بازگشت

التحام القوي


ان المآسي و الأحزان و المصائب تجمع الناس و تؤلف بينهم بتلك الخفقات الأليمة و الدموع السواكب.

و في وقعة الحرة و التي لم يخل بيت فيها من ثاكل و يتيم و منتهك أعراض، و التي أصبحت حديث الأندية و مقولة الألسنة فكانت الجراح الداميات من أوثق الأسباب التي أدت الي التحام القوي و تعبئة الرأي العام لثورة أقل ما يقال فيها انها أطاحت بذلك الحكم الأموي الذي لم يكن فيه أية نزعة اسلامية عدا الزمن القصير لعمر بن عبدالعزيز و الذي قتلوه مسموما بعد حكم قصرت أيامه حتي لكأنها استراحة مسافر كي يتنفس الصعداء..

ان يوم أربعاء الحرة في ثمان و عشرين من ذي الحجة لعام ثلاثة و ستين لهجرة الرسول الأعظم صلي الله عليه و آله و سلم كيوم كربلاء و حتي يوم صلب ابن الزبير و ضربت الكعبة بالمنجنيق ما كان بأشد هولا من ذلك اليوم و ها هو معاوية بن يزيد يقف بعد موت أبيه معلنا تنازله عن الحكم لأهله و لم يمر عليه سوي ثلاثة أشهر فقط.

لقد اهتبلها مروان و اقتنصها ليبدأ المروانيون بعد السفيانيين عام أربع و ستون للهجرة. ليخلفه ابنه عبدالملك عام خمس و ستون للهجرة و هو الذي قضي علي مصعب بن الزبير و عبدالله ليخلفه ابنه الوليد بن عبدالملك عام ست و ثمانين للهجرة ثم سليمان بن عبدالملك عام ست و تسعون للهجرة.. و بعده عمر بن عبدالعزيز عام ثمان و تسعين ليقتنصها منه يزيد بن عبدالملك ثم يليه هشام بن عبدالملك عام واحد و مائة و يعقبه الوليد بن يزيد عام خمس



[ صفحه 54]



و عشرون و مائة و كان مولعا بالخمر و اللهو خلع و قتل ليأتي يزيد بن الوليد (الناقص) عام ست و عشرون و مائة الذي ملك عدة شهور و مات بالطاعون. ثم ابراهيم بن الوليد عام ست و عشرون و مائة بويع بعد موت أخيه يزيد و هو المسمي بالمخلوع ثار عليه مروان بن محمد و عزله ثم عفا عنه ثم مروان بن محمد (الثاني) عام اثنان و ثلاثين و مائة و هو آخر الخلفاء الأمويين و قد قبض علي ابراهيم الامام عام 131 ه حيث قتله و كان مسكنه الحميمة جنوب البحر الميت و قد هزمه العباسيون في معركة الزاب و قتل قرب بوصير و لقب مروان الحمار. ثم العباسيون و كان أولهم السفاح عام اثنان و ثلاثين و مائة للهجرة (123 ه / 750 م) يليه المنصور (136 ه / 754 م) فالمهدي (158 ه / 775 م) فالهادي (169 ه / 785 م) فالرشيد (170 ه / 786 م).