سيدي يا رسول الله
يبكيك ما يسقي الغمام و يلثم
و بما بها الريح البحار تتمتم
تبكيك أنسام بظلك سيدي
تستأنس الأطيار و هي تحوم
يبكيك حري و الدموع هواطل
كالودق من عين السماء يحمحم
يا ساقي الدنيا الأمان برحمة
مما به التنزيل جاء يكرم
هلا سقيت فؤاد وامقة ندي
منه السحائب تستقي و الأنجم
عزريل آه سيدي مستأذنا
قد جاء ملتمسا و ربك يعلم
كم داف من حزن و حط بأعين
كم جاوز الحرف الذي يتألم
كم قد تحرق مدنف و بلوعة
ساق الدموع مكفكفا يتضرم
يبكيك قلب من دم تخفاقه
هلا نظرته كالثواقب يألم
تجتاح فوديه الرعود و تنحني
في صمت ثاكلة و حرفها أبكم
يا خيرة الله. اصطفاك لأمة
هديا و خارك للأنام تعلم
من ذا الذي يقري الحروف أساتها
و يمد ساكبة الهواطل يقحم
و يزيل كل غشاوة عن أعين
عمهت و كانت بالجهالة تقسم
يا راكب البيداء تطرق بابها
ان كنت تجهل ما المفاوز تولم
فاشدد حيازيم التأسي و التمس
بعض الذي من بعض غيث زمزم
فالنار في حلق السماء يهيجها
عصف من الآلام يلقمه الفم
ساقته و الأنفاس يتلو بعضها
بعضا و تنهل المآقي ترسم
[ صفحه 444]
لدوائر الحزن السحائب مرقدا
و الغيث دمعا و السطور تترجم
يا بائع الكلمات في سوق اللظي
من ذا الذي عند البلية يرحم
لو كنت أعلم أن سيقي قاطع
لركبت دربا غير أني أقحم
كل المصاعب رغم خوف و لوجها
و أسوق نفسي و الردي يتقزم
في وجه اعصار الارادة يرتمي
كوريقة بمهب ريح تعدم
فالموت ذاك خرافة في برزخ
نحو الخلود و اذ تلوذ الأنجم
بمسارب الريح اتقاء هبوبها
فالسنديان به الجذور تقاوم
و تشد كالأم الحنون لصدرها
جسدا لطفل كالندي يتبرعم
ليكون منها خافقا متوفزا
قلبا يدق كما عناه الضيغم
فاسلك فؤادي درب عز خالد
أو كن شهيدا للفدا تتقدم
لك بالذين استبسلوا و استشهدوا
و من اغتدوا نبراس قربان هم
للحق شاء الحق يسقي دربهم
نورا و شاء بهم صراطا ينعم
يا خالق الأكوان هذي جعبتي
ملأي بألوان التساؤل تفعم
تقتات من نفسي و أحمل وزرها
و أغوص في حرف لعلي أعلم
يبكي بي الحزن المقيم كأنني
بصروف دهر قد جبلت و أرسم
و ألوذ في طيف تراه بصيرتي
في عين قلب بالأسي يتلطم
يبكي و قد بكت البتول بدمعها
في بيت أحزان كما يبكي الدم
في صدري المضني تحشرج آهة
كالنار في جمر الغضي تتضرم
كيف السبيل و أنت وحدك سيدي
و القوم في هرج السقيفة قد عموا
غرتهم الدنيا فساقوا خلفها
من شر أنفسهم تحيك و تبرم
و البضعة الزهراء تمسك نفسها
و كذا هما الحسنان دمعا يسحم
و الروح منك تفيض حيث المرتضي
أوصيت في ألف لباب تلقم
و لكل باب منه ألف قد وعت
أذن و قلب بالفضائل يزحم
هو أول يا سيدي هو آخر
هو ظاهر هو باطن بك أقسم
و الرأس منك موسد مستأنس
بالصدر يسمعه الخفوق يكلم
[ صفحه 445]
صدر الوصي المرتضي من ضمه
و الدمع من مؤق تراه يتمتم
يبكي رحيلك و هو يعلم في غد
ماذا يحمل بآل بيتك اذ هم
في حمل عب ء قد علمت بثقله
و علمت ما القوم استعار فيهم
و بكيت و الهفي عليك تقولها
أبكي لما بغد يكون الأعظم
اذ قلت: اني تارك يا سيدي
و العترة الأطهار من ذا يرحم
و أبوقحافة قد تقمص ثوبها
و اختار من فدك لنار يضرم
رحماك ضج بي الحنين و أبرقت
بالقلب أنوار و أنت الأحكم
يا خير خلق الله كيف أترجم
و النطق في حرف غدا يتلعثم
أبكيك يوم بكتك بضعتك التي
في بيت أحزان لها يتألم
و عقيلة الأحرار زينب طفلة
تبكي كما أم بكت و الأنجم
يا آه من ظلم الحياة بفقد من
هم للحياة وجودها، هل آثم
ان هاج بالشعر البكاء تأسيا
و الي العقيلة قد تأبط يبرم
عهدا بأن يبقي اللسان مترجما
نبض الحروف و لو بدت تتبسم
و الدمع يجري من مآقيها التي
من حب آل كحلها و البلسم
يا ساقي الشفتين بسمة نهلة
فاسق المدامع سيدي اذ تقسم
نورا تخط به الملاحم ترتجي
قربا اليكم اذ يبوح به الفم
يا سيد الكونين فارحم وامقا
و اعطف عليه فقد ضناه العلقم
و تكالبت جلف الوجوه لنهشه
في عالم غطي العيون و يبهم
رحماك يا من للسماء رفعتها
من دون ما عمد نري أو نعلم
رحماك في ذكري الرحيل و قد بدت
عين السماء تفيض و دقا تضرم
بالقلب من نار الجوي تكوي بها
مؤق الحداق بلوعة لا ترحم
صلت عليكم عترة المختار في
دقات قلب بالدعا يترنم
يا قاري ء الأشعار فاقري تربهم
في السلام عليهم نطق الفم
رحماك يا رباه رحمتك التي
وسعت، فقلبي عند بابك يألم
[ صفحه 446]
يتلو الكتاب و يرتجي بصلاته
ألف الصلاة علي النبي و من هم
نور الوجود، الآل، من قد أذهب الرحمن
عنهم كل رجس يأثم
صلت عليكم سيدي في دوحكم
أهل السماوات العلا و الأنجم
و حروف شعري و الخفوق و مقلتي
و الريح صلت و النهي و الأنسم
28 صفر 1423
م. كوثر شاهين
[ صفحه 447]