بازگشت

الأسد و عصا موسي


و من تلك المعجزات التي خص بها الله سبحانه أولياءه ما روي ابن الوليد عن الصفار و سعد معا عن ابن عيسي عن الحسن، عن أخيه، عن أبيه علي بن يقطين قال: استدعي الرشيد رجلا يبطل به أمر أبي الحسن موسي بن



[ صفحه 285]



جعفر عليه السلام و يقطعه و يخجله في المجلس، فانتدب له رجل معزم، فلما أحضرت المائدة عمل ناموسا علي الخبز فكان كلما رام خادم أبي الحسن عليه السلام تناول رغيف من الخبز طار من بين يديه، و استفز هارون الفرح و الضحك لذلك، فلم يلبث أبوالحسن عليه السلام أن رفع رأسه الي أسد مصور علي بعض الستور فقال له: يا أسد الله خذ عدو الله قال: فوثبت تلك الصورة كأعظم ما يكون من السباع، فافترست ذلك المعزم فخر هارون و ندماؤه علي وجوههم مغشيا عليهم، و طارت عقولهم خوفا من هول ما رأوه، فلما أفاقوا من ذلك بعد حين، قال هارون لأبي الحسن عليه السلام: أسألك بحقي عليك لما سألت الصورة أن ترد الرجل فقال: ان كانت عصا موسي ردت ما ابتلعته من حبال القوم و عصيهم، فان هذه الصورة ترد ما ابتلعته من هذا الرجل، فكان ذلك أعمل الأشياء في افاقة نفسه. [1] .

لم يكن للرشيد من هم الا الاساءة للامام عليه السلام فقد قتله الحسد و الغيرة و أعمي ناظريه و بصيرته الحقد الذي يأكل نفسه ويح نفسه يوم الله... و ويل للظالمين.

انها القدرة التي أعطاها سبحانه لأوليائه المؤمنين الصالحين أو لم يعطي المسيح عيسي ابن مريم عليه السلام القدرة ليشفي الأكمه و الأبرص باذن الله، و كذلك أعطي نوحا و لوطا... و فدي اسماعيل بالكبش و حمي كعبته فأرسل الطير الأبابيل و استسقي أبوطالب بكرامة محمد صلي الله عليه و آله و سلم، و الوحي و التنزيل معجزة المعجزات... و تلك عصا موسي تلقف ما صنعوا، و يضرب بعصاه البحر...!!

و هذا الامام موسي بن جعفر عليه السلام كم من معجزة له كي يرعوي أولئك الظلمة الفراعنة، كي يؤمنون و يتوبوا... (انما نمد لهم مدا) يعرف الرشيد



[ صفحه 286]



و يخلف.. يبكي لما سيجري لولداه فقد أخبره بذلك الامام عليه السلام و بالرغم من ذلك يكفر و كفره ذو عذاب أليم كم من مرة حاول اهانة الامام و كم من مرة جرجر به من المدينة الي العراق و كم أهانه بكلمات جارحات و الكاظم الغيظ عليه السلام يحلفه بصلة الرحم و بالقربي و بمعجزات الكلام و بالمغيبات و الطاغية الفرعون في طغيانه يعمه.. أراد اطفاء نور الله و لكن الله متم نوره...

عن سليمان بن عبدالله قال: كت عند أبي الحسن موسي عليه السلام قاعدا فأتي بامرأة قد صار وجهها قفاها فوضع يده اليمني في جبينها و يده اليسري من خلف ذلك، ثم عصر وجهها عن اليمين، ثم قال: (ان الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم) [2] فرجع وجهها فقال: احذري أن تفعلي كما فعلت. قالوا: يا ابن رسول الله و ما فعلت؟ فقال: ذلك مستور الا أن تتكلم به، فسألوها فقالت: كانت لي ضرة فقمت أصلي فظننت أن زوجي معها فالتفت اليها فرأيتها قاعدة و ليس هو معها، فرجع وجهها علي ما كان. [3] .

روي أحمد بن محمد عن أحمد بن أبي محمود الخراساني عن عثمان بن عيسي قال: رأيت أباالحسن عليه السلام في حوض من حياض ما بين مكة و المدينة عليه ازار، و هو في الماء فجعل يأخذ الماء في فيه ثم يمجه و هو يصفر فقلت: هذا خير من خلق الله في زمانه و يفعل هذا!! ثم دخلت عليه بالمدينة فقال لي: أين نزلت؟ فقلت له: نزلت أنا و رفيق لي في دار فلان فقال: بادروا و حولوا ثيابكم و اخرجوا منها الساعة قال: فبادرت و أخذت ثيابنا و خرجنا فلما صرنا خارجا من الدار انهارت الدار. [4] .

و روي الحسن بن علي بن النعمان عن عثمان بن عيسي قال: وهب



[ صفحه 287]



رجل جارية لابنه فولدت أولادا فقالت الجارية بعد ذلك: قد كان أبوك و طأني قبل أن يهبني لك. فسئل أبوالحسن عليه السلام عنها فقال: لا تصدق انما تفر من سوء خلقه، فقيل ذلك للجارية فقالت: صدق و الله ما هربت الا من سوء خلقه.

[5] .

و روي محمد بن عيسي عن حماد بن عيسي قال: دخلت علي أبي الحسن عليه السلام بالبصرة فقلت له: جعلت فداك ادع الله تعالي أن يرزقني دارا و زوجة و ولدا و خادما و الحج في كل سنة. قال: فرفع يده ثم قال: اللهم صل علي محمد و آل محمد و ارزق حماد بن عيسي دارا و زوجة و ولدا و خادما و الحج خمسين سنة، قال حماد: فلما اشترط خمسين سنة علمت أني لا أحج أكثر من خمسين سنة، قال حماد: و قد حججت ثمانية و أربعين سنة و هذه داري قد رزقتها و هذه زوجتي و راء الستر تسمع كلامي و هذا ابني و هذه خادمتي و قد رزقتها كل ذلك، فحج بعد هذا الكلام حجتين تمام الخمسين ثم خرج بعد الخمسين حاجا فزامل أباالعباس النوفلي فلما صار في موضع الاحرام دخل يغتسل فجاء الوادي فحمله فغرق فمات، رحمنا الله و اياه قبل أن يحج زيادة علي الخمسين و قبره بسيالة. [6] .

و حدث أحمد بن محمد عن القاسم عن جده عن يعقوب بن ابراهيم الجعفري قال: سمعت ابراهيم بن وهب و هو يقول: خرجت و أنا أريد أباالحسن بالعريض فانطلقت حتي أشرفت علي قصر بني سراة ثم انحدرت الوادي فسمعت صوتا لا أري شخصه و هو يقول: يا أباجعفر صاحبك خلف القصر عند السدة فأقرئه مني السلام، فالتفت فلم أر أحدا ثم رد علي الصوت باللفظ الذي كان، ثم فعل ذلك ثلاثا فاقشعر جلدي ثم انحدرت في الوادي



[ صفحه 288]



حتي أتيت قصد الطريق الذي خلف القصر، و لم أطأ في القصر، ثم أتيت السد نحو السمرات [7] ، ثم انطلقت قصد الغدير، فوجدت خمسين حيات روافع من عند الغدير، ثم استمعت فسمعت كلاما و مراجعة فطفقت بنعلي ليسمع وطئي، فسمعت أباالحسن يتنحنح، فتنحنحت و أجبته ثم هجمت فاذا حية متعلقة بساق شجرة فقال: لا تخشي و لا ضائر. فرمت بنفسها ثم نهضت علي منكبيه، ثم أدخلت رأسها في أذنه فأكثرت من الصفير، فأجاب: بلي قد فصلت بينكم و لا ينبغي خلاف ما أقول الا ظالم، و من ظلم في دنياه فله عذاب النار في آخرته مع عقاب شديد، أعاقبه اياه و آخذ ما له ان كان له حتي يتوب، فقلت: بأبي أنت و أمي ألكم عليهم طاعة؟ فقال: نعم و الذي أكرم محمدا صلي الله عليه و آله و سلم بالنبوة، و أعز عليا عليه السلام بالوصية و الولاية انهم لأطوع لنا منكم، يا معشر الانس و قليل ما هم. [8] .

و جاء في بصائر الدرجات عن الحسين بن محمد عن المعلي عن الوشاء، عن محمد بن علي عن خالد الجوان قال: دخلت علي أبي الحسن عليه السلام و هو في عرصة داره، و هو يومئذ بالرميلة (منزل في طريق البصرة) فلما نظرت اليه قلت: بأبي أنت و أمي يا سيدي! مظلوم، مغصوب، مضطهد - في نفسي - ثم دنوت منه فقبلت ما بين عينيه و جلست بين يديه، فالتفت الي فقال: يا ابن خالد نحن أعلم بهذا الأمر، فلا تتصور هذا في نفسك قال: قلت: جعلت فداك و الله ما أردت بهذا شيئا قال: فقال: نحن أعلم بهذا الأمر من غيرنا لو أردنا أزف الينا، و ان لهؤلاء القوم مدة و غاية لابد من الانتهاء اليها قال: فقلت: لا أعود أصير في نفسي شيئا أبدا قال: فقال: لا تعد أبدا. [9] .



[ صفحه 289]



يعرفون الحق و يحرفون و بأم أعينهم يرون النور فيغمضون الأجفان ليكذبوا علي أنفسهم. فهل هناك (أظلم ممن افتري علي الله كذبا) [10] ويل لولاة الجور و طغاة العصور و كفار الصدور يوم تصير أجسادهم الي القبور و نفوسهم طي السطور و أرواحهم يقبضها عزرائيل... يوم يسألهم منكر و نكير و تشهد أيديهم و ألسنتهم عن كل جور و فجور... و عما حوته لهم القصور و ماذا وسوست لهم شياطينهم و ماذا جنت أيديهم.. أين المفر يوم لا مفر أالي سقر من سفر ويل لهم في الحفر.. من ظلمهم للبشر (الي ربك يومئذ المستقر) [11] .

يروي ابن الوليد عن أحمد بن ادريس عن محمد بن أحمد عن محمد بن اسماعيل العلوي قال: حدثني محمد بن الزبرقان الدامغاني قال: قال أبوالحسن موسي بن جعفر عليه السلام: لما أمر هارون الرشيد بحملي دخلت عليه فسلمت فلم يرد السلام و رأيته مغضبا، فرمي الي بطومار فقال: اقرأه فاذا فيه كلام، قد علم الله عزوجل براءتي منه، و فيه أن موسي بن جعفر يجبي اليه خراج الآفاق من غلاة الشيعة ممن يقول بامامته، يدينون الله بذلك و يزعمون أنه فرض عليهم الي أن يرث الله الأرض و من عليها، و يزعمون أنه من لم يذهب اليه بالعشر و لم يصل بامامتهم، و لم يحج باذنهم، و يجاهد بأمرهم، و يحمل الغنيمة اليهم و يفضل الأئمة علي جميع الخلق و يفرض طاعتهم مثل طاعة الله و طاعة رسوله فهو كافر حلال ماله و دمه، و فيه كلام شناعة مثل المتعة بلا شهود، و استحلال الفروج بأمره و لو بدرهم، و البراءة من السلف و يلعنون عليهم في صلاتهم و يزعمون أن من لم يتبرأ منهم فقد بانت امرأته و من آخر الوقت فلا صلاة له لقول الله تبارك و تعالي (أضاعوا الصلاة و اتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا) [12] يزعمون أنه واد في جهنم و الكتاب



[ صفحه 290]



طويل و أنا قائم أقرأ و هو ساكت فرفع رأسه و قال: اكتفيت بما قرأت فكلم بحجتك بما قرأته، قلت: يا أميرالمؤمنين و الذي بعث محمدا صلي الله عليه و آله و سلم بالنبوة ما حمل الي أحد درهما و لا دينارا من طريق الخراج لكنا معاشر آل أبي طالب نقبل الهدية التي أحلها الله عزوجل لنبيه صلي الله عليه و آله و سلم في قوله: لو أهدي لي كراع لقبلت، و لو دعيت الي ذراع لأجبت، و قد علم أميرالمؤمنين ضيق ما نحن فيه و كثرة عدونا، و ما منعنا السلف من الخمس الذي نطق لنا به الكتاب فضاق بنا الأمر و حرمت علينا الصدقة و عوضنا الله عزوجل عنها الخمس و اضطررنا الي قبول الهدية و كل ذلك مما علمه أميرالمؤمنين، فلما تم كلامي سكت. ثم قلت: ان رأي أميرالمؤمنين أن يأذن لابن عمه في حديث عن آبائه عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم فكأنه اغتنمها فقال: مأذون لك هاته. فقلت: حدثني أبي عن جدي يرفعه الي النبي صلي الله عليه و آله و سلم: ان الرحم اذا مست رحما تحركت و اضطربت فان رأيت أن تناولني يدك فأشار بيده الي. ثم قال: ادن، فدنوت فصافحني و جذبني الي نفسه مليا ثم فارقني و قد دمعت عيناه فقال لي: اجلس يا موسي فليس عليك بأس، صدقت و صدق جدك و صدق النبي صلي الله عليه و آله و سلم لقد تحرك دمي، و اضطربت عروقي و اعلم أنك لحمي و دمي و أن الذي حدثتني به صحيح، و اني أريد أن أسألك عن مسألة فان أجبتني، أعلم أنك صدقتني خليت عنك، و وصلتك و لم أصدق ما قيل فيك، فقلت: ما كان علمك عندي أجبتك فيه. فقال: لم لا تنهون شيعتكم عن قولهم لكم يا ابن رسول الله و أنتم ولد علي و فاطمة انما هي وعاء، و الولد ينسب الي الأب لا الي الأم فقلت: ان رأي أميرالمؤمنين أن يعفيني من هذه المسألة فعل؟ فقال: لست أفعل أو أجبت فقلت: فأنا في أمانك أن لا يصيبني من آفة السلطان شي ء؟ فقال: لك الأمان قلت: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم (و وهبنا له اسحاق و يعقوب كلا هدينا و نوحا هدينا من قبل و من ذريته داود و سليمان و أيوب و يوسف و موسي و هارون و كذلك نجزي المحسنين (84) و زكريا و يحيي



[ صفحه 291]



و عيسي) [13] ، فمن أبوعيسي؟ فقال: ليس له أب انما خلق من كلام الله عزوجل و روح القدس فقلت: انما ألحق عيسي بذراري الأنبياء من قبل مريم، و ألحقنا بذراري الأنبياء من قبل فاطمة لا من قبل علي عليه السلام فقال: أحسنت أحسنت يا موسي زدني من مثله. فقلت: اجتمعت الأمة برها و فاجرها أن حديث النجراني حين دعاه النبي صلي الله عليه و آله و سلم الي المباهلة لم يكن في الكساء الا النبي و علي و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السلام فقال الله تبارك و تعالي: (فمن حآجك فيه من بعد ما جآءك من العلم فقل تعالوا ندع أبنآءنا و أبنآءكم و نسآءنا و نسآءكم و أنفسنا و أنفسكم) [14] فكان تأويل أبنائنا الحسن و الحسين، و نسائنا فاطمة، و أنفسنا علي بن أبي طالب، فقال: أحسنت، ثم قال أخبرني عن قولك: ليس للعم مع ولد الصلب ميراث، فقلت: أسألك يا أميرالمؤمنين بحق الله و بحق رسوله صلي الله عليه و آله و سلم أن تعفيني من تأويل هذه الآية و كشفها، و هي عند العلماء مستورة فقال: انك قد ضمنت لي أن تجيب فيما أسألك و لست أعفيك، فقلت: فجدد لي الأمان فقال: قد أمنتك. فقلت: ان النبي صلي الله عليه و آله و سلم لم يورث من قدر علي الهجرة فلم يهاجر، و ان عمي العباس قدر علي الهجرة فلم يهاجر، و انما كان في عدد الأساري عند النبي صلي الله عليه و آله و سلم و جحد أن يكون له الفداء فأنزل الله تبارك و تعالي علي النبي صلي الله عليه و آله و سلم يخبره بدفين له من ذهب، فبعث عليا عليه السلام فأخرجه من عند أم الفضل، و أخبر العباس بما أخبره جبرائيل عن الله تبارك و تعالي فأذن لعلي و أعطاه علامة الذي دفن فيه، فقال العباس عند ذلك: يا ابن أخي ما فاتني منك أكثر، و أشهد أنك رسول رب العالمين، فلما أحضر علي الذهب، فقال العباس: أفقرتني يا ابن أخي، فأنزل الله تبارك و تعالي: (ان يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا ممآ أخذ



[ صفحه 292]



منكم و يغفر لكم) [15] ، و قوله (و الذين ءامنوا و لم يهاجروا) [16] . ثم قال: (و ان استنصروكم في الدين فعليكم النصر) [17] فرأيته قد اغتم ثم قال: أخبرني من أين قلتم ان الانسان يدخله الفساد من قبل النساء لحال الخمس الذي لم يدفع الي أهله؟ فقلت: أخبرك يا أميرالمؤمنين بشرط أن لا تكشف هذا الباب لأحد ما دمت حيا، و عن قريب يفرق الله بيننا و بين من ظلمنا. و هذه مسألة لم يسألها أحد من السلاطين غير أميرالمؤمنين قال: و لا تيم و لا عدي و لا بنوأمية و لا أحد من آبائنا؟ قلت: ما سئلت و لا سئل أبو عبدالله جعفر بن محمد عنها. قال: فان بلغني عنك أو عن أحد من أهل بيتك كشف ما أخبرتني به رجعت عما آمنتك فقلت: لك علي ذلك فقال: أحببت أن تكتب لي كلاما موجزا له أصول و فروع، يفهم تفسيره و يكون ذلك سماعك من أبي عبدالله عليه السلام فقلت: نعم و علي عيني يا أميرالمؤمنين قال: فاذا فرغت فارفع حوائجك، و قام و وكل بي من يحفظني و بعث الي في كل يوم بمائدة سرية. فكتبت: بسم الله الرحمن الرحيم أمور الدنيا أمران أمر لا اختلاف فيه و هو اجماع الأمة علي الضرورة التي يضطرون اليها و الاخبار المجتمع عليها المعروض عليها شبهة، و المستنبط منها كل حادثة و أمر يحتمل الشك و الانكار، و سبيل استنصاح أهله الحجة عليه. فما ثبت لمنتحليه من كتاب مستجمع علي تأويله، أو سنة عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم لا اختلاف فيها، أو قياس تعرف العقول عدله، ضاق علي من استوضح تلك الحجة ردها، و وجب عليه قبولها، و الاقرار و الديانة بها، و ما لم يثبت لمنتحليه به حجة من كتاب مستجمع علي تأويله، أو سنة عن النبي عليه السلام لا اختلاف فيها، أو قياس تعرف العقول عدله، وسع خاص الأمة و عامها الشك فيه و الانكار له. كذلك، هذان الأمران من أمر التوحيد فما



[ صفحه 293]



دونه، الي أرش الخدش فما دونه فهذا المعروض الذي يعرض عليه أمر الدين فما ثبت لك برهانه اصطفيته و ما غمض عنك ضوؤه نفيته و لا قوة الا بالله و حسبنا الله و نعم الوكيل. فأخبرت الموكل بي أني قد فرغت من حاجته، فأخبره فخرج و عرضت عليه فقال: أحسنت هو كلام موجز جامع، فارفع حوائجك يا موسي، فقلت: يا أميرالمؤمنين أول حاجتي اليك أن تأذن لي في الانصراف الي أهلي، فاني تركتهم باكين آيسين من أن يروني أبدا. فقال: مأذون لك، ازدد؟ فقلت: يبقي الله أميرالمؤمنين لنا معاشر بني عمه، فقال: ازدد؟ فقلت علي عيال كثير، و أعيننا بعد الله ممدودة الي فضل أميرالمؤمنين و عادته، فأمر لي بمائة ألف درهم و كسوة و حملين و ردني الي أهلي مكرما. [18] .

و في الخرائج جاء عن محمد بن عبدالله عن صالح بن واقد الطبري قال: دخلت علي موسي بن جعفر عليه السلام فقال: يا صالح انه يدعوك الطاغية (يعني هارون) فيحبسك في محبسه و يسألك عني فقل اني لا أعرفه، فاذا صرت الي محبسه فقل من أردت أن تخرجه فأخرجه باذن الله تعالي، قال صالح: فدعاني هارون من طبرستان فقال: ما فعل موسي بن جعفر فقد بلغني أنه كان عندك؟ فقلت: و ما يدريني من موسي بن جعفر؟ أنت يا أميرالمؤمنين أعرف به و بمكانه، فقال: اذهبوا به الي الحبس. فوالله اني لفي بعض الليالي قاعد و أهل الحبس نيام اذا أنا به يقول: يا صالح، قلت: لبيك، قال: صرت الي هنا؟ قلت: نعم يا سيدي. قال: قم فاخرج و اتبعني، فقمت و خرجت، فلما صرنا الي بعض الطريق قال: يا صالح السلطان سلطاننا كرامة من الله أعطانا، قلت: يا سيدي فأين احتجز من هذا الطاغية؟ قال: عليك



[ صفحه 294]



ببلادك فارجع اليها فانه لن يصل اليك. قال صالح: فرجعت الي طبرستان فوالله ما سأل عني و لا دري أحبسني أم لا [19] .!



فان يك يا أميم علي دين

فعمران بن موسي يستدين



يقول هشام بن أحمر: كنت أسير مع أبي الحسن عليه السلام في بعض أطراف المدينة اذ ثني رجله عن دابته فخر ساجدا فأطال و أطال، ثم رفع رأسه و ركب دابته فقلت: جعلت فداك قد أطلت السجود؟! فقال: انني ذكرت نعمة أنعم الله بها علي فأحببت أن أشكر ربي [20] و قد رواه عنه علي بن عيطة و عنه أخذ ابن أبي عمير فأبوعلي فعلي و هذا ما جاء في الكافي.

و يركب دابته منشدا... فان يك يا أميم علي دين...

و تنهمر الدموع من مقلتيه و تخط دربها علي خديه تتلكأ... لا تريد مفارقته و بكل خشوع ينظر الي السماء و تتغلغل نظرته في البعيد البعيد.. سبحان الله.. و لا حول و لا قوة الا بالله.

و عن سهل عن الجاموراني عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه قال: رأيت أباالحسن عليه السلام يعمل في أرض له قد استنقعت قدماه في العرق فقلت: جعلت فداك أين الرجال؟ فقال: يا علي قد عمل باليد من هو خير مني في أرضه و من أبي فقلت: و من هو؟ فقال: رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و أميرالمؤمنين عليه السلام و آبائي كلهم كانوا قد عملوا بأيديهم و هو من عمل النبيين و المرسلين و الأوصياء و الصالحين. [21] .

و يتابع عمله في أرضه و يتم انشاده عليه السلام فعمران بن موسي يستدين و يردد عليه السلام:



[ صفحه 295]



فان يك يا أميم علي دين

فعمران بن موسي يستدين



و هذا ما قاله علي بن محمد عن اسحاق بن محمد النخعي عن محمد بن جمهور عن فضالة عن موسي بن بكر قال: ما أحصي ما سمعت أباالحسن موسي صلوات الله عليه ينشد [22] .



فان يك يا أميم علي دين

فعمران بن موسي يستدين



و أقول:



و ان بالظلم قد كبلت ظلما

فقبلي ثار من ظلم حسين



و اني كاظم و الله غيظي

و لو كالشن طاف بي الهتون



لأدعو بالصلاة لهدي قومي

و أسجد و السجود به الحنيف



أناجي خالق الأكوان ربي

و أشكر نعمة أني أكون



لرب البيت عبدا في صلاتي

و في نسكي و في ما أستعين



فأسأل عفوك اللهم عونا

اذا ما الموت جاء به السكون



بعفو منك راحة كل نفس

و عفو منك تطلبه العيون



و تستسقي الجوارح من رحيق

هو الترياق يسكبه الحنين



فتسري فيه رعشة كل حرف

من الآيات و الجفن الحزين



يداعبه الكري في ليل بؤس

و يردعه الذي فيه الأنين



لغرثي بانتظار رغيف عيش

تساقيهم من الضنك السنون



فان يك ممحل كفي فاني

و حق الله كفي تستدين



لتدفع غائلات الجوع عنهم

و شر البؤس عمن يستكين



و تحيي من موات النفس نفسا

بها لله تقفو تستبين



طريق الحق في أمر و نهي

و فعل فيه تسبيح و دين



فاني مذنب و الذنب مني

و عفوك واسع ربي هتون



هو الغيث الذي يحيي مواتا

و ينشي عالما و به البنون





[ صفحه 296]



أغثني منك عفوا في حياتي

و بعد الموت عفوك لي حصون



من التقوي لباسي يا الهي

رجائي نحو بابك لي يقين



روي ابراهيم بن أبي البلاد قال: قال لي أبوالحسن عليه السلام: اني أستغفر الله في كل يوم خمسة آلاف مرة. [23] .

عن كتاب البصائر عن محمد بن جعفر العاصي عن أبيه عن جده قال: حججت و معي جماعة من أصحابنا، فأتيت المدينة، فقصدنا مكانا ننزله فاستقبلنا أبوالحسن موسي عليه السلام علي حمار أخضر يتبعه طعام و نزلنا بين النخل و جاء و نزل و أتي بالطست و الماء و الأشنان فبدأ بغسل يديه و أدير الطست عن يمينه حتي بلغ آخرنا ثم أعيد الي من علي يساره حتي أتي الي آخرنا ثم قدم الطعام، فبدأ بالملح ثم قال: كلوا بسم الله الرحمن الرحيم، ثم ثني بالخل، ثم أتي بكتف مشوي فقال: كلوا بسم الله الرحمن الرحيم، فان هذا طعام كان يعجب رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، ثم أتي بالخل و الزيت فقال: كلوا بسم الله الرحمن الرحيم فان هذا طعام كان يعجب فاطمة عليهم السلام، ثم أتي بالسكباج [24] فقال: كلوا بسم الله الرحمن الرحيم فهذا طعام كان يعجب أميرالمؤمنين عليه السلام. ثم أتي بلحم مقلو فيه باذنجان فقال: كلوا بسم الله الرحمن الرحيم، فان هذا الطعام كان يعجب الحسن بن علي عليه السلام، ثم أتي بلبن حامض قد ثرد فيه فقال: كلوا بسم الله الرحمن الرحيم، فان هذا طعام كان يعجب الحسين بن علي عليه السلام ثم أتي بجبن مبرز (مطيب بالتوابل) فقال: كلوا بسم الله الرحمن الرحيم فان هذا طعام كان يعجب محمد بن علي عليه السلام ثم أتي (بتور) فيه بيض كالعجة فقال: كلوا بسم الله الرحمن الرحيم، فان هذا



[ صفحه 297]



طعام كان يعجب أبي جعفر عليه السلام ثم أتي بحلواء فقال: كلوا بسم الله الرحمن الرحيم فان هذا طعام كان يعجبني و رفعت المائدة فذهب أحدنا ليلقط ما كان تحتها فقال عليه السلام: انما ذلك في المنازل تحت السقوف، فأما في مثل هذا الموضع فهو لعافية الطير و البهائم.

ثم أتي بالخلال فقال: من حق الخلال أن تدير لسانك في فمك فما أجابك ابتلعته و ما امتنع ثم بالخلال تخرجه فتلفظه، و أتي بالطست و الماء فابتدي ء بأول من علي يساره حتي انتهي اليه فغسل ثم غسل من علي يمينه حتي أتي علي آخرهم ثم قال يا عاصم كيف أنتم في التواصل و التبار؟ فقال: علي أفضل ما كان عليه أحد فقال: أيأتي أحدكم عند الضيقة منزل أخيه فلا يجده فيأمر باخراج كيسه فيخرج فيفض ختمه فيأخذ من ذلك حاجته، فلا ينكر عليه؟! قال: لا. قال: لستم علي ما أحب من التواصل و الضيقة و الفقر. [25] .

يا سبحان الله أليس ذلك هو قمة التعاون و التعاضد... فأين من ذلك دعاة الاشتراكية لصوص الجيوب الذين ما هم لهم الا أنفسهم ضمنا و ظاهريا يتشدقون بالتفاني و بالتعاون و التكاتف و التواصل... فسلام الله عليك يا موسي بن جعفر يا من ضربت المثل بالتفاني من أجل الآخرين و جاهدت لحفظ عقيدة جدك تلك الذي بعث بها متمما للأخلاق.

و كما سبق لنا معرفة ما جري بالطالقاني الذي تاه مركبه في بحار الصين فضربته العاصفة و جمح به الموج علي لوح... و من خوف الرشيد و هلعه من أن يسمع الشعب القصة فيلتف حول الامام موسي بن جعفر عليه السلام... قتل الطالقاني.. لكنه ويله فهل يقتل الشمس كي لا ترسل أشعتها أو يذبح القمر كي لا يرسل ضياءه.



[ صفحه 298]



حدث أبوالأزهر ناصح ابن علية البرجمي مطولا فقال: جمعني مسجد بازاء دار السندي بن شاهك و ابن السكيت فتفاوضنا في العربية و معنا رجل لا نعرفه فقال: يا هؤلاء، أنتم الي اقامة دينكم أحوج منكم الي اقامة ألسنتكم و ساق الكلام الي امام الوقت و قال: ليس بينكم و بينه غير هذا الجدار، قلنا تعني المحبوس موسي؟ قال: نعم، قلنا: سترنا عليك فقم من عندنا خيفة أن يراك أحد جليسنا فنؤخذ بك قال: و الله لا يفعلون ذلك أبدا و الله ما قلت لكم الا بأمره و انه ليرانا و يسمع كلامنا و لو شاء أن يكون ثالثنا لكان قال: فقد شئنا فادعه الينا، فاذا قد أقبل رجل من باب المسجد داخلا كادت لرؤيته العقول أن تذهل، فعلمنا أنه موسي بن جعفر عليه السلام ثم قال: أنا هذا الرجل و تركنا و خرج من المسجد مبادرا، فسمعنا و جيبا شديدا و اذا السندي بن شاهك يعد و داخلا الي المسجد معه جماعة، فقلنا: كان معنا رجل فدعانا الي كذا و كذا، و دخل هذا الرجل المصلي و خرج ذاك الرجل و لم نره، فأمر بنا فأمسكنا ثم تقدم الي موسي و هو قائم في المحراب فأتاه من قبل وجهه و نحن نسمع فقال: يا ويحك كم تخرج بسحرك هذا و حيلتك من وراء الأبواب و الأغلاق و الأقفال و أردك فلو كنت هربت كان أحب الي من وقوفك ههنا، أتريد يا موسي أن يقتلني الخليفة؟ قال: فقال موسي و نحن و الله نسمع كلامه: كيف أهرب و لله في أيديكم موقت لي يسوق اليها أقداره، و كرامتي علي أيديكم، في كلام لله قال: فأخذ السندي بيده و مشي ثم قال للقوم: دعوا هذين و اخرجوا الي الطريق فامنعوا أحدا أن يمر من الناس حتي أتم أنا و هذا الي الدار. [26] .

فكيف يفسر هذا الخوف، كيف يريد السندي للامام الهرب و يكف يمنع المرور كي يأخذه بيده... ويح نفسه يوم لا ينفع نفسا شي ء الا ما قدمت... ان الامام عليه السلام يتخطي الأبواب و الأقفال باذن الله... يقوم بما أمر به.



[ صفحه 299]



أما أحضر آمن ذاك الذي عنده علم بحرف أو باسم عرش سبأ قبل أن يرتد طرف سليمان عليه السلام... الله وحده علام الغيوب و الله وحده يعطي علمه من يشاء اذا شاء و متي يشاء.. هو الذي أوحي سبحانه و تعالي لموسي أن يلقي عصاه... و في رواية أن الرشيد أمر حميد بن مهران الحاجب بالاستخفاف به عليه السلام فقال له: ان القوم قد افتتنوا بك بلا حجة فأريد أن يأكلني هذان الأسدان المصوران علي هذا المسند فأشار عليه السلام اليهما و قال: خذا عدو الله، فأخذاه و أكلاه ثم قالا: و ما الأمر أنأخذ الرشيد؟ قال: لا عودا الي مكانكما.

و لم يتعظ الرشيد كما لم يتعظ فرعون من قبله.

قال علي بن أبي حمزة: كان يتقدم الرشيد الي خدمه اذا خرج موسي بن جعفر من عنده أن يقتلوه، فكانوا يهمون به فيتداخلهم من الهيبة و الزمع، فلما طال ذلك أمر بتمثال من خشب و جعل له وجها مثل وجه موسي بن جعفر عليه السلام و كانوا اذا سكروا أمرهم أن يذبحوه بالسكاكين و كانوا يفعلون ذلك أبدا. فلما كان في بعض الأيام جمعهم في الموضع و هم سكاري و أخرج سيدي اليهم فلما بصروا به هموا به علي رسم الصورة فلما علم منهم ما يريدون كلمهم بالخزرية و التركية فرموا من أيديهم السكاكين و وثبوا الي قدميه فقبلوهما، و تضرعوا اليه و تبعوه الي أن شيعوه الي المنزل الذي يكان ينزل فيه فسألهم الترجمان عن حالهم فقالوا: ان هذا الرجل يصير الينا في كل عام، فيقضي أحكامنا، و يرضي بعضنا من بعض، و نستسقي به اذا قحط بلدنا، و اذا نزلت بنا نازلة فزعنا اليه، فعاهدهم أنه لا يأمرهم بذلك. فرجعوا [27] .

و رئي في بغداد امرأة تهرول فقيل: الي أين؟ قالت: الي موسي بن جعفر فانه حبس ابني، فقال لها حنبلي: انه مات في الحبس فقالت: بحق المقتول في



[ صفحه 300]



الحبس أن تريني القدرة فاذا بابنها قد أطلق و أخذ ابن المستهزي ء بجنايته.

و حكي أنه مغص بعض الخلفاء فعجز بختيشوع النصراني عن دوائه و أخذ جليدا فأذابه بدواء ثم أخذ ماء و عقده بدواء و قال: هذا الطب الا أن يكون مستجاب دعاء ذا منزلة عندالله يدعو لك فقال الخليفة: علي بموسي بن جعفر فأتي به فسمع في الطريق أنينه، فدعا الله سبحانه، و زال مغص الخليفة فقال له: بحق جدك المصطفي أن تقول بم دعوت لي؟ فقلت: اللهم كما أريته ذل معصيته، فأره عز طاعتي، فشفاه الله من ساعته. [28] . و قال علي بن أبي حمزة: كنت معتكفا في مسجد الكوفة اذ جاءني أبوجعفر الأول بكتاب مختوم من أبي الحسن عليه السلام فقرأت كتابه فاذا فيه: اذا قرأت كتابي الصغير الذي في جوف كتابي المختوم فاحرزه حتي أطلبه منك، فأخذ علي الكتاب فأدخله بيت بزة في صندوق مقفل في جوف قمطر في جوف حق مقفل و باب البيت مقفل و مفاتيح هذه الأقفال في حجرته فاذا كان الليل فهي تحت رأسه و ليس يدخل بيت البز غيره فلما حضر الموسم خرج الي مكة و أفاد بجميع ما كتب اليه من حوائجه فلما دخل عليه قال العبد الصالح عليه السلام: يا علي ما فعلت بالكتاب الصغير الذي كتبت اليك فيه أن احتفظ به. فحكيته، قال: اذا نظرت الي الكتاب أليس تعرفه؟ قلت بلي قال: فرفع مصلي تحته، فاذا هو قد أخرجه الي فقال: احتفظ به فلو تعلم ما فيه لضاق صدرك قال: فرجعت الي الكوفة و الكتاب معي فأخرجته من دروز جيبي عند ابطي فكان الكتاب «حياة علي في جيبه» فلما مات علي قال محمد و حسن ابناه: فلم يكن لنا هم الا الكتاب ففقدناه فعلمنا أن الكتاب قد صار اليه.

قال محمد بن الحسن: ان بعض أصحابنا كتب الي أبي الحسن الماضي عليه السلام يسأله عن الصلاة علي الزجاج قال: فلما نفذت كتابي اليه



[ صفحه 301]



تفكرت و قلت: هو مما تنبت الأرض و ما كان لي أن أسأله عنه؟ فقال: فكتب الي: لا تصل علي الزجاج و ان حدثتك نفسك أنه مما تنبت الأرض، و لكن من الملح و الرمل و هما ممسوخان.

و جاء في المناقب عن موسي بن جعفر عليه السلام عن آبائه عليهم السلام قال النبي صلي الله عليه و آله و سلم: (لما كلم الله موسي بن عمران علي جبل طور سيناء اطلع علي الأرض اطلاعة فخلق من نور وجهه العقيق و قال أقسمت علي نفسي أن لا أعذب كف لا بسك اذا تولي عليا بالنار) [29] .

و عن محمد بن أبي عمير: قلت لموسي بن جعفر عليه السلام تختم أميرالمؤمنين عليه السلام باليمين فقال: انما يتختم بيمينه لأنه امام أصحاب اليمين بعد رسول الله و قد مدح الله أصحاب اليمين و ذم أصحاب الشمال. [30] .

و في أمالي أبي عبدالله النيسابوري: أنه دخل الكاظم علي الصادق و الصادق علي الباقر و الباقر علي زين العابدين و زين العابدين علي الشهيد و كلهم فرحون و قائلون انه ناول النبي صلي الله عليه و آله و سلم عليا عليه السلام تفاحة فسقطت بيني يديه و صارت نصفين فخرج في وسطه مكتوب فيه من الطالب الغالب الي علي بن أبي طالب. [31] .

و قال موسي بن جعفر عليه السلام بينما رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم جالس اذ دخل عليه ملك له أربعة و عشرون وجها فقال له: حبيبي جبرائيل لم أرك في هذه الصورة؟ قال الملك: لست بجبرائيل أنا محمود بعثني الله أن أزوج النور من النور قال: من بمن قال: فاطمة من علي، فلما ولي الملك اذا بين كتفيه (محمد رسول الله علي وصيه)، فقال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: منذ كم كتب هذا بين



[ صفحه 302]



كتفيك؟ قال: من قبل أن يخلق الله آدم باثنين و عشرين ألف عام. [32] .

و عن مقاتل بن مقاتل عن مرازم عن موسي بن جعفر عليه السلام في قوله تعالي (و التين و الزيتون) قال الحسن و الحسين (و طور سنين) قال: علي بن أبي طالب (و هذا البلد الأمين) قال محمد صلي الله عليه و آله و سلم و (لقد خلقنا الانسان في أحسن تقويم) قال الأول: (ثم رددناه أسفل سافلين) ببغضه أميرالمؤمنين (الا الذين آمنوا و عملوا الصالحات) علي بن أبي طالب (فما يكذبك بعد بالدين) يا محمد ولاية علي بن أبي طالب [33] .

يقول الامام علي بن أبي طالب عليه السلام:



أتحسب أنك جرم صغير

و فيك انطوي العالم الأكبر



و أقول:


پاورقي

[1] أمالي الصدوق، ص 148. - مناقب، ج 3، ص 417.

[2] سورة الرعد، الآية: 11.

[3] تفسير العياشي، ج 1، ص 205.

[4] قرب الاسناد، ص 194.

[5] قرب الاسناد، ص 196.

[6] قرب الاسناد، ص 174.

[7] جمع سمرة و هو شجرة الطلح.

[8] بصائر الدرجات، ج 2، باب 18، ص 28.

[9] بصائر الدرجات، ج 3، باب 5، ص 34.

[10] سورة الأنعام، الآية: 21.

[11] سورة القيامة، الآية: 12.

[12] سورة مريم، الآية: 59.

[13] سورة الأنعام، الآيتان: 85، 84.

[14] سورة آل عمران، الآية: 61.

[15] سورة الأنفال، الآية: 70.

[16] سورة الأنفال، الآية: 72.

[17] سورة الأنفال، الآية: 72.

[18] الاختصاص، ص 54. - تحف العقول، ص 426. - الاحتجاج، ص 211 مع بعض التغيير.

[19] البحار، ج 48، ص 66.

[20] الكافي، ج 2، ص 98.

[21] الكافي، ج 5، ص 75.

[22] الكافي، ج 5، ص 94.

[23] البحار، ج 48، ص 119، رقم 36.

[24] طعام يصنع من اللحم مع الخل و الزعفران.

[25] مكارم الأخلاق، ص 165. - البحار، ج 48، ص 117.

[26] مناقب، ج 2، ص 363 -362. - البحار، ج 11، ص 304.

[27] مناقب، ج 3، ص 418.

[28] مناقب، ج 3، ص 422.

[29] مناقب، ج 3، ص 347.

[30] مناقب، ج 3، ص 348.

[31] مناقب، ج 2، ص 262.

[32] مناقب، ج 3، ص 398.

[33] مناقب، ج 3، ص 444.