بازگشت

الجنازة


لقد شيعت بغداد الامام عليه السلام فلم تر مثل يومها ذاك فقد خرج البر و الفاجر و الصالح و الطالح لتشييع سبط النبي و الفوز بحمل جثمانه و سارت المواكب تجوب الشوارع و الطرقات و تردد أناشيد اللوعة و الحزن يتقدم المشيعين (الرشيد كما روي ذلك) و اجم حزين يترحم علي الامام و يظهر البراءة من دمه و خلفه البرامكة [1] (علي أن الرشيد لم يكن موجودا و لم يحضر جنازة الامام عليه السلام لأنه كان بالرقة). و كبار الموظفين و المسؤولين من رجال الحكم يتقدمهم سليمان و هو حافي القدمين حاسر الرأس و أمام النعش مجامير العطور و في سوق الرياحين وضع الجثمان قليلا [2] ... و الي باب التبن سار



[ صفحه 366]



الموكب يسوده الحزن و الوجوم و في مقابر قريش أنزله في مقره الأخير سليمان بن أبي جعفر مذهول اللب خائر القوي...

و نعود لابن سويد حيث يقول ضاقت صدورنا من الألم و الانتظار و كنا نرقب خروج الامام و كانت عائلته في أسي و لوعة فحاولت أن أصل اليه بمختلف الطرق فأرضيت السجانين الي أن دخلت عليه و لما رآني مقبلا قال لي مكانك يا ابن سويد حتي يؤتي اليك بشمعة ثم دخلت فوجدته قد افترش عباءته و استقبل القبلة فقلت له: سيدي، و الله لقد ضاقت صدورنا من الانتظار فمتي تكون أيام الفرج، قال لي: يا ابن سويد الفرج قريب، قلت: متي؟ قال: الجمعة الآتية و الموعد علي الجسر ببغداد..


پاورقي

[1] حضارة الاسلام في دار السلام، ص 126.

[2] الأنوار البهية، ص 99.