بازگشت

محاولة القتل


و جاء أيضا عن عمر بن واقد قال: ان هارون الرشيد لما ضاق صدره



[ صفحه 319]



مما كان يظهر له من فضل موسي بن جعفر عليه السلام و ما كان يبلغه عنه من قول الشيعة بامامته، و اختلافهم في السر اليه بالليل و النهار خشية علي نفسه و ملكه ففكر في قتله بالسم فدعا برطب فأكل منه ثم أخذ صينية فوضع فيها عشرين رطبة. و أخذ سلكا فعركه في السم و أدخله في سم الخياط و أخذ رطبة من ذلك الرطب فأقبل يردد اليها ذلك السم بذلك الخيط، حتي علم أنه قد حصل السم فيها فاستكثر منه ثم ردها في ذلك الرطب و قال لخادم له: احمل هذه الصينية الي موسي بن جعفر و قل له: ان أميرالمؤمنين أكل من هذا الرطب و تنغص لك به و هو يقسم عليك بحقه لما أكلتها عن آخر رطبة فاني اخترتها لك بيدي، و لا تتركه يبقي منها شيئا و لا يطعم منها أحدا.

فأتاه بها الخادم و أبلغه الرسالة فقال: ائتني بخلال فناوله خلالا و قام بازائه و هو يأكل من الرطب و كانت للرشيد كلبة تعز عليه فجذبت نفسها و خرجت تجر سلاسلها من ذهب و جوهر حتي حاذت موسي بن جعفر عليه السلام فبادر بالخلال الي الرطبة المسمومة و رمي بها الي الكلبة فأكلتها فلم تلبث أن ضربت بنفسها لاأرض و عوت و تهرت قطعة قطعة و استوفي عليه السلام باقي الرطب و حمل الغلام الصينية حتي صار بها الي الرشيد فقال له: قد أكل الرطب عن آخره؟ قال: نعم يا أميرالمؤمنين قال: فكيف رأيته؟ قال: ما أنكرت منه شيئا يا أميرالمؤمنين قال: ثم ورد عليه خبر الكلبة و أنها قد تهرت و ماتت، فقلق الرشيد لذلك قلقا شديدا و استعظمه و وقف علي الكلبة فوجدها متهرئة بالسم، فأحضر الخادم و دعا له بسيف و نطع و قال له: لتصدقني عن خبر الرطب أو لأقتلنك فقال: يا أميرالمؤمنين اني حملت الرطب الي موسي بن جعفر و أبلغته سلامك و قمت بازائه فطلب مني خلالا فدفعته اليه فأقبل يغرز في الرطبة بعد الرطبة و يأكلها حتي مرت الكلبة فغرز الخلال في رطبة من ذلك الرطب فرمي بها فأكلتها الكلبة و أكل هو باقي الرطب فكان ما تري يا أمير



[ صفحه 320]



المؤمنين. فقال الرشيد: ما ربحنا من موسي الا أنا أطعمناه جيد الرطب و ضيعنا سمنا و قتل كلبتنا، ما في موسي حيلة. [1] .

لقد لبث عليه السلام في حبس عيسي سنة حضه الرشيد فيها مرارا علي قتله غير أنه لم يجرؤ أن يقدم علي هذا الأمر الشنيع، كما منعه من ذلك جماعة من خواصه و يقول أحد عيون عيسي الذي كلف بمراقبة الامام عليه السلام: كنت أسمعه كثيرا يناجي ربه فيقول: يار ب ما زلت أسألك أن ترزقني زاوية اعتزل بها و أخلو فيها للتعبد لك في سكون و راحة بال و أشكرك لأنك استجبت لي و أعطيتني ما أردت..


پاورقي

[1] البحار، ج 48، ص 223.