بازگشت

الوصية


و لم يهمل عليه السلام أمر الامامة فهدي شيعته طريق الحق و بين لهم الحجة من بعده، و قد أشهد علي وصيته عليه السلام اسحاق بن جعفر بن محمد و ابراهيم ابن محمد الجعفري و جعفر بن صالح الجعفري و معاوية الجعفري و يحيي بن الحسين بن زيد و سعد بن عمران الأنصاري و محمد بن الحارث الأنصاري و يزيد بن سليط الأنصاري و محمد بن جعفر الأسلمي. أشهدهم أنه يشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له و أن محمدا عبده و رسوله و أن الساعة آتية لا ريب فيها و أن الله يبعث من في القبور و أن البعث بعد الموت حق و أن الحساب و القصاص حق و أن الوقوف بين يدي الله عزوجل حق و أن ما جاء به محمد صلي الله عليه و آله و سلم حق حق حق و أن ما نزل به الروح الأمين حق علي ذلك أحيا



[ صفحه 342]



و عليه أموت و عليه أبعث ان شاء الله.

أشهدهم أن هذه وصيتي بخطي و قد نسخت وصية جدي أميرالمؤمنين عليه السلام و وصايا الحسن و الحسين و علي بن الحسين و وصية محمد بن علي و وصية جعفر بن محمد عليهم السلام قبل ذلك حرفا بحرف و أوصيت بها الي علي ابني و بني بعده ان شاء الله و آنس منهم رشدا و أحب اقرارهم فذلك له، و ان كرههم و أحب أن يخرجهم فذلك له، و لا أمر لهم معه، و أوصيت اليه بصدقاتي و أموالي و صبياني الذين خلفت و ولدي و الي ابراهيم و العباس و اسماعيل و أحمد و أم أحمد و الي علي أمر نسائي دونهم و ثلث صدقة أبي و أهل بيتي يضعه حيث يري و يجعل منه ما يجعل ذو المال في ماله ان أحب أن يجيز ما ذكرت في عيالي فذاك اليه و ان كره فذاك اليه، و ان أحب أن يبيع أو يهب أو ينحل أو يتصدق علي غير ما وصيته فذاك اليه و هو أنا في وصيتي في مالي و في أهلي و في ولدي.

و ان رأي أن يقر اخوته الذين سميتهم في صدر كتابي هذا أقرهم و ان كره فله أن يخرجهم غير مردود عليه و ان أراد رجل منهم أن يزوج أخته فليس له أن يزوجها الا باذنه و أمره، و أي سلطان كشفه عن شي ء أو حال بينه و بين شي ء مما ذكرت في كتابي فقد بري ء من الله تعالي و من رسوله، و الله و رسوله منه بريئان و عليه لعنة الله و لعنة اللاعنين، و الملائكة المقربين و النبيين و المرسلين أجمعين و جماعة المؤمنين، و ليس لأحد من السلاطين أن يكشفه عن شي ء لي عنده بضاعة و لا لأحد من ولدي، ولي عنده مال. و هو مصدق فيما ذكر من مبلغه ان قل أو كثر فهو الصادق و انما أردت بادخال الذين أدخلت معه من ولدي التنويه بأسمائهم و أولادي الأصاغر و أمهات أولادي من أقام منهن في منزلها و في حجابها فلها ما كان يجري عليها في حياتي ان أراد ذلك و من خرج منهن الي زوج فليس لها أن ترجع الي خزانتي الا أن يري علي ذلك، و لا يزوج بناتي أحد من اخوتهن و من أمهاتهن و لا سلطان و لا عمل لهن الا برأيه



[ صفحه 343]



و مشورته. فان فعلوا ذلك فقد خالفوا الله تعالي و رسوله صلي الله عليه و آله و سلم و حادوا في ملكه و هو أعرف بمناكح قومه ان أراد أن يزوج زوج و ان أراد أن يترك ترك. و قد أوصيتهن بمثل ما ذكرت في صدر كتابي و أشهد الله عليهن.

و ليس لأحد أن يكشف وصيتي و لا ينشرها و هي علي ما ذكرت و سميت فمن أساء فعليه و من أحسن فلنفسه و ما ربك بظلام للعبيد و ليس لأحد من سلطان و لا غيره أن يفض كتابي الذي ختمت عليه أسفل فمن فعل فعليه لعنة الله و غضبه و الملائكة بعد ذلك ظهير و جماعة المسلمين و المؤمنين، و ختم موسي بن جعفر و الشهود. [1] .

و جاء أن عبدالله بن محمد الجعفري قال: قال العباس بن موسي عليه السلام لابن عمران القاضي الطلحي: ان أسفل هذا الكتاب كنز لنا و جوهر يريد أن يحتجزه دوننا و لم يدع أبونا شيئا الا جعله له و تركنا عالة. فوثب عليه ابراهيم بن محمد الجعفري فأسمعه و وثب اليه اسحاق بن جعفر ففعل به مثل ذلك، فقال العباس للقاضي: أصلحك الله فض الخاتم و اقرأ ما تحته فقال: لا أفضه لا يلعنني أبوك. فقال العباس: أنا أفضه، قال: ذلك اليك، ففض العباس الخاتم فاذا فيه اخراجهم من الوصية و اقرار علي وحده و ادخاله اياهم في ولاية علي ان أحبوا أو كرهوا أو صاروا كالأيتام في حجره و أخرجهم من حد الصدقة و ذكرها، ثم التفت علي بن موسي عليه السلام الي العباس فقال: يا أخي اني لأعلم أنه حملكم علي هذا الغرام و الديون التي عليكم، فانطلق يا سعد فتعين لي ما عليهم و اقضه عنهم و اقبض ذكر حقوقهم و خذ لهم البراءة فلا و الله لا أدع مواساتكم و بركم ما أصحبت و أمشي علي ظهر الأرض فقولوا ما شئتم، فقال العباس: ما تعطينا الا من فضول أموالنا و ما لنا عندك أكثر. فقال: قولوا ما شئتم فالعرض عرضكم، اللهم أصلحهم و أصلح بهم و اخسأ



[ صفحه 344]



عنا و عنهم الشيطان و أعنهم علي طاعتك، و الله علي ما نقول وكيل، قال العباس: ما أعرفني بلسانك و ليس لمسحاتك عندي طين. ثم ان القوم افترقوا.

و جاء في عيون أخبار الرضا عليه السلام عن أحمد بن ادريس، عن محمد بن أبي الصهبان عن صفوان بن يحيي عن عبدالرحمن بن الحجاج قال: بعث الي أبوالحسن عليه السلام بوصية أميرالمؤمنين عليه السلام و بعث الي بصدقة أبيه مع أبي اسماعيل مصادف، و ذكر صدقة جعفر بن محمد عليه السلام و صدقة نفسه (بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما تصدق به موسي بن جعفر، تصدق بأرضه مكان كذا و كذا و حدود الأرض كذا و كذا و نخلها و أرضها و مائها و أرجائها و حقوقها و شربها من الماء و كل حق هو لها في مرفع أو مظهر أو عنصر، أو مرفق، أو ساحة، أو مسيل، أو عامر، أو غامر تصدق بجميع حقه من ذلك علي ولده من صلبه الرجال و النساء يقسم و اليها ما أخرج الله عزوجل من غلتها بعد الذي يكفيها في عمارتها و مرافقها و بعد ثلاثين عذقا يقسم في مساكين أهل القرية بين ولد موسي بن جعفر للذكر مثل حظ الأنثيين فان تزوجت امرأة من ولد موسي بن جعفر فلا حق لها في هذه الصدقة حتي ترجع اليها بغير زوج، فان رجعت كانت لها مثل حظ التي لم تتزوج من بنات موسي و من توفي من ولد موسي و له ولد، فولده علي سهم أبيهم للذكر مثل حظ الأنثيين علي مثل ما شرط موسي بين ولده من صلبه و من توفي من ولد موسي و لم يترك ولدا رد حقه علي أهل الصدقة.

و ليس لولد بناتي في صدقتي هذه حق الا أن يكون آباؤهم من ولدي و ليس لأحدف في صدقتي حق مع ولدي و ولد ولدي و أعقابهم ما بقي منهم أحد فان انقرضوا و لم يبق منهم أحد فصدقتي علي ولد أبي من أمي ما بقي منهم أحد ما شرطت بين ولدي و عقبي، فان انقرض ولد أبي من أمي و أولادهم فصدقي علي ولد أبي و أعقابهم ما بقي منهم أحد فان لم يبق منهم أحد



[ صفحه 345]



فصدقتي علي الأولي فالأولي حتي يرث الله الذي ورثها و هو خير الوارثين.

تصدق موسي بن جعفر بصدقته هذه و هو صحيح صدقة حبيسا بتا بتلا لا مثنوية فيها و لا رد أبدا. ابتغاء وجه الله تعالي و الدار الآخرة و لا يحل لمؤمن يؤمن بالله و اليوم الآخر أن يبيعها أو يبتاعها أو يهبها أو ينحلها أو يغير شيئا مما وضعتها عليه حتي يرث الله الأرض و من عليها).

و جعل صدقته هذه الي علي و ابراهيم فان انقرض أحدهما دخل القاسم مع الباقي مكانه فان انقرض أحدهما دخل اسماعيل مع الباقي منهما فان انقرض أحدهما دخل العباس مع الباقي منهما فان انقرض أحدهما فالأكبر من ولدي يقوم مقامه فان لم يبق من ولدي الا واحد فهو الذي يقوم به [2] قال: و قال أبوالحسن عليه السلام: (ان أباه قدم اسماعيل في صدقته علي العباس و هو أصغر منه)، و هذا الوقف الذري هو بعض ميراثه عليه السلام و بعض خيراته حيث خص به أبناؤه و ذريته لتقوم تلك الغلة بشؤونهم و تغنيهم عما في أيدي الناس.


پاورقي

[1] البحار، ج 48، ص 280 - 276.

[2] عيون أخبار الرضا عليه السلام، ج 1، ص 37 - البحار، ج 11، ص 216 -215.