بازگشت

تفكر




حدق اذا ما الليل طاف و أوجرا

و اذ الخليقة و الخلائق بالكري



و اذ السحاب من السماء تبعثرا

و البدر في الفلك العظيم تكورا



و الفلك فوق عباب يم أبحرا

و النبع من صم الصخور تفجرا



و اسأل فؤادك في العشي و مسحرا

ما السر في ليل يطوف بالوري



ما السر في نظم بها قد سطرا

أو ماجت الأمواه و انحدرت ذرا



ما السر في كون تراه تمحورا

حدق بطفل بالامامة سورا



لم يله كالأطفال يوما أو جري

لم تلهه الدنيا و لا نار القري



أو ما به الألعاب يوما تشتري

أو بالسقاسف أو بما قد زمرا





[ صفحه 114]





أو بالذي لعبت عقول أظهرا

فانظر اليه بسجدة كم عبرا



عما بصدر بالعبادة نورا

و من التقي قد عمرت و تعطرا



و من الشهامة و الكرامة أكبرا

و من التواضع رحمة لمن انبري



يأتي لباب يؤته متيسرا

عجبا يقول العالمين.. غضنفرا



و الكاظم الغيظ الامام مبشرا

و بصرة يعطي، كريما، قسورا



حدق بقلب الحرف و انظر حيدرا

و اسمع من الأصداء صوتا كبرا



و أقر السلام عليهم مستغفرا

لتفوز في الدارين منه و تظفرا



و في تاريخ بغداد يروي الخطيب و في الرسالة القوامية يروي السمعاني و في الأربعين أبوصالح أحمد المؤذن و في الابانة أبو عبدالله بن بطة و في الكشف و البيان الثعلبي و كان أحمد بن حنبل مع انحرافه عن أهل البيت عليهم السلام لما روي عنه قال: حدثني موسي بن جعفر قال: حدثني أبي جعفر بن محمد و هكذا الي النبي صلي الله عليه و آله و سلم ثم قال أحمد: و هذا اسناد لو قري علي المجنون أفاق. و عندما لقيه عليه السلام أبونواس قال:



اذا أبصرتك العين من غير ريبة

و عارض فيك الشك أثبتك القلب



و لو أن ركبا أمموك لقادهم

نسيمك حتي يستدل بك الركب



جعلتك حسبي في أموري كلها

و ما خاب من أضحي و أنت له حسب



يقول اليوناني كانت لموسي بن جعفر - بضع عشرة سنة - كل يوم سجدة بعد ابيضاض الشمس الي وقت الزوال و كان عليه السلام أحسن الناس صوتا بالقرآن فكان اذا قرأ يحزن، و بكي السامعون لتلاوته، و كان يبكي من خشية الله حتي تخضل لحيته بالدموع [1] .

و يروي عيسي شلقان فيقول: كنت قاعدا فمر أبوالحسن موسي عليه السلام و معه بهيمة فقلت: يا غلام ما تري ما يصنع أبوك، يأمرنا بالشي ء ثم نهانا عنه



[ صفحه 115]



أمرنا أن نتولي أباالخطاب ثم أمرنا أن نلعنه و نتبرأ منه؟ فقال أبوالحسن عليه السلام - و هو غلام - ان الله خلق خلقا للايمان لا زوال له و خلق خلقا للكفر لا زوال له و خلق خلقا بين ذلك أعارهم الله الايمان يسمون المعارين اذا شاء سلبهم و كان أبوالخطاب ممن أعير الايمان قال: فدخلت علي أبي عبدالله عليه السلام فأخبرته ما قلت لأبي الحسن عليه السلام و ما قال لي: فقال أبو عبدالله عليه السلام: انه نبعة نبوة [2] .

و في نص يروي أبوحنيفة فيقول: أتيت الصادق عليه السلام لأسأله عن مسائل فقيل لي: انه نائم، فجلست أنتظر انتباهه فرأيت غلاما خماسيا أو سداسيا جميل المنظر ذا هيبة و حسن سمت فسألت عنه فقالوا: هذا موسي بن جعفر فسلم عليه و قلت له: يا ابن رسول الله ما تقول في أفعال العباد ممن هي؟.

فجلس ثم تربع و جعل كمه الأيمن علي الأيسر و قال: يا نعمان قد سألت فاسمع، و اذا سمعت فعه، و اذا دعيت فاعمل، ان أفعال العباد لا تعدو من ثلاث خصال: اما من الله علي انفراده أو من الله و العبد شركة أو من العبد بانفراده، فان كانت من الله علي انفراده فما باله سبحانه يعذب عبده علي ما لم يفعله مع عدله و رحمته و حكمته، و ان كانت من الله و العبد شركة فما بال الشريك القوي يعذب شريكه علي ما قد شركه فيه و أعانه عليه، قال: استحال الوجهان يا نعمان فقال: نعم، فقال له: فلم يبق الا أن يكون من العبد علي انفراده ثم أنشأ يقول:



لم تخل أفعالنا التي نذم بها

احدي ثلاث خصال حين نبديها



اما تفرد بارينا بصنعتها

فيسقط اللوم عنا حين نأتيها



أو كان يشركنا فيها فيلحقه

ما كان يلحقنا من لائم فيها



أو لم يكن لالهي في جنايتها

ذنب فما الذنب الا ذنب جانيها [3] .





[ صفحه 116]



طفل أنطقه الله بالحكمة، و جلله بالامامة و كساه بالتقي و عصمه بالنور العلوي كي يضي ء القلوب و يمحو الضلالة و الضلال.

فلقد كان أبوه الصادق عليه السلام مفجرا لينابيع العلم و الحكمة في الأرض و فتح للناس أبوابا من العلوم لم يعهدوها من قبل و قد ملأ الدنيا بعلمه - كما قال الجاحظ [4] - و نقل عنه الناس من العلوم ما سارت به الركبان و انتشر صيته في جميع البلدان - كما أدلي بذلك ابن حجر - [5] .



[ صفحه 117]




پاورقي

[1] البحار، 48 / 107.

[2] الكافي، ج 2، ص 418.

[3] تاريخ الامام موسي بن جعفر، ص 104.

[4] رسائل الجاحظ، ص 106.

[5] الصواعق المحرقة، ص 120.