بازگشت

في زمن المهدي


ذهب المنصور بحقده و جوره و فسقه و بخله، ذهب أبوالدوانيق الي لا غير رحمة من الله بعدما فتك و قتل ويتم و خلفه المهدي و عندما قتل ابراهيم قيل للمنصور ألا تطلب عيسي فقال: لا و الله لا أطلب منهم رجلا أبدا بعد محمد و ابراهيم. و ان عيسي بن زيد بن علي بن الحسين بن علي عليه السلام (ميتم الأشبال) كان شهد محمد و ابراهيم حيث كان علي ميمنة ابراهيم بعد محمد و كان مع أخيه الحسين مع محمد و ابراهيم، و قد قيل انه أفضل من بقي من أهله دينا و علما و ورعا و زهدا و تقشفا و أشدهم بصيرة في أمره و مذهبه، روي عن أبيه و عن جعفر بن محمد عليه السلام و عن أخيه عبدالله بن محمد و عن سفيان الثوري و الحسن بن صالح و شعبة بن الحجاج و يزيد بن أبي زياد و الحسن بن عمارة و مالك بن أنس و عبدالله بن عمر العمري و لقد عهد اليه محمد بن عبدالله ان أصيب فابراهيم، فان أصيب فعيسي بعده.

و لقد تواري في الكوفة (عمل سقاء في دار علي بن صالح بن حي) و كان متعبدا ما رفع رجلا أو وضعها الا بذكر الله.

و لقد خرج في زمان المهدي علي بن العباس بن الحسن بن الحسن بن علي عليه السلام فقدم بغداد و دعا لنفسه فاستجاب له الزيدية فأخذه المهدي و حبسه حتي قدم الحسين بن علي صاحب فخ استوهب منه، لكنه قبل خروجه من الحبس دس له المهدي السم و عند وصوله المدينة تفسخ لحمه و مات بعد ثلاثة أيام.



[ صفحه 77]



يقول سفيان الثوري: ان حب بني فاطمة و الجزع لهم مما هم عليه من الخوف و القتل و التطريد ليبكي من في قلبه شي ء من الايمان...

و قال الحسن بن صالح لصباح الزعفراني و كانا متخفيين بعد مقتل ابراهيم و بعد أن قتل المهدي ثالثهما و هو مولي لهم و يدعي (حاضر)... لو أنا نخبر المهدي بموت عيسي بن زيد: أجابه: (لا و الله لا نبشر عدو الله بموت ولي الله ابن نبي و لا نقر عينه فيه و نشمته به، فو الله لليلة يبيتها خائفا منه أحب الي من جهاد سنة و عبادتها).

تلك هي الأيام تداور بعضها و هل خلد فرعون أم هامان... كم من القصور و الحصون و الأسوار رفعت فهل تراها حجبت الموت عمن بناها و أشادها و كم من كفرة طغوا و ظنوا كأبرهة أن بامكانهم هدم الكعبة... ما علموا أن هناك قوة أقوي و منعة أمنع... غرتهم أنفسهم و أموالهم و العسكر من حولهم... ما اتعظوا بالماضين و ما قرأوا سجل الذاهبين و ما رأت أعينهم أبعد من أنوفهم..