بازگشت

سفك الرشيد


لقد كان الرشيد مغري بالمساءلة عن أمر آل أبي طالب و عمن له ذكر و نباهة و قد قتل منهم الكثير أما يحيي بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي عليهم السلام و يكني أباالحسن و أمه (قريبة) فقد روي الحديث عن جعفر بن محمد عليه السلام، و روي عن أبيه و أخيه محمد و عن ابان بن تغلب و قد أوصي اليه جعفر بن محمد لما حضرته الوفاة و الي أم موسي و الي أم ولد كانت له و كان جعفر بن محمد عليه السلام قد ربي يحيي بن عبدالله بن الحسن فكان يحيي يسميه حبيبي و يقول حدثني حبيبي جعفر بن محمد و قد كان يقوم له مالك بن أنس و يجلسه جنبه.

و لما قتل أصحاب فخ كان في قبلهم فاستتر مدة يدور في البلدان و بلغ الرشيد خبره في الديلم فولي الفضل بن يحيي نواحي المشرق و أمره بالخروج الي يحيي.



[ صفحه 199]



قال عبدالله بن موسي: أتيت عمي يحيي بن عبدالله بعد انصرافه من الديلم، و بعد الأمان فقلت: يا عم، ما بعدي مخبر و لا بعدك مخبر فأخبرني بما لقيت؟ فقال ما كنت الا كما قال حيي بن أخطب اليهودي:



لعمرك ما لام ابن أخطب نفسه

و لكن من لا ينصر الله يخذل



فجاهد حتي أبلغ النفس عذرها

و قلقل يبغي العز كل مقلقل [1] .



و لما جاء الفضل الي بلاد الديلم قال يحيي بن عبدالله: [اللهم اشكر لي اخافتي قلوب الظالمين، اللهم ان تقضي لنا النصر عليهم فانما نريد اعزاز دينك، و ان تقضي لهم النصر فبما تخار لأوليائك و أبناء أوليائك من كريم المآب و سني الثواب].

و كتب الأمان و دخل بغداد علي بغل فأجزاه الرشيد (مائتا ألف دينار) و أراد الحيلة علي يحيي و التفرغ له و طلب العلل عليه و علي أصحابه، حتي أخذ رجلا يقال له فضالة بلغه أنه يدعو الي يحيي فحبسه ثم دعا به فأمره أن يكتب الي يحيي بأنه قد أجابه جماعة من القواد و أصحاب الرشيد ففعل ذلك و جاء الرسول يحيي فقبض عليه و جاء به الي يحيي بن خالد البرمكي فقال له: هذا جاءني بكتاب لا أعرفه و دفع الكتاب اليه فطابت نفس الرشيد بذلك، و حبس فضالة هذا، فقيل: انك تظلمه في حبسك اياه فقال: أنا أعلم ذلك و لكن لا يخرج و أنا حي أبدا قال فضالة: فلا و الله ما ظلمني. لقد كنت عهدت الي يحيي ان جاءه مني كتاب ألا يقبله و أن يدفع الرسول الي السلطان، و علمت أنه سيحتال عليه بي.

قالوا: فلما تبين يحيي بن عبدالله ما يراد به استأذن في الحج فأذن له و قال علي بن ابراهيم في حديثه: لم يستأذن في الحج و لكنه قال للفضل ذات يوم: اتق الله في دمي، و أحذر أن يكون محمد صلي الله عليه و آله و سلم خصمك غدا في فرق له



[ صفحه 200]



و أطلقه و كان علي الفضل عين للرشيد قد ذكر له ذلك فدعا بالفضل و قال: ما خبر يحيي بن عبدالله قال: في موضعه عندي مقيم. قال: و حياتي قال: و حياتك اني أطلقته، سألني برحمة من رسول الله فرققت له. قال: أحسنت قد كان عزمي أن أخلي سبيله، فلما خرج أتبعه طرفه و قال: قتلني الله ان لم أقتلك.

قالوا: ثم ان نفرا من أهل الحجاز تحالفوا علي الوشاية بيحيي بن عبدالله بن الحسن و الشهادة عليه بأنه يدعو الي نفسه و أن أمانه منتقض فوافق ذلك ما كان في نفس الرشيد له و هم (عبدالله بن مصعب الزبيري و أبوالبختري وهب بن وهب و رجل من بني زهرة و رجل من بني مخزوم)، فوافوا الرشيد لذلك و احتالوا الي أن أمكنهم ذكرهم له، فأشخصه الرشيد اليه و حبسه عند مسرور الكبير في سرداب، فكان في أكثر الأيام يدعو به فيناظره الي أن مات في حبسه رضوان الله عليه.

و جاء في المقاتل أن الناس اختلفوا في أمره و كيف كانت وفاته و ان ذكر ذلك لنوع من الصور التي كانت في تلك الآونة من المجتمع و الدسائس و المؤامرات التي تحاك و تشري و تباع... قيل ان الرشيد دعا بيحيي يوما فجعل يذكر ما رفع اليه في أمره و هو يخرج كتبا كانت في يده حججا له فيقرؤها الرشيد و أطراف الكتب في يدي يحيي فتمثل بعض من حضر:



لأنت أصغر من حرباء تنضبه

لا يرسل الساق الا مرسلا ساقا



فغضب الرشيد من ذلك و قال للمتمثل: أتؤيده و تنصره؟ قال: لا ولكني شبهته في مناظرته و احتجاجه بقول الشاعر هذا ثم أقبل عليه فقال: دعني من هذا يا يحيي أينا أحسن وجها أنا أو أنت؟ قال: بل أنت يا أميرالمؤمنين، انك لأنصع لونا و أحسن وجها. قال: فأينا أكرم و أسخي أنا أو أنت؟ فقال: و ما هذا يا أميرالمؤمنين و ما تسألني عنه، أنت تجبي اليك خزائن الأرض و كنوزها، و أنا أتحمل معاشي من سنة الي سنة. قال: فأينا أقرب الي



[ صفحه 201]



رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم أنا أو أنت؟ قال: قد أجبتك عن خطتين، فاعفني من هذه. قال: لا و الله قال: بل اعفني فحلف بالطلاق و العتاق ألا يعفيه. فقال: يا أميرالمؤمنين لو عاش رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و خطب اليك ابنتك أكنت تزوجه؟ قال: اي و الله قال: فلو عاش فخطب الي أكان يحل لي أن أزوجه؟ قال: لا. قال: فهذا جواب ما سألت. فغضب الرشيد و قام من مجلسه و خرج الفضل بن الربيع و هو يقول: لوددت أني فديت هذا المجلس بشطر ما أملكه.

قالوا ثم رده الي محبسه في يومه ذلك. ثم دعا به [2] و جمع بينه و بين عبدالله بن مصعب الزبيري ليناظره فيما رفع اليه، فجبهه ابن مصعب بحضرة الرشيد و قال له: نعم يا أميرالمؤمنين ان هذا دعاني الي بيعته.

قال له يحيي: يا أميرالمؤمنين، أتصدق هذا و تستنصحه؟ و هو ابن عبدالله بن الزبير الذي أدخل أباك و ولده الشعب و أضرم عليهم النار حتي تخلصه أبو عبدالله الجدلي صاحب علي بن أبي طالب عليه السلام (عنوة)، و هو الذي بقي أربعين جمعة لا يصلي علي النبي صلي الله عليه و آله و سلم في خطبته حتي التاث عليه الناس، فقال: ان له أهل بيت سوء اذا [صليت عليه أو] و ذكرته [أتلعوا أعناقهم و أشرأبوا لذكره] و فرحوا بذلك فلا أحب أن أقر عينهم بذكره.

و هو الذي فعل بعبدالله بن العباس ما لا خفاء به عليك، حتي لقد ذبحت يوما عنده بقرة فوجدت كبدها قد نقبت فقال ابنه علي بن عبدالله: يا أبه أما تري كبد هذه البقرة، فقال: يا بني هكذا ترك ابن الزبير كبد أبيك ثم نفاه الي الطائف فلما حضرته الوفاة قال لعلي ابنه: يا بني الحق بقومك من بني عبد مناف الشام، [و لا تقم في بلد لابن الزبير فيه امرة]. فاختار له صحبة يزيد بن معاوية علي صحبة عبدالله بن الزبير، و الله ان عداوة هذا [يا أميرالمؤمنين] لنا جميعا بمنزلة سواء، و لكنه قوي علي بك و ضعفت عنك،



[ صفحه 202]



فتقرب بي اليك ليظفر منك بما يريد، اذ لم يقدر علي مثله منك، و ما ينبغي لك أن تسوغه ذلك في فان معاوية بن أبي سفيان و هو أبعد نسبا منك الينا، ذكر يوما الحسن بن علي فسفهه فساعد عبدالله بن الزبير علي ذلك فزجره معاوية و [انتهره] فقال: انما ساعدتك يا أميرالمؤمنين، فقال: ان الحسن لحمي آكله و لا أوكله. فقال عبدالله بن مصعب: ان عبدالله بن الزبير طلب أمرا فأدركه و ان الحسن باع الخلافة من معاوية بالدراهم، أتقول هذا في عبدالله بن الزبير و هو ابن صفية بنت عبدالمطلب؟

فقال يحيي: يا أميرالمؤمنين، ما أنصفنا أن يفخر علينا بامرأة من نسائنا و امرأة منا، فهلا فخر بهذا علي قومه من النوبيات و الأساميات و الحمديات فقال عبدالله بن مصعب: ما تدعون بغيكم علينا و توثبكم في سلطاننا؟

فرفع يحيي رأسه اليه، و لم يكن يكلمه قبل ذلك و انما كان يخاطب الرشيد بجوابه لكلام عبدالله، فقال له: أتوثبنا في سلطانكم؟ و من أنتم - أصلحك الله - عرفني فلست أعرفكم؟ فرفع الرشيد رأسه الي السقف ليستر ما عراه من الضحك و خجل ابن مصعب، ثم التفت يحيي فقال: يا أميرالمؤمنين و مع هذا فهو الخارج مع أخي علي أبيك و القائل له:



ان الحمامة يوم الشعب من وثن

هاجت فؤاد محب دائم الحزن



انا لنأمل أن ترتد الفتنا

بعد التدابر و البغضاء و الاحن



و تنقضي دولة أحكام قادتها

فينا كأحكام قوم عابدي وثن



قوموا ببيعتكم ننهض بطاعتنا

ان الخلافة فيكم يا بني الحسن



قال: فتغير وجه الرشيد عند سماع الشعر فابتدأ ابن مصعب يحلف بالله الذي لا اله الا هو و بايمان البيعة أن هذا الشعر ليس له و أنه لسديف.

فقال يحيي: و الله يا أميرالمؤمنين ما قاله غيره و ما حلفت كاذبا و لا صادقا بالله قبل هذا، و ان الله اذا مجده العبد في يمينه بقوله: الرحمن الرحيم



[ صفحه 203]



الطالب الغالب استحيي أن يعاقبه، فدعني أحلفه بيمين ما حلف بها أحد قط كاذبا الا عوجل قال: حلفه قال: قل: برئت من حول الله و قوته و اعتصمت بحولي و قوتي و تقلدت الحول و القوة من دون الله استكبارا علي الله و استغناء عنه و استعلاء عليه ان كنت قلت هذا الشعر.

فامتنع عبدالله من الحلف بذلك فغضب الرشيد و قال للفضل بن الربيع: يا عباسي ما له لا يحلف ان كان صادقا؟ هذا طيلسان علي، و هذه ثيابي لو حلفني أنها لي لحلفت. فرفس الفضل بن الربيع عبدالله بن مصعب برجله و صاح به: احلف و يحك - و كان ما له فيه هوي - فحلف باليمين و وجهه متغير و هو يرعد فضرب يحيي بين كتفيه ثم قال: يا ابن مصعب قطعت و الله عمرك، و الله لا تفلح بعدها. فما برح من موضعه حتي أصابه الجذام فتقطع و مات اليوم الثالث

[3] فحضر الفضل بن الربيع جنازته و مشي معها و مشي الناس معه فلما جاءوا به الي القبر و وضعوه في لحده و جعل اللبن فوقه، انخسف القبر فهوي حتي غاب عن أعين الناس فلم يروا قرار القبر و خرجت منه غبرة عظيمة فصاح الفضل التراب فجعل يطرح التراب و هو يهوي و دعا بأحمال الشوك فطرحها فهوت فأمر حينئذ له بقبر فسقف بخشب و أصلحه و انصرف منكرا فكان الرشيد بعد ذلك يقول للفضل رأيت يا عباسي ما أسرع ما أديل ليحيي من ابن مصعب [4] .

قالوا: ثم جمع الرشيد الفقهاء ليحيي و منهم (محمد بن الحسن صاحب أبي يوسف و الحسن بن زياد اللؤلؤي، و أبوالبختري) فجمعوا في مجلس و خرج اليهم مسرور الكبير بالأمان فبدأ محمد بن الحسن فنظر فيه فقال: هذا أمان مؤكد.. فصاح عليه مسرور و قال: هاته فدفعه الي الحسن بن زياد



[ صفحه 204]



فقال: هو أمان ثم استلبه أبوالبختري فقال: هذا باطل قد شق عصا الطاعة و سفك الدم فاقتله و دمه في عنقي.

فأخبر مسرور الرشيد بذلك فقال: قل له خرقه ان كان باطلا بيدك فقال: شقه يا أباهاشم قال مسرور: بل شقه أنت ان كان منتقضا. فأخذ سكينا و جعل يشقه و يده ترتعد فأدخله مسرور علي الرشيد الذي وثب و أخذه من يده و هو فرح و وهب لأبي البختري ألف ألف و ستمائة ألف و ولاه القضاء و صرف الآخرين و منع محمد بن الحسن من الفتيا مدة طويلة و أجمع علي انفاذ ما أراده بيحيي بن عبدالله. و قد اختلف في مقتله كيف كان و قد حدث جعفر بن أحمد الوراق عن أحمد بن يحيي عن محمد بن عثمان عن الحسن بن علي عمرو بن حماد عن رجل كان مع يحيي بن عبدالله في المطبق قال: كنت قريبا منه في أضيق البيوت و أظلمها فبينما نحن ذات ليلة كذلك اذ سمعنا صوت الأقفال و قد مضت من الليل هجعة، فاذا هارون قد أقبل علي برذون له ثم وقف و قال: أين هذا؟ يعني يحيي بن عبدالله بن الحسن. قالوا: في هذا البيت. قال: علي به فأدني اليه فجعل هارون يكلمه بشي ء لم أفهمه فقال: خذوه، فأخذوه فضرب مائة عصا و يحيي يناشده الله و الرحم و القرابة من رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و يقول: بقرابتي منك فيقول: ما بيني و بينك قرابة. ثم حمل فرد الي موضعه فقال: كم أجريتم عليه؟ قالوا: أربعة أرغفة و ثمانية أرطال ماء. قال: اجعلوه علي النصف ثم خرج و مكثنا ليالي. ثم سمعنا وقعا فاذا نحن به قد دخل فوقف موقفه فقال: علي به، فأخرج ففعل به مثل فعله ذلك، و ضربه مائة عصا أخري و يحيي يناشده الله. فقال: كم أجريتم عليه؟

قالوا: رغيفين و أربعة أرطال ماء. قال: اجعلوه علي النصف ثم خرج و عاد الثالثة و قد مرض يحيي بن عبدالله و ثقل فلما دخل قال: علي به، قالوا هو عليل مدنف لما به. قال: كم أجريتم عليه قالوا رغيفا و رطلين ماء، قال:



[ صفحه 205]



فاجعلوه علي النصف ثم خرج فلم يلبث يحيي بن عبدالله أن مات فأخرج الي الناس و دفن و قيل علي لسان ابراهيم بن رياح في رواية ابن عمار: انه بني عليه اسطوانة بالرافقة و هو حي، و قيل انه دس اليه من خنقه ليلا حتي تلف و قيل: انه سقاه السم، و قال علي بن ابراهيم عن ابراهيم بن بنان الخثعمي، عن محمد بن أبي الخنساء: أنه أجاع السباع ثم ألقاه اليها فأكلته. و مهما كانت الطريقة فهي لا تنم الا عن نفس حقودة قميئة ملئت بالشر لا تعرف الله و لا الاسلام و لا الحق.

و قيل عن عبدالرحمن بن عبدالله بن عمر بن حفص العمري أنه قال: دعينا لمناظرة يحيي بن عبدالله بن الحسن بحضرة الرشيد فجعل يقول له: اتق الله و عرفني أصحابك السبعين لئل ينتقض أمانك، و أقبل علينا فقال: ان هذا لم يسم أصحابه، فكلما أردت أخذ انسان بلغني عنه شي ء أكرهه ذكر أنه ممن أمنت.

فقال يحيي: يا أميرالمؤمنين أنا رجل من السبعين فما الذي نفعني من الأمان أفتريد أن أدفع اليك قوما تقتلهم معي، لا يحل لي هذا. قال: ثم خرجنا ذلك اليوم، و دعانا له يوما آخر، فرأتيه أصفر الوجه متغيرا فجعل الرشيد يكلمه فلا يجيبه فقال: ألا ترون اليه لا يجيبني، فأخرج الينا لسانه و قد صار أسود مثل الفحمة، يرينا أنه لا يقدر علي الكلام فتغيظ الرشيد و قال: انه يريكم أن سقيته السم، و و الله لو رأيت عليه القتل لضربت عنقه صبرا، قال: ثم خرجنا من عنده فما وصلنا في وسط الدار حتي سقط علي وجهه لا حراك به.

و قد خرج معه من أهل العلم و الحديث: يحيي بن مساور و سهل بن عامر البجلي و علي بن هاشم بن البريد و عبد ربه بن علقمة و مخول بن ابراهيم الهندي. و أما ادريس بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي عليه السلام أمه عاتكة و قد أفلت من فخ فهرب الي فاس و طنجة فأقام هناك و استجابت له البربر و عندما بلغ الرشيد خبره غمه ذلك فأرسل سليمان بن



[ صفحه 206]



جرير الجزري و معه عطر مسموم سمه به و قيل سمه بالطعام.

و أما عبدالله بن الحسن بن علي بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام يقال له: ابن الأفطس تقلد يوم فخ سيفين يقاتل بهما و أوصي له الحسين صاحب فخ بالأمر بعده، أخذه الرشيد و حبسه عنده فأنفذ اليه رقعة فيها كلام قبيح و شتم فدعا جعفر بن يحيي البرمكي و أمره التوسيع عليه لكنه قتله دون أمر الرشيد و قدمه له هدية يوم النيروز فقال له: ويحكم لم فعلت هذا؟ قال: لاقدامه علي ما كتب فقال: قتلك اياه بغير أمري أعظم من فعله ثم أمر بغسله و دفنه و قال لمسرور اذا أردت قتله فقل له هذا بعبدالله بن الحسن ابن عمي الذي قتلته بغير أمري فقالها مسرور عند قتله البرمكي.

و أما محمد بن يحيي بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام فقد حبسه بكار الزبيري فمات في حبسه.

و الحسين بن عبدالله بن اسماعيل بن عبدالله بن جعفر بن أبي طالب عليه السلام و أمه حمادة بنت معاوية بن عبدالله بن جعفر أخذه بكار الزبيري بالمدينة أيام ولايته فضربه بالسوط حتي مات.

و العباس بن محمد بن عبدالله بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام يكني (بأبي الفضل) أمه أم سلمة بنت محمد بن علي بن الحسين عليه السلام دخل علي هارون فكلمه كلاما طويلا فقال هارون: يا ابن الفاعلة قال: تلك أمك التي تواردها النخاسون فأمر به فأدني فضربه بالجرز حتي قتله.

و اسحاق بن الحسن بن زيد بن الحسين بن علي عليهم السلام فقد حبسه الرشيد فمات في الحبس.



[ صفحه 207]




پاورقي

[1] الطبري، 10 / 55.

[2] نقل ذلك ابن أبي الحديد، 4 / 352.

[3] تاريخ الخلفاء، ص 90.

[4] تاريخ بغداد، 14 / 112 - مروج الذهب، 2 / 190.