بازگشت

شاهت وجوه القوم




أو كالذي في الليل و هو الكاظم

و هو الغريب و كل جفن نائم



ما هومت عيناه، ما الحرف انتهي

من آية تتلي بها فالقائم



في ظل محراب يقيم صلاته

لله في نجواه و هو الصائم



كالشن صار بحبس هارون البغي

سوما من الويلات منه الظالم



للسابع المعصوم موسي من اهتدت

منه الخلائق نهج دين خاتم



يأتيه و الحقد الحبيس بصدره

كالنار ويحه نارها فجهنم



يصلي بها يوم القيام جزاؤه

مما تقدمه اليدان يقدم



كم ويح عيناه اللتان تراءتا

كم ويح كف بالصلافة تزحم



و اللهو و القين اللواتي دبجت

ثم الجواري بالصروح تناغم



في ألف ليلة بهجها و سرورها

و موائد نصبت بها و الأنجم



و سواكب الخمر التي ما عتقت

الا ليرشفها بسكر آثم



ما كل ذا ملهيه عن عبد بدا

في سجدة لله و هو يتمتم





[ صفحه 242]



نصب الضلال مع الضلالة مجهدا

كي يخمد النور المضي ء فيظلم



ويل لنفس حملت بالشر في

عمق، عيون الشر فهي الأظلم



هارون يا ابن الخيزران غدا اذا

ما المصطفي يدعوك و هو العالم



كيف الجواب تصوغ نسغ حروفه

في مطبق، بالقتل فيه تجمجم



أم بالدما تروي الثري أم بالذي

في البئر من جثث بها تتكلم



أم ويح نفسك هل تعد رؤوسها

و النطع و السيف الظلوم يترجم



لا بارك الله الكريم بدولة

حكمت فيها أو بها تتحكم



شاهت وجوه القوم منك و شوهت

يوم التلاقي في غد و ستعلم



أن الممالك و الملوك سحابة

في الصيف تجلو كالضباب و ترزم



و الباقيات الصالحات فعال من

جادت به الكفان حقا يرسم



فاليك مولاي ابن جعفر أحرفي

قلبي و فكري بالصلا أتقدم



فاسمح سألتك بالذي سمك السما

عونا أيا باب الحوائج تعلم



و روي الكليني باسناده عن علي بن يقطين قال: سأل المهدي أباالحسن عليه السلام عن الخمر هل هي محرمة في كتاب الله عزوجل فان الناس انما يعرفون النهي عنها و لا يعرفون التحريم لها فقال له أبوالحسن عليه السلام: بل هي محرمة في كتاب الله عزوجل يا أميرالمؤمنين. فقال له: في أي موضع هي محرمة في كتاب الله جل اسمه يا أباالحسن؟ فقال: قول الله عزوجل: (قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها و ما بطن و الاثم و البغي بغير الحق) [1] فأما قوله: (ما ظهر منها) يعني الزنا المعلن و نصب الرايات التي كانت ترفعها الفواجر للفواحش في الجاهلية و أما قوله عزوجل: (و ما بطن) يعني ما نكح من الآباء لأن الناس كانوا قبل أن يبعث النبي صلي الله عليه و آله و سلم اذا كان للرجل زوجة و مات عنها تزوجها ابنه من بعده اذا لم تكن أمة، فحرم الله عزوجل ذلك، و أما الاثم فانها الخمرة بعينها و قد قال الله عزوجل في موضع آخر: (يسئلونك



[ صفحه 243]



عن الخمر و الميسر قل فيهمآ اثم كبير و منافع للناس) [2] ، فأما الاثم في كتاب الله فهي الخمرة و المسير و اثمهما أكبر كما قال الله تعالي قال: فقال المهدي: يا علي بن يقطين هذه و الله فتوي هاشمية. قال: قلت: صدقت و الله يا أميرالمؤمنين، الحمد لله الذي لم يخرج هذا العلم منكم أهل البيت. قال: فوالله ما صبر المهدي أن قال لي: صدقت يا رافضي. [3] .

و روي المجلسي باسناده عن التلعكبري باسناده عن الكاظم عليه السلام قال: قال هارون: أتقولون ان الخمس لكم؟ قلت نعم، قال: انه لكثير، قال: قلت: ان الذي أعطانا علم أنه لنا غير كثير. [4] .

و عن علي بن يقطين عن أبي الحسن الماضي عليه السلام قال: ان الله عزوجل لم يحرم الخمر لاسمها و لكنها حرمها لعاقبتها فما كان عاقبته عاقبة الخمر فهو خمر. [5] .

و روي الكليني باسناده عن جعفر بن المثني الخطيب عن محمد بن الفضل و بشر بن اسماعيل قال: قال لي محمد بن اسماعيل: ألا أسرك يا ابن مثني؟ قال: قلت: بلي و قمت اليه، قال: دخل هذا الفاسق آنفا فجلس قبالة أبي الحسن عليه السلام ثم أقبل عليه فقال له: يا أباالحسن ما تقول في المحرم أيستظل علي المحمل؟ فقال له: لا، قال: فيستظل في الخبأ؟ فقال له: نعم، فأعاد عليه القول شبه المستهزي ء يضحك. فقال: يا أباالحسن فما الفرق بين هذا و هذا؟ فقال: يا أبايوسف ان الدين ليس بقياس كقياسكم أنتم تلعبون بالدين، انا صنعنا كما صنع رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و قلنا كما قال



[ صفحه 244]



رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، كان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يركب راحلته فلا يستظل عليها و تؤذيه الشمس فيستر جسده بعضه ببعض و ربما ستر وجهه بيده و اذا نزل استظل بالخبأ و في ء البيت و في ء الجدار. [6] .

و عن علي بن يقطين أنه كتب الي أبي الحسن موسي عليه السلام: ان قلبي يضيق مما أنا عليه من علم السلطان - كان وزير الهارون - فان أذنت لي جعلني الله فداك هربت منه. فرجع الجواب: لا آذن لك بالخروج من عملهم و اتق الله. [7] .

روي يعقوب بن جعفر الجعفري عن أبي ابراهيم موسي صلي الله عليه و آله و سلم قال: ذكر عنده قوم زعموا أن الله تبارك و تعالي ينزل الي السماء الدنيا فقال: ان الله لا ينزل و لا يحتاج أن ينزل انما منظره في القرب و البعد سواء، لم يبعد منه بعيد و لا يقرب منه قريب و لم يحتج الي شي ء بل يحتاج اليه كل شي ء و هو ذو الطول لا اله الا هو العزيز الحكيم. أما قول الواصفين انه ينزل تبارك و تعالي عن ذلك علوا كبيرا فانما يقول ذلك من ينسبه الي نقص أو زيادة، و كل متحرك يحتاج الي من يحركه أو يتحرك به، فمن ظن بالله الظنون فقدت هلك، فاحذروا في صفاته من أن تفقوا له علي حد تحدونه بنقص أو زيادة أو تحريك أو تحرك، زوال أو استنزال أو نهوض أو قعود، فان الله جل و عز عن صفة الواصفين و نعت الناعتين و توهم المتوهمين. [8] .

و عن الحسن بن عبدالرحمن الحماني قال: قلت لأبي ابراهيم عليه السلام: ان هشام بن الحكم زعم أن الله تعالي جسم ليس كمثله شي ء، عالم، سميع بصير، قادر، متكلم، ناطق. و الكلام و القدرة و العلم يجري مجري واحد



[ صفحه 245]



ليس شي ء فيها مخلوقا فقال عليه السلام: قاتله الله؛ أما علم أن الجسم محدود؟! و الكلام غير المتكلم؟ معاذ الله، و أبرأ الي الله من هذا القول، لا جسم و لا صورة و لا تحديد و كل شي ء سواه مخلوق و انما تكون الأشياء بارادته و مشيئته من غير كلام و لا تردد في نفس و لا نطق بلسان. [9] .

و عن يعقوب بن جعفر عن أبي ابراهيم عليه السلام أنه قال: لا أقول انه قائم فأزيله عن مكان و لا أحده بمكان يكون فيه و لا أحده أن يتحرك في شي ء من الأركان و الجوارح و لا أحده بلفظ شق فم و لكن كما قال عزوجل: (انمآ أمره اذا أراد شيئا أن يقول له، كن فيكون) [10] . بمشيئته من غير تردد في نفس، صمدا فردا لم يحتج الي شريك يدبر له ملكه و لا يفتح له أبواب علمه. [11] .

و عن احسن بن راشد قال: سئل أبوالحسن موسي عليه السلام عن معني قول الله تعالي: (الرحمان علي العرش استوي) [12] فقال عليه السلام استولي علي ما دق و جل. [13] .

و عن يعقوب بن جعفر الجعفري قال: سأل رجل - يقال له عبدالغفار السلمي - أباابراهيم موسي بن جعفر عليه السلام عن قول الله تعالي: (ثم دنا فتدلي (8) فكان قاب قوسين أو أدني) [14] ؛ قال: أري هاهنا خروجا من حجب و تدليا الي الأرض و أري محمدا صلي الله عليه و آله و سلم رأي ربه بقلبه و نسب الي بصره فكيف هذا؟ فقال أبوابراهيم عليه السلام دنا فتدلي فانه لم يزل عن موضع و لم يتدل ببدن. فقال عبدالغفار: أصفه بما وصف به نفسه حيث قال: (دنا فتدلي)



[ صفحه 246]



فلم يتدل عن مجلسه الا و قد زال عنه و لولا ذلك لم يصف بذلك نفسه. فقال أبوابراهيم عليه السلام: ان هذه لغة في قريش اذا أراد الرجل منهم أن يقول: قد سمعت يقول: قد تدليت، انما التدلي: الفهم. [15] .

و عن داود بن قبيصة قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: سئل أبي عليه السلام هل منع الله عما أمر به، و هل نهي عما أراد، و هل أعان علي ما لم يرد؟ فقال عليه السلام: أما ما سألت: (هل منع الله عما أمر به) فلا يجوز ذلك و لو جاز ذلك لكان قد منع ابليس عن السجود لآدم و لو منع ابليس لعذره و لم يلعنه، و أما ما سألت: (هل نهي عما أراد)؟ فلا يجوز ذلك و لو جاز ذلك لكان حيث نهي آدم عليه السلام عن أكل الشجرة، أراد منه أكلها و لو أراد منه أكلها لما نادي عليه صبيان الكتاتيب: (و عصي ءادم ربه فغوي) [16] و الله تعالي لا يجوز عليه أن يأمر بشي ء و يريد غيره. و أما ما سألت عنه من قولك: (هل أعان الله علي ما لم يرد)؟ فلا يجوز ذلك و جل الله تعالي عن أن يعين علي قتل الأنبياء و تكذيبهم و قتل الحسين بن علي عليه السلام و الفضلاء من ولده، و كيف يعين علي ما لم يرد و قد أعد جهنم لمخالفيه، و لعنهم علي تكذيبهم لطاعته و ارتكابهم لمخالفته؟ و لو جاز أن يعين علي ما لم يرد لكان أعان فرعون علي كفره و ادعائه أنه رب العالمين، أفتري أراد الله من فرعون أن يدعي الربوبية، يستتاب قائل هذا القول، فان تاب من كذبه علي الله و الا ضربت عنقه [17] .

و روي عن أبي محمد الحسن بن علي بن محمد العسكري عليهم السلام: أن أباالحسن موسي بن جعفر عليه السلام قال: ان الله خلق الخلق فعلم ما هم اليه صائرون فأمرهم و نهاهم، فما أمرهم به من شي ء فقد جعل لهم السبيل الي الأخذ به و ما نهاهم عنه من شي ء فقد جعل لهم السبيل الي تركه، و لا يكونون



[ صفحه 247]



آخذين و لا تاركين الا باذنه، و ما جبر الله أحدا من خلقه علي معصيته بل اختبرهم بالبلوي كما قال تعالي: (ليبلوكم أيكم أحسن عملا) [18] [19] .

و روي أنه دخل أبوحنيفة المدينة و معه عبدالله بن مسلم فقال له: يا أباحنيفة ان هاهنا جعفر بن محمد من علماء آل محمد فاذهب بنا اليه نقتبس منه علما، فلما أتيا اذا هما بجماعة من علماء شيعته ينتظرون خروجه أو دخولهم عليه، فبينما هم كذلك اذ خرج غلام حدث، فقام الناس هيبة له، فالتفت أبوحنيفة فقال: يا ابن مسلم من هذا؟ قال: موسي ابنه، قال: و الله لأجبهنه بين يدي شيعته، قال: مه! لن تقدر علي ذلك. قال: و الله لأفعلنه، ثم التفت الي موسي عليه السلام فقال: يا غلام! أين يضع الغريب في بلدكم هذه؟ قال: يتواري خلف الجدار، و يتوقي أعين الجار و شطوط الأنهار و مسقط الثمار، و لا يستقبل القبلة و لا يستدبرها. فحينئذ يضع حيث يشاء، ثم قال: يا غلام ممن المعصية؟ قال: يا شيخ! لا تخلو من ثلاث: اما أن تكون من الله و ليس من العبد شي ء فليس للحكيم أن يأخذ عبده بما لم يفعله. و اما أن تكون من العبد و من الله، و الله أقوي الشريكين فليس للشريك الأكبر أن يأخذ الشريك الأصغر بذنبه، و اما أن تكون من العبد و ليس من الله شي ء فان شاء عفي و ان شاء عاقب، قال: فأصابت أباحنيفة سكتة كأنما ألقم فوه الحجر. قال: فقلت له: ألم أقل لك لا تتعرض لأولاد رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم [20] . و بما يشابه ذلك النص و ردت في عدة روايات كلها تتمحور حول نقطة واحدة. العلم الذي يحمله الامام موسي عليه السلام... و هو علم الهامي.

و لو تبحرنا في الأحاديث السابقة فرأينا ذلك الصرح العظيم من الايمان و العلم و الاطلاع و لوجدنا ذلك الكلم السامق الذي يضي ء ظلامة النفس



[ صفحه 248]



فيهديها النهج الحق... الذي حمل رسالة جده رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و لقرأنا سطور النور المشعة علي العالم دفقا من الضياء المستمد من شمس الحقيقة التي لن تخبو و المنطلقة من أئمة الهدي الذين لا يخلو منهم زمان.. و حتي تشيع المأمون الذي تعلمه من الظالم هارون نلمسه في كل الروايات مهما اختلفت مصادرها و رواتها و مراجعها تصب في السر الكبير لامام الرحمة و الدين و الفقه... و حجة الله علي خلقه... و خليفته علي عباده و لقد روي أن المأمون قال لقومه: أتدرون من علمني التشيع؟ قال القوم: لا و الله ما نعلم ذلك قال: علمنيه الرشيد! قيل له: و كيف ذلك و الرشيد كان يقتل أهل هذا البيت؟! قال: كان يقتلهم علي الملك لأن الملك عقيم، ثم قال: انه دخل موسي بن جعفر عليه السلام علي الرشيد يوما فقام اليه الرشيد و استقبله و أجلسه في الصدر و قعد بين يديه و جري بينهما أشياء، ثم قال موسي بن جعفر عليه السلام لأبي: يا أميرالمؤمنين ان الله عزوجل قد فرض علي ولاة عهده أن ينعشوا فقراء الأمة و يقضوا علي الغارمين و يؤدوا عن المثقل، و يكسوا العاري، و يحسنوا الي العاني و أنت أولي من يفعل ذلك، فقال: افعل يا أباالحسن، ثم قام فقام الرشيد لقيامه و قبل ما بين عينيه و وجهه ثم أقبل علي و علي الأمين و علي المؤتمن فقال: يا أبا عبدالله و يا محمد و يا ابراهيم مشوا بين يدي ابن عمكم و سيدكم، خذوا بركابه و سووا عليه ثيابه و شيعوه الي منزله، فأقبل الي أبوالحسن موسي بن جعفر عليه السلام سرا بيني و بينه فبشرني بالخلافة و قال لي: اذا ملكت هذا الأمر فأحسن الي ولدي. ثم انصرفنا و كنت أجرأ ولد أبي عليه، فلما خلا المجلس قلت: يا أميرالمؤمنين! و من هذا الرجل الذي أعظمته و أجللته و قمت من مجلسك اليه فاستقبلته و أقعدته في صدر المجلس و جلست دونه، ثم أمرتنا بأخذ الركاب له قال: هذا امام الناس و حجة الله علي خلقه و خليفة علي عباده فقلت: يا أميرالمؤمنين أو ليست هذه الصفات كلها لك و فيك! فقال: أنا امام الجماعة في الظاهر بالغلبة و القهر و موسي بن



[ صفحه 249]



جعفر امام حق، و الله يا بني انه لاحق بمقام رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم مني و من الخلق جميعا، و و الله لو نازعتني في هذا الأمر لأخذت الذي فيه عيناك لأن الملك عقيم. فلما أراد الرجل من المدينة الي مكة أمر بصرة سوداء فيها مائتا دينار ثم أقبل علي الفضل فقال له: اذهب الي موسي بن جعفر و قل له: يقول لك أميرالمؤمنين: نحن في ضيقة و سيأتيك برنا بعد هذا الوقت، فقمت في وجهه فقلت: يا أميرالمؤمنين: تعطي أبناء المهاجرين و الأنصار و سائر قريش و بني هاشم و من لا تعرف حسبه و نسبه خمسة آلاف دينار الي ما دون و تعطي موسي بن جعفر و قد عظمته و أجللته مائتي دينار، و أخس عطية أعطيتها أحدا من الناس؟ فقال: اسكت لا أم لك، فاني لو أعطيته هذا ما ضمنته له، ما كنت آمنه أن يضرب وجهي غدا بمائة ألف سيف من شيعته و مواليه و فقر هذا و أهل بيته أسلم لي و لكم من بسط أيديهم و اغنائهم. [21] .

و جاء في عيون أخبار الرضا: فلما نظر الي ذلك مخارق المغني دخله في ذلك غيظ فقام الي الرشيد فقال: يا أميرالمؤمنين قد دخلت المدينة و أكثر أهلها يطلبون مني شيئا و ان خرجت و لم أقسم فيهم شيئا لم يتبين لهم تفضل أميرالمؤمنين علي، و منزلتي عنده فأمر له بعشرة آلاف دينار فقال له: يا أميرالمؤمنين هذا لأهل المدينة، و علي دين أحتاج أن أقضيه فأمر له بعشرة آلاف دينار أخري، فقال له: يا أميرالمؤمنين بناتي أريد أن أزوجهن و أنا محتاج الي جهازهن فأمر له بعشرة آلاف دينار أخري فقال له: يا أميرالمؤمنين لابد من غلة تعطينيها ترد علي و علي عيالي و بناتي و أزواجهن القوت فأمر له باقطاع ما يبلغ غلته في السنة عشرة آلاف دينار و أمر أن يعجل ذلك له من ساعته. ثم قام مخارق من فوره و قصد موسي بن جعفر عليه السلام و قال له: قد وقفت علي ما عاملك به هذا الملعون و ما أمر لك به و قد احتلت عليه لك و أخذت منه



[ صفحه 250]



صلات ثلاثين ألف دينار و أقطاعا تغل في السنة عشرة آلاف دينار و لا و الله يا سيدي ما احتاج الي شي ء من ذلك و ما أخذته الا لك و أنا أشهد لك بهذه الأقطاع و قد حملت المال اليك. فقال عليه السلام: بارك الله لك في مالك، و أحسن جزاك ما كنت لآخذ منه درهما واحدا و لا من هذه الأقطاع شيئا و قد قبلت صلتك و برك فانصرف راشدا و لا تراجعني في ذلك فقبل يده و انصرف. [22] .

و قد يرد بعض الاختلافات الجزئية حسب مصدر الرواية و الراوون و لكن يبقي الجوهر واحد فعن التظليل و الذي ورد سابقا جاء في بحارالأنوار: سأل محمد بن الحسن أباالحسن موسي عليه السلام بمحضر من الرشيد و هو بمكة، فقال له: أيجوز للمحرم أن يظل عليه محمله؟ فقال له عليه السلام: لا يجوز له ذلك مع الاختيار فقال له محمد بن الحسن: أفيجوز أن يمشي تحت الظلال مختارا؟ فقال له: نعم. فتضاحك محمد بن الحسن من ذلك،فقال له أبوالحسن عليه السلام أتعجب من سنة النبي و تستهزي ء بها، ان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم كشف ظلاله في احرامه و مشي تحت الظلال و هو محرم، ان أحكام الله تعالي يا محمد لا تقاس فمن قاس بعضها علي بعض فقد ضل عن السبيل فسكت محمد بن الحسن لا يرجع جوابا [23] ، و مهما كان من أمر بالدلالة واضحة و ان لأعداء أبوابا سرعان ما تغلق بقوة الايمان، حيث يدحض عليه السلام بطلهم و يتجاوز ترهاتهم من أجل هدايتهم كاظما غيظه آخذا اياهم بحلمه عسي الله أن يهديهم سواء السبيل الي دينه الحق..



[ صفحه 251]




پاورقي

[1] سورة الأعراف، الآية: 31.

[2] سورة البقرة، الآية: 219.

[3] الكافي، ج 6، ص 407.

[4] البحار، ج 48، ص 158.

[5] الكافي، ج 6، ص 412.

[6] الفروع من الكافي، ج 4، باب الظلال للحرم، ص 350.

[7] قرب الاسناد، ص 170.

[8] الاحتجاج للطبرسي، ج 2، ص 327.

[9] الطبرسي، ج 2، ص 325. - بحارالأنوار، ج 3، ص 295.

[10] سورة يس، الآية: 82.

[11] الاحتجاج، ج 2، ص 326. - البحار، ج 295، 3.

[12] سورة طه، الآية: 5.

[13] البحار، ج 3، ص 336.

[14] سورة النجم، الآيتان: 9، 8.

[15] بحارالأنوار، ج 3، ص 313.

[16] سورة طه، الآية: 121.

[17] بحارالأنوار، ج 5، ص 25.

[18] سورة هود، الآية: 7.

[19] بحارالأنوار، ج 5، ص 26.

[20] بحارالأنوار، ج 5، ص 27.

[21] بحارالأنوار، ج 48، ص 129 و 131. - الاحتجاج، ص 213.

[22] عيون أخبار الرضا عليه السلام، ج 1، ص 88.

[23] بحارالأنوار، ج 2، ص 289.