بازگشت

المقدمة


بسم الله الرحمن الرحيم

يقول تبارك و تعالي: (أفمن يهدي الي الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي الآ أن يهدي فما لكم كيف تحكمون) [يونس: 35].

«صدق الله العلي العظيم»

و في رحاب نور سرمدي كان قبل أن يكون العالم و انتقل من ثم الي آدم فالرسل حتس استقر في رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و في وصيه و أخيه و وليه علي بن أبي طالب عليه السلام، ثم الأئمة الأطهار من نسل فاطمة الزهراء عليهم السلام انهم أهل بيت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم الذين يقول فيهم: «ألا ان أهل بيتي فيكم مثل باب حطة من بني اسرائيل من دخله غفر له».

و يؤكد صلي الله عليه و آله و سلم مرارا قائلا: «من مات و ليس عليه امام مات ميتة الجاهلية» و يؤكد الباقر عليه السلام في حديث له: «ان الأئمة كانوا نورا مشرقا حول العرش فأمرهم الله أن يسبحوا فسبح أهل السموات بتسبيحهم فمن أوفي بذمتهم فقد و في بذمة الله، و من عرف حقهم فقد عرف حق الله، و من جحد حقهم فقد جحد حق الله.

و في اكمال الدين باسناده عن الرضا عليه السلام عن آبائه قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: «يا علي أنت و الأئمة من ولدك حجج الله علي خلقه و أعلامه في



[ صفحه 12]



بريته فمن أنكر واحدا منهم فقد أنكرني، و من عصي واحدا منهم فقد عصاني، و من أطاعكم فقد أطاعني».

و في كتاب فضائل أميرالمؤمنين عن محمد بن صدقة أن سلمان الفارسي و أباذر الغفاري رضي الله عنهما سألا عليا عليه السلام عن معرفة الامام بالنورانية فقال عليه السلام و ساق الحديث الي أن قال: كنت أنا و محمد نورا واحدا من نور الله فأمر الله ذلك النور أن ينشق فقال للنصف كن محمدا و قال للنصف كن عليا، فمنها قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: علي مني و أنا من علي و لا يؤدي عني الا علي... حتي يقول عليه السلام: الويل كل الويل لمن أنكر فضلنا و خصوصيتنا و ما أعطانا الله ربنا لأن من أنكر شيئا مما أعطانا الله فقد أنكر قدرة الله و مشيئته.

و يقول الجارود و كان نصرانيا (في كنز الفوائد) أسلم عام الحديبية و كان قارئا الكتب عالما تفسيرها متبصرا بالطب و الفلسفة و قد وفد مع رجال من عبد القيس علي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فوقف بين يديه و قال: سلام عليك يا رسول الله بأبي أنت و أمي... الي أن قال: يا رسول الله ان قسا كان ينتظر زمانك و يتوكف (ينتظر) ابانك و يهتف باسمك و اسم أبيك و أمك و بأسماء لست أصيبها معك و لا أراها فيمن اتبعك؟ و تابع يقول: يا رسول الله لقد شهدت و قد خرج من نادي أندية اياد و هو مشتمل علي نجاد فوقف في أضحيان ليل كالشمس رافعا الي السماء وجهه و اصبعه، فدنوت منه فسمعته يقول: اللهم رب هذه السبعة السموات الأرقعة و الأرضين الممرعة و بمحمد و الثلاثة المحاميد معه و العليين الأربعة و سبطيه النبعة الأرفعة و السري الألمعة و سمي الكليم الضرعة أولئك النقباء الشفعة. و الطريق المهيعة و درسة الانجيل و حفظة التنزيل علي عدد النقباء من بني اسرائيل، محاة الأضاليل و نفاة الأباطيل عليهم تقوم الساعة، و بهم تنال الشفاعة و لهم من الله فرض الطاعة اسقنا غيثا مغيثا اللهم ليتني مدركهم و لو بعد لأي من عمري و محياي...



[ صفحه 13]



يا رسول الله أنبئني أنبأك الله بخير عن هذه الاسراء التي لم نشهدها و أشهدها قس فقال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: يا جارود ليلة أسري بي الي السماء أوحي الله عزوجل (و سئل من أرسلنا من قبلك من رسلنا) [الزخرف: 44]، علي ما قد بعثوا؟ فقلت لهم علي ما بعثتم؟ فقالوا: علي نبوتك و ولاية علي بن أبي طالب و الأئمة منكما. ثم أوحي الي أن التفت عن يمين العرش فالتفت فاذا علي و الحسن و الحسين و علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد و موسي بن جعفر و علي بن موسي و محمد بن علي و علي بن محمد و الحسن بن علي و المهدي في ضحضاح من نور يصلون فقال لي الرب تعالي هؤلاء الحجج أوليائي و هذا المنتقم من أعدائي.

و جاء في كتاب رياض الجنان عن أبي جعفر عليه السلام قال: كان الله و لا شي ء غيره و لا معلوم و لا مجهول فأول ما ابتدأ من خلق خلقه أن خلق محمدا صلي الله عليه و آله و سلم و خلقنا أهل البيت معه من نوره و عظمته فأوقفنا أظلة خضراء بين يديه حيث لا سماء و لا أرض و لا مكان و لا ليل و لا نهار و لا شمس و لا قمر بفضل نورنا من نور ربنا كشعاع الشمس من الشمس نسبح الله تعالي و نقدسه و نحمده و نعبده حق عبادته ثم بدأ الله تعالي أن يخلق المكان فخلقه و كتب علي المكان لا اله الا الله محمد رسول الله علي أميرالمؤمنين و وصيه به أيدته و نصرته، ثم خلق الله العرش فكتب علي سرادقات العرش مثل ذلك. ثم خلق الله السموات فكتب علي أطرافها مثل ذلك. ثم خلق الملائكة و أسكنهم السماء ثم تراءي لهم الله تعالي و أخذ عليهم الميثاق له بالربوبية و لمحمد بالنبوة و لعلي بالولاية فاضطربت فرائص الملائكة فسخط الله علي الملائكة، و احتجب عنهم فلاذوا بالعرش سبع سنين يستجيرون بالله من سخطه و يقرون بما أخذ عليهم و يسألونه الرضي فرضي عنهم بعد ما أقروا بذلك و أسكنهم السماء و اختصهم لنفسه و اختارهم لعبادته ثم أمر الله تعالي أنوارنا أن تسبح فسبحت فسبحوا بتسبيحنا و لولا تسبيح أنوارنا ما دروا كيف



[ صفحه 14]



يسبحون الله و لا كيف يقدسونه ثم ان الله خلق الهواء فكتب عليه لا اله الا الله محمد رسول الله علي أميرالمؤمنين و وصيه، به أيدته و نصرته، ثم خلق الله الجن و أسكنهم الهواء و أخذ الميثاق منهم له بالربوبية و لمحمد بالنبوة و لعلي بالولاية فأقر منهم من أقر و جحد منهم من جحد فأول من جحد ابليس لعنه الله، فختم له بالشقاوة و ما صار اليه، ثم أمر الله تعالي أنوارنا أن تسبح فسبحت فسبحوا بتسبيحنا و لولا ذلك ما دروا كيف يسبحون. ثم خلق الله الأرض فكتب علي أطرافها لا اله الا الله محمد رسول الله علي أميرالمؤمنين و وصيه به أيدته و نصرته. و بذلك قامت السموات بغير عمد و ثبتت الأرض ثم خلق الله آدم من أديم الأرض فسواه و نفخ فيه من روحه، ثم أخرج ذريته من صلبه فأخذ عليهم الميثاق له بالربوبية و لمحمد بالنبوة و لعلي بالولاية أقر منهم من أقر و جحد من جحد فكنا أول من أقر بذلك ثم قال يا محمد و عزتي و جلالي و علو شأني لولاك و لولا علي و عترتكما الهادون المهديون الراشدون ما خلقت الجنة و لا النار و لا المكان و لا الأرض و لا السماء و لا الملائكة و لا خلقا يعبدني يا محمد أنت خليلي و حبيبي و صفيي و خيرتي من خلقي و أحب الخلق الي و أول من ابتدأت اخراجه من خلقي ثم من بعدك الصديق علي أميرالمؤمنين وصيك به أيدتك و نصرتك و جعلته العروة الوثقي و نور أوليائي. ثم هؤلاء الهداة المهديون من أجلكم ابتدأت خلق ما خلقت و أنتم خيار فيما بيني و بين خلقي خلقتكم من نور عظمتي و احتجبت بكم عمن سواكم من خلقي و جعلتكم استقبل بكم و أسأل بكم فكل شي ء هالك الا وجهي و أنتم وجهي لا تهلكون و لا يهلك من تولاكم و من استقبلني بغيركم فقد ضل و هوي و أنتم خيار خلقي و سادة أهل السموات و الأرض.

ثم قال أبوجعفر عليه السلام: فنحن أول خلق الله و أول خلق عبدالله و سبحه و نحن سبب خلق الله الخلق و سبب تسبيحهم و عبادتهم من الملائكة



[ صفحه 15]



و الآدميين. فبنا عرف الله و بنا عبدالله و بنا وحد الله و بنا أكرم الله من أكرم من جميع خلقه و بنا أثاب من أثقاب و بنا عاقب من عاقب ثم تلا قوله تعالي: (و انا لنحن الصآفون (165) و انا لنحن المسبحون) [الصافات: 165]، قوله تعالي: (قل ان كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين (81) [الزخرف: 81]، فرسول الله أول من عبدالله و أول من أنكر أن يكون له ولد و شريك، ثم نحن بعد رسول الله، ثم أودعنا بذلك النور صلب آدم فما زال ذلك النور ينتقل من الأصلاب و الأرحام حتي صار في صلب عبدالمطلب فافترق النور جزأين جزء في عبدالله و جزء في أبي طالب. فذلك قوله تعالي: (و تقلبك في الساجدين) [الشعراء: 219] يعني في أصلاب النبيين و أرحام نسائهم فعلي هذا أجرانا الله في الأصلاب و الأرحام من لدن آدم عليه السلام.

و من رحاب ذلك النور نقبس الهدي في معارج الحياة ملتمسين باب حطة و سفينة نوح باتباع قول كريم من رب رحيم علي لسان الأمين، نستسقي النهج الحق من نهجهم، نبعهم من النبع الطاهر من رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فاليك سيدي يا نبي الله يا خاتم الأنبياء و المرسلين أرفع عملي المتواضع أسكبه علي تراب كربلاء استسقي من أبي عبدالله الحسين عليه السلام رشف الايمان و نهلة التقي و نور القربان..

أطوف به بين عتبات طهر ترابها و عز مقامها مستأذنة بالولوج الي حضرة السابع الكاظم الامام الحق موسي بن جعفر عليه السلام فاليك يا صاحب الذكر أبتهل التقبل و أستشفي الأمل و أرقل المسعي علني أنال شفاعتكم و أشم ريح تربتكم، و أنهل من ذلك السر رشف خفق أعبر به اليكم...

و في زمن كما قال صلي الله عليه و آله و سلم اذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم فعليكم بالقرآن فانه شافع مشفع... و له ظهر و بطن فظاهره حكم و باطنه علم ظاهره أنيق و باطنه عميق له تخوم.



[ صفحه 16]



و كما قال الحسين بن علي عليه السلام عن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: (الزموا مودتنا أهل البيت و الذي نفسي بيده لا ينتفع عبد بعمله الا بمعرفة حقنا).

فاللهم اجعلنا ممن يعرفون هذا الحق و يؤمنون به و يتولونه و يدرأون عنه بنحورهم... آمين رب العالمين يا من تهدي من تشاء الي صراط علي المستقيم...



[ صفحه 17]