بازگشت

امامة الامام الكاظم


في ذلك الخضم الهائل من التكالب و الصراعات يشد الامام الكاظم عليه السلام أشرعة سفينته لتمخر العباب بسم الله و بعون الله و بلا حول و لا قوة الا بالله ففي عصر يوم قائظ لليلة باردة لسبع من هلال صفر لنهار هو الأحد و لعام هو ثمان و عشرون و مائة تنورت الأبواء بالولادة الطاهرة الكريمة و بالطفل الامام المولود الذي يشب و عيناه تريان المجازر و الآلام و القتل و التشريد و الفقر و التجويع و تذهب صرره المثل (لن يشكو العوز من تأتيه صرة موسي) (كيف لمن جاءته صرة موسي أن يشكو الفقر) و من الصرة الي باب الحوائج تبارك سمي الكليم الكاظم الغيظ... العبد الصالح.. النبراس الحق... و تباركت الرحم الطاهرة للحميدة المحمودة.

«يا مفضل الامام من بعدي ابني موسي، الخلف المأمول المنتظر» [1] بأبي أنت و أمي... و يقف ابن سليط ثاويا ممسكا قلبه مستمعا و لسان الصادق عليه السلام يقول: «يخرج الله تعالي منه غوث هذه الأمة، و غياثها، و علمها و نورها و فهمها و حكيمها خير مولود و خير ناشي ء، يحقن الله به الدماء و يصلح به ذات البين، و يلم به الشعث، و يشعب به الصدع و يكسو به العاري، و يشبع به الجائع، و يؤمن به الخائف، و ينزل به القطر و يأتمر له العباد، خير كهل، و خير ناشي ء قوله حكم، و صمته علم، يبين للناس ما يختلفون فيه [2] .



[ صفحه 85]



و يقول عليه السلام للفيض بن المختار: «يا فيض هو صاحبك الذي سألت عنه، فقم فقر له بحقه».

و بين يديه الطاهرتين يربو كالبرعم الطاهر في ظل طاهر يدي الصادق عليه السلام تحملان الكاظم عليه السلام و عندما تشرق الشمس تنهل من نوره الطاهر و لسان حال الصادق عليه السلام يقول لابراهيم الكرخي: «يا ابراهيم: أما انه لصاحبك من بعدي أما ليهلكن فيه قوم و يسعد فيه آخرون، فلعن الله قاتله و ضاعف العذاب علي روحه، أما ليخرجن الله من صلبه خير أهل الأرض في زمانه، سمي جده - يعني محمد المهدي عجل الله فرجه سمي النبي و شبيهه في تحطيمه للظلم و القضاء علي الظالمين - و وارث علمه، يقتله جبار بني فلان بعد عجائب طريفة حسدا له، و لكن الله بالغ أمره و لو كره المشركون».

«يخرج الله من صلبه تمام اثني عشر مهديا، اختصهم الله بكرامته و أحلهم دار قدسه، المقر بالثاني عشر منهم كالشاهر سيفه بين يدي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يذب عنه»... و يمر عام بعده يتم عليه السلام الفقرة التالية من كلامه قائلا: يا ابراهيم: «المفرج الكرب عن شيعته بعد ضنك شديد و بلاء طويل و جزع و خوف، فطوبي لمن أدركه» [3] .

و يدخل معاذ بن كثير الي الامام الصادق عليه السلام يسأله عن الامام الذي يتولاه من بعده قائلا: أسأل الله الذي رزق أباك منك هذه المنزلة أن يرزقك من عقبك قبل الممات مثلها...» فقال عليه السلام: قد فعل الله ذلك قال: من هو جعلت فداك؟؟!!

فأشار الي ولده موسي و هو راقد قائلا: هذا الراقد و كان عليه سلام الله غلاما [4] .



[ صفحه 86]



و يدخل منصور بن حازم علي الامام أبي عبدالله عليه السلام طالبا معرفة الامام من بعده قائلا: بأبي أنت و أمي ان الأنفس يغدي عليها و يراح فاذا كان ذلك فمن؟ قال عليه السلام: فهذا صاحبكم، و أشار الي أبي الحسن موسي، ثم وضع يده علي منكب ولده مدلا عليه و كان عمره آنذاك خمس سنين [5] .

و الي سلمة بن محرز يقول عليه السلام و كان متألما: «ألا قلت له: هذا موسي بن جعفر قد أدرك ما يدرك الرجال». و ذلك ردا علي من قال له: كم عسي أن يبقي لكم هذا الشيخ... انما سنة أو سنتان حتي يموت ثم تصيرون ليس لكم أحد تنظرون اليه... [6] .

و يقول عليه السلام ليزيد بن أسباط: «يا يزيد أتري هذا - و أشار الي ولده موسي - اذا رأيت الناس قد اختلفوا فيه فاشهد علي بأني أخبرتك أن يوسف انما كان ذنبه عند اخوته حتي طرحوه في الجب، الحسد له حين أخبرهم أنه رأي أحد عشر كوكبا و الشمس و القمر له ساجدين، و كذلك لابد لهذا الغلام من أن يحسد...»، ثم استدعي عليه السلام أولاده (عبدالله و اسحاق و محمد و العباس و موسي) فقال لهم: «هذا - و أشار لولده موسي - وصي الأوصياء و عالم العلماء و شهيد علي الأموات و الأحياء» [7] .

و يقول اسحاق بن جعفر: كنت عند أبي فسأله عمران بن علي عن الامام من بعده قائلا: جعلت فداك الي من نفزع و يفزع الناس بعدك؟؟ قال عليه السلام: الي صاحب الثوبين الأصفرين الطالع عليكم من الباب... فدخل الامام موسي عليه السلام و هو صبي يافع و عليه ثوبان أصفران و عنده غديرتان. [8] .



[ صفحه 87]



و يروي علي بن جعفر قائلا: «سمعت أبي جعفر بن محمد عليه السلام يقول لجماعة من خاصته و أصحابه، استوصوا بابني موسي خيرا فانه أفضل ولدي و من أخلف بعدي و هو القائم مقامي و الحجة لله تعالي علي كافة خلقه» [9] .

و حدث ظريف بن ناصح قال: كنت مع الحسين بن زيد و معه ابنه علي اذ مربنا أبوالحسن موسي عليه السلام فسلم و انصرف، فقلت للحسين: جعلت فداك يعرف موسي بقائم آل محمد عليه السلام؟ قال: ان يكن أحد يعرفه فهو ثم قال: و كيف لا يعرفه؟! و عنده خط علي بن أبي طالب و املاء رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم.

فانبري اليه ولده قائلا: كيف لم يكن ذلك عند أبي زيد بن علي؟ قال: يا بني ان علي بن الحسين و محمد بن علي سيدا الناس و اماماهم فلزم - يا بني - أبوك زيد أخاه و تأدب بأدبه و تفقه بفقهه قال: يا أبه: ان حدث بموسي عليه السلام حدث يوصي الي أحد من اخوته؟ قال: - لا - و الله لا يوصي الا الي ابنه.

و قال الصادق عليه السلام لبعض شيعته: «سابعكم قائمكم ألا و هو سمي صاحب التوراة - يعني موسي بن عمران عليه السلام.»

و جوابا لسؤال بعض أصحابه عليه السلام قال عد الأيام فعدها من الأحد حتي السبت فقال له الامام عليه السلام: كم عددت؟ قال: سبعة. فقال عليه السلام: سبت السبوت، و شمس الدهور، و نور الشهور من لا يلهو، و لا يلعب، و هو سابعكم قائمكم، ثم أشار لولده موسي عليه السلام.

و لقد صرح الصادق عليه السلام بأن تعيين الامام لا يرجع اليه و انما بيدالله تعالي فهو الذي يختاره... و نوه مرات و مرات قائلا عن ولده موسي عليه السلام:



[ صفحه 88]



«هو الحق و الحق معه و منه الي أن يرث الله الأرض و من عليها...» [10] .


پاورقي

[1] البحار، ج 11، ص 234. الارشاد.

[2] البحار، ج 11، ص 234.

[3] البحار، ج 11، ص 235.

[4] البحار، ج 11، ص 235.

[5] أصول الكافي، ج 1، ص 309.

[6] البحار، ج 11، ص 237.

[7] البحار، ج 11، ص 236.

[8] كشف الغمة، ص 244.

[9] كشف الغمة، ص 244. الارشاد، 266.

[10] البحار، ج 11، ص 237.