بازگشت

وصف موسي


و يكظم موسي غيظه عليه سلام الله و يسبط كفه بما ملكت يداه... و ما خفق به قلبه من ايمان و صدق و عمل و عطاء و سخاء و خير... (من سمعت شتمه اياك باليمني ثم اعتذر باليسري كأنه لم يقل شيئا)... (و العافين عن الناس). [1] .

و ذلك المهدي يري مناما فيحاول؟!! (يقول ابن عبد ربه ان المهدي رأي في منامه شريكا القاضي مصروفا وجهه عنه، فلما انتبه قص رؤياه علي الربيع فقال: ان شريكا مخالف لك، فانه فاطمي محض، قال المهدي: علي بشريك فأتي به، فلما دخل عليه قال: بلغني أنك فاطمي قال: أعيذك بالله أن



[ صفحه 258]



تكون غير فاطمي الا أن تعني فاطمة بنت كسري قال: لا و لكن أعني فاطمة بنت محمد قال: فلتلعنها؟ قال: لا معاذ الله. قال: فما تقول فيمن يلعنها؟ قال: عليه لعنة الله. قال: فالعن هذا - يعني الربيع - قال: لا و الله ما ألعنها يا أميرالمؤمنين. قال له شريك: يا ماجن فما ذكرت لسيدة نساء العالمين و ابنة سيد المرسلين في مجالس الرجال، قال المهدي: فما وجه المنام؟ قال: ان رؤياك ليست برؤيا يوسف عليه السلام و ان الدماء لا تستحل بالأحلام) [2] .

و لنسمع الي ما رواه الخطيب البغدادي باسناده عن عيسي بن محمد بن مغيث القرظي و قد بلغ تسعين سنة قال: زرعت بطيخا و قثاء و قرعا في موضع بالجوانية علي بئر يقال لها أم عظام فلما قرب الخير و استوي الزرع بغتني الجراد فأتي علي الزرع كله، و كنت غرمت علي الزرع و في ثمن جملين مائة و عشرين دينارا فبينما أنا جالس طلع موسي بن جعفر بن محمد عليهم السلام فسلم ثم قال: ايش حالك؟ فقلت: أصبحت كالصريم بغتني الجراد فأكل زرعي. قال: و كم غرمت فيه؟ قلت: مائة و عشرين دينارا مع ثمن الجملين فقال: يا عرفة زن لأبي المغيث مائة و خمسين دينارا، فربحك ثلاثين دينارا و الجملين. فقلت: يا مبارك ادخل و ادع لي فيها، فدخل و دعا و حدثني عن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم أنه قال: (تمسكوا ببقايا المصائب) ثم علقت عليه الجملين و سقيته فجعل الله فيها البركة و زكت فبعث منها بعشرة آلاف. [3] .

فهل يستوي الذين يفعلون الخير مع الذين يقطعون دابره...

كبر مقتا عند الله أن يقولوا ما لا يفعلون.. انما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق لقد بعث رسول الله رحمة للعالمين... فلعنة الله علي الظالمين و علي الظانين بالله ظن السوء.



[ صفحه 259]



يقول أحمد بن خالد البرقي عن محمد بن عباد المهلبي: لما حبس هارون الرشيد موسي بن جعفر عليه السلام و أظهر الدلائل و المعجزات و هو في الحبس دعا الرشيد يحيي بن خالد البرمكي و سأله تدبيرا في شأن موسي عليه السلام فقال: الذي أراه لك أن تمن عليه و تصل رحمه، فقال الرشيد: انطلق اليه و أطلق عنه الحديد و أبلغه عني السلام و قل له: يقول لك ابن عمك انه قد سبق مني فيك يمين أن لا أخليك حتي تقر لي بالاساءة و تسألني العفو عما سلف منك و ليس عليك في اقرارك عار و لا في مسألتك اياي منقصة و هذا يحيي و هو ثقتي و وزيري فله بقدر ما أخرج من يميني و انصرف راشدا. فقال عليه السلام: يا أبا علي أنا ميت و انما بقي من أجلي أسبوع، اكتم موتي و ائتني يوم الجمعة وصل أنت و أوليائي علي فرادي، و انظر اذا سار هذا الطاغية الي الرقة و عاد الي العراق لا يراك و لا تراه و احتل لنفسك فاني رأيت في نجمك و نجم ولدك و نجمه أنه يأتي عليكم فاحذروه، ثم قال له: يا أبا علي أبلغه عني: يقول موسي بن جعفر رسولي يأتيك يوم الجمعة و يخبرك بما يري و ستعلم غدا اذا جاثيتك بين يدي الله من الظالم و المتعدي علي صاحبه.

فلما أخبره بجوابه قال هارون: ان لم يدع النبوة بعد أيام فما أحسن حالنا، فلما كان يوم الجمعة توفي أبوابراهيم عليه السلام.

و روي الخطيب البغدادي باسناده عن محمد بن موسي قال: خرجت مع أبي الي ضياعه (بساية) فأصبحنا في غداة باردة و قد دنونا منها و أصبحنا علي عين من عيون ساية فخرج الينا من تلك الضياع عبد زنجي فصيح مستذفر بخرقة، علي رأسه قدر فخار يفور، فوقف علي الغلمان فقال: أين سيدكم؟ قالوا: هو ذاك، قال: أبو من يكني؟ قال له: أبوالحسن، قال: فوقف عليه فقال: سيدي، يا أباالحسن هذه عصيدة أهديتها اليك، قال: ضعها عند الغلمان، فأكلوا منها قال: ثم ذهب فلم نقل بلغ حتي خرج علي رأسه حزمة حطب حتي وقف فقال له: سيدي هذا حطب أهديت اليك، قال: ضعه عند



[ صفحه 260]



الغلمان وهب لنا نارا، فذهب فجاء بنار، قال: و كتب أبوالحسن اسمه و اسم مولاه فدفعه الي و قال: يا بني احتفظ بهذه الرقعة حتي أسألك عنها، قال: فوردنا الي ضياعه و أقام بها ما طاب له ثم قال: امضوا بنا الي زيارة البيت، قال: فخرجنا حتي و ردنا مكة، فلما قضي أبوالحسن عليه السلام عمرته دعا صاعدا فقال: اذهب فاطلب لي هذا الرجل، فاذا علمت بموضعه فأعلمني حين أمشي اليه، فاني أكره أن أدعوه و الحاجة لي. قال لي صاعد: فذهبت حتي وقفت علي الرجل، فلما رآني عرفني - و كنت أعرفه و كان يتشيع - فلما رآني سلم علي و قال: أبوالحسن قدم؟ قلت: لا. قال: فأيش أقدمك؟ قلت: حوائج و قد كان علم بمكانه بساية فتتبعني و جعلت أتقضي منه و يلحقني بنفسه، فلما رأيت أني لا أنفلت منه، مضيت الي مولاي و مضي معي حتي أتيته، فقال: ألم أقل لك لا تعلمه؟ فقلت: جعلت فداك لم أعلمه، فسلم عليه فقال له أبوالحسن عليه السلام: غلامك فلان تبيعه؟ قال له: جعلت فداك، الغلام لك و الضيعة و جميع ما أملك قال: أما الضيعة فلا أحب أن أسلبكها و قد حدثني أبي عند جدي أن بائع الضيعة ممحوق و مشتريها مرزوق، قال: فجعل الرجل يعرضها عليه مدلا بها، فاشتري أبوالحسن الضيعة و الرقيق منه بألف دينار و أعتق العبد و وهب له الضيعة. [4] .


پاورقي

[1] سورة آل عمران، الآية: 134.

[2] مناقب، ج 3، ص 114.

[3] تاريخ بغداد، ج 13، ص 29.

[4] تاريخ بغداد، ج 13، ص 29.