بازگشت

موسي سمي كليم الله


أيها البازغ بدرا مكتملا.. أيها المنحدر من الأصلاب الطهر المباركة أيها الكاظم الغيظ، أيها المقري الضيف، أيها الناصر المستضعف، أيها العالم العلم، الحاكم الحكم، الباسط الكف خيرا، العابد الله سرا و جهرة، أيها النور من النور و للنور... من الأبواء الي الزوراء سلام الله عليك يوم ولدت و يوم نشأت و يوم حملت الأمانة و يوم دفعت الظلم و حفظت الشريعة و ناضلت من أجل الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و سرت فوق القتاد و تصدقت حتي بلقمتك... ما ثغب من أتته صرتك و ما جاع و ما افتقر.. و لا خاف من التجأ اليك و احتمي يا ملاذ الهلعي و منقذ الغرقي و مسرج الضوء في رحاب الايمان يا ذا الكرامات العالية المقدار الخارقة للعوائد يا من أيدك الله بعنايته الربانية و حباك مقام التقديس و التطهير... (و ما يلقاهآ الا الذين صبروا و ما يلقائهآ الا ذو حظ عظيم) [1] .

في بابك... باب الحوائج نقف فهل تسمح مولانا بالدخول... فلقد بات الألم يخرج من و ديان عقولنا سيولا تجرف قواقع الأمل الجوفاء و لم يبق الا التوسل بك لاجتياز مضيق التيه في دامس ليل بلا نهاية... كي تشرق نفوسنا



[ صفحه 104]



من أنوارك الطاهرة و يغسل الألم في بحارك النقية العامرة بالايمان و التقي.. ألم يقل لك أبوك الصادق عليه السلام انك من نفسه و الباقون أبناؤه، لم تكن لتلهو و لا لتلعب.. كانت الصلاة و العبادة دأبك ألست أنت عليك سلام الله ملاح السفينة للنجاة... كي لا نضل... و لن نضل باذن الله.

يروي زيد النرسي عن أبي عبدالله عليه السلام قال: ان ناجيت الله و نازلته في اسماعيل ابني أن يكون بعدي فأبي ربي الا أن يكون موسي ابني، و يقول الصادق عليه السلام ان شيطانا قد ولع بابني اسماعيل يتصور في صورته ليفتن به الناس و انه لا يتصور في صورة نبي و لا وصي فمن قال لك من الناس ان اسماعيل ابني حي لم يمت فانما ذلك الشيطان تمثل له في صورة اسماعيل و ما زلت أبتهل الي الله الي الله عزوجل في اسماعيل ابني أن يحييه لي و يكون القيم من بعدي فأبي ربي ذلك و أن هذا ليس الي الرجل منا يضعه حيث يشاء، و انما ذلك عهد من الله عزوجل يعهده الي من يشاء، شاء الله أن يكون ابني موسي و أبي أن يكون اسماعيل و لو جهد الشيطان أن يمتثل بابني موسي ما قدر علي ذلك أبدا و الحمد لله. [2] .

و في رجال الكشي عن موسي بن بكر الواسطي قال: سمعت أباالحسن عليه السلام يقول: قال أبي عليه السلام: سعد امري ء لم يمت حتي يري منه خلفا تقر به عينه و قد أراني الله عزوجل من ابني هذا خلفا - و أشار بيده عليه السلام الي العبد الصالح عليه السلام - ما تقر به عيني [3] .



[ صفحه 105]



ابن أبي يعفور قال: كنت عند الصادق عليه السلام اذ دخل عليه موسي عليه السلام فجلس، فقال أبو عبدالله عليه السلام: يا ابن أبي يعفور هذا خير ولدي و أحبهم الي، غير أن الله عزوجل يضل قوما من شيعتنا فانهم قوم لا خلاق لهم في الآخرة و لا يكلمهم الله يوم القيامة و لا يزكيهم و لهم عذاب أليم. قلت: جعلت فداك قد أزغت قلبي عن هؤلاء. قال: يضل به قوم من شيعتنا بعد موته جزعا عليه فيقولون: لم يمت، و ينكرون الأئمة من بعده و يدعون الشيعة الي ضلالتهم، و في ذلك ابطال حقوقنا و هدم دين الله، يا ابن أبي يعفور و الله و رسوله منهم بري ء و نحن منهم براء. [4] .

و جاء عن الفيض قال: قلت لأبي عبدالله: جعلت فداك ما تقول في الأرض أتقبلها من السلطان ثم أؤاجرها آخرين علي أن ما أخرج الله منها من شي ء كان من ذلك النصف أو الثلث أو أقل من ذلك أو أكثر؟ قال: لا بأس. فقال له اسماعيل ابنه: يا أبه لم تحفظ قال: فقال يا بني أو ليس كذلك أعامل أكري، ان كثيرا ما أقول الزمني فلا تفعل، فقام اسماعيل فخرج قلت: جعلت فداك و ما علي اسماعيل ألا يلزمك اذا كنت أفضت اليه الأشياء، من بعدك كما أفضت اليك بعد أبيك؟! قال: فقال يا فيض ان اسماعيل ليس كأنا من أبي قلت: جعلت فداك فقد كنا لا نشك أن الرجال ينحط اليه من بعدك، و قد قلت فيه ما قلت، فان كان ما يخاف و أسأل الله العافية فالي من؟ قال: فأمسك عني، فقبلت ركبتيه و قلت: ارحم سيدي فانما هي النار، اني و الله لو طمعت أن أموت قبلك لما باليت و لكني أخاف البقاء بعدك، فقال لي: مكانك، ثم قام الي ستر في البيت فرفعه فدخل ثم مكث قليلا، ثم صاح: يا فيض ادخل، فدخلت فاذا هو في المسجد قد صلي فيه و انحرف عن القبلة فجلست بين يديه، فدخل اليه أبوالحسن عليه السلام و هو يومئذ خماسي و في يده



[ صفحه 106]



درة فأقعده علي فخذه فقال له: بأبي أنت و أمي ما هذه المخفقة بيدك؟ قال: مررت بعلي أخي و هي في يده فضرب بها بهيمة فانتزعتها من يده.

فقال أبو عبدالله عليه السلام: يا فيض ان رسول الله أفضت اليه صحف ابراهيم و موسي عليهم السلام فائتمن عليها رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم عليا، و ائتمن عليها علي الحسن و ائتمن عليها الحسن و الحسين و ائتمن عليها الحسين علي بن الحسين، و ائتمن عليها علي بن الحسين محمد بن علي، و ائتمنني عليها أبي و كانت عندي و قد ائتمنت عليها ابني هذا علي حداثته، و هي عنده، فعرفت ما أراد فقلت له: جعلت فداك زدني...

قال: يا فيض ان أبي كان اذا أراد ألا ترد له دعوة أقعدني علي يمينه فدعا فلا ترد له دعوة كذلك أصنع بابني هذا، و لقد ذكرناك أمس بالموقف فذكرناك بخير، فقلت له: يا سيدي زدني قال: يا فيض ان أبي كان اذا سافر و أنا معه فنعس و هو علي راحلته أدنيت راحلتي من راحلته فوسدته ذراعي الميل و الميلين حتي يقضي و طره من النوم و كذلك يصنع بي ابني هذا قال: قلت جعلت فداك زدني. قال: اني لأجد بابني هذا ما كان يجد يعقوب بيوسف، قلت: يا سيدي زدني.

قال: هو صاحبك الذي سألت عنه فأقر له بحقه، فقمت حتي قبلت رأسه و دعوت الله له فقال أبو عبدالله عليه السلام: أما انه لم يؤذن له في أمرك منك. قلت: جعلت فداك أخبر به أحدا؟ قال: نعم أهلك و ولدك و رفقاك، و كان معي أهلي و ولدي و يونس بن ظبيان من رفقائي. فلما أخبرتهم حمدوا الله علي ذلك كثيرا. و قال يونس لا و الله حتي أسمع ذلك منه و كانت فيه عجلة فخرج فاتبعته فلما انتهيت الي الباب سمعت أبا عبدالله عليه السلام قد سبقني قال: الأمر كما قال لك الفيض. قال: سمعت و أطعت. [5] .



[ صفحه 107]



و سأل المفضل بن عمر أبا عبدالله عليه السلام: هل يفرض الله طاعة عبد ثم يكتمه خبر السماء؟ فقال أبو عبدالله عليه السلام: الله أجل و أكرم و أرأف بعباده و أرحم من أن يفرض طاعة عبد، ثم يكتمه خبر السماء صباحا و مساء. قال: ثم طلع أبوالحسن موسي عليه السلام، فقال أبو عبدالله عليه السلام: أيسرك أن تنظر الي صاحب كتاب علي؟ قال المفضل: و أي شي ء يسرني اذا أعظم من ذلك، فقال: هو هذا صاحب كتاب علي، الكتاب المكنون الذي قال الله عزوجل: (لا يمسه الا المطهرون) [6] . [7] .

و قال معاوية بن وهب: دخلت علي أبي عبدالله عليه السلام، فرأيت أباالحسن موسي عليه السلام و له يومئذ ثلاث سنين و معه عناق من هذه المكية و هو آخذ بخطام عليها و هو يقول لها: اسجدي لله الذي خلقك، ففعل ذلك ثلاث مرات، فقال له غلام صغير؛ يا سيدي قل لها تموت فقال له موسي عليه السلام: ويحك أنا أحيي و أميت؟ الله يحيي و يميت [8] .


پاورقي

[1] سورة فصلت، الآية: 35.

[2] مسند الامام الكاظم، ج 1، ص 11.

[3] رجال الكشي، ص 371.

[4] رجال الكشي، ص 392.

[5] رجال الكشي، ص 302.

[6] سورة الواقعة، الآية: 79.

[7] غيبة النعماني، ص 326.

[8] غيبة النعماني، ص 237.