بازگشت

كم من ظلام




قالت سطور للرواة تدور

ان الرشيد و قد سقاه غرور



فانحط في درك الصفاقة موغلا

يجني الهشيم و بالهشيم شرور



يقتات صوت المبعدين و قد سرت

بين المرابع آفة و سعير



من حقد نفس أترعت بكؤوسها

نار العداوة و اللظاة تمور



سفت به الكلمات و هي بغيضة

في عمقها ريح الفجور تفور



من فيه تستاف النتانة مركبا

تغدو اليه مع العتاة تصير



في بؤبؤ الخوف المحيق سلافة

يهفو بها و السابقات تشير



في جس نبض السوء مما أرعفت

كف الأساة و زمجر التنور



في حرف هارون البغي مجلبب

يرتاد سوء البأس فيه شفير



و الأمر من كل الجوانب موصد

بالقتل يبغي و العيون جحور



و الرفض من كل الجنود موجه

قال الرواة و في الحديث نشور



مستدعيا أقوام كفر لا تعي

منهم عقول أو تجيش صدور



من دين رب البيت أية آية

أو أي لفظ مد فيه جذور





[ صفحه 337]



جاءوا و هم خمسون ما من قاري ء

نهج النبي و لا بهم تسطير



و حرابهم بأكفهم و سيوفهم

قد أشهرت و كأن فيه نفير



قد أدخلوا بيتا لقتل ظالم

مأجورة فيه الأكف تصير



و عيون هارون تراقب فعلهم

كي تشتفي نفسي به و شعور



و الباب أوصد دونهم و عيونهم

محدودة نحو الأسير تدور



حتي اذا وقعت عليه كأنما

وقع الحسام علي الرؤوس يطير



خروا و هم يبكون نحوه سجدا

و سلاحهم ألقوه و هو حسير



مد الامام يدا تجس رؤوسهم

و بحرفه الحاني ترش عبير



و دموعهم فوق الخدود يخدها

ألم به ارتعدت عليه نحور



فدعاهم بلغاتهم و كلامهم

يدعو لهم و الدمع سال غزير



موسي بن جعفر و الوحوش تهابه

و الطير تحنو و الرشيد كفور



لما رأت عيناه ذاك تمردت

و بصوته الباغي يموت ضمير



صاحت قماءته التي قد ألهبت

جوفا تدير به الرحاة شرور



أخرجهم كي لا تكون مصيبة

بل فتنة بين الأنام تصير



و القهقري يمشون اجلالا و قد

نكسوا رؤوسا و الوجوم يشير



و يدون ما استئذان شدوا خيلهم

ركبا لموطنهم مضوا و سعير



في قلب هارون و قلب وزيره

يشري و تستشري هناك نحور



كم دس من سم و كم من مرة

بالقتل أقسم و اللظاة تخور



كم حاك من ظلم ينيخ ركابه

كم من يمين قد سقته فجور



كم من سجون حاك بين ظلامها

ظلما يفوح به الحديد يجور



كم من قيود كم رتاج كم أسي

ساق الرشيد و للرشيد مصير



و الله ينظر و الكتاب مسطر

لغد و في نار الحطيم طمور



للكافرين القاتلين أئمة

للظالمين جهنم و سعير



و بذمة الله العلي لكاظم

و مع الجنان الي الرسول يصير



بوئت ما قال النبي أسيدي

يا ابن النبي مجاهد و نصير





[ صفحه 338]



لقد نقل عليه السلام من سجن الفضل بن يحيي و هو الذي كان يوسع عليه في حياته اليومية و في مأكله و مشربه و حاجاته تقربا من الله و خوفا لما وجد عليه الامام عليه السلام من التقي و الورع. حمله السندي بشرطته مكبلا مقيدا مأسورا... ما روعيت قرابته من الرسول و لا روعيت سنه و لا مقامه... (لربما الذئب يرأف بالخروف عند أكله لكن هؤلاء الوحوش الذئاب الشرسة الكلبة أني لها الرأفة..).