والله، ما كذبني، قال لي سيدي و مولاي: أنا باعث اليك مع علي بن أبي حمزة برسالتي.

فقلت: و من أنت، لا أعرفك من اخواني؟

قال: أنا عبدالله بن صالح. قلت: و أين المنزل؟

قال: في سكة البربر [65] ، عند دار أبي داود، و أنا معروف في منزلي، اذا سألت عني هناك.

قال: فلبثت عشرين ليلة و سألت عنه، فخبرت أنه شاك منذ أيام، فأتيت



[ صفحه 332]



الموضع الذي وصف، فاذا الرجل في حد الموت، فسلمت عليه فأثبتني [66] ، فقلت له: أوصني بما أحببت، أنفذه من مالي.

قال: يا علي، لست اخلف الا ابنتي، و هذه الدويرة، فاذا أنا مت فزوج ابنتي ممن أحببت من اخوانك، و لا تزوجها الا من رجل يدين الله بدينك، فاذا فعلت، فبع داري واحمل ثمنها الي أبي الحسن (عليه السلام) و لتشهد لي بالوصية، و لا يلي أحد غسلي غيرك حتي تدخلني قبري.

ففعلت جميع ما أوصاني به، و زوجت ابنته رجلا من أصحابنا له دين، و بعت داره، و حملت الثمن الي أبي الحسن (عليه السلام) و أخبرته بجميع ما أوصاني به.

فقال أبوالحسن (عليه السلام): رحمه الله، قد كان من شيعتنا، و كان لا يعرف. [67] .

290 / 33- و روي الحسن، قال: أخبرنا أحمد بن محمد، عن محمد بن علي، عن علي، عن شعيب العقرقوفي، قال: بعثت مولاي الي أبي الحسن (عليه السلام) و معه مائتي دينار، و كتبت معه كتابا، و كان من الدنانير خمسين دينارا من دنانير اختي فاطمة، و أخذتها سرا لتمام المائتي دينار، و كنت سألتها ذلك فلم تعطني، و قالت: اني اريد أن أشتري بها قراح [68] فلان بن فلان.

فذكر مولاي أنه قدم فسأل عن أبي الحسن (عليه السلام) فقيل له: انه قد خرج، فأسرع في السير، فقال: والله، اني لأسير من المدينة الي مكة في ليلة مظلمة، و اذا الهاتف يهتف بي: يا مبارك، يا مبارك [69] مولي شعيب العقرقوفي! قلت: من أنت؟

قال: أنا معتب يقول لك أبوالحسن (عليه السلام): هات الكتاب الذي معك، و وافني بما معك الي مني.

قال: فنزلت من محملي، فدفعت اليه الكتاب، وصرت الي مني، فدخلت عليه



[ صفحه 333]



و طرحت الدنانير عنده، فجر بعضها اليه، و دفع بعضها بيده، ثم قال لي: يا مبارك، ادفع هذه الدنانير الي شعيب، و قل له: يقول لك أبوالحسن: ردها الي موضعها الذي أخذتها منه، فان صاحبتها تحتاج اليها.

قال: فخرجت من عنده، و قدمت علي شعيب، فقلت له: قد رد عليك من الدنانير التي بعثت بها خمسين دينارا، و هو يقول لك: ردها الي موضعها الذي أخذتها منه، فما قصة هذه الدنانير، فقد دخلني من أمرها ما الله به عليم.

فقال: يا مبارك، اني طلبت من فاطمة اختي خمسين دينارا لتمام هذه الدنانير، فامتنعت، و قالت: اريد أن أشتري بها قراح فلان بن فلان، فأخذتها سرا، و لم ألتفت الي كلامها. قال شعيب: فدعوت بالميزان فوزنتها، فاذا هي خمسون دينارا، لا تزيد و لا تنقص.

قال: فوالله، لو حلفت عليها أنها دنانير فاطمة لكنت صادقا.

قال شعيب: فقلت لمبارك: هو والله امام فرض الله طاعته، و هكذا صنع بي [70] أبوعبدالله (عليه السلام) الامام من الامام. [71] .

291 / 34- و روي الحسن، قال: حدثنا أحمد بن محمد، عن محمد بن علي، عن علي، عن الحسن، عن أبيه علي بن أبي حمزة، قال: قال لي أبوالحسن (عليه السلام) مبتدئا من غير أن أسأله عن شي ء: يا علي، يلقاك غدا رجل من أهل المغرب، يسألك عني، فقل له: هو والله الامام الذي قال لنا أبوعبدالله (عليه السلام)، و اذا سأل عن الحلال و الحرام فأجبه عني.

قلت: ما علامته؟

قال: رجل طوال، جسيم، اسمه يعقوب، و هو رائد قومه، و اذا [72] أحب أن تدخله علي فأدخله.



[ صفحه 334]



قال: فوالله، اني لفي الطواف، اذ أقبل الي رجل طوال جسيم، فقال: اني اريد أن أسألك عن صاحبك. قلت: عن أي أصحابي؟ قال: عن فلان بن فلان. قلت: ما اسمك؟ قال: يعقوب. قلت: من أين أنت؟ قال: من المغرب. قلت: من أين عرفتني؟ قال: أتاني آت في منامي، فقال لي: الق عليا فاسأله عن جميع ما تحتاج اليه؛ فسألت عنك حتي دللت عليك. فقلت: اقعد في هذا الموضع حتي أفرغ من طوافي، و آتيك ان شاء الله. فطفت، ثم أتيته، فكلمت رجلا عاقلا، و طلب الي أن ادخله علي أبي الحسن (عليه السلام)، فأخذت بيده، واستأذنت، فأذن لي، فلما رآه أبوالحسن (عليه السلام) قال:

يا يعقوب، قدمت أمس، و وقع بينك و بين أخيك شر في موضع كذا و كذا، حتي شتم بعضكم بعضا، و ليس هذا من ديني و لا دين آبائي، و لا نأمر بهذا أحدا، فاتق الله وحده، فانكما ستعاقبان بموت، أما أخوك فيموت في سفره قبل أن يصل الي أهله، و ستندم أنت علي ما كان، ذلك أنكما تقاطعتما فبتر الله أعماركما.

قال الرجل: جعلت فداك، فأنا متي أجلي؟

قال: كان حضر أجلك، فوصلت عمتك بما وصلتها في منزلك كذا و كذا فأنسأ [73] الله به أجلك عشرين سنة. قال: فلقيت الرجل قابل بمكة، فأخبرني أن أخاه توفي في ذلك الوجه، و دفنه قبل أن يصل الي أهله. [74] .

292 / 35- و روي الحسن، قال: أخبرنا أحمد بن محمد، عن محمد بن علي، عن علي، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، قال: دخلت المدينة و أنا شديد المرض، و كان أصحابنا يدخلون علي، فلم أعقل بهم، و ذلك أنه أصابني حصر [75] ، فذهب عقلي، فأخبرني اسحاق بن عمار أنه أقام علي بالمدينة ثلاثة أيام لايشك أنه لا يخرج منها حتي يدفنني و يصلي علي، فخرج و أفقت بعد خروج اسحاق، فقلت لأصحابي: افتحوا كيسي و أخرجوا منه مائة درهم، واقسموها في أصحابي. ففعلوا.



[ صفحه 335]



و أرسل الي أبوالحسن (عليه السلام) بقدح فيه ماء، فقال الرسول: يقول لك أبوالحسن (عليه السلام): تشرب هذا الماء، فان فيه شفاءك ان شاء الله (تعالي). ففعلت، فأسهل بطني و أخرج الله ما كنت أجده في بطني من الأذي.

فدخلت علي أبي الحسن (عليه السلام) فقال: يا علي، كيف تجد نفسك؟

قلت: جعلت فداك، قد ذهب عني ما كنت أجده في بطني.

فقال: يا علي، أما ان أجلك كان قد حضر مرة بعد اخري، ولكنك رجل وصول لقرابتك و اخوانك، فأنسأ الله في أجلك مرة بعد اخري.

قال: و خرجت الي مكة فلحقني اسحاق بن عمار، فقال: والله، لقد أقمت بالمدينة ثلاثة أيام، فأخبرني بقصتك. فأخبرته بما صنعت، و ما قال لي أبوالحسن (عليه السلام).

فقال لي اسحاق بن عمار: هكذا قال لي أبوعبدالله (عليه السلام) مرة بعد اخري، و أصابني مثل الذي أصابك [76] .

293 / 36- وروي الحسن، قال: أخبرني أحمد بن محمد، عن محمد بن علي، عن علي، عن الحسن، عن أبي خالد الزبالي، قال: مر بي أبوالحسن (عليه السلام) يريد بغداد زمن المهدي، أيام كان أخذ محمد بن عبدالله، فنزل في هاتين القبتين، في يوم شديد البرد، في سنة مجدبة، لا يقدر علي عود يستوقد به تلك السنة، و أنا يومئذ أري رأي الزيدية، أدين الله بذلك؛ فقال لي: يا أباخالد، ائتنا بحطب نستوقد.

قلت: والله، ما أعرف في المنزل عودا واحدا.

فقال: كلا، خذ [77] في هذا الفج [78] فانك تلقي أعرابيا، معه حملين، فاشترهما منه، و لا تماكسه. [79] .



[ صفحه 336]



فركبت حماري، وانطلقت نحو الفج الذي وصف لي، فاذا أعرابي معه حملين حطب، فاشتريتهما منه، و أتيته، فاستوقدوا منه يومهم، و أتيته بظرف مما عندنا، يطعم منه.

ثم قال: يا أباخالد، انظر خفاف الغلمان و نعالهم، فأصلحها حتي نقدم عليك يوم كذا و كذا، من شهر كذا و كذا.

قال أبوخالد: و كتبت تاريخ ذلك اليوم، و ليس همي غير هذه الأيام، فلما كان يوم الميعاد ركبت حماري، و سرت أميالا، و نزلت، فقعدت عند الجبل افكر في نفسي، و أقول، والله، ان وافاني هذا اليوم الذي قال لي، فانه الامام الذي فرض الله طاعته علي خلقه، لا يسع الناس جهله.

فقعدت حتي أمسيت، و أردت الانصراف، فاذا أنا براكب مقبل، فأشرت اليه فأقبل الي فسلم، فرددت عليه السلام، فقلت: وراءك أحد؟

قال: نعم، قطار فيه نحو من عشرين، يشبهون أهل المدينة.

قال: فما لبثت أن ارتفع القطار، فركبت حماري و توجهت نحو القطار، فاذا هو يهتف بي: يا أباخالد، هل وفينا لك بما وعدناك؟

قلت: قد والله، كنت أيست من قدومك، حتي أخبرني راكب، فحمدت الله علي ذلك، و علمت أنك هو.

قال: ما فعلت القبتان اللتان كنا نزلنا فيهما؟ قلت: جعلت فداك، تذهب اليهما؛ وانطلقت معه حتي نزل القبتين، فأتيناه بغذاء فتغذي، و قال: ما حال خفاف الغلمان و نعالهم؟ قلت: أصلحتها، فأتيته بها، فسر بذلك، فقال: يا أباخالد، زودنا من هذه الفسقارات [80] التي بالمدينة، فانا لا نقدر فيها علي هذه الأشياء التي تجدونها عندكم.

قال: فلم يبق شي ء الا زودته منه، ففرح و قال: سلني حاجتك. و كان معه محمد أخوه، قلت: جعلت فداك، أخبرك بما كنت فيه، وأدين الله به، الي أن وقعت عليك، و قدمت علي، فسألتني الحطب، فأخبرتك بما أخبرتك، فأخبرتني بالأعرابي، ثم قلت لي



[ صفحه 337]



اني موافيك يوم كذا و كذا، من شهر كذا و كذا، كما قلت، لم ينقص، و لم يزد يوما واحدا، فعلمت أنك الامام الذي فرض الله طاعته، لا يسع الناس جهلك، فحمدت الله لذلك، فقال: يا أباخالد، من مات لا يعرف امامه مات ميتة جاهلية، و حوسب بما عمل في الاسلام. [81] .

294 / 37- و روي الحسن، قال: أخبرنا أحمد بن محمد، عن محمد بن علي الصيرفي، عن علي، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن أبي بصير، قال: دخلت علي أبي الحسن (عليه السلام)، فقلت: جعلت فداك، بم يعرف [82] الامام؟

قال: بخصال، أما أولهن فبشي ء تقدم من أبيه فيه، و عرفه الناس، و نصبه لهم علما حتي يكون عليهم حجة، لأن رسول الله (صلي الله عليه و اله) نصب أميرالمؤمنين (عليه السلام) علما، و عرفه الناس، و كذلك الائمة، يعرفونهم الناس، و ينصبونهم لهم حتي يعرفوهم، و يسأل فيجيب، ويسكت عنه فيبتدي، و يخبر الناس بما في غد، ويكلم الناس بكل لسان.

قلت: بكل لسان؟

قال: نعم، قلت: فأعطني علامة.

قال: نعم الساعة قبل أن تقوم أعطيك علامة تطمئن اليها.

قال [83] ثم انه مر علينا رجل من أهل خراسان، فكلمه الخراساني بالعربية، فأجابه بالفارسية. قال الخراساني: والله، ما منعني أن اكلمك بكلامي الا أني ظننت أنك لا تحسن أن تجيبني.

قال: سبحان الله! اذا كنت لا احسن أن اجيبك فما فضلي عليك؟! ثم قال: يا أبامحمد، ان الامام لا يخفي عليه كلام أحد من الناس، و لا طير، و لا بهيمة، و لا شي ء



[ صفحه 338]



فيه روح، بهذا يعرف الامام، فمن لم يكن فيه هذه الخصال، فليس بامام. [84] .

295 / 38- وروي الحسن، قال: أخبرنا أحمد بن محمد، عن محمد بن علي، عن علي، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، قال: كنت عند أبي الحسن (عليه السلام) اذ دخل عليه ثلاثون مملوكا من الحبش، قد اشتروهم له، فكلم غلاما منهم، و كان جميلا من الحبش، ثم خرجوا، فقلت: جعلت فداك، لقد رأيتك تكلم هذا الغلام بالحبشية فبماذا أمرته؟

قال: أمرته أن يستوصي بأصحابه خيرا، و يعطيهم في كل هلال ثلاثين درهما، و ذلك لما نظرت اليه علمت أنه غلام عاقل من أبناء ملوكهم، و أوصيته بجميع ما أحتاج، فقبل وصيتي، و مع هذا فهو غلام صدوق.

ثم قال: لعلك عجبت من كلامي بالحبشية! لا تعجب، فما يخفي عليك من أمر الحجة أكثر من ذلك و أعجب، و ما هذا من الحجة في علمه الا كطائر أخذ بمنقاره من البحر قطرة من ماء، أفتري الذي أخذ بمنقاره نقص من البحر شيئا؟! ان الامام بمنزلة البحر، لا ينفد ما عنده، و عجائبه أكثر من ذلك. [85] .

296 / 39- و روي الحسن، قال: أخبرنا أحمد بن محمد، عن محمد بن علي، عن علي، عن الحسن، عن الحسين بن أبي العلاء، قال: كنت عنده ذات يوم وقد اشتريت له جارية نوبية، فقال لها: ما اسمك؟ قالت: مؤنسة.

قال لها: اسمك فلانة، و انك كما سميت.

ثم قال: يا حسين، أما أنها ستلد غلاما لا يكون في ولدي أسخي منه، و لا أرق وجها، و لا أقضي للحاجة منه.

قلت: فما اسمه؟

قال: ابراهيم.

قال علي بن أبي حمزة، والله، اني أتيته بمني مع أصحابي، اذ أتاني رسوله فقال



[ صفحه 339]



لي: يا علي، لا تنم الليلة حتي يأتيك رسولي، فبقيت تلك الليلة لا أنام، و أصحابي يساهدونني [86] الليل، فلما أصبحت اذا هو مقبل علي، و معه أبناؤه جميعا، و نقل عياله وحشمه و من معه، حتي نزل قرين الثعالب [87] ثم أتي مع الفجر علي حمار له أسود، و معه عمران خادمه، فسلم، فرددنا عليه السلام، و كأني أنظر الي قوائم حماره من أطناب خيامنا، فقال: يا علي، أيما أحب اليك: أن تأتيني هاهنا، أو بمكة؟

قلت: أحبهما اليك.

قال: مكة خير لك. وانصرف، فقال لي عمران: تدري أين نزلنا العام؟

قلت: منزل أبي عبدالله (عليه السلام).

قال: لا، نزلنا العام في ذي طوي. [88] .

قلت: لا أعرف منزلكم.

قال: تعرف المسجد الصغير الذي علي ظهر الطريق، الذي تصلي فيه المارة؟ قلت: نعم.

قال: اقعد لي ثم حتي آتيك.

فلما انصرفنا من مني أخذت طريقي الي الموعد، فما استويت قاعدا حتي جاءني عمران، فقال: أجب. فأتيته، فوجدته في ظهر داره، في مسجد، قاعد، قد صلي المغرب، فلما دنوت منه، قال: اخلع نعليك فانك بالواد المقدس طوي. فخلعت نعلي، و تخطيت المسجد، فقعدت معه، و أوتيت بخوان من خبيص مجفف بتمر، فأكلنا أنا و هو، و هو يقول لي: يا علي، كل تمرا. فأكلت، ثم رفع الخوان، فقال: يا علي، هلم الحديث، فوالله ما أنا بناعس و لا كسلان. و كنت احدثه ثم غشيني النعاس [89] فقال لي: قد



[ صفحه 340]



نعست يا علي؟

قلت: جعلت فداك، ما غمضت البارحة؟

قال: ان ام ولد لي من أكرم امهات أولادي، ضربها الطلق، فحملتها الي قرين الثعالب، مخافة أن يسمع الناس صوته، فرزقني الله في ليلتي هذه غلاما - كما بشرني - و قد سميته ابراهيم.

فلم يكن في ولد أبيه أحسن و أسخي منه، و لا أرق وجها، و لا أشجع منه. [90] .

297 / 40- وروي الحسن، قال: حدثنا أحمد بن محمد، عن محمد بن علي، عن علي، عن الحسن، عن عاصم الحناط [91] عن اسحاق بن عمار [92] ، قال: كنت عنده اذ دخل عليه رجل من أهل خراسان، فكلمه بكلام لم أسمع قط كلاما كان أعجب منه، كأنه كلام الطير، فلما خرج قلت: جعلت فداك، أي لسان هذا؟

قال: هذا كلام أهل الصين. [93] .

ثم قال: يا اسحاق، ما اوتي العالم من العجب أعجب و أكثر مما اوتي من هذا الكلام.

قلت: أيعرف الامام منطق الطير؟

قال: نعم، و منطق كل شي ء، و منطق كل ذي روح، و ما سقط عليه شي ء من الكلام. [94] .

298 / 41- وروي أحمد بن الحسن، عن الحسن بن برة، عن عثمان بن



[ صفحه 341]



عيسي [95] قال: دخلت علي أبي الحسن (عليه السلام) سنة الموت بمكة، و هي سنة أربع و سبعين و مائة [96] فقال لي: من هاهنا من أصحابكم مريض؟

فقلت: عثمان بن عيسي من أوجع الناس، فقال: قل له يخرج.

ثم قال: من هاهنا؟ فعددت عليه ثمانية، فأمر باخراج أربعة، و كف عن أربعة، فما أمسينا من غد حتي دفنا الأربعة الذين كف عن اخراجهم.

فقال عثمان بن عيسي: و خرجت أنا فأصبحت معافي. [97] .

299 / 42- وروي محمد بن الحسين، عن عبدالله بن سعيد [98] الدغشي، عن الحسن بن موسي، قال: اشتكي عمي محمد بن جعفر، حتي خفت عليه الموت.

قال: فكنا مجتمعين عنده اذ دخل أبوالحسن (عليه السلام) فقعد الي ناحية [99] ، و اسحاق عمي عند رأسه يبكي، فقعد قليلا ثم قال، فتبعته فقلت: جعلت فداك، يلومك اخوتك و أهل بيتك، و يقولون دخلت علي عمك و هو في الموت، ثم خرجت.

فقال: ادن مني أخي؛ أرأيت هذا الباكي؟ سيموت و سيبكي عليه هذا.

قال: فبرأ محمد بن جعفر، واشتكي اسحاق فبكي عليه محمد. [100] .

300 / 43- و روي أبوحمزة، عن أبيه [101] ، قال: كنت في مسجد الكوفة معتكفا



[ صفحه 342]



في شهر رمضان، في العشر الأواخر، اذ جاءني حبيب الأحول بكتاب مختوم من أبي الحسن (عليه السلام) قدر أربع أصابع، فقرأته، فكان في كتابه: «اذا قرأت الكتاب الصغير المختوم، الذي في جوف كتابك، فاحرزه حتي أطلبه منك».

قال: فأخذت الكتاب و أدخلته بيت بزي [102] فجعلته في جوف صندوق مقفل، في جوف قمطر [103] مقفل، و بيت البز مقفل، و مفاتيح هذه الأقفال في حجرتي، فاذا كان الليل فهي تحت رأسي، و ليس يدخل بيت بزي أحد غيري.

فلما حضر الموسم خرجت الي مكة و معي جميع ما كتب لي من حوائجه، فلما دخلت عليه قال: يا علي، ما فعل الكتاب الصغير الذي كتبت اليك، وقلت احتفظ به؟

قلت: جعلت فداك، عندي.

قال: اين؟ قلت: في بيت بزي، قد أحرزته، والبيت لا يدخله غيري.

قال: يا علي، اذا نظرت اليه أليس تعرفه؟

قلت: بلي، والله، لو كان بين ألف كتاب لأخرجته، فرفع مصلي تحته فأخرجه الي، فقال: قلت: ان في البيت صندوق، في جوف قمطر مقفل، و في جوف القمطر حق مقفل، و هذه المفاتيح معي في حجرتي بالنهار، و تحت رأسي بالليل؟

ثم قال: يا علي، احتفظ به، فلو تعلم ما فيه لضاق ذرعك.

قلت: قد وصفت لك، فما أغني احرازي.

قال علي: فرجعت الي الكوفة و الكتاب معي محتفظ به في [104] جبتي. فكان الكتاب مدة حياة علي في جبته، فلما مات جئت أنا و محمد [105] ، فلم يكن لنا هم الا الكتاب، ففتقنا الجبة موقع الكتاب، فلم نجده، فعلمنا بعقولنا ان الكتاب قد صار اليه كما صار في المرة الاولي. [106] .



[ صفحه 343]



301 / 44- و روي أحمد بن محمد المعروف بغزال، قال: كنت جالسا مع أبي الحسن (عليه السلام) في حائط له، اذ جاء عصفور فوقع بين يديه، و أخذ يصيح، و يكثر الصياح، و يضطرب، فقال لي: تدري ما يقول هذا العصفور؟

قلت: الله و رسوله و وليه أعلم.

فقال: يقول: يا مولاي، ان حية تريد أن تأكل فراخي في البيت؛ فقم بنا ندفعها عنه، و عن فراخه.

فقمنا و دخلنا البيت، فاذا حية تجول في البيت، فقتلناها. [107] .

302 / 45- و حدثني أبوعبدالله الحسين بن عبدالله الحرمي، قال: حدثني أبومحمد هارون بن موسي بن أحمد التلعكبري قال: حدثني أبوعلي محمد بن همام، قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مالك الفزاري، عن أبي عقيلة، عن أحمد التبان، قال: كنت نائما علي فراشي، فما أحسست الا و رجل قد رفسني برجله، فقال لي: يا هذا، ينام شيعة آل محمد؟ فقمت فزعا، فلما رآني فزعا ضمني الي صدره، فالتفت فاذا أنا بأبي الحسن موسي بن جعفر (عليه السلام)، فقال: يا أحمد، توضأ للصلاة.

فتوضأت، و أخذني بيدي، فأخرجني من باب داري، و كان باب الدار مغلقا، ما أدري من أين أخرجني! فاذا أنا بناقة معقلة له، فحل عقالها و أردفني خلفه، و سار بي غير بعيد، فأنزلني موضعا فصلي بي أربعا و عشرين ركعة. ثم قال: يا أحمد، تدري في أي موضع أنت؟

قلت: الله و رسوله، و وليه [108] وابن رسوله، أعلم.

قال: هذا قبر جدي الحسين بن علي (عليه السلام).

ثم سار غير بعيد حتي أتي الكوفة، و ان الكلاب و الحرس لقيام، ما من كلب و لا حارس يبصر شيئا، فأدخلني المسجد، و اني لأعرفه و أنكره، فصلي بي سبع عشرة



[ صفحه 344]



ركعة. ثم قال: يا أحمد، تدري أين أنت؟

قلت: الله، و رسوله، وأبن رسوله، أعلم.

قال: هذا مسجد الكوفة، و هذه الطست.

ثم سار غير بعيد و أنزلني، فصلي ربي أربعا و عشرين ركعة. ثم قال: يا أحمد، أتدري أين أنت؟

قلت: الله، و رسوله، وابن رسوله، أعلم.

قال: هذا قبر جدي علي بن أبي طالب (عليه السلام).

ثم سار بي غير بعيد، فأنزلني، فقال لي: أين أنت؟

قلت: الله، و رسوله، وابن رسوله، أعلم.

قال: هذا قبر الخليل ابراهيم.

ثم سار بي غير بعيد، فأدخلني مكة، و اني لأعرف البيت و بئر زمزم و بيت الشراب، فقال لي: يا أحمد، أتدري أين أنت؟

قلت: الله، و رسوله، وابن رسوله، أعلم.

قال: هذه مكة، و هذا البيت، و هذه زمزم، و هذا بيت الشراب.

ثم سار بي غير بعيد، فأدخلني مسجد النبي (صلي الله عليه و اله) و قبره، فصل بي أربعا و عشرين ركعة. ثم قال لي: أتدري أين أنت؟

قلت: الله، و رسوله، و ابن رسوله، أعلم.

قال: هذا مسجد جدي رسول الله و قبره.

ثم سار بي غير بعيد، فأتي بي الشعب، شعب أبي جبير، فقال: يا أحمد، تريد اريك من دلالات الامام؟ قلت: نعم.

قال: يا ليل، أدبر. فأدبر الليل عنا، ثم قال: يا نهار، أقبل. فأقبل النهار الينا بالنور العظيم، و بالشمس حتي رجعت بيضاء نقية، فصلينا الزوال، ثم قال: يا نهار أدبر، ياليل أقبل. فأقبل علينا الليل حتي صلينا المغرب، قال: يا أحمد، أرأيت؟ قلت: حسبي هذا يابن رسول الله.



[ صفحه 345]



فسار حتي أتي بي جبلا محيطا بالدنيا، ما الدنيا عنده الا مثل سكرجة [109] فقال: أتدري أين أنت؟

قلت الله: و رسوله، وابن رسوله، أعلم.

قال: هذا جبل محيط بالدنيا. و اذا أنا بقوم عليهم ثياب بيض، فقال: يا أحمد، هؤلاء قوم موسي، فسلم عليهم. نسلمت عليهم فردوا علينا السلام.

قلت: يابن رسول الله، قد نعست.

قال: تريد أن تنام علي فراشك؟ قلت: نعم.

فركض برجله ركضة، ثم قال: نم [110] فاذا أنا في منزلي نائم، و توضأت وصليت الغداة في منزلي. [111] .

والحمدلله أولا و آخرا.


پاورقي

[1] في «ع، م»: الحسني، و كانه محمد بن اسماعيل بن موسي بن جعفر (عليه السلام)،ممن رأي صاحب الأمر (عليه السلام) انظر معجم رجال الحديث 107:15.

[2] في المصادر: ضعف يقينك.

[3] في «م،ط»: غشاني.

[4] في «م، ط»: زيادة: والدنيا من حولنا من القصور و الأبنية المعلاة و الأرض.

[5] في «ع، م»: وعدته.

[6] في «ع، م»: شاهدنا.

[7] في «ع»: منتجب، و كلاهما بمعني واحد.

[8] في «ع، م»: و اياك اذ رأيت بي هذا الحدث.

[9] الهداية الكبري: 265، عيون أخبار الرضا (عليه السلام ( 6/100:1، عيون المعجزات: 101، مناقب ابن شهرآشوب 303:4.

[10] في «ط»: تطعم.

[11] الخلالة: آلة يؤكل بها الرطب و نحوه كالشوكة.

[12] زاد في «م»: الي.

[13] تقدمت تخريجاته في الحديث الرابع.

[14] في «ع، م»: يعني ابراهيم.

[15] جمع عمارية: الهودج الذي يجلس فيه.

[16] أي أثر السجود في الجبهة.

[17] الحجرات 12:49.

[18] منزل بطريق مكة، ينزله الحاج، دون زبالة بمرحلتين، معجم البلدان 354:5.

[19] طه 82:20.

[20] قوم من الصالحين لا تخلو الدنيا منهم، سموا بذلك لأنهم كلما مات واحد منهم أبدل الله مكانه آخر. انظر «النهاية 107:1، مجمع البحرين - بدل - 319:5 «.

[21] قرية عامرة بين واقصة و الثعلبية بطريق مكة من الكوفة. معجم البلدان 129:3.

[22] في «ع»: بيت فيه الشراب، و في «ط»: بيت فيه السراب.

[23] أي سبع مرات.

[24] تذكرة الخواص: 348، صفة الصفوة: 185:2، كشف الغمة 213:2، الفصول المهمة: 233، اسعاف الراغبين: 247.

[25] مشركو قومي: أي قريش، و مسلمو قومك: أي الأنصار.

[26] أمالي المرتضي 274:1، اعلام الوري: 307، اعلام الدين: 305، مدينة المعاجز: 452.

[27] اثبات الهداة 117/566:5، مدينة المعاجز: 427 / 5.

[28] نوادر المعجزات: 163 / 5.

[29] نوادر المعجزات: 163 / 6، اثبات الهداة 119/567:5، مدينة المعاجز: 427 / 7.

[30] نوادر المعجزات: 164 / 7.

[31] نوادر المعجزات: 164 / 8.

[32] في «م»: ماهان.

[33] نوادر المعجزات: 164 / 9، اثبات الهداة 122/567:5، مدينة المعاجز: 427 / 8.

[34] نوادر المعجزات: 165 / 10، مدينة المعاجز: 428 / 10.

[35] نوادر المعجزات: 163 / 4، مدينة المعاجز: 428 / 11.

[36] الدراعة: جبة مشقوقة المقدم.

[37] الارشاد: 293، عيون المعجزات: 99، اعلام الوري: 302، الخرائج و الجرائح 25/334:1، كشف الغمة 224:2، الصراط المستقيم 20/192:2.

[38] بصائر الدرجات: 146 / 7، الخرائج و الجرائح 86/869:2، الثاقب في المناقب: 437 / 372.

[39] أي الخوارج.

[40] في «ط»: سألته.

بصائر الدرجات: 270 / 1 نحوه في الكافي 7/285:1، والارشاد: 291، و الخرائج و الجرائح 23/331:1، و مناقب ابن شهرآشوب 290:4، و حلية الابرار 233:2.

[41] بصائر الدرجات: 271 / 3، التهذيب 22/377:1، الخرائج و الجرائح 4/652:2، الثاقب في المناقب: 438 / 374، الصراط المستقيم 24/193:2.

[42] بصائر الدرجات: 284 / 9، الكافي 7/404:1، اثبات الوصية: 166، كشف الغمة 242:2، و نحوه في رجال الكشي: 409 / 768، و اعلام الوري: 305، و الخرائج و الجرائح 9/712:2.

[43] (عن اسحاق بن عمار) ليس في «ع، م»، والصواب اثباته كما في الحديث السابق و المصادر.

[44] عيون المعجزات: 98، و نحوه في الخرائج و الجرائح 3/310:1، و الثاقب في المناقب: 434 / 366، و اثبات الهداة 16/504:5، و مدينة المعاجز: 459 / 94.

[45] و هو عبدالله بن محمد المنصور الخليفة العباسي، بويع له سنة (136) و حج في خلافته مرتين، و في الثالثة أصيب باسهال شديد فمات في بئر ميمون قبل ان يصل مكة سنة (158)، راجع تاريخ بغداد 10 : 53 - 61، سير أعلام النبلاء 83:7، الجوهر الثمين 1 : 116 - 118، مآثر الانافة 175:1.

[46] في «ع، م»: فخبر عمر.

[47] مدينة المعاجز: 431 / 17.

[48] (الثالثة) ليس في «ط».

[49] قرب الاسناد: 145 «نحوه».

[50] في «ع، م»: بن الشلمغان.

[51] الكافي 11/247:1، اثبات الوصية: 162، الارشاد: 290، اعلام الوري: 299، مناقب ابن شهرآشوب 287:4، الثاقب في المناقب 433 / 365، كشف الغمة 221:2، الصراط المستقيم 163:2.

[52] الكافي 5/16:3، اثبات الوصية: 162، تحف العقول: 411، الفصول المختارة من العيون و المحاسن: 43، أمالي المرتضي 151:1، التهذيب 18/30:1، اعلام الوري: 308.

[53] في «ط»:بعد ثلاثة، و في «ع»: بعهد ثلاثة.

[54] اثبات الوصية: 166، عيون المعجزات: 98، الخرائج و الجرائح 10/317:1، الثاقب في المناقب: 462 / 392، فرج المهموم: 230، كشف الغمة 241:2، الصراط المستقيم 7/190:2.

[55] و هي أول مرحلة لأهل المدينة اذا أرادوا مكة. معجم البلدان 292:3.

قرب الاسناد : 128، اثبات الوصية: 168، أمالي المفيد: 11/12، الاختصاص: 205، رجال الكشي: 572/316، مناقب ابن شهرآشوب 306:4.

[56] في اثبات الوصية: ما بالك ما ذبحت العام.

[57] اثبات الوصية: 167، مناقب ابن شهرآشوب 224:4.

[58] الكافي 6/210:3، التهذيب 159/338:1، مناقب ابن شهرآشوب 292:4.

[59] أضفناه بدلالة ما تقدم من الأسانيد في هذا الباب، و ما يأتي، راجع معجم رجال الحديث 289:16.

[60] أضفناه كما في سند الحديثين السابقين، و رجال الكشي.

[61] رجال الكشي: 448 / 842.

[62] آل عمران 34:3.

[63] قرب الاسناد: 143، الخرائج و الجرائح 5/653:2، مدينة المعاجز: 433 / 26.

[64] النبع: شجر ينبت في قلة الجبل تتخذ منه القسي و السهام.

[65] في «ع، م»: للبربر.

[66] أي عرفني حق المعرفة «لسان العرب - ثبت - 20:2 «.

[67] مدينة المعاجز: 433 / 27.

[68] القراح: المزرعة التي ليس عليها بناء و لا فيها شجر «الصحاح - قرح - 396:1«.

[69] (يا مبارك) ليس في «ع».

[70] (بي) ليس في «ط».

[71] مناقب ابن شهرآشوب 293:4، مدينة المعاجز: 434 / 28.

[72] في «م»: ان.

[73] انسأ: أي أخر «لسان العرب - نسأ - 166:1 «.

[74] رجال الكشي: 442 / 831، الخرائج و الجرائح 1/307:1، مناقب ابن شهرآشوب 294:4، كشف الغمة 245:2، الصراط المستقيم 1/189:2.

[75] الحصر: احتباس البطن «لسان العرب - حصر - 194:4 «.

[76] رجال الكشي: 445 / 838.

[77] في «ع»: جد.

[78] أي طريق الواسع بين جبلين.

[79] ماكسه: أي طلب منه أن ينقص الثمن.

[80] في «ط»: الفسقادات و لم نجد لها معني مناسبا في كتب اللغة التي بين أيدينا.

[81] مناقب ابن شهرآشوب 294:4، مدينة المعاجز: 435 / 31، و نحوه في قرب الاسناد 140، و اثبات الوصية: 165، و اعلام الوري: 305، و الخرائج و الجرائح 8/315:1.

[82] في «ع، م»: نعرف.

[83] في «ط»: قلت: نعم.

[84] قرب الاسناد: 146، الكافي 7/225:1، اثبات الوصية: 167، عيون المعجزات: 99، روضة الواعظين: 213، اعلام الوري: 304، الخرائج و الجرائح 24/333:1، مناقب ابن شهرآشوب 299:4.

[85] قرب الاسناد: 144، الخرائج و الجرائح 5/312:1، الصراط المستقيم 5/190:2.

[86] في «م، ط»: يشاهدوني.

[87] صحف في «م، ط، ع»: قرير المعالب، و في مدينة المعاجز: قريش المقالب، و كذا في الموضع الآتي و الظاهر صحة ما في المتن، و هو جبل قرب مني، بينه و بين مسجد مني ألف و خمسمائة و ثلاثون ذراعا. راجع أخبار مكة للأزرقي 185:2، الأعلاق النفيسة لابن رسته: 60.

[88] ذو طوي: موضع عند مكة، معجم البلدان 45:4.

[89] في «ط»: و لا كسلان. فسألته سالبة من الليل ثم غشيني النعاس.

[90] الخرائج و الجرائح 4/310:1، الصراط المستقيم 4/190:2، اثبات الهداة 130/569:5.

[91] في «ع، م»: الخياط، تصحيف، صوابه ما في المتن راجع رجال النجاشي: 301، معجم رجال الحديث 180:9.

[92] صحف في النسخ: عمران، و ما في المتن هو الصواب، و هو اسحاق بن عمار الصيرفي، من أصحاب الامام الكاظم (عليه السلام)، راجع رجال النجاشي: 71، معجم رجال الحديث 52:3 و 61.

[93] في «ط، م»: الطير.

[94] الخرائج و الجرائح 6/313:1، الثاقب في المناقب 462 / 391، كشف الغمة 247:2، الصراط المستقيم 6/190:2.

[95] زاد في البحار و العوالم الناقلين عن البصائر: عن الحارث بن المغيرة النضري، والظاهر صحته كما يبدو ذلك من سياق الكلام، و السؤال و الجواب، و في سند البصائر: 284 / 11: عن خالد.

[96] ذكر الطبري في تاريخه 53:10 في حوادث هذه السنة وقوع الوباء بمكة، فراجعه.

[97] بصائر الدرجات: 284 / 11 و: 285 / 16، الخرائج و الجرائح 12/714:2، مدينة المعاجز: 439 / 39، البحار 61/55:48، عوالم الامام الكاظم (عليه السلام): 105 / 14.

[98] في «ع، م»: سعد، راجع معجم رجال الحديث 197:10.

[99] في «ع»: ناحيته.

[100] فرج المهموم: 231.

[101] في المناقب: علي بن أبي حمزة، والظاهر الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه.

[102] أي ثيابي «لسان العرب - بزز - 311:5«.

[103] هو ما تصان فيه الكتب «لسان العرب - قمطر - 117:5 «.

[104] في «ع، م» زيادة: يد.

[105] هما محمد و الحسن ابنا علي بن أبي حمزة، كما في المناقب.

[106] الهداية الكبري: 267، مناقب ابن شهرآشوب 304:4 «نحوه»؛ اثبات الهداة 131/569:5، مدينة المعاجز: 439 / 41.

[107] بصائر الدرجات: 365 / 19، الخرائج و الجرائح 16/359:1، مناقب ابن شهرآشوب 334:4، كشف الغمة 305:2، الصراط المستقيم 10/197:2.

[108] (و وليه) ليس في «م».

[109] السكرجة: اناء صغير يؤكل فيه الشي ء القليل من الأدم «مجمع البحرين - سكرج - 310:2 «.

[110] في «ع، م»: قم.

[111] نوادر المعجزات: 160 / 3، مدينة المعاجز: 440 / 44.