بازگشت

دعاة الامام


و هذا درس و لا أكبر من ذلك في الطريق التي رسمها الاسلام. و نطقت بها الشريعة و جوهرتها العقيدة... مثال ابراهيم الجمال مع الوزير علي بن يقطين واحد من أصحاب موسي بن جعفر عليه السلام و الذين بلغ عددهم مائتين و واحد و ثمانين شخصا من الخلص حفظة الشريعة و الذابين عن دين الله، الآمرين بالمعروف الناهين عن المنكر و المليئة بهم و باحتجاجاتهم الكتب و في رجال البرقي ذلك العدد و لربما أريد به الأعلام و النابهين حيث ان المنتهين الي مدرسة الصادق عليه السلام بقوا بعد وفاة الامام ينتهلون من علم الامام الكاظم عليه السلام و يتلقون منه الفقه و العلوم و قد قام الكثيرون منهم بدور مهم في التأليف و التصنيف و نشر الحضارة الاسلامية فملئت المكتبة العربية و الاسلامية في عصرهم بنتاجهم القيم الذي دل بحق علي أن لهم اليد الطولي في رفع منار العلم و تقويم الأخلاق و تهذيب الأفكار.

و من الكتب الناطقة بفضلهم لسان الميزان و جامع الرواة و رجال ابن داود و الوجيزة للنجاشي و رجال الكشي و غير ذلك. و هذه الكوكبة من أصحاب الامام عليه السلام و رواة حديثه و حملة علمه كشفت لنا جانبا مهما من حياة الامام عليه السلام و دللت علي أهمية الدور الذي قام به في رفع منار العلم و تشييد صروحه و نشر الوعي الثقافي في ربوع العالم مما دل علي أن النهضة الفكرية



[ صفحه 267]



كانت تستند الي أئمة أهل البيت عليهم السلام.

لقد كان من أصحاب الكاظم عليه السلام عبدالله بن جندب البجلي كان مجتهدا جليل القدر. [1] .

و قد سأله مرة: ألست عني راضيا؟ قال عليه السلام: اي و الله و رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و الله عنك راض. [2] .

و قال يونس بن عبدالرحمن: رأيت عبدالله بن جندب و قد أفاض من عرفة فقلت له: قد رأي الله اجتهادك منذ اليوم، فقال لي عبدالله: و الله الذي لا اله الا هو، لقد وقفت موقفي هذا و أفضت ما سمعني الله دعوت لنفسي بحرف واحد لأني سمعت أباالحسن عليه السلام يقول: الداعي لأخيه المؤمن بظهر الغيب ينادي من أعنان السماء: لك بكل واحدة مائة ألف فكرهت أن أدع مائة ألف مضمونة لواحدة لا أدري أجاب اليها أم لا؟


پاورقي

[1] رجال أبي داود، ص 200، رقم 832.

[2] اختيار معرفة الرجال، ص 585، رقم 1096.