بازگشت

وصف الاعتقال


و جاء في عيون أخبار الرضا عليه السلام عن الطالقاني عن محمد بن يحيي الصولي عن أحمد بن عبدالله عن علي بن سليمان النوفلي قال: سمعت أبي يقول: لما قبض الرشيد علي موسي بن جعفر عليه السلام و هو عند رأس النبي صلي الله عليه و آله و سلم



[ صفحه 317]



قائما يصلي فقطع عليه صلاته و حمل و هو يبكي و يقول: اليك أشكو يا رسول الله ما ألقي، و أقبل الناس من كل جانب يبكون و يضجون فلما حمل الي بين يدي الرشيد شتمه و جفاه، فلما جن عليه الليل أمر ببيتين فهيئا له فحمل موسي بن جعفر عليه السلام الي أحدهما في خفاء و دفعه الي حسان السروي و أمره أن يصير به في قبة الي البصرة فيسلمه الي عيسي بن جعفر بن أبي جعفر و هو أميرها و وجه قبة أخري علانية نهارا الي الكوفة معها جماعة ليعمي علي الناس أمر موسي بن جعفر عليه السلام.

فقدم حسان البصرة قبل التروية بيوم فدفعه الي عيسي بن جعفر نهارا علانية حتي عرف ذلك وشاع أمره. فحبسه عيسي في بيت من بيوت الحبس الذي كان يحبس فيه، و أقفل عليه، و شغله العيد عنه فكان لا يفتح عنه الباب الا في حالتين حال يخرج فيها الي الطهور و حال يدخل اليه فيها الطعام قال أبي: فقال لي الفيض بن أبي صالح: - و كان نصرانيا ثم أظهر الاسلام و كان زنديقا، و كان يكتب لعيسي بن جعفر و كان بي خاصا - فقال: يا أبا عبدالله لقد سمع هذا الرجل الصالح في أيامه هذه في هذه الدار التي هو فيها من ضروب الفواحش و المناكير ما أعلم و لا أشك أنه لم يخطر بباله.

قال أبي: و سعي بي في تلك الأيام الي عيسي بن جعفر بن أبي جعفر علي بن يعقوب بن عون بن العباس بن ربيعة في رقعة دفعها اليه أحمد بن أسيد حاجب عيسي. قال: و كان علي بن يعقوب من مشايخ بني هاشم و كان أكبرهم سنا و كان مع سنه يشرب الشراب و يدعو أحمد بن أسيد الي منزله فيحتفل له و يأتيه بالمغنين و المغنيات و يطمع في أن يذكره لعيسي. فكان في رقعته التي دفعها اليه: انك تقدم علينا محمد بن سليمان في اذنك و اكرامك و تخصه بالمسك و فينا من هو أسن منه، و هو يدين بطاعة موسي بن جعفر المحبوس عندك.

قال أبي: فاني لقائل في يوم قائظ اذ حركت حلقة الباب علي فقلت: ما



[ صفحه 318]



هذا؟ فقال لي الغلام: قعنب بن يحيي علي الباب يقول: لابد من لقائك الساعة فقلت: ما جاء الا لأمر ائذنوا له، فدخل فخبرني عن الفيض بن أبي صالح بهذه القصة و الرقعة، و قد كان قال لي الفيض بعد ما أخبرني: لا تخبر أبا عبدالله فتخوفه، فان الرافع عند الأمير لم يجد فيه مساغا و قد قلت للأمير: أفي نفسك من هذا شي ء حتي أخبر أبا عبدالله فيأتيك فيحلف علي كذبه؟ فقال: لا تخبره فتغمه فان ابن عمه انما حمله علي هذا لحسد له، فقلت له: أيها الأمير أنت تعلم أنك لا تخلو بأحد خلوتك به، فهل حملك علي أحد قط؟ قال: معاذ الله. قلت: لو كان له مذهب يخلاف فيه الناس لأحب أن يحملك عليه قال: أجل و معرفتي به أكثر.

قال أبي: فدعوت بدابتي و ركبت الي الفيض من ساعتي فصرت اليه و معي قعنب في الظهيرة فاستأذنت عليه، فأرسل الي: جعلت فداك قد جلست مجلسا أرفع قدرك عنه، و اذا هو جالس علي شرابه فأرسلت اليه، لابد من لقائك فخرج الي في قميص دقيق و ازار مورد فأخبرته بما بلغني فقال لقعنب: لا جزيت خيرا، ألم أتقدم اليك أن لا تخبر أبا عبدالله فتغمه ثم قال: لا بأس فليس في قلب الأمير من ذلك شي ء قال: فما مضت بعد ذلك الا أيام يسيرة حتي حمل موسي بن جعفر عليه السلام سرا الي بغداد و حبس ثم أطلق ثم حبس و سلم الي السندي بن شاهك فحبسه و ضيق عليه ثم بعث اليه الرشيد بسم في رطب و أسره أن يقدمه اليه ويحتم عليه في تناوله منه ففعل، فمات صلوات الله عليه. [1] .


پاورقي

[1] عيون أخبار الرضا عليه السلام، ج 1، ص 85 - بحار، ج 48، ص 233 -221.