بازگشت

اجواء الصادق


و مهما كان من أمر فان الامام موسي عليه السلام كان يعيش تلك الأجواء برمتها و من كافة نواحيها... لقد كان عالما في واحد..

فلئن اختص هشام بن الحكم و هشام بن سالم و مؤمن الطاق و محمد بن عبدالله الطيار و قيس الماصر و غيرهم بعلم الكلام و الفلسفة و مباحث الامامة... و زرارة بن أعين و محمد بن مسلم و جميل بن دراج و بريد بن معاوية و اسحاق بن عمار و عبيدالله الحلبي و أبوبصير و ابان بن تغلب و الفضيل بن يسار و أبوحنيفة و مالك بن أنس و محمد بن الحسن الشيباني و سفيان بن عيينة و سفيان الثوري و يحيي بن سعيد و غيرهم بعلم الفقه و أصوله و التفسير و سائر العلوم الدينية.

و أما علم الكيمياء فجابر بن حيان... و أما حكمة الوجود و أسرار الخليقة فالمفضل بن عمر، كذلك تناول في كتابه الذي أملاه عليه الامام الصادق عليه السلام أغلب أبواب الطب (وظائف الأعضاء و دوران الدم و الجراثيم المسببة للأمراض و تشريح الانسان).

كل هذه العلوم انبثقت عن الصادق عليه السلام لتذهب بتخصصاتها لكل نفر نوع لكنها انسرحت الي قلب و فكر الامام موسي بن جعفر عليه السلام فحملها أمانة و أداها رسالة...

تلامذة الصادق عليه السلام يفخرون بأنهم تلاميذه... أبوحنيفة يقول: (لولا السنتان لهلك النعمان)... و مالك بن أنس يقول: ما رأت عين و لا خطر علي قلب بشر أفضل من جعفر بن محمد الصادق عليه السلام علما و عبادة و ورعا.

و المنصور ذلك الأفعي أبوالدوانيق كم تملق الامام و كما حاول معه و كتب اليه (لم لا تخشانا كما يخشانا سائر الناس؟!).



[ صفحه 124]



و يجيبه الامام عليه السلام: (ليس عندنا من الدنيا ما نخافك عليه، و ليس عندك من الآخرة ما نرجوك له).

و يكتب له بأسلوب نفاقه قائلا: انك تصحبنا لتنصحنا، فيجيبه عليه السلام: (من أراد الآخرة فلا يصحبك و من أراد الدنيا فلا ينصحك). لقد ابتعد الامام عن السلطة لكن أصحاب السلطة لم يبتعدوا عنه و لا تركوه بحاله... كان الخوف يسكن قلوبهم و الحسد يعمي بصائرهم...