بازگشت

و مات الامام موسي


لقد مات الامام مات أبر الناس بالناس و أعطفهم علي الفؤاد و أحلمهم و أكظمهم للغيظ، لحق بالرفيق الأعلي عليه السلام و فاضت نفسه الزكية الي بارئها و لقد خسر الاسلام و المسلمون ألمع شخصية كانت تذب عن السلام و تناضل لأجل كلمة التوحيد و تطالب بحقوق المسلمين و تشجب كل اعتداء غادر عليهم.. مظلوم مقهور مضي عليه السلام مسجون معذب منتهك حرمته مغلول قدميه.. حيث لم يصانع الطاغية و لم يجاريه فقد تصدي له في اسرافه و مجونه و تبذيره لأموال المسلمين و كان عليه السلام صوت العدل و رافع راية الحق.. و ملاذ المستضعفين فالسلام عليك يا موسي يا ابن جعفر و السلام علي آبائك و السلام علي أبنائك السلام عليك يوم ولدت و يوم مت و يوم تبعث حيا..



[ صفحه 360]



و كان رجب و قد مضي أكثره و بقي خمسة أيام لعام ثلاث و ثمانين و مائة يوم الجمعة..

و قيل ان الامام موسي عليه السلام سأل السندي عند وفاته أن يحضره مولي له ينزل عند دار العباس بن محمد في أصحاب القصب ليغسله ففعل ذلك قال السندي: و سألته أن يأذن لي أن أكفنه فأبي و قال: انا أهل بيت مهور نسائنا و حج صرورتنا و أكفان موتانا من طهرة أموالنا و عندي كفني، فلما مات أدخل عليه الفقهاء و وجوه أهل بغداد و فيهم الهيثم بن عدي و غيره فنظروا اليه لا أثر به و شهدوا علي ذلك و أخرج فوضع علي الجسر ببغداد و نودي هذا موسي بن جعفر قد مات فانظروا اليه فجعل الناس يتفرسون في وجهه و هو ميت عليه السلام قال: و حدث رجل من بعض الطالبيين أنه نودي عليه هذا موسي بن جعفر الذي تزعم الرافضة أنه لا يموت فانظروا اليه فنظروا اليه.



يا دمعة سحت و فاض غمام

لموسد فوق الحصاة... امام



بعباءة لفوه فهو مجلل

من فوق جسر و الأنام ضرام



وقفوا و في عمق الصدور جراحهم

و الصمت نار و اللظاة سهام



و الراية السوداء فوق رؤوسهم

سوداء تسحب ذيلها الأيام



اذ تنعق الغربان في أفواههم

هذا امام الرافضين حطام



قد مات حتف الأنف و هو موسد

فلتنظروه فما عليه لثام



هذا ابن جعفر و الألوف تجمهرت

و غدا علي الجسر المقام ترام



ما ظنهم أن الامام مواعد

في جمعة و الموت فيه يشام



و القاتل السندي فوق حصانه

يعوي فتنبح بالجراء لئام



و النهر من جور العتاة بثورة

كالنار ما ابيضت بها الأرقام



مدت بشدقيها و قد بلغ الزبي

موج لتلقف من به الاجرام



و اسم الخبيث ابن الخبيث يلفه

و الطهر في موسي الامام ينام



فاجتث دابرهم سليمان و قد

غامت به الأحزان و الآلام





[ صفحه 361]



قال الرواة و قد بدت غلمانه

ضربا بكل مسود يحتام



أخذوا من الأوباش جثة كاظم

و علي المفارق قامت الأنسام



في نقل حرف طيب و لطيب

موسي بن جعفر و العبير خزام



و سعي الأنام بعيد غسله فارتقوا

دربا حفاة كلها الأقدام



خلف الجنازة و الدموع تهاطلت

و مقابر لقريش صار لزام



حفروا له قبرا ففاح معطرا

بالمسك من عطر الجنان سلام



يا للمسيب بالوصية يستقي

نحو الرضا عهد اليه امام



بوصاية قد قالها موسي الذي

في تربة قد حرقت و رقام



الا تراب السبط فهو شفاء من

بالنهج سار و بالولاء لزام



ظنوا و ما كف بهم قد غسلت

أو ألحدت أو دبت الأقدام



حيث الرضا بيديه غسل والدا

فهو الامام يقوم فيه امام



يحنوطه و بغسله و بدرجه

ثم الصلاة عليه حين يرام



و اذ المسيب منصت لكلامه

قولا بلا شك عليه سلام



و دنا علي قائلا لمسيب

مثلي كيوسف و الفعال ختام



نص الامام علي الامام اذ الرضا

من بعد موسي قائم و يقام



من يثرب قد جاء يشهد والدا

و المنكرون منافق و طغام



و من المسيب عين قلب وامق

ضم السحائب و الوجود قتام



و بعشر تمرات سقين السم من

كيد الرشيد و في الجران جمام



لهفي عليك ابن الكرام مسمما

بالحبس و السندي منك كهام



أي كاظم الغيظ الذي بفعاله

دهش الأنام و زالت الأوهام



فالعابد البر الصلوح هو الذي

ضمن الاهاب تلوذه الأحكام



و يخافه المتكالبون علي الدنا

و الغاصبون الحق و الحكام



و من افتروا كذبا بدين محمد

و من اشتروا بخسا، بهم نحام



دسوا له السم افتراء ويحهم

من يوم جمع تشهد الأرحام



يوم القسيم علي الصراط مسائلا

شاهت وجوه القاتلين و جاموا





[ صفحه 362]





في كل دائرة العذاب جحيمهم

و النار تلفح و العيون غمام



لهفي عليك فدتك نفسي مؤمنا

صرحا تذب و في يديك دعام



باب الحوائج سيدي يأتوك من

ضيم ينيخ و للظلام ختام



من قبس ضوء الحق هديا للذين

اليك ملتجأ لهم و زمام



فانظر لمن ضاقت بهم رحب الدنا

و اسمع أنين الحرف حين ينام



هذي قلوب المؤمنين تجيش في

صدر الزمان و في الصدور أوام



تدعو امام العصر يضرع كفها

لله في فرج عليك سلام



قالوا و حمل و دفن في مقابر قريش.