يا سائلا
في حب هارون تلظي سعير
و به الظلامة و الظلام قفير
و الجور يوغر في الصدور يهيجها
و ينيخ في ليل بكاه أسير
شوقا لترب محمد و لآله
شوقا لتذكار بهن قبور
ضم البقيع و في البقيع أحبة
و به الهتون الي القلوب يسير
تستاقه الريح العصوف و تلتجي
فيه النفوس الي الغمام تطير
تشكو لرب البيت ظلما طاغيا
يجتاح آفاقا، تنيخ شرور
تنزو بفسق فوق منبر أحمد
و تلوذ بالجدران و هي تمور
لا لهفتي تجلي الأساة و لا بما
نبض الصدور بخافقيه يجير
يا سائلا عما بهن جحور
عن كل كوكبة أتاها نفير
و عن القيود عن السلاسل ما بها
كيف الصلاة و للحديد زفير
و ذوو الخساسة قد غدت أحكامهم
تسري و صوت الحق فيه أسير
و الأكرمون علي الترائب قيدت
أقدامهم و الأرزلون صقور
يا كيف تكتب أحرف دمع السما
يا كيف ينبض في الصخور ضمير
يا حب هارون و فيك بدور
تذوي و ما بين الدمقس حقير
شتان ما بين الثريا و الثري
بين الامام و ساجنيه تدور
ابن ابن بنت محمد خير الألي
بعباءة تبكيه حيث يصير
مسجي علا جسر الرصافة مدرجا
و النار تغلي و الصدور زفير
[ صفحه 369]
و الموبقات تجللت بحروفهم
تعوي و في صوت الكلاب سعير
خسئت بهم تلك النفوس وليتها
تصحو لتلعن نفسها و تثور
حمت بها ريح الجنون فأفلست
و الموج عات و العبور عسير
[ صفحه 370]