بازگشت

طرق الجهاد


و اختار بعضهم النهج السلبي لأن الظروف غير مهيأة لانتصار الثورة، و لأن القضية الاسلامية لن تنتفع بذلك فأخذوا أسلوب مقاطعة الحكام و حرموا الترافع في مجالس قضائهم فقد أكد ذلك الامام الكاظم عليه السلام في حديثه مع صفوان الجمال و الذي عمد الي بيع جماله التي يكريها في مواسم الحج استجابة لنصيحة الامام موسي عليه السلام.

فلقد اتخذ الأئمة عليهم السلام كل الأساليب لهداية هؤلاء الطغاة الظلمة سواء



[ صفحه 93]



من ملوك بني أمية أو بني العباس و ولاتهم... و الذين ما ازدادوا الا عنفا و اضطهادا و تعنتا و مبالغة بالقهر و الظلم و التنكيل و السجون و السم، و فرض الحصار الاقتصادي عليهم لاضعاف شوكتهم، نسمعها في معاوية و نراها في أبي الدوانيق و الرشيد الذي أجزل العطاء في يثرب لجميع أبناء الصحابة عدا الامام موسي عليه السلام و عندما سأله المأمون السبب قال: ان فقره أحب الي من غناه و لو أوصلته بما يستحق لخرج علي. لقد تناسي قول الامام عليه السلام: لو كان الفقر رجلا لقتلته.

لقد أفقر الحكام آل البيت فحرموهم سبل الحياة، و بلغت ذورة ذلك أيام المتوكل الذي عمد الي قطع جميع مواردهم الاقتصادية و بات ينزل عقوبته بكل من يصلهم، و كسابقيه فرض الرقابة و المطاردة لحجبهم عن العالم، و انزال ما لا يتصوره عقل بتلك العصبة الطاهرة الذين عصمهم الله و أذهب عنهم الرجس.

لقد أراد الأئمة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و هذا وحده كاف لانزال أقصي العقوبات بهم لأنهم ينورون المجتمع (باشاعة العدل و المساواة و تطبيق أحكام القرآن) بحيث يرفض الخنوع و الاستزلام و الاستذلال، و لذا كانوا يحقدون علي كل من يطالب بالاصلاح و العدالة (ففي ذلك الحرب الشعواء عليهم) و أن المنصور برغم ايمانه المطلق بأن الصادق عليه السلام بعيد كل البعد عن ثورات عصره و عن سياسييه و أنه لا يبغي سلطان، و أنه نهي العلويين عن الثورة، برغم ذلك لم يتركه وادعا ينشر علوم جده صلي الله عليه و آله و سلم بل حاول قتله مرات و مرات و اهانته و افقاره و تحقيره و كان الله سبحانه و تعالي له بالمرصاد ينقذه من براثنه..

و كما كان المنصور كان حفيده هارون يعلم أن الامام موسي عليه السلام لا يهدف الي سلطة أو انقلاب أو ثورة أو خروج و برغم ذلك نكل به وزجه بالسجون و دس له السم... لقد كان حسده و حقده يقودانه الي شرور نفسه.



[ صفحه 94]