بازگشت

صفات المؤمن


و في وصف المؤمن يقول: لا يكون المؤمن مؤمنا حتي يكون كامل العقل، و لا يكون كامل العقل حتي يكون فيه عشر خصال، الخير منه مأمول، و الشر منه مأمون، يستقل كثير الخير من نفسه، و يستكثر قليل الخير من غيره، و يستكثر قليل الشر من نفسه و يستقل كثير الشر من غيره، و لا يتبرم بطلب الحوائج قبله و لا يسأم من طلب العلم عمره، الذل أحب اليه من العز، (الذل في طاعة الله أحب من العز في معصيته) و الفقر أحب اليه من الغني، حسبه من الدنيا القوت، و العاشرة ما العاشرة لا يلقي أحدا الا قال هو خير مني و أتقي، فاذا لقي الذي هو خير منه تواضع له ليلحق به، و اذا لقي الذي هو شر منه و أدني قال لعل شر هذا ظاهر و خيره باطن فاذا فعل ذلك علا و ساد أهل زمانه. [1] .



[ صفحه 131]



و أما الورع فله فيه عليه السلام وصاية بقول كريم لأصحابه: (عليكم بالورع فانه لا ينال ما عندالله الا بالورع) [2] .

و يقول عليه السلام: عليكم بتقوي الله و الورع، و الاجتهاد، و صدق الحديث، و أداء الأمانة، و حسن الخلق، و حسن الجوار، و كونوا دعاة الي أنفسكم بغير ألسنتكم، و كونوا زينا و لا تكونوا شينا [3] . ذاك ما حفلت به تلك الجامعة التي قطع الامام موسي عليه السلام شوطا من حياته فيها فكان أبرز العلماء النابهين. شارك أباه في القاء محاضراته العلمية و سانده في تعزيزها و تقديمها في الميادين الثقافية و عندما صعدت الروح الطاهرة للصادق الي جوار ربه تولي الامام موسي عليه السلام شؤون هذه المدرسة الكبري و قام بنشر العلوم و بث روح الفضيلة يحيط به العلماء و الرواة لا يفترقون عنه يكتبون ما يقول و يخطون ما يفتي به ألواحهم في أكمامهم و أميالهم تجري علي الألواح بكل حرف ينطق به عليه السلام حيث روي عنه هؤلاء العلماء جميع أنواع العلوم التي حملها علي عاتقه كما حملها قبله أبوه عليه السلام حتي عمت حواضر الاسلام تتناقلها الأجيال و قد بلغ الامام موسي عليه السلام في مواهبه و عبقريته أعلي مستويات الانسانية فهو فذ من أفذاذ العقل الانساني بحكم قابلياته و مقدراته، و هو المثل الرائع للخير و الكمال في الأرض فضائل و مآثرا و علما و حلما و سخاء و احسانا و كظما للغيظ و صمودا للأحداث فهو الامام الذي سبق أن أوجزنا ما نص عليه الرواة من نص الامامة بوصايا والده عليه السلام فهو السابع في اللوح المنصوص عليه... المتحلي بصفات الامامة و فضائلها فالله سبحانه خصه بها... حيث طهرت ذاته من الأرجاس و الآثام و عصمه الله بعصمته و جعله من أفضل الخلق و أكرمهم عنده في زمانه.



[ صفحه 132]



يقول ابن خلدون: ان نصب الامام واجب قد عرف وجوبه في الشرع باجماع الصحابة و التابعين... [4] .

و ان الامامة ضرورة من ضروريات الحياة كما مر سابقا لا يمكن الاستغناء عنها فبها تتحقق العدالة الكبري التي ينشدها الله في الأرض.

يقول ابن تيمية: (ان ولاية أمر الناس من أعظم واجبات الدين بل لا قيام للدين الا بها و لأن الله أوجب الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و نصرة المظلوم، و كذلك سائر ما أوجبه الله من الجهاد و العدل و اقامة الحدود، و لا تتم الا بالقوة و الامارة) [5] .


پاورقي

[1] مجالس الشيخ الطوسي.

[2] أصول الكافي، ج2، ص 76.

[3] المصدر السابق.

[4] مقدمة ابن خلدون، ص 150.

[5] السياسة الشرعية، ص 173 -172.