بازگشت

المع شخصية


فالامام موسي عليه السلام هو ألمع شخصية في عصره آمن بامامته الكثير الكثير و عرف أحقيته بمنصب الخلافة ممن تقمصها حتي هارون نفسه قالها لابنه المأمون بأن الامام أولي منه بمنصبه هذا، لذلك امتلأ بالغيظ و الحقد و عينه و قلبه و فكره يؤمن و يري الامام في القمة العليا فضلا و مأثرة و علما و فقها و قربا من النبوة ألم يقل السلام عليك يا أبه و قال هارون يومها: أجل انه أبوه



[ صفحه 304]



حقا.. أراد الرشيد الفخر أمام الناس بقوله لرسول الله صلي الله عليه و آله و سلم السلام عليك يا ابن عم، و عندما قال الامام موسي السلام عليك يا أبه. أنشب الغيظ في أعماقه... فهو الحريص علي ملكه و سلطانه يضحي في سبيله بكل المقدسات ألم يقل للمأمون... «الملك عقيم... لو نازعني رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم لأخذت الذي فيه عيناه» فكيف يترك (موسي عليه السلام) ذلك الامام العظيم و ابن الرسول فكيف تطيب نفسه و موسي عليه السلام يدرج بين الناس و يقصده كل طالب فقه و علم من أقصي الدنيا... و هارون يتلصص ليل نهار و يتجسس لسماع مقولات الناس فكان لا يسمع الا الذكر العطر للامام موسي بن جعفر عليه السلام، و لا يري الا حب الناس و تفانيهم بالولاء له فيتميز غيظا و حقدا، ذلك الحقد الذي ورثه عن آبائه الذين نكلوا بالعلويين و ما زالت دماؤهم تعبق في تلك الأروقة و تفوح من تلك الآبار و العواميد و الاسطوانات و الجدران التي تصرخ ليل نهار بما فيها من ظلم و جور و طغيان. لقد طارد العباسيون العلويين في كل مكان و كانت وحشيتهم أكثر من الأمويين الذين لم يجرأوا علي دفن العلويين أحياء حتي يزيد ذل القاتل المجرم لم يجرؤ علي اتخاذ ما اتخذه العباسيون بأهل (فخ) من الأسري... أجل لقد زاد هارون و أسلافه جورا فدفن العلويين أحياء و أشاع الثكل و الحزن و اليتم في بيوتهم و ما ترك وسيلة الا اتبعها للبطش و التنكيل بهم و حتي حرمهم من جميع حقوقهم الطبيعية و كان سمت البغض لديه و هو يري يعسوب العلويين [كما قال هو (و أنت يعسوبهم)..]. و سيدهم الامام موسي بن جعفر الكاظم عليه السلام في تلك المكانة التي له بين الناس و في قلوبهم و عقولهم فدفعه لؤمه و عداؤه الموروث الي سجنه ليحرم الناس من الوصول اليه و انتهال علمه و نصائحه و توجيهاته و كم هناك من النفوس الضعيفة التي تبيع نفسها بدريهمات تشري بها تزلفها من هارون الخليفة واشية لدي الطاغية هامسة في أذنه... (خليفتان في الأرض يجبي لهما..) كم من هؤلاء ابتلي بهم الاسلام.. باعوا أنفسهم بثمن بخس.. و منذ اشتراهم معاوية



[ صفحه 305]



(الوضاعون) اشتري ضمائرهم و وجودهم لوضع الأحاديث الكاذبة له... متبارين تقربا و تزلفا و كما لا يخلو عصر و لا أرض من امام حجة، كذلك لا تخلو تلك الأرض من أولئك الطغمة الفاسدة حتي يأتي امام العصر (عج) فيخلص العالم من الشرور و الفساد...