بازگشت

رسالة الكاظم ليحيي


و عندما ورد كتاب يحيي بن عبدالله بن الحسين اليه عليه السلام و فيه: أما بعد فاني أوصيك نفسي بتقوي الله و بها أوصيك، فانها وصية الله في الأولين و وصيته في الآخرين خبرني من ورد علي من أعوان الله علي دينه و نشر طاعته، بما كان من تحننك مع خذلانك و قد شاورت في الدعوة للرضا من



[ صفحه 197]



آل محمد صلي الله عليه و آله و سلم، و قد احتجبها و احتجبها أبوك من قبلك و قديما ادعيتم ما ليس لكم، و بسطتم آمالكم الي ما لم يعطكم الله فاستهويتم و أضللتم، و أنا محذرك ما حذرك الله منه نفسه.

فكتب اليه أبوالحسن عليه السلام: من موسي بن أبي عبدالله جعفر و علي مشتركين في التذلل الي الله و طاعته الي يحيي بن عبدالله بن الحسن أما بعد فاني أحذرك الله و نفسي و أعلمك أليم عذابه، و شديد عقابه و تكامل نقماته و أوصيك و نفسي بتقوي الله، فانها زيف الكلام، و تثبيت النعم. أتاني كتابك، تذكر فيه أني مدع و أبي من قبل، و ما سمعت ذلك مني، و ستكتب شهادتهم و يسألون، و لم يدع حرص الدنيا و مطالبها لأهلها مطلبا لآخرتهم حتي يفسد عليهم مطلب آخرتهم في دنياهم و ذكرت أني ثبطت الناس عنك لرغبتي فيما في يديك، و ما منعني من مدخلك الذي أنت فيه لو كانت راغبا ضعف عن سنة، و لا قلة بصيرة بحجة و لكن الله تبارك و تعالي خلق الناس أمشاجا، و غرائب، و غرائز فأخبرني عن حرفين أسألك عنهما، ما العترف في بدنك؟ و ما الصهلج في الانسان، ثم اكتب الي بخبر ذلك. و أنا متقدم اليك أحذرك معصية الخليفة، و أحثك علي بره و طاعته و أن تطلب لنفسك أمانا قبل أن تأخذك الأظفار، و يلزمك الخناق من كل مكان تتروح الي النفس من كل مكان و لا تجده، حتي يمن الله عليك بمنه و فضله ورقة الخليفة أبقاه الله، فيؤمنك و يرحمك، و يحفظ فيك أرحام رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و السلام علي من اتبع الهدي (انا قد أوحي الينآ أن العذاب علي من كذب و تولي) [1] .

و قال الجعفري عبدالله بن ابراهيم فبلغني أن كتاب موسي بن جعفر عليه السلام وقع في يدي هارون فلما قرأه قال: الناس يحملوني علي موسي بن جعفر عليه السلام و هو بري ء مما يرمي به. [2] .



[ صفحه 198]



و قد ورد في مقاتل الطالبيين برواية أبي الفرج بأسانيده عن عنيزة القصباني قال: رأيت موسي بن جعفر عليه السلام بعد عتمة قد جاء الي الحسين صاحب فخ فانكب عليه شبه الركوع و قال: أحب أن تجعلني في سعة و حل من تخلفي عنك فأطرق الحسين طويلا لا يجيبه ثم رفع رأسه اليه فقال: أنت في سعة.

و بأسانيد أخري قال: قال الحسين لموسي بن جعفر عليه السلام في الخروج فقال له: انك مقتول، فأجد الضراب فان القوم فساق، يظهرون ايمانا و يضمرون نفاقا و شكا، فانا لله و انا اليه راجعون و عندالله جل و عز أحتسبكم من عصبة [3] .


پاورقي

[1] سورة طه، الآية: 48.

[2] الكافي، ج 1، ص 366.

[3] مقاتل الطالبيين، ص 447.